Don't let your husband know! - 78
كان الفاتيكان صاخبًا منذ الصباح.
عبست بيلادونا قليلاً، التي انتهت من ارتداء ملابسها بمساعدة روزي وخرجت. لقد استخدمت قوّتها المقدّسة لعلاج جميع جروحها، لكن حالتها لم تكن جيدة.
نظرت حولها لتحويل أفكارها، ورأت أن هناك عددًا أكبر بكثيرٍ ممّا توقّعت من الناس يتجوّلون في الفاتيكان ويزورون الكنيسة. نظرًا لأنه كان أكبر حدثٍ وطنيٍّ في العام، كانت وجوه الجميع مشرقةً ولم تظهر أيّ علامات قلقٍ على وجوههم. نظرت بيلادونا إليهم دون أيّ تعبير.
فتحت روزي، التي كانت تقف بجانبها، فمها.
“قديسة، هل أنتِ بخير؟”
أفاقت بيلادونا من شرودها وأدارت رأسها عند صوت روزي الحَذِر.
بدا أنها قلقةٌ عليها، التي لم تكن تبتسم اليوم. لو كان هذا في أيّ يومٍ آخر، لكانت ابتسمت بإشراق وكأنها تقول ‘أنا بخير’، لكن اليوم، شعرت بالضعف لسببٍ ما.
أومأت بيلادونا برأسها، وأجبرت زوايا شفتيها على الارتفاع قليلاً. لم تكن لديها أدنى فكرةٍ عن شكل ابتسامتها.
“البابا موجودٌ في الكنيسة الرئيسية. هناك مؤمنونٌ سيتلقّون نعمة القديسة هناك اليوم. هل نذهب على الفور؟”
أومأت بيلادونا برأسها.
عندما دخلت الكنيسة الرئيسية مع روزي، خلع المؤمنون الذين تعرّفوا عليها قبعاتهم أو انحنوا لتحيّتها. ابتسمت بيلادونا لهم ودخلت.
“أوه، لقد وصلت القديسة.”
رفع نيكولاس، الذي كان يجلس في المقدّمة ويشير إلى الكهنة، رأسه.
“المؤمنون الذين سيتلقّون نعمة القديسة مصطفّون هناك. عندما تنتهي الخدمة مع البابا، فلنذهب إليهم معًا بعد إذنكِ.”
إيماءة.
أومأت بيلادونا برأسها وجلست بجانبه. شعرت بالدوار حيث كانت كلّ العيون مركّزةً عليها من الخلف إلى الأمام في الكنيسة الكبيرة.
وسرعان ما تقدّم أحد الكهنة ليُعلِن وصول البابا. عندما هدأت أصوات الناس، انفتح بابٌ صغيرٌ على جانب الكنيسة وظهر البابا.
‘آغه ……’
على ذكراها الماضية، عبست بيلادونا سرًّا.
ولكن عندما دخل الكنيسة بابتسامةِ كبيرة، لم يكن هناك أيّ أثرٍ لملامح ذلك اليوم، وطاف حوله جوٌّ هادئٌ ولطيفٌ وخيّرٌ للغاية.
هذا المنافق …….
بالكاد كتمت بيلادونا اشمئزازها وأخذت نَفَساً عميقاً. كان عليها أن تسيطر بسرعةٍ على تعبيرها قبل أن يلاحظ ذلك.
وقف البابا على المنصّة، ونظر حول الكنيسة مرّةً واحدة، ثم رفع صوته وفتح فمه.
“لقد مرّت 143 سنة منذ تأسيس إمبراطورية إليانور.”
بهذه الكلمات، بدأ خطابه للاحتفال بعيد ميلاد جلالة الإمبراطور.
* * *
“أيّتها القديسة، ها هو المؤمن التالي.”
“مـ مرحبا!”
نظرت بيلادونا إلى الرجل ذي الملابس العادية الذي ظهر أمامها. تقدّم الرجل وهو يعرج، ربما لأن ساقيه كانتا غير مرتاحتين، وجلس على الكرسي المُعَدّ بحركةٍ صعبة.
