Don't let your husband know! - 60
“……”
همم؟
ولكن مهما طال انتظاري، لم يقترب.
بيلادونا، التي كانت في حيرة، فتحت عينيها. أمامها مباشرة، استطاعت أن ترى وجه إسكاليون بتعبيرٍ مرتبك.
رمش بعينيه بلا تعبير، وتغيّر تعبيره بهدوء.
“حاذِري. لا تسقطي مرّةً أخرى. ولا تخلعي معطفكِ.”
في تلك اللحظة، احمرّ وجه بيلادونا.
أوه، إنه لأمرٌ جنوني …..!
لم يكن إسكاليون يفكّر في أيّ شيء، لكنني كنتُ الوحيدة التي فكّرت في الماضي وأغلقتُ عينيّ بوقاحة.
شعرتُ بالخجل الشديد لأنني تقدّمتُ إلى هذا الحد بمفردي، على الرغم من أن الشخص المعني لم يكن يريد أيّ شيء.
أ-أنا آسفة! غطّت بيلادونا وجهها الأحمر ونزلت بسرعةٍ من جسده.
نهض إسكاليون، مبتعدًا عنها، بخفّةٍ ونفض الأوساخ والغبار عن ملابسه.
‘هاه …. أبدو كالحمقاء …’
بشعورٍ عميقٍ بالتدمير الذاتي، نهضت بيلادونا من مكانها.
في الوقت نفسه، كان هناك القليل من الحزن. الآن، لا يمكننا …. لا يمكننا العودة إلى ما كنّا عليه من قبل؟
أوه، لماذا الطقس باردٌ جدًا.
“تنشّق.”
شعرتُ بالحرج وتنشّقتُ، لكن إسكاليون، الذي كان يقف خلفي، أمسكني من كتفي وأدارني بسرعة.
فجأة، تحوّلت رؤيتي بشكلٍ حادّ، وسرعان ما ظهر وجهه المتفاجئ أمامي.
كان ينظر إليّ بوجهٍ جاد.
“هل تبكين؟”
“…..؟”
لا …..؟ هزّت بيلادونا رأسها وأبعدت كتفها التي أمسكها.
أنا مُحرَجةٌ للغاية. أيّ دموعٍ تلك التي تتحدّث عنها ….
فتح إسكاليون فمه ، الذي كان يحدّق في بيلادونا بتصميمٍ كبيرٍ أكثر ممّا كانت تعتقد.
“لا أعرف ما الذي تفكّرين بحق الجحيم.”
“…..”
“اعتقدتُ أنكِ …….. اعتقدتُ أنكِ تشعرين اتجاهي بشيءٍ ما. لا، على الأقل اعتقدتُ أنكِ تشعر بنفس الطريقة مثلي. على الرغم من أنه أمرٌ غير مألوفٍ وصعبٌ للغاية، إلّا أن حياة جريبلاتا معي ليست سيئة ……..”
تنهّد إسكاليون وأدار رأسه. اتّخذت بيلادونا خطوةً أقرب إليه.
أنتَ محق. أنا ……..
لكن هذه المرّة، تراجع إسكاليون عندما اقتربت بيلادونا.
“لا تقتربي مني بعد الآن، لأنني لا أريد أن أخطئ بعد الآن.”
استدار إسكاليون، الذي تحدّث لفترةٍ وجيزة، وغادر الإسطبل دون أن تقول بيلادونا أيّ شيء.
أطرقت بيلادونا رأسها بعد أن تُرِكت وحدها.
لم يكن هناك سوى صوت صهيل الخيول في الإسطبل الهادئ.
* * *
“سيدتي! أين كنتِ حتى الآن؟”
بينما كنتُ أعود بصعوبةٍ إلى القلعة، رأيتُ سيندي تُسرِع.
