Don't let your husband know! - 64
“تبًّا … استدعي الطبيب فورًا!”
عندما صاح إسكاليون، استدارت سيندي، التي كانت تقف على مقربة، بسرعةٍ ونزلت الدرج.
نظرت بيلادونا إلى راحة يدها بوجهٍ مُرتبك.
مـ – ما الذي يحدث …
“كح!”
في تلك اللحظة، خرج السّعال مرّةً أخرى. رفعت بيلادونا ذراعها الأخرى بشكلٍ انعكاسيٍّ لتغطية فمها.
بعد السعال، أنزلت أكمامها، وكان هناك دمٌ أحمرٌ هناك أيضًا.
آه … لماذا أستمر في …
“سأُجنّ.”
في تلك اللحظة، بدا أن جسدها قد ارتفع، وانقلبت رؤيتها رأسًا على عقب. إسكاليون، الذي حملها، ركل باب غرفته بقوّةٍ بقدمه ودخل.
حدّقت بيلادونا في راحة يدها وحاشية قميصها بلا تعبير، وهي محمولةٌ من قِبَل إسكاليون.
عندما قالت من الصعب على جسدها استخدام قوّتها … هل هذا ما كانت تعنيه؟
“هل تحتجّين على إسائتي لكِ طوال الليل؟”
“……”
“إذا كنتِ تريدين حقًا أن تقوديني للجنون، فقد نجحتِ ….”
“آغه، كح…!”
“آه، اللعنة.”
سعلت بيلادونا مرّةً أخرى.
بينما كانت تستمرّ بنفث الدم، شعرت بمعدتها تحترق. رفعت يدها وأمسكت بها على صدري.
أوه، إنه يؤلمني ….
سمعت إسكاليون فوق رأسها يتمتم بكلمةٍ بذيئةٍ غير مفهومة.
شعرت بيلادونا بأن وعيها يتلاشى تدريجيًا وأسندت وجهها بضعفٍ على صدره.
* * *
“في الوقت الحالي، توقّف السعال. سأعطيها دواءً جيدًا لنفث الدم.”
بعد العلاج، نظر الطبيب إلى إسكاليون الواقف بجانبه وقال.
عقد إسكاليون ذراعيه ونظر إلى بيلادونا على السرير وذراعيه متقاطعتان. كان وجهه الخالي من التعبير، والذي لا يمكن فهمه، باردًا ومخيفًا اليوم.
رمشت بيلادونا بهدوءٍ تراقب تعابيره.
“هل نفث الدم بهذه الطريقة له علاقةٌ باستخدام القوّة المقدّسة؟”
“كما أخبرتُكَ في المرّة الأخيرة، تضمّن القوّة المقدّسة مستوًى معيّنًا من الحيوية، لذا يمكن أن تؤدي إلى ضغطٍ كبيرٍ على الجسم. ربما استخدمت فجأةً الكثير من قوّة الشفاء بعد عدم استخدامها لفترةٍ طويلة …”
تجنّبت بيلادونا نظرة الطبيب التي أمكنها رؤيتها من خلال نظارته السميكة.
كان صحيحًا أن الجرح اختفى دون أن يترك أثراً، لذلك سكبت قوّتها الشفائية في جميع أنحاء جسدها، لذلك استخدمت فجأةً الكثير من القوّة المقدّسة.
‘لم أكن أعرف أن القوّة المقدّسة لها أيّ علاقةٍ بالحيوية …’
حرّكت بيلادونا أصابعها، وهي تتظاهر أنها مظلومة.
“بالإضافة إلى ذلك، القوّة المقدّسة هي أحد الأسباب، لكن حقيقة أن جسمكِ أصبح ضعيفًا جدًا مؤخّرًا قد يكون سببًا أيضًا. لقد تم العثور عليكِ في الجبال الثلجية منذ فترة، ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ منذ استعدتِ وعيكِ.”
