Don't let your husband know! - 57
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Don't let your husband know!
- 57 - لقد أخطرتُهم بألّا يسمحوا لأحدٍ بالدخول
“سيدتي؟”
الشخص الذي فتح الباب وظهر لم يكن إسكاليون، بل كان وولف.
عندما أكّد وولف بأمّ عينيه استيقاظ بيلادونا، غمره شعورٌ بالراحة.
“أخبرتني سيندي أن سيدتي قد استيقظت، وكان ذلك صحيحًا…! أنا مسرورٌ حقًا!”
تنفّس وولف الصعداء وابتسم بإيماءة.
شعرت بيلادونا بخيبة أملٍ طفيفةٍ وحاولت رفع زوايا شفتيها بابتسامةٍ مُجبَرة.
هل إسكاليون … لم يعد إلى القلعة بعد؟
“لقد أنهيتِ وجبتكِ تمامًا ….. ياللراحة! هل هناك أيّ شيءٍ يزعجكِ؟”
اقترب وولف ليتفقّد الوعاء الفارغ بجانب سريرها وسألها بلطف.
هزّت بيلادونا رأسها.
لم يكن هناك ما يزعجها سوى ضعفٍ عامٍّ في جسدها وعدم قدرتها على الكلام.
أومأ وولف برأسه بعلامة ارتياح، ثم توقّف في مكانه بحركةٍ متوتّرة.
هاه؟ هل هناك شيءٌ تودّ قوله؟
نظرت إليه بيلادونا بدهشة، متسائلةً عن سبب سلوكه الغريب. بدأ وولف يتفادى نظرتها وهو يحكّ مؤخرة رأسه، ثم فتح فمه ببطء.
“لــ ….. لقد عاد السيد.”
عند سماع صوت وولف، ارتفعت زاوية فم بيلادونا بشكلٍ طفيف.
“إيمي وشريكها كانا مختبئين في نُزُلٍ قديمٍ بالقرب من ميناءٍ ليس بعيدًا عن هنا. ربما كانا يخطّطان لمغادرة جريبلاتا عن طريق السفينة.”
“..…..”
“لقد قبض سيدي عليهما شخصيًا وأمر بحبسهما في سجن القلعة السفلي. ستتمّ محاكمتهما قريبًا وسيتلقّون العقوبة المناسبة، لذا لا داعي للقلق. وفقًا لقوانين جريبلاتا، سيُعاقبان بأشدّ العقوبات، لأنهما تجرآ على المساس بزوجة اللورد وممتلكاته.”
لم تكن بيلادونا غير مهتمّةٍ بمصيرهم، لكنها كانت أكثر اهتمامًا بسماع أخبار إسكاليون.
أين هو الآن؟
“على أيّ حال، هذا هو الوضع الحالي. لذا، سيدتي، لا تقلقي بشأن أيّ شيءٍ وركّزي فقط على استعادة صحتكِ.”
أنهى وولف حديثه وانحنى بعمقٍ كما لو كان يستعدّ للمغادرة.
أوه، انتظر لحظة … إذًا ما عن إسكاليون؟
في لحظةٍ من التوتر، مدّت بيلادونا يدها وأمسكت بطرف سترته.
“ما- ما الأمر سيدتي؟”
سأل وولف بنظرةٍ مُحرَجةٍ وهو يستدير بعدما أمسكت بيلادونا بطرف سترته.
بسرعة، أخذت بيلادونا الورقة والقلم من فوق المنضدة بجانب السرير.
[أين زوجي؟]
“سـ سيدي …… حاليًا في مكتبه.”
[هل أبلغتَه أنني استيقظت؟]
“بالطبع، هو يعلم.”
يعلم إذاً ….
عندما سمعت بيلادونا إجابة وولف، خفضت يدها التي كانت تمسك بالقلم تدريجيًا إلى الاسفل.
“…….”
أهو مشغول …..؟
رغم علمه بأنها استيقظت، لم يأتِ لرؤيتها. لا بد أن هناك أمورًا مُلِحّةً تشغله.
نعم، لا بد أن الأمر كذلك …..
حاولت بيلادونا تهدئة نفسها ورسمت ابتسامةً تعني أنها فهمت ما يجري.
عندما رأى وولف ابتسامتها، تردّد لبرهةٍ قبل أن ينحني ويغادر الغرفة.
تمنّت بيلادونا أن يُنهي أعماله العاجلة في أقرب وقتٍ ممكن.
***
لكن في ذلك اليوم، واليوم الذي يليه، وحتى اليوم الثالث، لم يأتِ إسكاليون لرؤية بيلادونا.
كانت قد استعادت عافيتها بشكلٍ كافٍ، وتمكّنت من النهوض من السرير والمشي.
وقفت أمام المرآة تتأمّل نفسها بهدوء.
هل أبدو متعبة أو بلا حيوية؟
“…….”
لا يهم كم من الوقت انتظرت، لم يأتِ، لذا ليس أمامي سوى أن أذهب إليه بنفسي.
رغم أننا نعيش في نفس القلعة، لم أره حتى الآن ……
في هذه المرحلة، بِتُّ مقتنعةً بأن إسكاليون ليس مشغولاً، بل لا يزال غاضبًا مني.
‘لكنني أستطيع أن أشرح له كلّ شيء.’
ابتلعت بيلادونا ريقها واتّخذت قرارًا. كان عليها أن تشرح له كلّ شيء.
