Don't let your husband know! - 70
سرعان ما انفتحت شفتا إسكاليون اللتان كانتا مغلقتين بإحكام.
“أنا لا أركز على التدريب؟”
“أعتقد ذلك …؟”
“إذن أين تركيزي؟”
“لا أعرف …؟”
ردًّا على ردّ غراهام الغبي، عبس إسكاليون على الفور.
أراد أن يشتمه بأسرع ما يستطيع، لكن في الواقع، بدا الأمر وكأنه هو، وليس غراهام، مَن كان مزعجًا.
“مهما كان الأمر … سـ سأعود إ-إلى جريبلاتا …!”
لأيام، كان نفس الصوت يتردّد في رأسي.
عدّة مرّاتِ في اليوم، عدّة أيامٍ بينما أتصرّف وكأن شيئًا لم يكن، أهيم بنفسي بينما أتابع حياتي اليومية … كان صوتها يرنّ في رأسي باستمرار، يأخذ أعصابي بعيدًا في لحظة.
على الرغم من أنني أعلم أنها قد تكون محض كذبة ….
“… لأنكِ قلتِ أنكِ ستعودين.”
“ماذا؟”
سأل غراهام ردًّا على تمتمة إسكاليون.
انحنى إسكاليون والتقط الخنجر الذي ضربه في مؤخرة رأسه، وسحب زوايا فمه.
“لا شيء، ابحث عن سيفك. لابد أنكَ أعددتَ نفسكَ لثمن ضربي في مؤخرة رأسي، أليس كذلك؟”
* * *
“فيوه … عزيزتي القديسة، لقد انتهى بي الأمر بأنجاب طفله. لن يكون لدى زوجي أيّ فكرة. لحسن الحظ، فإن الطفل له شعرٌ مشابهٌ للون شعر زوجي … لقد كانت ضربة حظ.”
فتحت السيدة النبيلة التي كانت تجلس أمام بيلا.ونا المروحة التي كانت تحملها وبدأت في تحريكها.
“حلمي أن يخلف هذا الطفل منصب الماركيز من زوجي. لو استطعتُ أن أواصل وصيّته بهذه الطريقة ……”
نظرت إليها بيلادونا بابتسامةٍ خلّابة.
في غرفة الاعتراف المظلمة، رمشت بيلادونا بعينيها بينما كانت تنظر إلى النمط الموجود على ورق الحائط المقابل. لم تستطع أن تحصي عدد المرّات التي جلست فيها هذه السيدة النبيلة أمامها وتنهّدت.
قبل بضعة أيام، امتلأ الفاتيكان مرّةً أخرى بالمؤمنين بجوار غرفة الاعتراف، التي فُتِحت فور عودة بيلادونا.
“……حسنًا. أنتِ تخبرينني أن أربّي الطفل بهذه الطريقة، أليس كذلك؟”
“…..”
“بعد زواجٍ دام سبع سنوات ولم يكن لدينا وريث، تعنين ألّا أرفع سقف آمالي به؟ نعم! أفهم ذلك، سيدتي.”
على الرغم من أنها لم تنطق بأيّ كلماتٍ معيّنة، إلّا أن السيدة النبيلة أغلقت المروحة التي كانت تحملها وقالت بابتسامةٍ مرضية.
“حسنًا، سأحاول تربيته جيدًا. إذا كان يشبهه بدلًا من زوجي، فسيكبر ليصبح رجلًا أكثر لطفًا ودفئًا ووسامة. سيكون طفلاً أستطيع الإعتماد عليه أكثر. شكرًا جزيلاً لكِ، عزيزتي القديسة!”
نهضت السيدة النبيلة سريعًا من مقعدها وخفضت رأسها برفق. ابتسمت لها بيلادونا مرّةً أخرى.
على الرغم من أنها ارتكبت فعلًا غير أخلاقي، إلّا أن وجهها عندما غادرت غرفة الاعتراف بدا منتعشًا وسعيدًا على الأقل.
