Don't let your husband know! - 83
عبست بيلادونا وشهقت.
شعرت بانفصالٍ غريبٍ لجسدها عن روحها.
أشعر بالدوار …….
“قديسة؟ لماذا بِتِّ فجأةً هكذا؟”
أمال تيموثي رأسه وسأل، مُلاحِظًا حالتها غير العادية.
لـ لا أعرف …….
كان تنفّسها يتسارع أكثر فأكثر. أمسكت بيلادونا بصدرها المختنق وسعلت.
فوجئ تيموثي بتبدّل حالها المفاجِئ، فقفز من مقعده. تردّد للحظةٍ ثم دعم بيلادونا.
“يا قديسة، من فضلكِ انتظري لحظة! سأصحبكِ إلى الطبيب على الفور!”
أمسك تيموثي بكتفي بيلادونا بوجهٍ شاحب.
أوه …….
اتكأت بيلادونا عليه، وشعرت بألمٍ لا يمكن السيطرة عليه في صدرها. حاولت إجبار نفسها على المشي، لكن ركبتيها الضعيفتين سرعان ما استسلمتا. فقدت توازنها وسقطت على الأرض.
“أوه، لا …….”
رفعها تيموثي بقوّةٍ من مقعدها.
“اعذريني للحظة، يا قديسة!”
أغمض عينيه بإحكامٍ وكأنه يصلي، ووضع يديه على ظهر بيلادونا ودعم ركبتيها من الخلف، ورفعها.
كان مؤلمًا.
ما هذا ……؟ هل هو تأثير الإكسير؟ بعد كلّ شيء، لم يكن الدواء المناسب لقديسةٍ مزيفةٍ مثلي …….
“مـ من فضلكم فليساعدني أحدكم هنا! القديسة في حالةٍ غريبة!”
صاح تيموثي بوجهٍ منزوع الروح. كان يصرخ عن قربٍ شديد، لكن صوته بدا وكأنه يبتعد أكثر فأكثر.
معدتي تؤلمني ……
مع وجه تيموثي المليء بالدموع كآخر شيءٍ التقطه ذهنها، فقدت بيلادونا وعيها تمامًا.
* * *
“…… أين أنا؟”
ارتجفت بيلادونا، التي كانت تتمتم بغير وعي، وأمسكت برقبتها.
خـ خرج صوتي؟ منذ متى؟
“آه، آه …..! أوه، هاه! إنه يخرج حقًا؟”
صرخت بيلادونا بسعادة. كان صوتها الذي سمعته بعد كلّ هذا الوقت الطويل.
{هل أنتِ بهذه الدهشة حقًا؟}
في تلك اللحظة، رنّ صوتٌ غير معروفٍ في رأسها. ذُعِرت بيلادونا، وأدارت رأسها ونظرت حولها.
“ما هذا …… أين هذا المكان؟”
مساحةٌ زرقاء فارغةٌ لا يوجد بها شيء. لم أستطع معرفة من أين أتى، لكنني سمعتُ صوت تدفّق الماء بشكلٍ متقطّع.
كانت بالتأكيد المرّة الأولى التي أكون فيها هنا، لكن بطريقةٍ ما بدا الأمر مألوفًا.
نظرت بيلادونا إلى المسافة بوجهٍ محتار. ألم يكن هناك شيءٌ في النهاية؟
{إنه ليس من هناك، إنه هنا. ما زلتُ لا أملك أيّ حِسٍّ بالاتجاهات.}
ارتجفت بيلادونا عند الصوت مرّةً أخرى واستدارت بسرعة.
في مساحةٍ حيث لم يكن هناك أحدٌ بوضوحٍ قبل لحظة، رأت دبًّا كبيرًا وشخصًا يركب عليه.
“مَن، مَن أنتِ؟”
{هممم، أصبح شرح الأمر في كلّ مرّةٍ مملًّا.}
بطريقةٍ ما، فتحت بيلادونا عينيها على اتساعهما مندهشةً بعد رؤية المرأة التي كانت تنطق بالكلمات.
