Don't let your husband know! - 80
“يا قديسة، هذه وجبة اليوم.”
سُمِع صوت روزي يصدح في أرجاء الغرفة.
كانت بيلادونا مستلقيةً على السرير، ملتفّةً حول نفسها ولم يبرز من البطانية سوى شعرها. لم يكن لديها أيّ طاقةٍ للرّد على صوتها.
“… سأتركها على المنضدة بجانب السرير.”
ألقت روزي، التي دخلت الغرفة، نظرةً على السرير الهادئ ووضعت الصينية التي أحضرتها ببطءٍ على المنضدة بجانب السرير.
أدارت روزي، التي كانت على وشك مغادرة الغرفة، رأسها مرّةً أخرى ونظرت إليها دون أيّ رد. لقد مرّت عدّة أيامٍ منذ أن تناولت الطعام بشكلٍ صحيح …….
“يا قديسة، من فضلكِ تناولي القليل اليوم. إذا استمرّيتِ في فعل هذا، فسوف تمرضين حقًا.”
“……..”
ما زالت بيلادونا، الملتفّة تحت البطانية، لم ترد.
فتحت روزي فمها متردّدة.
“هل يجب أن أخبر البابا بنفسي؟ أن القديسة ليست في حالةٍ جيدةٍ للذهاب إلى غرفة الاعتراف اليوم …….
حينها فقط تحرّكت بيلادونا تحت البطانية. مدّت معصمها النحيل من البطانية وهزّته من جانب إلى آخر. كانت لفتةً تدل على أنها بخير.
“لكن ……”
عندما جرجرت بيلادونا يدها داخل البطانية، لم يعد بإمكان روزي أن تقول أيّ شيءٍ عن ذلك.
“إذن من فضلكِ تناولي ما يكفي. المؤمنون قلقون من أن القديسة تفقد وزنها تدريجيًا.”
نظرت روزي إلى بيلادونا، التي كان وجهها لا يزال غير مرئي، ثم استدارت وخرجت من الغرفة.
ظهر الشخص الوحيد في الغرفة، بيلادونا، متكوّرةً تحت البطانية.
أدارت رأسها إلى الطاولة الجانبية ونظرت إلى الطعام الذي أحضرته روزي، ثم أدارت رأسها مرّةً أخرى. لا تزال شهيّتها قليلة.
“أشعر بالدوار ……”
حالما قامت بتقويم الجزء العلوي من جسدها، وقفت، ممسكةً برأسها الدائخ. وقفت أمام المرآة، وفحصت بعناية وجهها ورقبتها وذراعيها ويديها وأعلى قدميها التي كانت مكشوفةً خارج ملابسها.
بعد التأكّد من عدم وجود جروحٍ ملحوظة، تنهّدت بيلادونا وجلست في مقعدها.
لقد كان هجومًا متكرّرًا لعدّة أسابيع بالفعل.
بعد احتفال عيد الميلاد، كلّما أغضبت البابا أو فعلت شيئًا من شأنه أن يجعله منزعجًا منه، تعرّضت للاعتداء حتمًا. في كلّ مرّة، عالجت معظم جروحها الخارجية بقوّة الشفاء الخاصة بها، لكنها لم تستطع أن تستعيد رشدها لعدّة أيام.
حتى بدون ذلك، كانت تبالغ في ذلك من خلال ضخّ قوّة الشفاء في المؤمنين أثناء الاحتفال، كما أنها سكبت قوّتها المقدّسة في نفسها، التي أصيبت، لذلك استنفدت الكثير من قوّة حياتها.
‘هل سأتمكّن من مغادرة أستانيا حقًا؟’
خوفًا من هذه الحقيقة، بدأت بيلادونا في الخروج عن إرادة البابا.
لم تعد تركّز على المؤمنين في غرفة الاعتراف، وحتى أثناء خدمة البابا، كانت تتظاهر بعدم معرفة أو التفكير في شيءٍ آخر. لم تبتسم عندما التقت بالكهنة أثناء تجوّلها في الفاتيكان.
