Don't let your husband know! - 81
نظرت بيلادونا إليه وكأنها تتوهّم.
حقًّا … هـ هل هو حقًا إسكاليون؟
لم تستطع تصديق ذلك رغم أنها كانت تنظر إليه أمامها مباشرة. حقيقة أنه كان الآن في الفاتيكان في أستانيا، وأنه كان يقف قاب قوسين منها أو أدنى، بدت وكأنها حلمٌ حقًا.
بينما كانت واقفةً هناك، غير قادرةٍ على فعل أيّ شيء، وكأنها تحبس أنفاسها، أمال إسكاليون رأسه بشكلٍ ملتوٍ وبصق.
“لم أتوقّع حتى أن تقفزي لتحيّيني، لكن يجب أن أشكركِ على عدم الالتفاف والهروب؟”
لم تكن نبرته مسرورةً على الإطلاق، بل كانت مستاءة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من ردّ فعله السلبي، لم تستطع بيلادونا أن تتحرّك قيد أنملة. بدا أن جوّ إسكاليون الخشن والخطير، ونظراته الخافتة، ورائحة جسده تحيط بها.
“لم آتِ لأقبض عليكِ، لذا استرخي؟”
عند صوته المنخفض، أفاقت بيلادونا من روعها وفحصت مظهره ببطء. ببشرته الداكنة وحجمه الهائل، كان يتمتّع بسحرٍ جامحٍ وبدا وكأنه غير مُنتَمٍ إلى الفاتيكان تمامًا.
عندما رأت إسكاليون، الذي كانت تشتاق إليه كثيرًا، شعرت برغبةٍ في القفز بين ذراعيه الواسعتين على الفور. وبينما كانت على وشك تحريك ساقيها، سَمِعت صوت هازل من خلف إسكاليون.
“سيدي، ما رأيك أن نلتقي بالبابا أولاً؟ من الأدب أن نُعرِب عن احترامنا”.
بعد ذلك فقط ظهر هازل وجراهام خلف إسكاليون.
رمشت بيلادونا بدهشة. أوه، كان هناك أشخاصٌ آخرون!
“سيدتي، لقد مرّ وقتٌ طويل. لابد أنكِ كنتِ مشغولةً للغاية!”
ضحك جراهام.
“هذه أوّل مرّةٍ نزور فيها الفاتيكان، لذا فقد ضعنا قليلاً. حاولتُ أن أسأل المارّة عن الاتجاهات، ولكن بدلًا من إعطائنا الاتجاهات، استمرّ الحشد في الازدياد …… “
الآن بعد أن فكّرتُ في الأمر، الجوّ الفوضوي من قبل …….
جاء ضيفٌ من جريبلاتا، زوج القديسة، لزيارتها، وكانوا يركضون حول الفاتيكان بحثًا عن القديسة والبابا، لذلك لم يكن من المستغرب أن يركض الكهنة في حالةٍ من الصدمة.
انتظر لحظة. إذن، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ هل يجب أن أهرب معه؟ أوه، هذا لن ينجح، أليس كذلك؟
عندما ظهر إسكاليون أمامها، لم تستطع أن تهدأ. وبدلاً من بيلادونا، التي كانت لا تزال تكافح وتصارع أفكارها، همست روزي في أذنها.
“البابا موجودٌ حاليًا في مكتبه.”
آه …….
ازدردت بيلادونا ريقها جافًا.
في قلبها، أرادت أن تُمسِك بيد إسكاليون وتعود إلى جريبلاتا على الفور، حتى رغم أنف البابا، ولكن عندما نظرت إليه، كان تعبير وجهه متيبّسًا للغاية.
لا بد أنه كان غاضبًا لأنني أثرتُ ضجّةً كبيرةً بشأن العودة، لكنني لم أعد لأكثر من شهرين ……!
تنهّدت بيلادونا، وشعرت بالإحباط من وضعها حيث لا تزال غير قادرةٍ على التحدّث حتى بعد وصوله إلى هنا.
إسكاليون، الذي كان يحدّق فيها بلا تعبير، صاح.
“هل تكرهين الأمر إلى هذا الحد؟”
ماذا؟ رفعت بيلادونا رأسها. ما الذي أكرهه بحق خالق الأرض …….
“مهلاً، أيها القائد! دعنا نذهب للتحيّة أولاً.”
في تلك اللحظة، أمسك هازل بكتفي إسكاليون العريضين ومشى إلى الأمام.
“سيدتي! عذرًا، لكنني أحتاج منكِ أن ترشدينا إلى البابا. لقد أتينا إلى هنا فجأةً دون سابق إنذار، لذلك أعتقد أنه يجب أن نخبره.”
أومأت بيلادونا برأسها شاردة الذهن واستدارت.
