Don't let your husband know! - 66
في المساء، دخلت بيلادونا غرفتها، ونظرت إلى أوراق الطلاق التي أرسلها إسكاليون.
“سـ سيدتي …”
ما النظرة التي كانت على وجه وولف حين سلّمها لي؟
“بما أنه يبدو أنه حتى السيدة لا تعرف ما الأمر أيضًا، سأُبقي الأمر سرًا عن الجميع حاليًا.”
ربما شعر بالأسف من أجلي.
باستثناءه، لم يكن أيّ خادمٍ آخر يعرف عن طلاق أسيادهم. لقد اعتقدوا فقط أن بيلادونا كانت في الواقع تزور أستانيا في عيد ميلاد الإمبراطور.
سيُفاجأ الناس كثيرًا إذا اكتشفوا أننا مطلَّقان لاحقًا.
عندما فكّرت في وجه سيندي، التي لم يكن لديها أيّ فكرة، غرق قلب بيلادونا في الظلام.
وضعت أوراق الطلاق التي كانت تحملها على الطاولة.
“……”
أستانيا.
شعرتُ بالغثيان بالفعل بمجرّد التفكير في أنه يتعيّن عليّ العودة إلى المكان الذي بدا وكأنه جحيمٌ خانق. تحرّكت بيلادونا بضعفٍ وجلست على الكرسي الذي أحضرته أمام النافذة.
في الخارج، حيث لم تكن الستائر مُسدَلة، كان منظر جريبلاتا الشتوي واضحًا. كان المكان مظلمًا ويصعب رؤيته، لكن لا بد أن الثلج الأبيض تراكم بشكلٍ جميل.
هل سأعود إلى هنا يومًا ما؟
دارت عينيها ببطءٍ والتقطت منظر القلعة واحدةً تلو الأخرى.
إذا ذهبتُ مباشرةً في هذا الطريق، سأرى مركز التدريب، وإذا ذهبتُ في الاتجاه الآخر، سأرى الإسطبل. إذا ذهبتُ في هذا الطريق، فسيكون هناك مستودعٌ للمواد، وإذا ذهبتُ أبعد من ذلك، سأرى غرفة نوم.
في كل هذه الأماكن المحفورة في ذاكرتي، كان هناك دائمًا إسكاليون بصحبتي.
“……”
دون أن أعلم، تدفّقت الدموع على خدي.
أردتُ أن أصرخ وأبكي بقدر ما أستطيع، لكنني ما زلتُ لا أستطيع إخراج أيّ شيءٍ من حلقي.
أشعر بالاختناق ……
أنزلت بيلادونا رأسها الذي كان يركّز نحو النافذة. سقطت الدموع التي تجمّعت في عينيها على ظهر يدها المستريحة على ركبتها.
لماذا وُلِدتُ من جديدٍ كقديسة؟
مع مرور الوقت، رأيتُ أملاً في أن أبدأ حياةً جديدة، لكنني كنتُ أتساءل عمّا إذا كنتُ سعيدةً أخيرًا …
لم أستطع أن أفهم أين ذهبت السعادة التي اعتقدتُ أنني أحملها بإحكامٍ في يدي. عندما فتحتُ راحة يدي التي كنتُ أحميها كأثمن أشيائي، لم يتبقَّ شيء.
إذا كان الأمر سيكون على هذا النحو …
إذا كنتَ ستفعل هذا، فلماذا أعدتَني إلى الحياة؟
إلى جانب الشعور الظلم، نبع الاستياء تدريجيًا. لا أعرف إن كان هناك، لكن إن كان هناك حقًا إله، فلماذا لم تدعني أموت بسلام؟
لماذا جعلتَني أُولَد كقديسة …
رفعت بيلا، التي انحنت برأسها ولم تكن تذرف سوى الدموع، وجهها.
أمسكت يديها المبتلّتين معًا ونظرت من النافذة إلى القمر المستدير.
‘إلهي …’
استنشقت بيلادونا ومسحت دموعها بقسوة. صلّت إلى الإله من كلّ قلبها.