لقد اعتقدت أنه إذا فعلت هذا، فلن تكون هناك حاجةٌ إليها بعد الآن وسيتمّ إعادتها إلى جريبلاتا …….
“إنكِ تختبرين صبر والدكِ حقًا.”
لقد زادت من أجيج البابا بروناس فقط.
“هل تعلمين ما يقوله الناس؟ يقولون إن قديسة أستانيا أصبحت غير سعيدةٍ للغاية بعد زواجها من محتال. لم تعد القديسة التي كانت عليها من قبل. مَن يريد قديسةً لم تعد يبتسم وتستمع إلى أصوات الناس؟”
“……..”
“ليس بعد. لا يمكنني استبدالكِ بعد!”
ومع ذلك، حتى بعد أن ضربها البابا، لم تعد بيلادونا إلى ما كانت عليه من قبل. كانت تعلم جيدًا ما سيحدث إذا عادت إلى ما كانت عليه من قبل.
لقد تحمّلت الضرب بصمت، وعادت إلى غرفتها، واستخدمت قوّتها المقدّسة لعلاج جراحها المؤلمة، وصمدت في اليوم التالي، تلعب دور القديسة مرّةً أخرى.
‘أعتقد أن السبب في ذلك هو أنني استخدمت قوّتي المقدّسة كثيرًا، لكن قدرتي على الشفاء لم تعد كما كانت في السابق.’
جلست بيلادونا على الأرض، ورفعت تنورتها لتنظر إلى فخذيها. كانت الجروح الحمراء السميكة التي لم تلتئم بعد متناثرةً في جميع أنحاء بشرتها البيضاء.
أشعر وكأن جسدي يزداد سوءًا لأنني واصلتُ استخدام قوّتي كلّ يوم، لذلك تركتُ الجروح التي كانت مخفيّةً بملابسي منذ فترةٍ طويلةٍ على هذا النحو.
كان من المؤلم أن أتعرّض للضرب مرّةً أخرى في نفس المكان، لكنه لم يكن مؤلمًا كـوجع قلبي.
‘ربما يجب أن أتجوّل حول الفاتيكان مرّةً أخرى قريبًا …….’
فكّرت بيلادونا في المفتاحين اللذين لم تفتحهما بعد. في حين أنها لم تستطع العودة إلى جريبلاتا، كان يجب أن تتبع أدلّة القديسة هنا، لكنها لم تستطع القيام بذلك بعد أن كانت مريضة وأصابها الحزن.
‘إسكاليون …….’
حتى بعد احتفال عيد الميلاد، مرّ أكثر من شهرين منذ لم تتمكّن من العودة إلى جريبلاتا.
هل سيعتقد أنني قد أخلفتُ وعدي؟ هل سيعتقد أنني كذبتُ عليه مرّةً أخرى؟ ربما ……. هل كان ليفكّر بي بعد الآن؟
كَرِهَت كلّ شيء. جلست بيلادونا بهدوءٍ وهي تعضّ شفتها السفلية، ثم نهضت بسرعة. وبينما كانت تحاول النهوض من على الأرض، كانت الجروح المخفيّة تحت ملابسها تصرخ من الألم والوهن في نفس الوقت، لكن لم يكن هناك ما يمكنها فعله.
ترنّحت واقتربت من الصينية على الطاولة الجانبية التي وضعتها روزي.
‘يجب أن آكل. يجب أن آكل لاكتساب القوّة والقيام بشيءٍ ما.’
كانت تعتقد أن القوّة الجسدية تأتي أولاً، سواء كانت العثور على آثار القديسة أو إيجاد طريقٍ للعودة إلى جريبلاتا. التقطت بيلادونا الأواني بقوّةٍ ودسّت الطعام الرطب في فمها.
* * *
“لهذا السبب انتهى بي الأمر إلى الوعد بتسليم ثروتي لتلك المرأة.”