شعرٌ فضيٌّ يصل إلى خصرها وعينين زرقاوتين. هذا المظهر ….. ؟
{لقد سئمتُ من المفاجأة في كلّ مرّة. ربما كان يجب أن أحفظ ذكرياتكِ عن هذا المكان؟}
ما الذي تتحدّث عنه على وجه الأرض؟
عبست بيلادونا وتراجعت خطوةً إلى الوراء.
حدّقت فيها القديسة بحدّة، ثم ابتسمت بمرحٍ وكأن كلّ شيءٍ كان مزحة.
{أكنتِ تفعلين شيئًا ممتعًا مؤخّرًا؟}
شـ شيءٌ ممتع …… ؟
بينما وقفت بيلادونا هناك بارتباكٍ دون إجابة، قفزت القديسة من الدُّبّ ووقفت على الأرض.
اقتربت من بيلادونا، التي كانت لا تزال تنظر بحذر، وقالت.
{ألم تكوني تبحثين عن صديقي القديم فابيون وآثاري؟}
هـ هذا صحيح ……
“بـ بأيّ فرصة …… هل أنتِ مستاءة؟”
{ماذا؟ أهاهاهاها!}
انفجرت القديسة في الضحك، ربما لأن كلمات بيلادونا كانت مضحكة. انحنت إلى خصرها وضحكت لفترة، ثم قامت بتقويم الجزء العلوي من جسدها الذي كان منحنيًا لأسفل ومسحت الدموع في عينيها.
{أوه، أنتِ لطيفة. هل كنتِ تفكّرين في مشاعري؟}
“…….”
{لم أشعر بالإهانة على الإطلاق، لذا لا تقلقي. بل اعتقدتُ أنكِ أحسنتِ صنعًا. لقد شجّعتُكِ كثيرًا. على الرغم من أنني كنتُ حزينةً بعض الشيء عند رؤية صدمتكِ ببروناس.}
الآن بعد أن فكّرتُ في الأمر …… !
فتحت بيلادونا فمها بسرعة.
“هل تعرّضتِ للاعتداء من قِبَل البابا بالصدفة؟ لقد تجرّأ ذلك الوغد الشرير …… !”
{لا تتوتّري كثيرًا. سوف يُعاقَب لاحقًا على أيّ حال. لا يُفلِت من عقاب الإله من يفعل شيئًا كهذا أبدًا.}
“مهما كان الأمر! كيف بحق الجحيم ……”
{بالمناسبة، ألا يجب عليكِ ألّا تثقي كثيرًا في كلمات الآخرين؟}
“هاه؟”
عندما اكتست الحيرة وجه بيلادونا، خفضت القديسة رأسها ووضعت خدها على راحة يدها.
{هممم. ذلك الشيء الذي ابتلعتِه كان سُمًّا. ما الذي كنتِ تفكّرين فيه بحق …….}
“سُـ سُمّ ….. ؟”
سُمّ، وليس دواءً؟
لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا، لابد أن تيموثي قد …….
{أوه، لا تشكّي في تيموثي الطيب. لابد أنه كان يعتقد أنه منشّطٌ دون أدنى شك. لقد وضعتُه في نفس الزجاجة مع المنشط الذي أستمتع به عادةً.}
“إذن لماذا السُمّ …… لقد وجدتُه في دُرج القديسة في غرفة الاعتراف.”
{كنتُ أستعدّ لموقفٍ غير متوقّع، لم يخبركِ أحدٌ أن تبتلعيه كلّه.}
“آه، أ-أنا آسفة …….”
{لا تعتذري، ولكن بسبب ذلك، ألم نلتقي قبل الموعد المتوقّع بقليلٍ لإنقاذكِ؟}
قالت القديسة بابتسامة.