سارت إلى المبنى حيث كان البابا، متّبعةً المسار الذي فتحه ببطءٍ الكهنة المتجمّعون حولهم. وبينما كانت تسير، شعرت أخيرًا أن عقلها أصبح قادرًا على العمل.
نظرت بيلادونا خلفها، حيث كان الرجال الثلاثة يتبعونها.
‘لماذا جاء إسكاليون فجأة إلى أستانيا؟’
هل كان غاضبًا حقًا لأنني لم أعُد؟ هل أتى ليأخذني؟
أتمنّى ذلك …….
في تلك اللحظة، لاحظ إسكاليون نظرتها وفتح فمه.
“لم آتِ لآخذكِ، لقد أتيتُ لأن لديّ شيئًا لأعيده.”
شيء لأعيده؟
لم تكن اعرف ما هو، لكن بطريقةٍ ما بدا الأمر وكأنه لن يعيدها إلى جريبلاتا، ما أشعرها بقلقٍ أكثر.
في تلك اللحظة، قال جراهام، الذي كان يسير خلف إسكاليون.
“يبدو أن السيدة كانت مشغولةً أيضًا. الآن، دعنا نأخذ وقتنا بعدها نأخذها إلى المنزل!”
“هذا صحيح! إذا تحدّثنا إلى البابا ……”
“بيلّا لن تعود.”
قطع إسكاليون حديث هازل في منتصف الجملة. عند كلماته، توقّفت بيلادونا وهازل وجراهام جميعًا في دهشة.
“ماذا؟ عن ماذا تتحدّث؟”
“إذن لماذا أتيتَ كلّ هذه المسافة إلى هنا؟ لقد اعتقدنا أن اللورد نفسه سيأخذ السيدة، لذا تَبِعناه!”
“لقد أخبرتُكَ أن لديّ شيئًا لأعيده.”
“مَن الذي سيقطع كل هذه المسافة ليعيد شيئًا بفارسين من النخبة فقط؟ في إمبراطورية إليانوس حيث نظام البريد متطوّرٌ للغاية!”
عبس إسكاليون وكأن هازل كان يصرخ في أذنه. قام بمسح شعره للخلف بعصبيةٍ وأومأ برأسه للرجال الذين توقّفوا في مساراتهم.
“أنتم صاخبون، دعونا نذهب بسرعة.”
“…….”
حرّك هازل وجراهام ساقيهما بوجوهٍ مستاءة، لكن بيلادونا ما زالت لم تتحرّك.
إذن أنا …… لن أعود إلى جريبلاتا؟
لم يستطع أحدٌ التحرّك لأنها، التي كانت تقف في المقدّمة لإرشاد الطريق، كانت واقفةً بلا حراك. تصلّب وجه إسكاليون أيضًا، الذي كان ينظر إلى أسفل إلى مؤخرة رأسها.
عند هذا الموقف، تردّد هازل وجراهام، اللذان كانا يمشيان خلف الزوجين، بينما نظر كلٌّ منهما إلى الآخر، ثم تحدّثا بهدوء.
“ماذا عن لمّ شملكما قبل أن نذهب إلى البابا؟”
“هذا صحيح! ربما مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن رأيتَ أنتَ وزوجتكَ بعضكما البعض، لذا دعنا نترك مساحةً لهما للحظة حتى يتمكّنا من الدردشة؟”
“حسنًا! حسنًا! إذًا دعنا نُلقي نظرةً سريعةً حول المكان هنا! واو، الفاتيكان في أستانيا رائعٌ حقًا!”
“نعم، إنه رائعٌ حقًا!”
عندما اختفى هازل وجراهام، نظرت بيلادونا إلى الأعلى.
فتح إسكاليون، الذي التقت عيناه بعينيها، فمه وكأنه غير مرتاح.
“إنهم يفعلون أشياء عديمة الفائدة.”
لكن بيلادونا لم تعتقد أنهم يفعلون أشياء عديمة الفائدة.
مدّت يدها وأمسكت بذراعه السميكة بإحكام، ثم استدارت وابتعدت.
أرادت بيلادونا حقًا التحدّث معه. بغض النظر عمّا كان يدور في ذهنه، أرادت بيلادونا أن تتبعه إلى جريبلاتا.
“إلى أين تذهبين؟”
سأل إسكاليون عندما أمسكته وبدأت في المشي. لم يكن سؤالاً يتوقّع إجابةً له، فهي لم تكن قادرةً على الكلام على أيّ حال.
قادته بيلادونا بصمتٍ إلى المبنى ثم إلى غرفتها. حكمت بأن هناك العديد من الكهنة ما زالوا ينظرون إليهم في الخارج في الفاتيكان، لذا لن يتمكّنوا من إجراء محادثةٍ هادئة.
“هذه هي …… “
غرفتي!