عندما غادرت السيدة النبيلة غرفة الاعتراف، دفع الكاهن الذي كان يقف عند الباب رأسه إلى الداخل. اليوم، كان الكاهن المسؤول عن توجيه المؤمنين واحدًا تلو الآخر أثناء وقوفه عند باب غرفة الاعتراف.
“أيّتها القديسة، ينتظر المؤمن التالي دوره على الفور. هل تريدين مني أن أطلب منه الدخول؟”
لا أستطيع أن أستريح على الإطلاق …
كانت بيلادونا منهكةً لأنها قد لبثت في غرفة الاعتراف طوال الصباح، وعضّت شفتها السفلية.
لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن استمعتُ إلى شكاوى المؤمنين، لذلك اعتقدتُ أنني لا أستطيع فعل ذلك.
‘كيف صمدتُ طوال اليوم في السابق؟’
في ذلك الوقت، كنتُ خارجةً عن صوابي بعد فترةٍ وجيزةٍ من فتح عينيّ كالقديسة بيلادونا، وكنتُ مندهشةً للغاية من كلّ شيءٍ في الفاتيكان لدرجة أنني لم أستطع أن أحوّل نظري.
‘بالإضافة إلى ذلك، بالمقارنة مع حياتي السابقة كابنة مزارع … لا يمكن القول أن هذا كان أصعب من ذاك.’
لكن الآن ….
عندما عدتُ إلى غرفة الاعتراف بعد أن استمتعتُ بحياةٍ حرّةٍ مع إسكاليون في جريبلاتا، شعرتُ بمزيدٍ من الاختناق في هذا المكان الضيّق والمظلم. شعرتُ وكأنني طائرٌ يطير في السماء الواسعة تمّت حاصرته في القفص في لحظة.
‘وكلّما استمعتُ إلى اعترافات المؤمنين، وقعتُ في أفكاري لفترةٍ من الوقت ….’
قبل أن أعرف ذلك، كنتُ أفكّر بشكلٍ طبيعيٍّ في إسكاليون.
كنتُ أتجوّل معه في قلعة جريبلاتا وأخرج لرؤية المناظر الجميلة من وقتٍ لآخر، وأذهب إلى المهرجان وأذهب إلى البحر والغابة وسيرينيا. وأصطدم به وأستلقي على السرير ….
كان الأمر أكثر إيلامًا وحزنًا ممّا كنتُ أعتقد بأن أعود إلى وعيي فجأة وأجِدُني جالسةً في غرفة الاعتراف بعد أن انغمستُ في الذكريات السعيدة.
“سيدتي القديسة …. هل أنتِ بخير؟”
سأل الكاهن الذي كان يدفع وجهه مرّةً أخرى.
استدارت بيلادونا برأسها ونظرت إلى الساعة على الحائط. كان على بيلادونا أن تستمع باستمرارٍ إلى المؤمنين قبل المساء الذي يُغلٍق فيه الفاتيكان على أيّ حال.
ابتسمت بضعفٍ وأومأت برأسها.
“نعم، إذًا … أيها المؤمن التالي، اذهب إلى الداخل.”
وبتوجيهٍ من الكاهن، دخل الشخص التالي لغرفة الاعتراف.
خلع رداءه وجلس، تمامًا عندمما شعرت بأنه مألوفٌ وغريبٌ بنفس الوقت.
هاه ….؟ اتّسعت عينا بيلادونا وهي تفحص وجه المؤمن.
“سيدتي، من فضلكِ لا تتفاجأي.”
كان بإمكاني رؤية اللحية الطويلة التي ربّاها الساحر بإحكامٍ وهي تتدحرج.
هذا الشخص …؟
كانت بيلادونا، التي كانت تنظر إليه، مندهشةً وكادت أن تقف من مقعدها.
خلع الساحر العجوز فابيون الرداء الذي كان يرتديه ووضعه على الأرض، وفتح الحقيبة التي أحضرها وأخرج الأشياء الموجودة بداخلها.
ماذا، لماذا هذا الرجل هنا …!