“…….”
تظاهرت بيلادونا بالتركيز على النبيل أمامها وحرّكت بصرها قليلاً.
“لكن كلّ هذا كان وعدًا قطعتُه وأنا في حالة سُكر!”
لم تهتمّ بمدى حماس الرجل أمامها. كانت بيلادونا تحدّق في الدُرج القديم في غرفة الاعتراف والذي كان يزعجها لسببٍ ما. منذ متى كان هناك؟
“إذن، هذا، هذا العقد، ألا توجد طريقةٌ لكسره؟”
ممّا أتذكّره، لم يكن هناك سوى عددٍ قليلٍ من الكتب، وشمعةٌ قديمة، ومنديلٌ قماشيٌّ غير معروف الاستخدام. ولكن هل هذا حقًا كلّ شيء؟
“ما رأيكِ؟ قديسة؟”
“……..”
“قديسة!”
عند صوت الرجل الذي أصبح أعلى وأعلى، رفعت بيلادونا أخيرًا زوايا شفتيها.
يا إلهي، كان هذا الرجل يتحدّث!
“… … هل تقولين أنه لا توجد طريقة؟ هل تقولين أنني يجب أن أفكّر في الأمر على أنه دفع ثمنٍ باهظٍ للحبّ المُحرَّم؟”
إيماءة، إيماءة! أومأت بيلادونا برأسها عند إجابة الرجل.
“فهمت، هذا أيضًا عقابي …… “
بعد التحدّث، وقف الرجل بوجهٍ متجهّم. بمجرّد أن حيّا بيلادونا وخرج من غرفة الاعتراف، أخرج الكاهن الذي كان ينتظر بالخارج وجهه.
“أيّتها القديسة، هل يمكنني إحضار المؤمن التالي؟”
لا، ليس بعد! لوّحت بيلادونا بكفّها، طالبةً لحظة.
أومأ الكاهن برأسه وخرج لإيصال ردّها. كانت استراحةً قصيرة.
قفزت بيلادونا من مقعدها وانحنت أمام دُرجٍ قديم. أليس هذا غريبًا ومريبًا اليوم؟
فتحت الدُرج ونظرت إلى الداخل بعناية. لا ينبغي أن يكون هناك دُرجٌ عديم الفائدة في غرفة الاعتراف ……؟
‘…… ها!’
أمالت بيلادونا رأسها ووجدت شيئًا بالداخل، وأطلقت ضحكةً جوفاء. فتحت الدُرج أكثر ونظرت إلى الداخل، ورأت بابًا صغيرًا مخفيًّا في الخلف.
حقًا؟ كنتُ أبحث في أبعد الأماكن طوال هذا الوقت، ولكنه كان أمامي مباشرة؟
جلست بيلادونا وقد انحنت كتفيها للحظة، ثم بحثت بسرعةٍ في جيوبها وأدخلت المفتاح الأكبر من بين المفتاحين اللذين أحضرتهما في فتحة مقبض الباب. نقر المفتاح في مكانه بصوت ‘تيك’ وكأنه وجد المفتاح المناسب، ثم استدار إلى اليمين.
‘هاه ……’
مع شعورٍ بالفراغ التام والعبث، خفضت بيلادونا رأسها وتنهّدت.
يالحمقاتي …… ألم يكن ينبغي لي أن أبحث في غرفة الاعتراف أولاً!
خفضت رأسها للحظة، وشعرت بالفرح والفراغ يتدفّقان في نفس الوقت، ثم رفعت رأسها ببطءٍ ونظرت إلى داخل الباب المفتوح.
ما هذا؟
داخل المكان المظلم، كانت هناك قارورةٌ صغيرة.
أخرجتها ونظرت إلى زجاجة الجرعات بحجم إصبعها، ثم فتحت الفلّين الذي كان يسدّ المدخل بإحكام. انفتح الغطاء بصوت فرقعةٍ صغير!