واصل الطبيب بصوتٍ هادئ.
“هممم، هل كنتِ تستنفذين قدرتكِ على التحمّل مؤخّرًا؟ ….”
“قدرتها على التحمّل؟”
عبس إسكاليون قليلاً.
تمتلك بيلادونا جسدًا ضعيفً وباردًا بطبيعتها، لذلك لم تقم بأي شيءٍ صعبٍ حقًا منذ أن أتت إلى جريبلاتا ……
“……….”
تحوّل وجهه، الذي كان يفكّر في شيءٍ ما، إلى اللون الأبيض باهِتًا مرّةً أخرى.
ألقى إسكاليون نظرةً سريعةً ومسح السرير الذي كانت بيلادونا مستلقيةً فيه. تذكّر كيف دفعها الليلة الماضية إلى أقصى حدودها.
“ربما لا. تخميني أن السبب الرئيسي لابدّ أن يكون أنها عَمِلت فوق طاقتها وقدرتها على التحمّل.”
“انتظر. ما الذي يتضمّنه استخدامها نطاق قدرتها على التحمّل؟”
التفت الطبيب إلى سؤال إسكاليون.
“أتقصد أنها استخدمت قوّةً جسدية؟”
“امم … حسنًا، أيعني ذلك إذا ما رفعت شيئًا ثقيلاً للغاية، أو صعدت على منحدرٍ شديدٍ بسرعةٍ عالية، أو ما شابه ذلك؟”
“أوه، بالطبع يمكن أن يكون شيئًا كهذا. ولكن قد يشمل ذلك إرهاق جسدها إلى حدٍ يجعلها تلهث وتعاني ضيقًا في التنفّس أو عدم النوم بشكلٍ صحيح.”
“……”
يجعلها تلهث، وعدم النوم بشكلٍ صحيح.
أغمض إسكاليون عينيه بإحكامٍ وهو يستمع إلى الطبيب. أيّها الصفيق المجنون. أيها الوغد القذر.
“على أيّ حال، لا تُفرِطي في ذلك في المستقبل. سأصنع دواءً جيدًا لنفث الدم اليوم وأرسله إليكِ من خلال شخصٍ ما.”
“نعم، عملٌ جيظ.”
تنهّد إسكاليون ومسح جبهته.
في الوقت الذي كان فيه الطبيب يحزم حقيبته، سُمِع ضجيج شخصٍ ما أمام الباب المفتوح قليلاً.
عندما التفت برأسه، كان نيكولاس ينظر إلى الغرفة بوجهٍ مضطرب.
“سيدي. أعتذر على تطفّلي، ولكن ما كلّ هذا؟”
“…… الكاردينال نيكولاس.”
“يبدو أن أحدهم كان يبحث عن الطبيب على عُجالة … أيُعقَل أن القديسة بيلادونا قُد أصابعا مكروه؟
في تلك اللحظة، ألقت بيلادونا نظرةً سريعةً على وجه إسكاليون، وظهر على وجهه وميضٌ من التعب.
اعتقدتُ أنهما بنيا صداقةً على الأقل لأنهما قضيا وقتًا ممتعًا في الشرب معًا، لكن لم يبدُ الأمر كذلك.
حسنًا، ليس من السهل أن تكون مقرّبًا من شخصٍ مثل نيكولاس.
عندما لم يرد إسكاليون، فتح نيكولاس سريع الغضب فمه مرّةً أخرى.
“أودّ أن أرى القديسة عن قُربٍ قليلًا، هل تسمح لي؟”
عند سؤاله، التفت إسكاليون برأسه وتواصلت عيناه مع بيلادونا. بدا وكأنه يطلب رأيها.
إنه أمرٌ مزعجٌ ولا أريد ذلك …
أرادت أن تهزّ رأسها وتقول لا على الفور، لكنها اعتقدت أنها إذا فعلت ذلك، فقد يظنّ إسكاليون أن الأمر غريب. لم يكن أمام بيلادونا خيارٌ سوى الابتسام.
