Don't let your husband know! - 72
دق، دق.
“…….”
دق، دق. دق.
سمعت بيلادونا صوت طرقٍ منتظمٍ وكأن أحدهم يقرع شيئًا بشكلٍ متكرّر.
استمعت بعنايةٍ إلى الصوت الذي أصبح أكثر وضوحًا مع الوقت وهي تستيقظ من نومها.
ما هذا الصوت …؟
“سيّدتي، هل أنتِ بالداخل؟”
آه، ظهري!
رفعت بيلادونا جسدها من الأرض الصلبة المغطّاة بسجادةٍ رقيقة، وشعرت بألمٍ يمتدّ في ظهرها كله وعبست.
هل نمتُ هكذا طوال الليل؟
عندما استعادت وعيها، رمشت بيلادونا عند رؤيتها لحالتها.
لم أغتسل ولم أبدّل ملابسي بعد، أليس كذلك؟
كانت تنظر بأسًى إلى الأسفل بعينين لا تزالان مثقلتين بالنوم عندما سمعت الصوت من جديدٍ يأتي من خلف الباب المُغلَق.
“هل ما زلتِ نائمة، سيدتي؟ يجب أن تستيقظي الآن!”
يا إلهي!
استعادت بيلادونا وعيها فجأةً ونهضت بسرعةٍ من مكانها.
لحظة، هل يمكن أنني تأخّرتُ على موعد الإفطار مع البابا؟
نظرت بيلادونا بسرعةٍ إلى الساعة الموضوعة على المنضدة بجانب السرير.
‘ليس كذلك …؟’
ما زال هناك وقتٌ طويلٌ قبل موعد الإفطار مع البابا. الوقت الآن بالكاد يكفي لبدء صلاة الفجر، وكان الصباح مبكّرًا جدًا.
استمعت بعنايةٍ وتأكّدت أن الصوت من خارج الباب هو صوت روزي، الكاهنة التي كانت دائمًا توقظها وتساعدها في تجهيز نفسها.
لكن لماذا تبحث عني روزي في هذا الوقت المبكّر، رغم أن هناك الكثير من الوقت المتبقّي؟
ركضت بيلادونا نحو طاولة الزينة ونظرت إلى المرآة. مرّرت يديها بين خصلات شعرها المتشابكة وحاولت تصفيفها بسرعة، وفجأة لاحظت منظر الغرفة في المرآة فشهقت بدهشة.
يا إلهي، لحظة!
منظر الغرفة الفوضوي الذي نجم عن إخراج كلّ الكتب من رفّ الكتب ورميها على الأرض حتى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل كان واضحًا أمامها.
‘كنتُ متعبةً جدًا البارحة وخلدتُ للنوم دون أن أرتّب الغرفة، لم أتوقّع أن تأتي روزي بهذه السرعة!’
وقفت بيلادونا متجمّدةً وهي ترمش بقلق.
“القديسة؟”
في هذه الأثناء، واصلت روزي مناداة بيلادونا من خارج الغرفة بلهفة.
يا إلهي، هذا مزعجٌ حقًا! وقفت بيلادونا مكانها تضرب الأرض بقدميها بقلق.
إذا فتحتُ الباب على عجلٍ ورأت روزي الفوضى التي تعمّ الغرفة، فقد تعتقد أن القديسة تصرّفت بجنونٍ وهي تبحث في رفّ الكتب.
وإذا كانت روزي تتحدّث كثيرًا، فقد يصل الأمر إلى أذن البابا.
وفي هذه الحالة، سيفطن البابا سريعًا أنني أبحثُ عن شيءٍ ما…!
دق، دق.
من الواضح أن روزي كانت مُصمِّمةً على إيقاظ بيلادونا وأخذها إلى مكانٍ ما.
لم يكن من الممكن أن تكون بهذا الإصرار لو لم تكن عازمةً على الأمر.
يا إلهي، حقًا …!
حرّكت بيلادونا جسدها المتجمّد بسرعةٍ وفتحت خزانة الملابس، وارتدت أيّ شيءٍ بدا أقرب إلى ملابس النوم. لم يكن بإمكانها أن تُظهر أنها ما زالت ترتدي ملابس أمس.
بدّلت ملابسها بسرعةٍ إلى ما وجدته أولًا من ملابس النوم، ثم ركضت بعجلٍ لتدفع الكتب المُلقاة على الأرض إلى زاوية الغرفة.
يجب أن تُرتِّب الغرفة على الأقل بهذه الطريقة …!
“روزي، ماذا تفعلين؟ هل السيدة لم تستيقظ بعد؟”
سمعتُ صوتًا آخر غليظًا يأتي من الخارج.