‘إذا كنتَ هناك حقًا، من فضلكَ أعطِني صوتي.’
أغمضت بيلادونا عينيها بإحكام، وحاولت ذات يومٍ أن تتذكّر اللوحات التي شاهدتها في الفاتيكان.
لوحاتٌ جداريةٌ عديدةٌ وصورٌ مختلفةٌ لأساطير عن الإله مرسومةٌ هناك. منحوتاتٌ متقنةٌ ملأت بهو الفاتيكان والممرّ والحدائق الخارجية.
‘للمرّة الأولى، دَعني أُخبِر إسكاليون بمشاعري الحقيقية.’
كانت يداها المتشابكتان ترتعشان. تنفّست بيلادونا بصعوبة وأسندت جبهتها بين يديها المتشابكتين.
‘من فضلك، دَعني أبقى معه.’
استمرّت الصلاة بعد ذلك. جلست بيلادونا على كرسيٍّ بجوار النافذة ونظرت من النافذة لفترةٍ طويلة.
كلّما صلّت أكثر، شعرت أن ما أريده أصبح أكثر وضوحًا لها.
ما تريده حقًا كان إسكاليون، زوجها.
* * *
لا أستطيع النوم ……
كانت بيلادونا، وهي مستلقيةٌ تحت الأغطية، تنظر إلى السقف بعينين منتفختين. شعرت بالاكتئاب الشديد عندما فكّرت أن اليوم هو آخر يوم في هذا السرير الرقيق والبطانية الدافئة والسقف العتيق المرتفع.
‘كان كلّ شيءٍ في غرفتي رائعًا حتى في أستانيا …..’
ومع ذلك، ربما كان السبب وراء إعجابي بغرفة جريبلاتا أكثر هو أن إسكاليون كان معي.
استذكار صوت ضحكته الخافتة، واقتراب جسده الساخن جعلني أبكي مرّةً أخرى.
تنهّدت بيلادونا ورفعت نفسها وهي ترمش بنظرةٍ فارغةٍ إلى السقف. كنتُ سأفتح كتابًا لأنني لم أستطع النوم على أيّ حال.
كانت بيلادونا، التي نهضت من مقعدها، تلتقط أيّ كتابٍ عالقٍ على أحد أرفف الكتب على الحائط وعادت إلى السرير.
ثم انحنت برأسها، محاولةً قراءة الأحرف التي لم تكن مرئيّةً بشكلٍ صحيح.
“…….”
لا يمكنني التركيز!
عبست بيلادونا، وأغلقت الكتاب الذي كانت تحمله وألقته بعيدًا. في حالةٍ ذهنيةٍ مشتّتة، لم يكن من الممكن قراءة المحتوى بشكلٍ صحيح.
بعد لحظةٍ من التأمّل، نهضت من السرير تمامًا وغادرت الغرفة.
‘هل عليّ أن أنزل إلى المطبخ وأطلب حليبًا دافئًا؟ إنه قصرٌ واسع، لذا يجب أن يكون هناك موظّفٌ في الخدمة كلّ ليلة، أليس كذلك؟ إذا لم يكن هناك حليب، على الأقل نبيذ …’
لركوب العربة إلى أستانيا غدًا، كان عليّ أن أحصل على قسطٍ كافٍ من النوم.
توقّفت بيلادونا، التي استمرّت في التفكير والقلق، ببطءٍ ونظرت إلى نهاية الرواق.
“……”
كان تصريح إسكاليون بأنه لن يوفّر بوابةً للذهاب إلى أستانيا كاذبًا.
“لقد كنتَ مشغولاً طوال الصباح، ما هذا؟”
“لقد سمعتُ أن السيد استأجر ساحرًا بنفسه لتسهيل انتقال الدوقة إلى أستانيا؟”
“يا إلهي، دعنا نذهب لنلقي نظرةً حولنا!”
لقد سمعتُ الخدم يقولون في وقتٍ سابق.