“تفضل بالدخول.”
“أيها الطبيب، اشرح لي وضعها مرّةً أخرى.”
أمسك نيكولاس، الذي دخل الغرفة دون تردّد، بالطبيب الذي كان على وشك مغادرة الغرفة.
عبس الطبيب قليلاً بسبب الموقف الفظّ والقسري الذي عومل، يُلقي بأوامره هنا وهناك دون حتى أن يكون سيده.
حثّ نيكولاس مرّةً أخرى.
“لماذا لا تشرح بشكلٍ صحيحٍ ما مشكلة القديسة بيلادونا؟ كطبيبٍ ماهر، كان يجب أن تكون قد انتهيت من فحصها بالفعل!”
“سأخبرك، دعه وشأنه الآن.”
أنقذ إسكاليون، الذي كان ينظر إليهم، الطبيب المسكين. نظر الطبيب إلى إسكاليون، وانحنى بعمقٍ وغادر الغرفة على الفور.
حدّق فيه نيكولاس باستياء.
“لقد كانت تُبالغ بأنشطتها مؤخّرًا. صحّتها الجسدية لم تكن جيّدةً بالفعل و….”
“تُبالِغ؟ القديسة! ما الذي كنتِ تفعلينه؟”
قبل أن ينتهي إسكاليون، استدار نيكولاس بغضبٍ نحو بيلادونا. ارتجفت بيلادونا دون وعيٍ وتقلّص كتفيها.
“هناك حفل عيد ميلاد للإمبراطور في غضون أيام قليلة، لم تنسي ذلك، أليس كذلك؟ كان يجب أن تعتني بنفسكِ جيدًا في وقتٍ سابق!”
استمرّ نيكولاس في رفع صوته. حتى أثناء إقامتي في أستانيا، كان غالبًا ما يوبّخني بهذه الطريقة.
“تستخدمين قوّتكِ المقدّسة بضع مرّاتٍ في السنة فقط، لذا ألا يجب أن تشاركي نعمتكِ وبركاتكِ مع أكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص عندما تستخدمينها؟ من الآن فصاعدًا، عليكِ تناول المقوّيات والعمل بجدٍّ لاستعادة صحّتكِ …..”
“هل هذا ما أردتَ قوله الآن؟”
في تلك اللحظة، رنّ صوتٌ خافتٌ وباردٌ في الغرفة.
وبزخمٍ مفاجئ، أغلق نيكولاس فمه بسرعة.
“….ماذا؟”
“أسألُك، أكان هذا ما أردتَ أن تقوله لزوجتي، التي انهارت وهي تنفث دمًا؟”
رفعت بيلادونا رأسها، الذي كان متّجهًا لأسفل. كانت عيناه الذهبيتان تتألّقان بشراسة بينما وقف هناك وذراعاه متقاطعتان.
تراجع نيكولاس دون قصدٍ وفتح فمه.
“مـ ما الذي تتـ ……”
“أنا أتحدّث عن دفعكَ شخصٍ مريضٍ ومُنهارٍ للتعافي بسرعةٍ لأنكَ تحتاج إلى استخدام قواها ….”
“لـ لم تكن هذه نيّتي ….”
تلعثم نيكولاس عند وهج عيني إسكاليون الباردتين.
“إذا كان على زوجتي التعافي بسرعةٍ قبل عيد الميلاد، كما قال الكاردينال، فلا أعتقد أن ما تفعله الآن سيساعد على الإطلاق.”
“لـ لم ….”
نظر نيكولاس، الذي سعل بلا سبب، إلى بيلادونا. وبنظرةٍ مُهانةٍ على وجهه، رفع زوايا فمه وابتسم بشكلٍ مضطرب.
“لم أقصد ذلك، أيّتها القديسة. أنا فقط أشعر بالحزن الشديد لأنكِ مريضةٌ جدًا ….”
