Don't let your husband know! - 58
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Don't let your husband know!
- 58 - لا تدعها تظهرُ أمامي مجدداً
“……”
كنتُ أريد أن أقول ‘آسفة لدخولي دون استئذان’، لكن صوتي لم يعد يخرج.
حرّكت بيلادونا شفتيها دون أن تنطق بكلمة، ثم استسلمت وخفضت رأسها.
نظر إليها إسكاليون ورفع حاجبه.
“إذا كنتِ تريدين قول شيء، فقوليه الآن.”
“……”
أريد أن أقول شيئاً، لكنني لا أستطيع ….
قبضت بيلادونا بيدها التي كانت موضوعةً على ركبتيها بإحكامٍ من شدّة الإحباط.
لو كنتُ أعلم أن هذا سيحدث، لأحضرتُ على الأقل ورقةً وقلم …..
نهض إسكاليون، الذي يراقبها وهي لا تزال عاجزةً عن الكلام، من السرير. وبسبب تلك الحركة، انزاح الغطاء الذي كان يغطي الجزء السفلي من جسده، ليكشف عن جسمه المليء بالعضلات.
حوّلت بيلادونا نظرها بخفّة وابتلعت ريقها بتوتّر.
تحرّك إسكاليون الذي وقف من مكانه كأنه يحاول فكّ عضلاته المشدودة، وحرّك ذراعيه السميكتين بخفّة، ثم أدار رقبته يميناً ويساراً مُحدِثاً صوت طقطقة.
سار نحو الخزانة وسحب أيّ قطعة ملابس ليرتديها.
“هل ستبقين تراقبين فقط؟ لماذا جئتِ إلى هنا إذًا؟”
أخيراً، بعد أن ارتدى قميصًا خفيفًا بلونٍ أزرق غامق، استدار لينظر إليها.
هزّت بيلادونا رأسها واقتربت من إسكاليون.
كانت تنوي الكتابة على راحة يده كما كانت تفعل من قبل.
“ما الأمر؟”
لكن قبل أن تلمس أصابعها راحة يده، أبعد إسكاليون يده للخلف وعبس.
رفعت بيلادونا نظرها إليه بذهول.
كان إسكاليون بدوره في حالةٍ من الارتباك.
لم يكن كافيًا أنها اقتحمت غرفته بينما كان نائمًا، بل انها استمرّت في الاقتراب منه دون أن تنطق بأيّ كلمة.
لم يكن قد استيقظ تمامًا، وكان لا يزال يشعر بالدوار، ممّا جعل اقترابها منه بهذا الشكل أمرًا خطيراً.
“…….”
لقد تجنّبني …..
أخفضت بيلادونا رأسها بوجهٍ مجروح.
عبس إسكاليون وهو يزيح شعره المتساقط على جبينه إلى الخلف.
“إذا كان لديكِ ما تقولينه، قوليه من هناك.”
لا، لا أستطيع التحدّث ……
شعرت بيلادونا ببعض الظلم بينما أمسكت برقبتها بخفّةٍ بيدها.
“هل تؤلمكِ رقبتكِ؟”
هزّت رأسها نافية.
“إذاً ما الأمر؟”
سأل إسكاليون بنبرةٍ بدأت تبدو عصبية.
لم يكن يفهم ما الذي تفعله هذه الفتاة الصغيرة الغامضة الآن.
رفعت بيلادونا يدها لتشير بأقصى جهدها إلى أنها لا تستطيع التحدّث.
فجمعت أصابعها أمام فمها كما لو كانت تثرثر، ثم رسمت علامة إكس بأصبعين وحرّكتهما مرارًا وتكرارًا.
عبس إسكاليون، الذي كان يراقبها وهي تقوم بهذه الحركات، فوراً.
“لا تستطيعين التحدّث؟ نحن الاثنان فقط في هذه الغرفة بعد كلّ شيء. إذا كنتِ قلقةً من أن يسمعكِ أحد، يمكنكِ الهمس بصوتٍ منخفض.”