هل يمكن أن يكون شخصٌ آخر قد حضر أيضًا؟ لا أصدّق أن الأمر قد ينكشف لشخصٍ آخر غير روزي، هذا سيجعلني أفقد صوابي!
عبست بيلادونا وأمسكت رأسها بيديها.
“نعم، يبدو أنها لم تستيقظ بعد من تعب الأمس. أفكّر بفتح الباب قليلًا لألقي نظرة.”
أجابت روزي التي كانت تطرق الباب وتنادي.
هل ستفتح الباب؟ رفعت بيلادونا رأسها مذعورةً عندما سمعت صوت روزي.
لا، لا يمكن أن يحدث ذلك…!
“لا، يبدو أن القديسة متعبةً جدًا لدرجة أنها لم تستيقظ بعد. ربما من الأفضل أن نعود ونخبر البابا بذلك.”
لحسن الحظ، الشخص الذي ظهر أخيرًا أوقف روزي عن تنفيذ فكرتها.
سمعت بيلادونا نبرة قبولٍ من روزي وهي ترد.
“حقًا؟ حسنًا، إذا تم استدعائها فجأة، فقد تأخذ القديسة وقتًا طويلًا للاستعداد، وربما تصل فقط مع انتهاء صلاة الفجر …”
صلاة الفجر؟ يبدو أن البابا قد غيّر رأيه وقرّر دعوتها للصلاة.
آه، هذا البابا الوغد عديم الفائدة، دائمًا يزيد الأمور صعوبة …
شتمت بيلادونا البابا في قلبها، ثم أومأت برأسها نحو روزي.
نعم، روزي! عودي فقط … أنا ما زلتُ نائمة!
“حسنًا! سأخبرهم بذلك اليوم. على أيّ حال، لن تنسى القديسة الإفطار مع البابا وستستيقظ قريبًا.”
سمعت بيلادونا خطوات روزي وهي تبتعد.
“تيموثي، ستذهب لصلاة الفجر، أليس كذلك؟ دعنا نذهب معًا إلى غرفة الصلاة.”
“أوه، لأظن ذلك.”
عرفت بيلادونا أن الصوت الآخر هو صوت الكاهن تيموثي.
‘يبدو أنني أرى تيموثي كثيرًا منذ عودتي إلى أستانيا.’
لكن عند التفكير مجددًا، أدركت أن الأمر قد يكون كذلك من قبل، ولكنها لم تكن تلاحظ لانشغالها …
على أيّ حال، بدأ الكاهنان يبتعدان عن بابها. صوت خطواتهما خَفَت تدريجيًا حتى اختفى تمامًا.
‘أوه، يبدو أنهما ذهبا …’
تنفّست بيلادونا الصعداء والتفتت بسرعة.
كان عليها ترتيب الكتب المبعثرة قبل أن يأتي أحدٌ آخر لزيارتها.
‘آه! ألم عضلاتي …!’
ولكن قبل أن ترفع أوّل كتابٍ بشكلٍ جيد، بدأت ذراعها تؤلمها من تعب الأمس. الكتب التي تمتلكها القديسة كانت ثقيلةً جدًا، وعندما حاولت رفعها فوق رأسها لترتيبها في الرف، شعرت بألمٍ في ذراعها.
وضعت بيلادونا أوّل كتابٍ في أعلى الرف بصعوبة، وبدأت تفرك ذراعها الأخرى بيدها.
هل سأتمكّن من الانتهاء قبل الظهر؟ لا، عليّ أن أبذل جهدًا!
انحنت بيلادونا لالتقاط بعض الكتب لترتيبها، واستمرّت في هذا العمل حتى شعرت أن عضلات جسدها كلّه تتألم.
‘لحظة، أحتاج لشرب الماء …!’
مع تنفّسها الثقيل، توجّهت نحو الباب وفتحته قليلاً وألقت نظرةً سريعةً على الممر.
هل يوجد أحدٌ هنا …؟
كانت تخطّط لطلب كوب ماءٍ إذا رأت أحدًا.
“…..؟”
لكنها التقت بعيون شخصٍ يقف قريبًا جدًا.
آه!
تراجعت بيلادونا مذعورة، واهتزّ جسمها كلّه، لكن تيموثي، الذي تفاجأ بردّ فعلها، اقترب وأمسك ذراعها.
“سيدتي القديسة!”
انتظر، ما الذي يفعله هنا! ألم يكن قد ذهب مع روزي إلى غرفة الصلاة؟
اتّسعت عينا بيلادونا وهي تنظر إليه.
سمعت بوضوحٍ صوت خطواتهما تبتعد، لكنها لم تفهم كيف عاد وانتظر هنا.
بدا تيموثي مُحرَجًا أيضًا من رؤية بيلادونا بملابس نومٍ رقيقة، واحمرّ وجهه وهو يرمش بارتباكٍ بينما أمسك بباب الغرفة.