“أوه، لابد أن الجو كان باردًا جدًا في الخارج. وجنتيكِ حمراء تمامًا …….. هاه؟ لماذا ملابسكِ متّسخةٌ هكذا؟ هل سقطتِ وتدحرجتِ في مكانٍ ما؟”
أومأت بيلادونا برأسها، وهي تتحسّس معطفها بينما كانت سيندي تنظر حولها. سرعان ما أظهرت سيندي وجهًا حزينًا وقادتها.
“اسرعي إلى غرفتكِ! اغتسلي وارتدي ملابس جديدة!”
إيماءة.
بينما كانت تصعد الدرج إلى الطابق الثاني، أشارت سيندي، التي كانت تتبعها، في اتجاه غرفة الاستقبال المؤدّية إلى الرُّدهة وقالت.
“سيدتي، يجب أن تستعدي وتعودي إلى الأسفل. لقد جاء الكاردينال وحاشيته من الكهنة للتوّ من أستانيا.”
كاردينال؟ من أستانيا …..؟
عند كلمات سيندي، توقّفت بيلادونا عن الصعود. التفتت برأسها ونظرت نحو غرفة الاستقبال.
“لقد فوجئنا بقدومه دون أيّ إشعار! هل سمعتِ أيّ شيءٍ من قبل؟”
عندما قالت سيندي إن الكاردينال والكهنة جاؤوا من أستانيا، بدأ قلبي ينبض بقلق. لقد أرسل لي البابا بالفعل رسالةً تفصلني عن إسكاليون. لكنه أرسل شخصًا آخر؟
أمسكت بيلادونا بحاشية فستان سيندي بلمسةٍ مرتجفة، وأشارت نحو غرفة الاستقبال وأمالت رأسها.
“أوه، مَن جاء؟ كان كاردينالًا طويل الشعر، شابٌّ جدًا وابتسامته رائعة، وماذا قال اسمه؟ نيـ نيكول …… آه! أعتقد أنه قال أنه الكاردينال نيكولاس!”
نيكولاس …..؟
عضّت بيلادونا، التي أكّدت اسم الكاردينال الذي زار جريبلاتا، شفتها السفلية.
نيكولاس كاسل. رجلٌ مُخلِصٌ ويد اليُمنى للبابا بروناس، ورجلٌ ذو سلطةٍ يمسكُ معه بسلطة الفاتيكان.
‘لم أتوقّع أن يُرسِله أبدًا ….’
عندما كانت قديسةً في أستانيا، كان هو الكاردينال الذي كان يُجري معظم المحادثات عِوضًا عن البابا، وكان دائمًا بجانب البابا مثل الظِّل.
أن يرسل مثل هذا الشخص مباشرةً إلى جريبلاتا ….
كان من الواضح أن البابا كان حريصًا الآن على معرفة كيف كانت بيلادونا مع إسكاليون. لابد أنه يحاول معرفة ما إذا كان بإمكانه اصطحابي مرّةً أخرى إلى أستانيا في أقرب وقتٍ ممكن ….
“لا بد أنكِ سعيدةٌ لأن شخصًا تعرفينه زار جريبلاتا بعد فترةٍ طويلة! حاليًّا يرحّب السيد بالضيف، وسنستعدّ وننزل!”
تم قيادة بيلادونا مرّةً أخرى إلى الطابق العلوي بيد سيندي
* * *
“سيدتي هنا.”
قال وولف، الذي طرق برفقٍ على غرفة الاستقبال، بصوتٍ عالٍ.
انتظر وولف لحظةً حتى أعطى إسكاليون الإذن وأدار مقبض الباب. تحرّكت بيلا دونا إلى الداخل، محاولةً التحكّم في تعبير وجهها.
“القديسة بيلادونا!”
وقف نيكولاس، الذي كان يجلس أمام الطاولة الداخلية، مُرَحِّبًا.
اقترب منها بابتسامةٍ مُشرِقةٍ وفتح ذراعيه على مصراعيهما.