لا……! هذا ما لا أستطيع فعله حقاً!
كرّرت بيلادونا نفس الإشارة مرّةً أخرى، ممّا جعل إسكاليون يميل رأسه في حيرةٍ وهو لا يزال عابسًا.
“……صوتكِ لا يخرج؟”
أومأت بيلادونا بحماس.
إيماءة! إيماءة! نعم! هذا هو ما أقصده بالضبط!
زفر إسكاليون، الذي كان يراقبها وهي تهزّ رأسها بحماس، وتنهّد وهو يمرّر يده على عنقه.
“صحيح، زوجتي لا تستطيع الكلام. لا أعلم ما الذي دفعكِ فجأةً للإصرار على هذا التصرّف الآن.”
“……”
“على الأقل أفهم أنكِ لا تملكين ما تقولينه لي.”
بعد أن أنهى حديثه، تحرّك إسكاليون ليغادر ومرّ بجانب بيلادونا.
مدّت بيلادونا، التي شعرت بمروره السريع تمامًا كما فعل آخر مرّةٍ رأته في مكتبه، يدها على الفور لتمسك بمعصمه.
توقّف إسكاليون في مكانه.
أمسكت بيلادونا يده بسرعة وفتحتها، ثم بدأت بتحريك أصابعها على كفه.
‘فجـ . ــأة. صو . تي.’
“نعم، صوتكِ لا يخرج.”
قاطعها إسكاليون في منتصف حديثها. و نظرت بيلادونا إليه سريعًا ثم عادت لتحريك أصابعها.
‘لا . أعلم . ما . الذي . حدث.’
“بطريقةٍ ما، صوتكِ لم يعد يخرج. حسنًا، فهمتكِ، نعم.”
قال إسكاليون ذلك بلهجةٍ خاليةٍ تمامًا من التعاطف.
شعرت بيلادونا ببعض الحزن تجاه موقفه، وكأنها لم تكن موضع ثقةٍ لديه. لكنها في الوقت ذاته، أدركت أن موقفه مفهوم.
كيف يمكن أن يصدّقها؟ عندما كانا وحدهما، كانت تتحدّث معه بشكلٍ طبيعيّ، والآن فجأةً تدّعي أن صوتها لا يخرج. يمكن لأيّ أحدٍ أن يفهم أن ما هذه إلّا محض كذبة …..
شعرت بيلادونا بقليلٍ من الإحباط، لكنها استجمعت نفسها وبدأت في تحريك أصابعها مرّةً أخرى.
‘أريد . أن . أعتذر.’
وقف إسكاليون ينتظر بصمتٍ حتى انتهت بيلادونا من كتابتها، ثم رفع عينيه لينظر إليها.
تحدّث إسكاليون الذي يحدّق بها للحظة.
“على ماذا؟ على ماذا تريدين أن تعتذري؟”
كان لديها الكثير لتقوله.
تردّدت بيلادونا وهي تفّكر من أين تبدأ، وتباطأت أصابعها.
وفي تلك الأثناء، خطا إسكاليون خطوةً نحوها، مقتربًا منها بشكلٍ ملحوظ.
“بيلادونا.”
“……”
“هل تعلمين ما الذي أفكّر فيه الآن؟”
سألها إسكاليون بصوتٍ منخفضٍ وبارد.
تردّدت بيلادونا وتراجعت خطوةَ إلى الوراء بتوتّر على تصرّفاته التي بدت مُهدِّدَةً لها بعض الشيء.
“لا أستطيع أن أفهم ما الذي تفكّرين فيه برأسكِ الصغير هذا.”
أمسك إسكاليون بذقنها ورفع رأسها لتنظر إليه.
ارتجفت عينا بيلادونا الزرقاء ، التي وجدت نفسها مُجبَرةً على مواجهة عينيه الذهبيتين، تحت وقع نظرته الحادّة.