ابتسمت بيلادونا بلطفٍ للرجل الذي بدا متوتّرًا بعض الشيء.
“آه …… سـ سيدتي القديس. إنه لشرفٌ لي أن أقابلكِ هكذا. أنا، أ-أنا ….. “
“يقال أن هذا الشخص وُلِد بإعاقة.”
تحدّث نيكولاس، الذي كان يقف بجانبه، بسرعةٍ بدلاً من الرجل المتلعثم.
لعق الرجل شفتيه وأطلق ضحكةً مُرتبكة، ربما مُحرَجًا قليلاً من تجاهل كلماته تمامًا.
“هـ هذا صحيح. لـ لذا أتيتُ إلى هنا، هل يمكنكِ علاج ساقي …… “
“للتوضيح، قدرة القديسة ليست علاجًا مثاليًا، بل شفاء. إذا كانت الحالة خطيرة، فقد تخفّف الأعراض فقط. كما تعلم، فإن قدرة القديسة تنتمي إلينا جميعًا، لذلك لا يمكنها التركيز على مؤمنٍ واحدٍ فقط.”
وعلى الرغم من تفسير نيكولاس، الذي يمكن أن يبدو باردًا بسهولة، أومأ الرجل برأسه بسرعة.
“مهما كان الأمر لا بأس لديّ! هذه الساق اللعينة …… “
اقتربت منه بيلادونا ووضعت يديها على ركبته. أغمضت عينيها وركّزت، وسرعان ما أشرق ضوءٌ أزرقٌ على أطراف أصابعها.
“وااه، يا إلهي …… “
في الوقت نفسه، سُمِعت تنهّدات وتعجّبات المؤمنين المحيطين مرّةً أخرى. لم تستطع بيلادونا أن تعتاد على هذا الفعل وردّ الفعل الذي تكرّر مرارًا وتكرارًا.
بعد التركيز على الجرح لبضع دقائق، بدأت ساق الرجل، التي كانت ملتويةً بزاويةٍ غريبة، في الاستقامة ببطء. ارتفعت الأصوات من حولها عند هذا المنظر.
الآن بعد أن تم تقويم الساق، كلّ ما كان عليّ فعله هو علاج الداخل …….
“توقّفي. هذا يكفي.”
في تلك اللحظة، مدّ نيكولاس يده وأوقف بيلادونا.
هاه؟ لكن إذا فعلتُ المزيد قليلاً، يمكننا شفاءها تمامًا تمامًا …… ؟
على الرغم من حيرة بيلادونا وتعبيرات الرجل النادمة، قال نيكولاس بصوتٍ حازم.
“من فضلك أحضِر المؤمن التالي.”
“ها، ولكن ……”
“الكاهن تيموثي، لا تجعلني أقولها مرّتين. أحضِر المؤمن التالي.”
عند أمر نيكولاس الصارم، ارتجف تيموثي، الذي كان يعنل على اصطفاف المؤمنين، واقترب منهم، ووضع يده على كتف الرجل.
“يجب أن تذهب الآن.”
“لكن يبدو أنه قد تم علاجها تقريبًا، فقط القليل من …….”
“أيّها المؤمن المُخلِص. دعني أقول هذا مرّةً أخرى، قوّة القديسة تنتمي إلينا جميعًا. لا يمكنني أن أعطيكَ الكثير منها. يجب أن ترضى بهذا القدر من النعمة.”
“آه …….”
وقف الرجل من مقعده بتعبيرٍ نادم.
نظرت بيلادونا بهدوءٍ إلى نيكولاس. قوّة القديسة تنتمي إلى القديسة، كيف يمكن أن تنتمي إليكم جميعًا …….
“أيّتها القديسة، ها هو المؤمن التالي.”
بدون لحظة للراحة، ظهر المؤمن التالي. هذه المرّة، ابتسمت بيلادونا للمرأة التي دخلت وهي تغطّي خدّها الأيمن وكأن أسنانها تؤلمها.