“لقد مرّ ما يقرب من ثلاثة أشهر منذ الزفاف، لكنني أحسستُ به طويلاً أَمَدًا! أشعرُ بالغِبطة لأنكِ تبدين أفضل من ذي قبل.”
مـ ما الأمر …؟ هل تطلب عناقًا؟
ألقت بيلادونا نظرةً على إسكاليون، الذي كان يجلس على الطاولة المقابلة وينظر إليهم، ثم انحنت عليه بشكلٍ مضطرب.
عانقها نيكولاس برِفقّ وقرّب وجهه.
لم نكن قريبين إلى هذا الحد، ولكن فجأة، ما هذا النوع من التمثيل الذي يقوم به …
في تلك اللحظة، اقترب نيكولاس وهمس في أذنها بصوتٍ خافتٍ جدًا بحيث لا يسمعه إسكاليون، الذي كان خلفهم.
“عليكِ أن تبتسمي. أين ذهبت ابتسامتكِ البديعة الشبيهة بالدمية؟ أيّ تعبيرٍ هذا الذي تقومين به؟”
“…..!”
انكمشت بيلادونا مندهشة.
في اللحظة التي سمعتُ فيها صوته، شعرتُ وكأنني عُدتُ إلى أستانيا.
أستانيا المُوحِشة، وشعب الفاتيكان المخيفين، حيث كنتُ دائمًا أرتعد خوفًا، أبتسم بلا روحٍ دون أن أقول كلمة، وأعيش مثل دميةٍ للبابا.
“…….”
ابتعد نيكولاس، ومسح برفقٍ كتفيها المتصلّبتين.
“أراد البابا أن يأتي شخصيًا، لكنه لم يستطع مغادرة الفاتيكان.”
“……”
“بدلاً من ذلك، شرفٌ لي أن أتمكّن من أخذ القديسة المُوقّرة بيلادونا بنفسي.”
تأخذني؟
استدارت بيلادونا، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما، بسرعةٍ ونظرت إلى إسكاليون.
هل اتّخذ البابا إجراءاته بالفعل، وهل وافق إسكاليون على الطلاق؟
قال إسكاليون، الذي كان جالسًا منحنيًا على الأريكة، ساخطًا.
“إذا سمع أيّ شخصٍ ذلك، فسيظنّ أن الكاردينال يسرق زوجتي منّي. أنتَ فقط بحاجةٍ إلى القديسة لعيد ميلاد الإمبراطور.”
عيد ميلاد الإمبراطور …
بالتفكير في الأمر، فإن عيد ميلاد إمبراطور إمبراطورية إليانور كان في هذا الوقت.
كان عيد ميلاد الإمبراطور أحد أهم الأحداث في إمبراطورية إليانور، وفي العاصمة حيث تقع العائلة الإمبراطورية، كان يُقام مهرجانٌ لمدّة أسبوعٍ كاملٍ للاحتفال بعيد الميلاد، وفي أستانيا، حيث يقع الفاتيكان، كانت القديسة تستخدم قِواها المقدّسة شخصيًا لعلاج ورعاية المرضى، مُظهِرةً لطفها وحبّها وعاطفتها.
‘كان هناك سببٌ وراء تحديد البابا لفترة زواجنا بثلاثة أشهر.’
قبل عيد ميلاد الإمبراطور، خطّط البابا لإحضار بيلادونا إلى مدينة أستانيا لتتولّى دور القديسة.
“سرقتها، هاهاها. ماذا تقول مثل هذا الشيء السيء للغاية …”
أطلق نيكولاس ضحكةً عالية، وبينما كان يقول ذلك، نظر نيكولاس إلى بيلادونا وابتسم بلطف.
“كيف يمكن أن تُستبعَد القديسة، التي كانت بمثابة تميمة الحظ للفاتيكان عمليًا، من حدثٍ وطنيٍّ مهمٍّ مثل عيد ميلاد الإمبراطور؟ حتى بدون ذلك، هناك العديد من المواطنين الذين يشعرون بالانزعاج لأن قديستهم الوحيدة تزوّجت، لذا حتى في أوقاتٍ كهذه، يجب أن تظهر وجهها لتثبت لهم أن موقف القديسة ثابت.”