دخلت بيلادونا الغرفة دون تردّد، ودفعت إسكاليون إلى الداخل، وأغلقت الباب خلفها. تغيّر تعبير إسكاليون، الذي كان يقف بشكلٍ مُرتبكٍ في منتصف الغرفة، بشكلٍ غريب.
“لقد اكتسبتِ القوّة بينما لم أكن هنا؟”
وقفت بيلادونا هناك بهدوءٍ تنظر إليه، ثم اندفعت نحوه.
أمسك إسكاليون فجأة ببيلادونا، التي اندفعت تركض بين ذراعيه.
“ما هذا …… “
عندما تلامست درجة حرارة الجسم الدافئة، ورائحة الجسم الغنية، والعضلات الصلبة، والجلد الناعم، تحقّق الأمر أخيرًا. استمرّت بيلادونا في الانغماس في ذراعيه التي افتقدتها كثيرًا.
لقد جاء إسكاليون إلى هنا حقًا …….
“ا-انتظري. أقدّر لفتتكِ اللطيفة، لكن دعينا نضع هذا جانبًا الآن …….”
تحدّث إسكاليون بصوتٍ مُضطربٍ وابتعد. توتّرت بيلادونا، فلم تكن تريد الانفصال عنه.
ولكن بالنسبة لإسكاليون، كان انتزاع بيلادونا من جسده سهلاً مثل انتزاع ورقةٍ عن جسده. أخيرًا أبعد بيلادونا عنه ونظر في عينيها.
“… كيف كان حالكِ؟ منذ نهاية حفلة عيد الميلاد.”
رفعت بيلادونا إصبعها وكتبت على راحة يده.
‘أردتُ. أن. أراك.’
عبس إسكاليون بعد التحقّق من الكتابة.
كاد أن يطلق تصريحًا صادقًا بأنه كان كذلك أيضًا، وربما أكثر منها، لكنه بالكاد تمكّن من العودة إلى رشده. لم يستطع التأكّد من مشاعرها الحقيقية من خلال الكتابة.
ولم يكن يريد أن تكون مشاعره عبئًا عليها، التي أرادت البقاء في أستانيا.
أطلق إسكاليون صوتًا حادًّا متعمِّدًا.
“تبدين هادئةً رغم كلّ ذلك؟”
‘هذا. ما. أتظاهر. به.’
“أنتِ جيّدةٌ في التمثيل.”
تذمّر إسكاليون وأجاب.
نظرت بيلادونا إليه بهدوء، الذي ما زال يبدو كما هو، ومدّت يدها ببطءٍ ووضعتها على خده. نظر إسكاليون إليها، رامشًا.
عضّت بيلادونا شفتها السفلية، معتقدةً أن العيون الذهبية المنخفضة كانت مثيرةً للغاية. ثم تغيّر الجو المحيط بهما بسرعة.
“…….”
سرعان ما تنهّد إسكاليون، الذي واصل النظر لعينيها، بعمقٍ وغطّى عينيه.
“أنتِ، الآن …….”
“………”
“لا، لابدّ أن أكون مجنونًا لأفكّر بهذه الطريقة. يجب أن أخرج من هنا وألتقي بالبابا أولاً ……..”
لم يستطع إسكاليون إنهاء كلماته. كان ذلك لأن بيلادونا كانت تسحب يده والتي كانت تغطّي بصره بالقوّة.
تدفّقت حرارةٌ مختلفةٌ عبر عينيه الذهبيتين التي انكشفت تحت راحة يده الكبيرة. تحرّكت تفاحة آدم لأعلى ولأسفل بشكلٍ كبيرٍ عندما أجرى اتصالاً بالعين معها.
“بيلّا.”
اقتربت بيلادونا منه، الذي كان يحدّق فيها وكأنه ممسوس. في نفس الوقت، حرّك إسكاليون الجزء العلوي من جسده، ممسكًا بخدّيها ومنحنيًا.
تم دفع جسدها الواقف للخلف في لحظة، وأصبح تنفّسهما الخشن متشابكًا. أغلقت بيلادونا عينيها بإحكامٍ وتركت جسدها. له
شعرت بدوارٍ في رأسها من الأنفاس الساخنة التي كانت تندفع باستمرار.
سرعان ما ملأ صوتٌ غريبٌ الغرفة.
مدّت بيلادونا كلتا يديها ومسحت ظهر إسكاليون الكبير. تمايل جسده، مفتول العضلات، بشكلٍ كبيرٍ تحت راحتيها.
“هاا …….”
فتح إسكاليون شفتيه لفترةٍ وجيزة، وأطلق نَفَسًا منخفضًا. قبل أن يعرف ذلك، كانت عيناه المحمرّتان في تناقضٍ غريبٍ مع بشرته الداكنة.
أمسك إسكاليون، الذي كان ينظر إلى بيلادونا بنظرةٍ مغيّبة، بفخذيها بإحكامٍ بيديه الخشنتين.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1