“سيدتي، لم تعطيني وقتًا، لذا فهذه هي الطريقة الوحيدة.”
أوه، إذن تقدّمتَ بطلب اعترافٍ كما لو كنتَ مؤمنًا وجئتَ إلى هنا طوال الطريق؟
نظرت بيلادونا إلى باب غرفة الاعتراف المغلق بوجهٍ قَلِق. هل يجب أن أطرده فقط …؟
“أعلم أن هذا غير مريح، لكن من فضلكِ امنحني القليل من الوقت. لن تكون خسارةً لكِ. من فضلكِ صدّقيني.”
تنهّدت بيلادونا بلا حولٍ ولا قوّة بصوتٍ يائس.
حسنًا، الآن بعد أن أتيتَ إلى هنا طوال الطريق، دعنا نسمع ما الذي تريد قوله. إذا كان الأمر غريبًا، فسأطردكَ حقًا …!
عندما استدارت بيلادونا، التي اتّخذت قرارها، تمامًا وواجهته، أضاء وجه فابيون قليلاً.
أخرج بحماسٍ كتابًا سميكًا من حقيبته القديمة ووضعه على فخذيه.
“منذ أن غادرتُ جريبلاتا، بحثتُ عن مُبصِرين¹ من جميع أنحاء العالم.”
قال فابيون وهو يقلب بحذرٍ غلاف الكتاب السميك.
لماذا المُبصِرين فجأة؟ لا تزال بيلادونا تنظر إليه بوجهٍ عابس.
“ظاهرة الاستيقاظ فجأةً في جسد شخصٍ آخر. قال المُبصِرين الذين التقيتُ بهم إنهم لم يؤكّدوا أو يسمعوا بشكلٍ مباشرٍ عن مثل هذه الظاهرة.”
“……!”
فتحت بيلادونا، التي سمعت صوته، عينيها على اتّساعهما وقوَّمت خصرها.
ظاهرة الاستيقاظ فجأةً في جسد شخصٍ آخر. كان من الواضح أنه كان يشير إلى استيقاظها في جسد القديسة بعد وفاتها في حياتها السابقة.
هذا الساحر … يعرف كلّ شيءٍ حقًا، أليس كذلك؟
عندما شعرتُ وكأنه كان على علمٍ بكلّ شيء، شعرتُ بقشعريرةٍ في مؤخرة رأسي وشعرتُ بجسدي كلّه متيبّسًا.
فتح فابيون، الذي رفع عينيه الرماديتين ونظر إلى ردّ فعلها، فمها.
“أعتقد أن تخميني صحيح.”
آه ……
عضّت بيلادونا شفتها السفلية مع إدراكٍ متأخّر. كان ينبغي لي أن أحافظ على تعبيرٍ غير مبالٍ حتى النهاية، لكنني ذُعِرتُ جدًا لدرجة ندمي بعد ذلك.
“لا تقلقي، لن أخبر أحدًا؛ أنا مَن جاء إلى هنا لمساعدتكِ، سيدتي.”
بلعت بيلادونا لعابها الجاف.
لم أستطع أن أفهم ماذا يريد بالضبط. لماذا يريد مساعدتي؟
“ربما قد تتساءلين، ولكن أطلب تفهّمكِ حقيقة أن القديسة بيلادونا الأصلية كانت علاقةٍ ثمينةٍ معي. لولا القديسة … لما كنتُ على قيد الحياة حتى الآن.”
“……”
“لذا أريد فقط مساعدة القديسة والسيدة.”
بفضل القديسة، بقي فابيون على قيد الحياة؟ لا أعلم، لكن يبدو أن هناك قصّةٌ أكثر تعقيدًا مخفيّةٌ بين الاثنين، وليس مجرّد علاقة مُعالِج ومريض.
“لذا هل يمكنكِ الاستماع إليّ؟ لقد كان هذا الساحر العجوز يحقّق بطريقته الخاصة في الظاهرة العبثية التي حدثت لكِ.”