أطلقت بيلادونا، التي كانت تعلم أنه لم يقصد ما قاله للتو، تنهيدةً صغيرةً.
على أيّ حال، بالنسبة لشعب الفاتيكان، كانت بيلادونا هذا النوع من الوجود. يستخدمون قوّتها فقط عندما يحتاجون إليها، ممّا يعزّز موقفهم. عليها الاستماع إلى المخاوف التي لا تُوصَف من النبلاء وعامّة الناس الأثرياء وتلقّي الكثير من التبرّعات في المقابل.
الوجود الذي يجب أن يظلّ بجانبهم بشكلٍ كاملٍ وجميلٍ عندما يحتاجون إليه.
‘هذا ما يجعلكَ حريصًا على اصطحابي إلى أستانا.’
“إذا انتهيتَ من الحديث، غادِر الآن.”
تقدّم إسكاليون، الذي كان يقف في الخلف، وقال.
سحب البطانية التي كانت تغطّي بيلادونا وغطّاها بإحكامٍ حتى أسفل ذقنها.
“زوجتي بحاجةٍ إلى الراحة الآن.”
“آه، بـ بالطبع! آه، بفضلك، قضيتُ وقتًا جيدًا وأنا أتجوّل في عقار جريبلاتا اليوم، سيدي.”
طرح نيكولاس موضوعًا آخر لكسر الأجواء الباردة المتجمّدة.
ولكن عندما جهّز إسكاليون السرير الذي تستلقي فيه بيلادونا، دون أن يردّ عليه بكلمة، سرعان ما استأنف طريقه وتراجع إلى الخلف.
شاهدته بيلادونا وهو يستشيط غيظًا محدّقًا في إسكاليون بتعالير وجه متجهّمة.
لا يمكنكَ أن تقول أيّ شيءٍ أمامه، لكنكَ تحدّق فيه من الخلف فقط، أتسائل إن كنتَ تستطيع ثقب مؤخّرة رأسه بهذه الطريقة.
“إذًا … احصلا على قسطٍ من الراحة كلاكما، سيدي، القديسة.”
بدلاً من إسكاليون، الذي لم يُجِب بعد، أومأت بيلادونا برأسها.
نيكولاس، الذي وقف ساكنًا وهو يجزّ على أسنانه، استدار على الفور وخرج من الغرفة.
لم أرَ وجهه بهكذا تعبيرٍ قبيحٍ من قبل ….
رمشت بيلادونا وشاهدت الباب حيث اختفى نيكولاس قبل لحظة. كان ثاني أكثر رجلٍ سلطةً في أستانيا بعد البابا.
كان دائمًا متغطرسًا ومغرورًا ووقحًا مع الجميع باستثناء المؤمنين، لكنه كان قادرًا أيضًا على صنع مثل هذا الوجه المُخزي.
بطريقةٍ ما، أشعر بالانتعاش.
“أخرجوا جميعًا أيضًا.”
عند سماع كلمات إسكاليون، انحنى وولف وسيندي والعديد من الخادمات الأخريات، الواقفات على جانبٍ واحدٍ من الغرفة، وخرجوا.
بمجرّد ترك الاثنين بمفردهما، نظرت إليه بيلادونا.
حسنًا، هل تخطّط لتوبيخي أيضًا …؟
إسكاليون، الذي أخرج الجميع، جلس على كرسيٍّ صغيرٍ بجوار السرير دون تردّد. أسند جسده الضخم على ظهره وحدّق في بيلادونا.
مـ ماذا…
بطريقةٍ ما، أدرتُ عيني لأنني شعرتُ بعدم الارتياح، لكنني سمعتُ صوتًا منه فجأة.
“هل تكرهين جريبلاتا لهذه الدرجة حتى وأنتِ تُعامَلين بهذه الطريقة هناك؟”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1