قبل الموعد المتوقّع ….. ؟
{لقد كنتِ محبطةً لبعض الوقت، أليس كذلك؟ سأتوقّف عن المزاح.}
“هل تمزحين؟”
{بيلادونا، أنا أثق بكِ. لهذا السبب اخترتُكِ.}
“ما الذي تتحدّثين عنه؟”
سألت بيلادونا، وهي تنظر إلى القديسة التي استمرّت في إلقاء كلماتٍ غير مفهومة. ومع ذلك، لم يكن لدى القديسة الكثير في ذهنها للإجابة.
{لا تتفاجئي كثيرًا عندما تعودين. ثقي بمن تريدين أن تثقي بهم.}
“يا قديسة، من فضلكِ دعيني أفهم …….”
{لقاءاتنا السعيدة دائمًا مبنيّةٌ على أحداثٍ مؤسفة. كم مرّةً أخرى سنتمكّن من اللقاء؟}
أنتِ متهوّرةٌ للغاية، يا قديسة …… ! لا أعرف ما الذي تتحدّثين عنه!
نظرت إليها بيلادونا وكأنها تنظر إلى جدارٍ مرتفعٍ لا تستطيع تسلّقه. اقتربت منها القديسة ودفعت شعرها خلف أذنيها.
{كوني سعيدًا. من أجلي أيضًا.}
في الوقت نفسه، بدأ الفضاء الأزرق يتشوّه من الخارج. نظرت بيلادونا إلى الفضاء المكوّم بعيونٍ مندهشة.
وسرعان ما ابتلعها الظلام قبل أن تتمكّن حتى من الصراخ.
* * *
“عندما أرسلتُ لكَ دعوةً لحفل عيد الميلاد، اعتقدتُ أنكَ مشغولٌ جدًا بالعناية بمنطقتكَ الجديدة، لكنني لم أكن أعرف أنكَ ستقوم بزيارةٍ مفاجئةٍ كهذه.”
“صادف أن لديّ بعض الوقت الفارغ.”
حدّق بروناس في إسكاليون، الذي أجاب بإيجازٍ وكأنه غير مهتمّ، وأجبر زوايا فمه على الارتفاع.
هذا المتغطرس الـ XX ……
“ياللراحة.”
بدلاً من الإجابة، حوّل إسكاليون عينيه ونظر إلى داخل المكتب.
على عكس قصره في جريبلاتا، كان مكانًا فخمًا للغاية وباهظ الثمن. قد تحبّ بيلّا هذا المكان أكثر.
“إذن كم من الوقت تخطّط للبقاء هذه المرّة قبل أن تعود؟”
سأل البابا مرّةً أخرى، ممّا صرف أفكاره.
“أخطّط للعودة بمجرّد أن تكون زوجتي مستعدّة.”
“حسنًا، إذا كانت هذه هي الحالة، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول ممّا كنتَ تعتقد …… هل تمانع في ترك العقار فارغًا لفترةٍ طويلة؟”
نظر إسكاليون إلى بروناس، الذي كان يتحدّث بأسف، وسأل.
“هل لدى زوجتي الكثير لتفعله هنا؟”
“أعتقد أنها كذلك. إنها ابنتي الوحيدة والقديسة الوحيدة …… لابد أن تكون مشغولةً برعاية العمل الذي تراكم أثناء إقامتها في جريبلاتا.”
“هذا غريب.”
نبس إسكاليون بهدوء، الذي كان يحدّق فيه.
“غريب؟”
“منذ اللحظة التي تزوَّجَتني فيها زوجتي وذهبت إلى إقليمي، أصبحت أكثر إخلاصًا لدورها كزوجتي من دورها كقديسة. لقد عادت إلى أستانيا هذه المرّة فقط لتظهر لفترةٍ وجيزةٍ للاحتفال بعيد الميلاد، لذا ألا تعتقد أنه من الغريب أن يتمّ تكليفها بعملٍ أكثر من ذلك؟”
ارتجفت عينا بروناس، الذي كان يجبر نفسه على الابتسام، قليلاً.