ردًّا على سؤال فابيون، أومأت بيلادونا، التي كانت تعاني لفترةٍ طويلة، برأسها ببطء.
ومع ذلك، لم تستطع أن تثق به تمامًا، لكن كان من الصحيح أن بيلادونا كانت دائمًا فضوليةً ومُحبَطةً لأنها فتحت عينيها في جسد القديسة، لذلك لم يبدُ الأمر سيئًا أن تسمع ما اكتشفه.
“شكرًا لكِ على هذه الفرصة. إذن دعيني أشرح لكِ ما أعرفه.”
قال وهو ينظر إلى الكتاب السميك الذي أحضره.
“كما قلتُ سابقًا، لم تتمّ دراسة الاستيقاظ المفاجئ في جسد شخصٍ آخر كثيرًا.”
تساءلتُ عمّا إذا كان هناك أيّ شخصٍ آخر في العالم غيري مات ووُلِد من جديدٍ في جسد شخصٍ آخر، وأيضًا في جسد القديسة.
“بحلول الوقت الذي بدأتُ فيه أشعر بالتعب ببطءٍ لأنني لم أكن أعرف شيئًا، سمعتُ قصّةً مثيرةً للاهتمام للغاية من مُبصِرٍ في الشرق.”
توقّفت يد فابيون، التي كانت تقلّب الكتاب السميك، عند صفحةٍ واحدة.
قلب الكتاب رأسًا على عقب بكلتا يديه وأعاده إليّ لكي أقرأه.
[سجلّ القديسين]
ما هذا …؟
حدّقت بيلادونا بعينيها وأمالت الجزء العلوي من جسدها إلى الأمام للتركيز على الصفحة التي فتحها فابيون.
“لقد درس مُبصِر الشرق بشكلٍ رئيسيٍّ أشخاصًا مثل القدّيسين، لذا … أشخاصٌ كانوا عاديين في البداية ثم اكتسبوا قوّةً كبيرةً في مقابل شيءٍ ما، أيّ القدّيسين.”
كانت القديسة بيلادونا طفلةً اكتسبت القوّة المقدّسة في مقابل خسارة صوتها.
كان يمكنها استخدام القوّة المقدّسة في أيّ وقتٍ وعلى أيّ شخص، بغض النظر عن الجنس أو العمر، ولم يكن هناك ميلٌ أو سِمةٌ واضحةٌ لذلك.
“في غضون ذلك، كنتُ أركّز على الظاهرة التي كنت تمرّ بها السيدة. الاستيقاظ فجأةً في جسد شخصٍ آخر. كانت الظروف والأهداف والخصائص وطُرُق ‘الاستحواذ’. ولكن بعد أن قابلتُ المُبصِر الشرقي، أدركتُ أن نهجي كان خاطئًا بعض الشيء.”
وهل هذا هو النهج الصحيح الذي يعتقده فابيون؟
بدأت بيلادونا، التي استمعت بعنايةٍ إلى شرحه، في قراءة الأنماط مرّةً أخرى.
سجلّ القدّيسين ….
“لا أعتقد أنه مجرّد ‘استحواذٍ’ بسيط، بل ‘استحواذٌ لشخصٍ ذي قوّةٍ مقدّسة’.”
هل هذا هو السبب الذي جعله يبحث عن سجلّاتٍ عن القدّيسين؟
نظرت إليه بيلادونا للحظة ثم مدّت يدها وأخذت الورقة والقلم. في هذه اللحظة، كان لديها ما تقوله له.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
¹ الكلمة بالكوري كانت بمعنى رجل ذو عِلم أو بصيرة غير عادية أو ساحر أو مُنجِّم، وده شخص والعياذ بالله حسب شريعتنا الإسلامية يدّعي عِلم الغيب وهو محرّم تمامًا لأن الله وحده القادر على عِلم الغيب، ما لقيت كلمة وحدة توصف المعنى لأنهم كلهم مترجمينها ساحِر بس هو شخص أعلى من الساحِر.
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1