لقد وظّف ساحرًا أكثر كفاءةً بكثيرٍ ممّا كان عليه عندما ذهب هو وبيلادونا إلى سيرلينيا وقام بتثبيت بوابةٍ قويّةٍ إلى أستانيا.
لم أستطع فهم تفكير إسكاليون. هل كان هذا حقًا اعتباره الأخير لأنه يعتقد أنها النهاية بيننا؟
فكّرت بيلادونا لفترةٍ وجيزة، ثم تحرّكت بدافع.
‘لم أنوِ حقًا أن أزعجكَ اليوم.’
كانت تعلم أن إسكاليون يكره أن يكون معها، لكن بيلادونا لم يعد لديها وقت. خفّ شعورها بالذنب قليلاً عندما فكّرت أن اليوم سيكون آخر يومٍ قد تزعجه فيه.
لم يكن بيدها حيلة حتى إن شتمها لكونها أنانية. أرادت بيلادونا حقًا رؤية إسكاليون.
أخذت بيلادونا، التي اتّخذت خطوةً شُجاعةً ووقفت أمام غرفة إسكاليون، نَفَسًا عميقًا.
إن الوقت متأخّر، لذا ربما يكون نائمًا، أليس كذلك؟ لكنني ما زلتُ زوجته، لذا فإن دخول غرفة زوجي دون إذن ليس جريمةً كبيرة، صحيح …؟
في الوقت الذي كنت تتساءل فيه عمّا إذا كان عليها أن تطرق الباب أو تفتحه بهدوءٍ سرًّا، فُتِح الباب المُغلَق بإحكامٍ من تلقاء نفسه.
“!……..”
يا إلهي!
فتحت بيلادونا، مندهشةً من الباب الذي فُتِح من تلقاء نفسه، عينيها على اتّساعهما ونظرت إلى الأعلى.
كان إسكاليون، الذي كان يرتدي ملابس مريحة، ينظر إليها بحاجبٍ مرفوع.
“أنتِ الوحيدة التي تتجوّل بلا مبالاةٍ في هذه الساعة من الليل.”
“…….”
زمّت بيلادونا شفتيها وهي تنظر إليه، ربما استيقظ من نومه للتوّ لذا بدا حسّاسًا بشكلٍ ما.
شعرتُ بالحزن والأسى لأن إسكاليون، الذي كان دائمًا معي، يخرج الآن من غرفةٍ أخرى، ولكن من ناحيةٍ أخرى، لكنني شعرتُ أيضًا بالسعادة لرؤيته.
“إذا كنتِ ستبكين، عودي إلى غرفتكِ. لا أحبّ البكّائين.”
لا!
هزّت بيلادونا رأسها بيأسٍ نفيًا.
تراجع إسكاليون، الذي كان يراقب بيلادونا، خطوةً إلى الوراء من الزيارة بتنهيدةٍ عميقة.
“إذا كان لديكِ شيءٌ للتحدّث عنه، فتفضّلي بالدخول.”
لا أستطيع أن أتحدّث، ولكن …
دخلت بيلادونا، وهي تبتلع مشاعرها الحارة.
لابدّ أنه كان على وشك النوم، كان المكان فوضويًا بالقرب من الطاولة. هل كان يعمل حتى عندما عاد إلى غرفته …؟
جلس إسكاليون، الذي مرّ ببيلادونا بينما توقّفت عن المشي قبل أن تدرك ذلك، على سريره.
نظر إلى بيلادونا وفتح فمه.
“لماذا أتيتِ؟ إذا كنتِ ستغلقين فمكِ مرّةً أخرى، فاذهبي. كنتُ على وشك الذهاب إلى السرير.”
“…..”
“ماذا، هل تريدين مني أن أجهّز لكِ بيئةً حيث يمكنني إخراج صوتكِ مرّةً أخرى؟ لهذا السبب أنتِ هنا؟ مرتديةً بيجامةً شفافة؟”
عند نبرة إسكاليون الحادّة، نظرت بيلادونا إلى أسفل، مذهولة.