‘لقد وصلتُ ببطءٍ إلى حدّي …… ‘
قبل قليل، بعد علاج الرجل والنهوض من مقعدها، شعرت بالدوار وكأن الدم يتدفّق إلى رأسها دفعةً واحدة.
أعتقد أنني أستطيع شفاء شخصٍ أو شخصين آخرين فقط …….
نظرت بيلادونا إلى تيموثي، الذي كان يقف أمام المؤمنين، بوجهٍ مضطرب. سرعان ما بسط أصابعه بعد أن تلقّى نظرتها.
‘خمسة.’
كان عليها أن تصبّ قوّتها على خمسة أشخاصٍ آخرين. فتحت بيلادونا عينيها على اتساعهما وابتلعت لعابًا جافًا.
لنحاول بجديّةٍ أكبر، فقط أكثر قليلاً ……
* * *
وأخيرًا، عندما نهض آخر مؤمنٍ من مقعده وعاد وهو يبدو بخير، صاح نيكولاس بصوتٍ عالٍ يمكن للجميع سماعه.
“شكرًا لكِ على عملكِ الشاق، يا قديسة. نحن ممتنّون للعديد من البركات والنعم هذا العام أيضًا.”
كان من الممكن سماع أصوات المؤمنين التي تتبعه أيضًا.
“شكرًا لكِ، يا قديسة!”
“يالِ كرم قداستكِ.”
“لقد كان شرفًا لي أن أقابلكِ شخصيًا.”
انتهيتُ أخيرًا ……
ابتسمت بيلادونا، وهي تلهث بحثًا عن أنفاسها.
الجميع، يمكنني العودة والراحة الآن …….
“أخيرًا، ستشاركين في حفل تسليم الهدايا إلى العاصمة حيث جلالة الإمبراطور مع البابا. لقد أعددتُ بوابةً لنقل الهدايا، لذا يرجى الذهاب إلى هناك.”
أوه، لم ينتهِ الأمر بعد.
ومع ذلك، نظرًا لأنه كان الجدول الزمني الأخير، كان هناك أملٌ في أن ينتهي قريبًا. جمعت بيلادونا قوّتها ونهضت من مقعدها.
في تلك اللحظة، أظلمت رؤيتها وضعفت ركبتاها.
تعثّرت بيلادونا إلى الأمام، لكنها بالكاد تمكّنت من استعادة توازنها قبل أن تسقط على الأرض. وبينما كانت تعبّس جبينها وتُمسِك رأسها الدائخ، عادت رؤيتها المظلمة ببطءٍ إلى طبيعتها.
“هل أنتِ بخير، سيدتي القديسة؟”
سارع تيموثي، الذي كان يدفع المؤمنين بعيدًا لإفساح المجال لها ولنيكولاس، إلى الاقتراب منها ودعمها.
أوه، لا بأس. لقد شعرتُ بالدوار للحظة …….
حاولت أن تبتسم لتقول إن الأمر على ما يرام، لكن وجه نيكولاس المتصلّب ظهر أمام وجه تيموثي القَلِق. أخذت بيلادونا نفسًا عميقًا، وشعرت بالبرودة التي شعرت بها عندما قابلت البابا في المكتب قبل بضعة أيام.
“…….”
تخلّصت بيلادونا من يد تيموثي ووقفت منتصبة. ربما سيُخبِر الكاردينال نيكولاس البابا بما حدث في وقتٍ سابق. وإذا حدث ذلك …….
شدّت يديها على شكل قبضتين من الخوف الغريزي، وأصبحت راحتيها رطبة.
“أيّتها القديس، هل أنتِ بخير؟”
أومأت بيلادونا برأسها أسرع من أيّ شخصٍ آخر عند سؤال نيكولاس. ابتسمت بإشراقٍ واتّخذت خطواتٍ سريعة.
بينما كانت تشقّ طريقها عبر جموع المؤمنين وتمشي إلى الحديقة الخلفية حيث توجد شجرةٌ كبيرةٌ واقية، ظهرت بوابةٌ كبيرة. كان العرض والحجم شاسعين للغاية حتى أنها بدت مختلفة تمامًا عن تلك التي استخدمتها للسفر إلى جريبلاتا أو سيرلينيا.