سأل نيكولاس، متحدّثًا بألطف صوتٍ في العالم، إسكاليون.
“اسمح لي أن أسألكَ مرّةً أخرى، أيّها الدوق. لا يزال لدينا بعض الوقت حتى الحَدَث، ولكن هل سيكون من الجيد أن نأخذ القديسة مسبقًا؟ يودّ البابا بعض المساعدة.”
أدار إسكاليون عينيه الذهبيتين ونظر بالتناوب إلى نيكولاس وبيلادونا.
حرّكت بيلادونا أصابعها بعيونٍ قلقة.
لا أريد ذلك … لا أريد ذلك!
إذا ذهبت إلى أستانيا بهذه الطريقة، فقد لا تعود أبدًا إلى جريبلاتا مرّةً أخرى.
سيستخدمها البابا كبيدقٍ لشراء الوقت، وقد يمتثل إسكاليون، الذي فقد اهتمامه بها، للطلاق الذي طالب به.
أكره ذلك …
حرّك إسكاليون، الذي كان لا يزال ينظر إلى بيلادونا، الجزء العلوي من جسده وغيّر وضعه وفتح فمه.
“لماذا تحصل على إذني لأخذ بيلّا؟ رأي زوجتي هو أهمّ شيء.”
عند سماع كلماته، كانت عينا نيكولاس عليها.
ارتجفت بيلادونا من النظرة التي تعلَّقت بها، وطبّقت قوّتها بشكلٍ انعكاسيٍّ على زوايا فمها ورفعتها.
“ما رأيكِ، القديسة بيلادونا؟ إذا عُدتِ إلى أستانيا معي، فستكونين قادرةً على مساعدة البابا في الاستعداد للحدث.”
“….”
“أوه، لقد نسيتُ للحظةٍ أن القديسة تردّ بابتسامتها الجميلة.”
قال نيكولاس، الذي نظر إلى بيلادونا التي لم تردّ، ضاحكًا.
“يا لها من ابتسامةٍ لطيفة، إذن سأعتبرها كموافقةٍ وأبدأ الاستعدادات.”
أوه، الأمر ليس كذلك …!
حتى لو عادت إلى أستانيا، لم يكن هناك طريقةٌ يمكنها من خلالها استخدام قواها. هزّت بيلادونا رأسها متأخّرة.
أكّد نيكولاس أنها كانت تهزّ رأسها رفضًا، لكنه استدار وكأنه لم يرها واقترب من إسكاليون.
“شكرًا لك أيّها اللورد على اهتمامك؛ إذن سنغادر بمجرّد حلول صباح الغد ….”
“لقد أتيتَ من طريقٍ طويل. لذا لماذا عليكَ الذهاب في عجلةٍ من أمركَ هكذا؟”
في تلك اللحظة، صاح إسكاليون، وهو جالسٌ على كرسيّه.
“ماذا؟”
“أعتقد أنكَ تتحرّك بسرعةٍ كبيرة.”
“لكن كما تعلم، فإن حَدَث عيد الميلاد على الأبواب ….”
“لا أعرف مقدار الجهد الذي يبذله الفاتيكان في التحضير للحَدَث، ولكن أليس هناك أكثر من أسبوعين متبقّيين؟”
“هذا صحيح، ولكن ….”
أدار إسكاليون عينيه الذهبيتين محدّقًا في بيلادونا، وفتح فمه.
“من العار أن ضيفًا من مسقط رأس زوجتي يزور جريبلاتا ليغادرها، لذا سأشعر بالانزعاج إذا غادرت قريبًا.”
“…….”
“يجب أن تُعامَل بشكلٍ لائقٍ قبل أن تغادر.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1