بينما كان يقترب منها تدريجيًا، وجدت بيلادونا نفسها تُدفع إلى الوراء بشكلٍ متزايد.
“هل فعلتِ شيئًا يستحق الاعتذار؟ نعم، لقد فعلتِ. لم يخطر ببالي ولو للحظة أنكِ كنتِ تحملين هذه الأفكار طوال الشهرين الماضيين، وقد خدعتني تمامًا.”
“……”
“على الرغم من أنني شعرتُ بالضربة التي تلقّيتُها على مؤخرة رأسي وأصبحت الأمور مُربِكة، إلّا أنني قرّرتُ في النهاية أن أفعل ما تريدينه. ففي النهاية، لم يكن زواجنا قائمًا على نيّةٍ خالصةٍ من جانبي أيضًا.”
ببطء، شعرت بيلادونا بظهرها يلامس الحائط. لم يعد بإمكانها التراجع أكثر.
نظرت إليه بعجز، محصورةً بين الحائط وجسده الضخم.
“البابا كان ذكيًا. كنتُ أعلم أنه رجلٌ جشع، لكن لم أتوقّع أن يستخدم ابنته هكذا.”
“……”
“سأذهب الآن إلى مكتبي وأكتب لكِ أوراق الطلاق. آه، وإن أردتِ، يمكنني التبرّع للفاتيكان أيضًا. هل هذا هو كلّ ما كنتِ تريدينه؟ لو كنتِ بحاجةٍ إلى المال، كان بإمكانكِ أن تطلبي ذلك منذ فترةٍ طويلة. كنتِ تمتلكين العديد من الفرص.”
مع الكلمات الباردة التي نطق بها إسكاليون، هزّت بيلادونا رأسها بيأس.
لم يكن هذا ما أريده!.
ابتسم إسكاليون ابتسامةً ساخرة.
“لكن، ألا تجدين هذا مضحكًا؟”
أمسك بذقنها وحرّك وجهها يمينًا ويسارًا كما لو كان يتفحّصه.
كانت خدودها البيضاء كالثلج لا تزال تحمل بعض الجروح الصغيرة التي لم تلتئم بالكامل بعد.
رؤية تلك الندوب الداكنة جعلت معدته تنقلب رأسًا على عقبٍ من الغضب.
شدّ إسكاليون على فكّها وهو يحاول السيطرة على نفسه قبل أن يُخرِج صوته مجبرًا.
“هل ستختبئين مجدّدًا خلف قناع القديسة التي لا تستطيع الكلام لمجرّد أنكِ في مأزق؟ أنا أعرف صوتكِ جيدًا. وأعرف كيف أجعلكِ تتحدّثين عندما أريد.”
“……”
كانت بيلادونا تكافح بجهد كبير لتمنع دموعها من الانهمار.
لم يسبق لها أن رأت إسكاليون بهذا الشكل الغريب، و بهذه البرودة الشديدة.
التقت نظرة إسكاليون بعيني بيلادونا وهو يرفع حاجبيه ويفتح فمه.
“آه، كنتِ تقولين انكِ تريدين الاعتذار، أليس كذلك؟”
بعد أن أنهى كلماته، انحنى برأسه نحوها.
عضّ شفتها السفلى بعنف. فتحت بيلادونا فمها مذعورةً وأمسكت بذراعه. اندفع وجهها إلى الخلف، وارتطمت مؤخرة رأسها بالحائط.
“…….!!”
رفع إسكاليون يده ليحيط برأسها من الخلف. أغمضت بيلادونا عينيها بإحكامٍ وحاولت مقاومة اللسان الذي دخل شفتيها بالقوّة.
امتلأت الغرفة الهادئة على الفور بصوت قُبُلاتهم.
مع عمق قبلته، شعرت بيلادونا بأن قوّة ساقيها قد تلاشت، وكأنها ستسقط في أيّ لحظة، لكن قبضته عليها كانت قويّةً لدرجة أنها لم تستطع الحركة.