‘ياللروعة ……’
كانت البوابة تتألّق بأضواءٍ حمراء وزرقاء تدور بصوت طنين، ممّا يجذب انتباه الناس.
“بيلادونا، تعالي إلى هنا.”
بينما كانت تقف بلا تعبيرٍ تحدّق في البوابة الكبيرة، أشار إليها البابا، الذي وصل أولاً وجلس في مقعده، ونادى عليها. ابتسمت بيلادونا بشكلٍ عرضي واقتربت منه.
“هل تتذكّرين كلّ الهدايا التي سأقدّمها لجلالة الإمبراطور هذا العام؟ أنتِ وأنا اخترنا كلّ واحدةٍ منها شخصيًا.”
بينما اقتربت بيلادونا، ابتسم البابا وتحدّث.
متى؟ لقد ذُهِلَت من الكذبة التي قالها دون أن يرمش، لكن نظرت بيلادونا إليه وابتسمت بشكلٍ جميلٍ وأومأت برأسها.
بينما سمعت الأشخاص المحيطون يُطلِقون صيحات الإعجاب برؤية المرأة ذات القلب الدافئ، أضاءت عينا بروناس بالرضا.
‘في الوقت الحالي، من الجيد رؤية أنكَ في مزاجٍ جيد.’
كان عليّ أن أخبره أنني يجب أن أعود إلى جريبلاتا بعد الحدث، لذلك كان عليّ أن أُرضيه الآن.
“أيّها الوفد، فلنهُمّ يالمغادرة.”
بينما كان البابا يتحدٍث، اقترب الكهنة، كلّ واحدٍ منهم يحمل صندوق هدايا، من العربة أمام البوابة. صعدوا إلى العربة واحدًا تلو الآخر وجلسوا في أماكنهم المناسبة.
“الرجاء تسليمها بأمانٍ إلى جلالة الإمبراطور.”
مع تحيّة البابا، بدأت العربة في التحرّك. وقفت بيلادونا بجانبه، تصفّق بيديها وتراقب العربة وهي تمرّ عبر البوابة إلى العاصمة.
وعندما اختفت العربة أخيرًا تمامًا، التفتت بيلادونا برأسها، وشعرت بالارتياح.
“بيلّا، هل تريدين الاستمتاع بالمهرجان لفترةٍ أطول؟”
هزّت بيلادونا رأسها قليلاً بأكثر تعبيرٍ مُهذَّبٍ ممكن. أظهر وجه البابا الرضا مرّةً أخرى عند الابتسامة التي بدت وكأنها تعني، ‘إذا غادرنا، سيستمتع الكهنة بأنفسهم بشكلٍ مريح’.
“هاها، نعم. دعينا نخرج من هنا”
أمسك بكتف بيلادونا بطريقةٍ وديّةٍ وأدار جسدها.
“لقد مررتِ بوقتٍ عصيبٍ اليوم. ليس من السهل منح النعمة للعديد من المؤمنين.”
هزّت بيلادونا رأسها، مشيرةً إلى أن هذا لم يكن الحال أيضًا.
الآن، كانت نهاية الحدث حقًا. الآن، كلّ ما كان عليها فعله هو الابتسام والتلويح للمؤمنين الذين التقت بهم في طريق عودتها إلى غرفتها.
أعتقد أنه سيكون من اللطيف إثارة موضوع جريبلاتا هذا المساء …….
وبينما كانت تفكّر في الهروب إلى جريبلاتا، نظر إليها البابا بعينين ضيّقتين وبصق.
“من الآن فصاعدًا، استريحي هنا واستعيدي صحّتكِ.”
“…….؟”
من الآن فصاعدًا …….. هنا؟
عندما توقّفت عن المشي من الارتباك، شدّ البابا قبضته على كتف بيلادونا.
وبسبب الجنون الغاشم في عينيه الذي عاد فجأة، لم تتمكّن بيلادونا من قول أيّ شيء.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1