عبس حاجبيه ونفض الشعر عن جبهته.
“من الأفضل أن تعودي وتنامي أيضًا. تعرفين أن الطريق إلى أستانيا طويل. لقد واجهتِ صعوبةً في الوصول إلى سيرلينيا في المرّة الأخيرة.”
“……”
“بقاءكِ هنا في هذه الليلة لمضيعةٌ للوقت بالنسبة لكِ ولي.”
مضيعةٌ للوقت ……
كان من المحزن أن الوقت الذي أمضياه معها أصبح مضيعةً للوقت بالنسبة لإسكاليون.
وقفت بيلادونا ساكنة، تتململ بيديها، غير قادرةٍ على الوصول إليه أكثر. لقد أتت لرؤيته بشكلٍ أعمى، لكنها شعرت بالشفقة والغباء لعدم قدرتها على قول كلمةٍ واحدةٍ أمامه.
أعلم، يجب أن أقول إنني لا أريد الانفصال بهذه الطريقة.
الكلمات التي ملأت قلبها لم تستطع أن تمرّ عبر حلقها واستمرت في خنقها.
“لقد أخبرتُكِ أن تعودي إذا كنتِ ستبكين.”
أوه …!
رفعت بيلادونا يديها ومسحت الدموع التي بدأت تبلّل وجهها في وقتٍ ما.
لماذا أبكي؟
كنتُ خائفةً إذا واصلتُ البكاء أن يتركني ويرسلني بعيدًا حقًا. أحتاج إلى التوقّف بسرعة ……..
“آخر ما سأراه هو وجهكِ الباكي، هذا ليس جيدًا.”
تنهّد إسكاليون وأبعد عينيه عنها. استدارت نظرته ووقعت على الجدار الخالي.
لا، إنها ليست المرّة الأخيرة.
هزّت بيلادونا رأسها وربّتت على صدرها. أصابتها الكلمات التي كانت تدور بداخلها وتصل إلى حلقها ولم تخرج بالاختناف
سرعان ما نهض إسكاليون، الذي كان جالسًا بلا حراك، من مقعده بتنهيدةٍ قصيرة.
“اذهبي. سآخذكِ إلى غرفتك.”
ابتعدت بيلادونا عن إسكاليون الذي اقترب منها وهزّت رأسها بقوّة. لا يمكنني الذهاب بهذه الطريقة.
صوت، أُخرج، من فضلكَ أُخرج …..! رفعت بيلادونا يديها حول رقبتها.
إذا تخطّيتُ هذا فقط، إذا تخطّيتُ هذا فقط …..!
إسكاليون، الذي كان يقف بلا حراكٍ ويراقب ما كانت تفعله، مدّ يده بوجهٍ محتار.
“أتعانين من مشكلةٍ في التنفّس؟ لماذا تمسكين برقبتكِ هكذا …..”
“…..”
“بيلّا، انظري إليّ.”
ابتعدت بيلادونا عن يدّ إسكاليون، التي مدّها إليها، وزادت من قوّة ضغطها على حلقها.
“آغ …. آغه، آه، لا ….”
خرج صوتٌ خافتٌ من حلقها. على إثر ذلك، أوقف إسكاليون يده الممدودة في الهواء.
لـ لقد خرج! إذا فعلتُ ذلك أكثر قليلاً ….!
رفعت بيلادونا رأسها مرّةً أخرى وهي تضغط على رقبتها.
“أذهب، آغه …. لـ، لا أريد أن أذهب ….”
بدلاً من صوتها الناعم المعتاد، خرج صوتٌ متحشرجٌ ضعيفٌ للغاية من فمها.
عبس إسكاليون، الذي لاحظ صوتها غير العادي.
“هل آذيتِ رقبتكِ؟ ما خطب صوتكِ ….”
“أ-أسـ، أسـ، أستطيع …. شـ شرح الأمر …. لذا …. أ-أرجوك …. استمع إليّ …!”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1