“لا يمكن أن يكون سُمًّا، أليس كذلك؟”
نظرت بيلادونا إليه من مسافةٍ بعيدة بحذر، ولم تتمكّن بسهولةٍ من النظر إلى الداخل أو شمّ رائحته.
أعتقد أنني سأضطرّ إلى أن أطلب من فابيون التحقيق في هذا في المرّة القادمة التي أراه فيها!
بعد التفكير في هذا، أغلقت الفلّين بإحكامٍ مرّةً أخرى واحتفظت بالقارورة بعنايةٍ في جيبها. كانت قد فقدت عقلها ولم يكن لديها أيّ طاقة، لذلك باتت سعيدةً الآن لأنها أحرزت بعض التقدّم الصغير.
“قديسة، هل أنتِ بخيرٍ الآن؟”
حالما عادت إلى مقعدها، فتح الكاهن الباب مرّةً أخرى وأدخل رأسه. أومأت بيلادونا برأسها وضبطت ملابسها.
لأوّل مرّةٍ منذ فترةٍ طويلة، شعرت بالنشاط.
* * *
بعد مقابلة جميع المؤمنين الذين كان من المقرّر أن يأتوا اليوم والخروج من غرفة الاعتراف، رأت كهنة الفاتيكان يسارعون إلى مكانٍ ما.
لماذا الفاتيكان في حالةٍ من الفوضى اليوم؟
نظرت بيلادونا إلى ظهورهم ثم سارت بجدٍّ في اتجاهها.
أرادت العودة بسرعةٍ إلى غرفتها والراحة، وأرادت أيضًا إلقاء نظرةٍ فاحصةٍ على زجاجة الجرعات التي وجدتها في وقتٍ سابق. والأهم من ذلك كلّه، أنها لم تكن تريد التجوّل والاصطدام بالبابا.
“يا قديسة!!”
في تلك اللحظة، سمعت صوتًا يناديها من مكانٍ ما.
شعرت بيلادونا بقلبها يرتجف وفتحت عينيها على اتساعهما. هل يمكن أن يكون البابا يبحث عني مرّةً أخرى؟
سرعان ما ظهرت روزي أمامها وهي تلهث، وصاحت وهي تشير إلى الاتجاه الذي كان الكهنة يسارعون إليه.
“إنه هنا!”
ماذا؟ مَـ مَن؟ البابا؟
“هـ هو، هو هنا الآن، يا قديسة! إنه يبحث عنكِ!”
الـ البابا؟
نظرت بيلادونا إلى روزي بوجهٍ شاحب.
لماذا بحق الجحيم هذا الرجل العجوز ……! لم أفعل أيّ شيءٍ يجعله غاضبًا اليوم؟ الآن يناديني بلا سببٍ ويحاول ضربي؟
“هيّا! هيّا!”
لا!
عبست بيلادونا وتراجعت. إذا صادفتُ البابا واكتشف الجرعة التي أخفيتُها في جيبي، فسيكون الأمر أسوأ.
حتى لو تعرّضتُ للضرب، يجب أن أُخفي الجرعة في غرفتي أولاً ……
ارتطام.
في تلك اللحظة، بينما واصلتُ التراجع، ضرب ظهري شيءٌ مثل جدارٍ صلب. نظرت روزي، التي كانت تنظر إلي، إلى الأعلى في دهشة. لماذا؟ مـ ما الأمر …… ؟
في تلك اللحظة، عندما لم أستطع تحريك جسدي بسهولةٍ بسبب توتّرٍ لا يمكن تفسيره، نزل صوتٌ مألوفٌ للغاية من فوق رأسي.
“لم أركِ منذ وقتٍ طويل.”
في اللحظة التي سمعت فيها الصوت المنخفض، التفتت بيلادونا بدافعٍ غريزيٍّ مشتاق. كانت العيون الذهبية الحادّة التي كانت تتوق إليها أمام عينيها مباشرة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1