“دور الزوجة …… بيلادونا هي القديسة الوحيدة في أستانيا. كانت هكذا قبل الزواج، وما زالت كذلك بعد الزواج. حتى لو تزوّجت وغادرت إلى أراضي اللورد ديتت، فإن بيلادونا لا تزال قديسةً هنا.”
“إلى متى تخطّط لاستغلال زوجتي؟”
“ما هذا …… “
عند السؤال الوقح المفاجِئ، مسح بروناس أخيرًا الابتسامة عن وجهه.
انحنى إسكاليون نحوه.
“إلى متى تخطّط لاستغلال زوجتي؟ بفضل البابا، لم تعد زوجتي إلى جريبلاتا لمدّة شهرين. كان عليّ أن آتي وأُحضِرُها بنفسي.”
انخفضت زوايا فم بروناس بعبوس. نظر إلى إسكاليون، وجهه باردٌ وغائر، وفتح فمه ببطء.
“السبب الذي جعلني أتمسّك ببيلادونا بالقوّة وعدم إرسالها إلى جريبلاتا هو حمايتها.”
“مِن ماذا؟”
“مِن اللورد.”
انحنى بروناس أيضًا نحوه دون أن يستسلم.
“كانت صغيرتي تستعد للطلاق. أرادت ابنتي الابتعاد عن اللورد وجريبلاتا منذ فترةٍ طويلة.”
“……..”
انتفاخت عضلات فكّ إسكاليون فجأة. كانت هذه هي الكلمة التي أراد سماعها بشدّة، والكلمة التي أراد تجاهلها بشدّةٍ أيضًا.
“لقد تبادلتُ الرسائل مع بيلادونا منذ أن غادرت إلى جريبلاتا. أعرف جيدًا كم عانت في ذلك المكان الذي لم يكن لها فيه أيّ اتصال، وكم أرادت الهروب. كأب، كيف يمكنني إعادة طفلتي الحبيبة إلى مثل هذا المكان؟”
“……..”
“لكنكَ تقول أنني أستغلّ ابنتي …… سأعترض رسميًا على هذا الأمر. هذا التفسير ليس عني، بل عن بيلادونا.”
ضغط إسكاليون بقبضته على فخذه.
بدا أن القناعة المتفائلة التي كانت تتلألأ بشكلٍ خافتٍ كلّما واجه بيلادونا تضمحلّ تمامًا عندما يسمع مثل هذه الكلمات من شخصٍ آخر.
هل يمكنني تصديق كلماتها؟ هل يمكنها حقًا …… أن تفكّر بي وبجريبلاتا على أننا فظيعان؟ هل يمكنها ببساطةٍ أن تكذب أمامي وتهرب طوال الطريق إلى هنا لأنها كانت خائفةً مني؟
“…….”
“بما أنك وصلتَ حتى هنا، أتمنّى أن تقضي وقتًا ممتعًا. وسأُوضِّح أن بيلادونا ليس لديها نيّةٌ للعودة إلى جريبلاتا في الوقت الحالي. أيًّا كان ما قالته الفتاة، فلا تعتقد أنها تعني ذلك. إنها لطيفةٌ ورحيمة، لذا فمن المحتمل أنها أخبرتكَ بما تريد سماعه.”
استند بروناس إلى الخلف في كرسيّه مرّةً أخرى، بموقفٍ مسترخٍ.
تخبرني بما أريد سماعه …….
بينما كان مزاجه يتدهور، صاح شخصٌ ما يائسًا من خارج باب المكتب.
“مـ من فضلكم فليساعدني أحدكم هنا! القديسة في حالةٍ غريبة!”
استدار هازل وجراهام، اللذان كانا يحرسان باب المكتب على بُعد أمتارٍ قليلةٍ من حيث كان إسكاليون وبروناس يجلسان، وفتحا الباب.
كما نهض إسكاليون غريزيًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1