بعد فترةٍ طويلةٍ من ذلك، انفصلت شفتي إسكاليون عن شفتيها بصوتٍ مُخجِل.
نظرت بيلادونا إليه بعجز وعيناها مسترخية، كان كلاهما يتنفّسان بصعوبة.
سرعان ما رفع إسكاليون إبهامه وبدأ بفرك شفتي بيلادونا المتلألئة ببطء.
وتحت أصابعه الساخنة، تم ضغط شفتيها الناعمتين بلا حيلة.
بينما كان يتأمّل المشهد بافتتان، بدا إسكاليون وكأنه استعاد وعيه فجأة، فرفع ظهر يده ليقوم بمسح شفتيه أيضًا.
ابتسم بسخريةٍ وتحدّث بصوتٍ بارد.
“لقد كانت عنيفةً بعض الشيء. وقد تكون هذه الأخيرة.”
بعد أن أنهى كلماته، التفت دون تردّد.
بينما كانت بيلادونا محصورةً بينه وبين الحائط، انزلقت لتجلس على الأرض بتعب.
سمعت صوت فتح الباب. نظرت بيلادونا إلى ظهر إسكاليون وهو يختفي خارجاً من الغرفة بصدمة.
* * *
“سيدي ….”
عندما دخل وولف إلى المكتب، نظر بحذرٍ إلى إسكاليون.
كان إسكاليون يحدّق في وولف بنظرةٍ حادّة، مستندًا على يده.
“لقد أخبرتكَ بعدم إدخال أيّ شخصٍ الى غرفتي.”
“أعتذر، لم أتوقّع أن تدخل السيدة إلى المكان الذي تنام فيه، سيدي.”
“تأكّد ممّا إذا كانت قد عادت إلى غرفتها.”
عند كلماته هذه، فتح وولف فمه بسرعةٍ ليجيب.
“لقد عدتُ للتوّ بعد التحقّق. لقد رأيتُ سيدتي تتناول العشاء وتذهب إلى السرير.”
عند سماعه كلمات وولف، بدأت تعابير إسكاليون المتصلّبة تتلاشى قليلًا.
سواء كان ذلك لأنه كان في حالة سُكر، أو لأنه رأى ذلك الوجه الأبيض الذي كان يحرق معدته لأيام، انقلبت معدته إلى الخارج وانتهى به الأمر إلى تعذيبها.
لقد بدا وكأنها منزعجة لأنها لم تكن قادرةً على التحدّث دون أن تعلم كم كان قلبه يحترق.
أطلق زفيرًا عميقًا وهو يحرّك رأسه بحركةٍ عنيفة.
“لا تدعها تظهرُ أمامي مجددًا.”
عندما رآها، بدا قلبه الذي كان يكبحه بكلّ قوّته يتزعزع.
رغم أنه تعهّد بإعادة بيلادونا إلى الفاتيكان في أستانيا التي أرادتها بشدّة، إلّا أنه عندما التقى بها بالفعل، اختفت تلك المشاعر دون أن تترك أثراً وبقي جشعه ورغبته فقط.
منذ لحظة، عندما نظر إلى شفتيها الحمراوين اللتين انهارتا تحت أصابعه، تيبّس جسده كلّه.
‘فقط شهرٌ آخر ……’
ألم يكن الموعد الذي اتفقا عليه ثلاثة أشهر؟
لم أكن أظن أن الأمر سيكون بهذه الأهمية، كنتُ أعتقد أنني سأرسلها فور عودتي إلى القلعة، لكني أحتاج شهرًا آخر لتنظيم مشاعري التي في حالةٍ من الاضطراب أكثر ممّا كنتُ أتوقّع.
لذا، في الوقت الحالي، لا يمكنني إرسالها إلى أستانيا.
“اللعنة …..”
تدحرجت الشتائم على لساني تلقائيًا، تجاه نفسي الغبية.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: Dana
تدقيق: مها