“هل أنتِ بخير؟ آسفٌ إذا أفزعتُكِ …”
بينما كان يحاول دفع بيلادونا برفقٍ إلى داخل الغرفة دون تفكير، لاحظ الفوضى العارمة بالداخل وتوقّف عن الكلام.
رأت بيلادونا حدقتاه تتّسع متعجّبًا ممّا يراه.
ثم، بعد أن فهم الموقف، تشدّد وجهه وقال.
“ما هذا …؟ هل تسلّل أحدٌ إلى غرفتكِ؟”
تسلّل؟ ماذا؟
“سيدتي القديسة! انتظري هنا للحظة! سأذهب لإحضار الحرّاس فورًا! من المحتمل أن المُتسلِّل لم يبتعد كثيرًا.”
وبينما كان وجهه يزداد شحوبًا ويستعدّ للركض نحو الحرّاس، أوقفت بيلادونا تيموثي بصعوبة.
لا، هذا ليس ما حدث!
هزّت رأسها بابتسامةٍ مُحرَجة.
كُـل هذا … فعلتُـه بنفسي …
“ماذا؟ لماذا تقومين بهذا، حضرة القديسة … هل حدث شيءٌ ما؟”
بما أنه كشف أمرها، لم يكن هناك خيارٌ آخر.
أمسكت بيلادونا بمعصم تيموثي وسحبته إلى الداخل.
‘لديكَ قوّةٌ أكبر مني، سيكون هذا أفضل …!’
فكّرت بيلادونا بأنها إذا كُشِفت فلتستغلّ قوّته على الأقل.
“هل تقصدين أنكِ تطلبين المساعدة في ترتيب هذا المكان؟”
أومأت برأسها بسرعة.
رأى تيموثي في عينيها الحماس واستعدّ للمَهمّة.
“فهمت! انتظري لحظة، حضرة القديسة. سأقوم بترتيب كلّ شيءٍ فورًا. لديّ خبرةٌ في ترتيب غرفة أختي الصغيرة الفوضويّة، لذا ثقي بمهاراتي!”
تراجعت بيلادونا خطوةً للخلف.
بدأ تيموثي بجمع الكتب المُلقاة على الأرض بسرعةٍ وبحزم.
أثناء مشاهدتها له، اعتقدت بأن الكشف عن هذه الفوضى أمام تيموثي وحده ربما لم يكن سيئًا للغاية.
“هل هناك ترتيبٌ أو نظامٌ معيّنٌ لوضع الكتب على الرفوف، سيدتي القديسة؟”
هزّت بيلادونا رأسها نفيًا.
قد يكون هناك نظامٌ أعدّته صاحبة الغرفة الأصلية، لكنها لم تكن تعلمه.
“حسنًا، إذن سأقوم بترتيبها بشكلٍ عشوائيٍّ في البداية.”
أومأت بيلادونا برأسها وأمسكت ببعض الكتب القريبة منها لتساعده.
‘آه؟’
في تلك اللحظة، لفت انتباهها ثلاثة مفاتيحٍ صغيرةٍ بجوار قدم تيموثي.
‘صحيح! نسيتُ المفاتيح على الأرض بعد أن غفوتُ الليلة الماضية…!’
إذا استمرّ هكذا، فقد يتراجع تيموثي ويطأ على المفاتيح ويلاحظ وجودها.
ابتلعت بيلادونا ريقها وبدأت تتحرّك ببطءٍ باتجاهه.
‘من الأفضل ألّا يراها، سيصبح الأمر معقدًّا جدًا …!’
“ا-القديسة؟”
تلاقت عينا تيموثي مع عينَي بيلادونا عندما رفع رأسه فجأة، ممّا جعل وجهه يُحمرّ بسرعةٍ عندما وجدها قريبةً منه بشكلٍ غير متوقّع.
لكن بيلادونا لم تهتمّ بذلك، فقد كانت عيناها مُركِّزة على المفاتيح فقط.
“آ-آسف، لم أكن أدرك …!”
أدار تيموثي رأسه بسرعةٍ بعدما فوجئ بقُربها.
‘لا بأس! لكن من فضلك، ابعِد قدمك!’
ابتسمت بيلادونا ودفعته بلطف، لكنه لم يتحرّك بسبب بُنية جسده القوية.
“لـ لم أكن أعلم أن المسافة ستصبح قريبةً هكذا …”
تمتم تيموثي بينما كان يدير رأسه.
ومع ذلك، عبست بيلادونا وهي تنظر إلى ساقيه هنا وهناك.
‘قلتُ لكَ لا بأس! فقط حرِّك قدمكَ الثقيلة من هنا! أنتَ على وشك أن تدوس على مفاتيحي!’
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: بلوفياس
تدقيق: مها
انستا: le.yona.1