ما الذي أراده البابا منذ البداية، وما الذي كانت تشعر به عندما جاءت إلى جريبلاتا، وكيف تغيّرت مشاعرها مع مرور الوقت وهي معه، وما هي حقيقة مشاعرها الآن.
أخيرًا، بعد أن قامت بتعديل طرف تنورتها الذي كان مجعّدًا، استدارت بيلادونا واتّجهت بحذرٍ إلى مكتب إسكاليون.
طرقت الباب بلطف.
‘…… ألا يوجد أحدٌ هنا؟’
طرقت مرّةً أخرى للتأكّد، لكن لم يكن هناك أيّ صوتٍ من الداخل.
وضعت بيلادونا أُذُنَها على الباب، لمحاولة سماع أيّ شيء.
“……”
لا أسمع شيئًا. أين ذهب؟
استدارت بيلادونا ببطءٍ ونظرت إلى نهاية الرواق الخالي.
ربما خرج لتفقّد الأراضي، أو كان في ساحة التدريب مع الفرسان. إن لم يكن هناك، فربما توجّه إلى السجن السفلي لرؤية إيمي وشريكها، أو قد يكون في غرفة الطعام.
سارعت بيلادونا لزيارة كلّ الأماكن التي يمكن أن يكون فيها.
‘ليس هناك ….!’
ولكن لم يكن هناك أيّ أثرٍ لإسكاليون في أيّ مكانٍ داخل القلعة.
مرّ بعض الخدم بجوارها وألقوا التحية، لكنها لم تتمكّن من سؤالهم عن مكان إسكاليون بسبب عدم توفّر الورقة أو القلم معها في تلك اللحظة.
أين يمكن أن يكون بحق السماء؟
عندما عادت إلى الطابق الثاني متّجهة نحو غرفتها دون أيّ نجاح، رأت وولف في الردهة يُشرِف على بعض أعمال ترميم الأرضية. فسارعت بيلادونا نحوه.
“أوه، سيدتي! يبدو أنكِ تعافيتِ بما يكفي لتتجوّلي. هذا يبعث على السرور!”
قال وولف ذلك بابتسامةٍ عريضةٍ وهو يستدير إليها.
أومأت بيلادونا برأسها بسرعةٍ إلى وولف، مشيرةً إلى القلعة بإيماءة.
كان من المؤكّد أن وولف، بذكائه، سيفهم ما تعنيه دون الحاجة للكلمات.
“آه ….. سيدي؟”
نعم!
أومأت بيلادونا بحماس. لكن وولف بدا غير مرتاح، وحكّ خدّه بيده دون أن يتحدّث.
“الـ …. الأمر هو …”
ما .. ما ردّ الفعل هذا؟
عندما نظرت إلى وولف بتعبيرٍ متسائل، نظر أحد الخدم الذين كانوا ينقلون الأغراض إلى لأعلى وتحدّث فجأة.
“همم؟ إذا كان السؤال يتعلّق بسيدي، فهو في غرفته يستريح.”
“أ-أنت!”
صرخ وولف بغضب.
في غرفته؟ لماذا لم أفكّر في ذلك؟
أشرق وجه بيلادونا عندما عَلِمت أين يمكن أن يكون إسكاليون.
لكن وولف الذي صرخ على الخادم سرعان ما نظر إلى بيلادونا بحذرٍ وأغلق فمه.
مـ…؟ ما الامر؟ هل من المفترض أن لا أعرف أين مكانه؟
أجاب الخادم، الذي تلقّى الانتقاد فجأة، بنفس تعبير الاستغراب مثل بيلادونا.
“وولف، ما الأمر؟ كنتَ قد قلتَ للتو …..”
“اصمت!”
أغلق وولف فم الخادم بسرعةٍ وتوجّه بنظره إلى بيلادونا.
“سـ سيدتي. سيدي لم يستطع الراحة مؤخّرًا بسبب كثرة الأعمال، وهو الآن يستريح في غرفته. ولكن ….”
واصل وولف كلامه ببطء.
“لـ لقد كان مُتعَبًا جدًا ….. وقد طلب ألّا أسمح لأحدٍ بالدخول.”
“…….”
عند سماع ذلك، انخفض رأس بيلادونا ببطء.
يمكنها أن تفهم الآن. إسكاليون كان يتجنّبها بوضوح.
أخذ وولف ينظر إليها بحذر، ثم تحدّث برفق.
“عندما يستيقظ سيدي، سأخبره أنكِ بحثتِ عنه. لذا، لا ترهقي نفسكِ في الانتظار وارتاحي في غرفتكِ، سيدتي.”
***
خطت بيلادونا بخطواتٍ ثقيلةٍ إلى الطابق الثاني، وعندما اقتربت من باب غرفتها، توقّفت ونظرت إلى نهاية الرواق في الاتجاه المعاكس حيث كان باب إسكاليون مُغلَقًا.
“…..”
أرادت العودة إلى غرفتها، لكن قلبها قرّر خلاف ذلك.
على الرغم من أن إسكاليون لم يرغب في مقابلتها، إلّا أنها كانت تفتقده بشدّة.
إذا كان لن يلتقي بها أثناء استيقاظه، فربما تُفضِّل أن ترى وجهه حتى ولو كان نائمًا.
‘فقط لحظة، للحظةٍ قصيرةٍ فقط ….’
سارت بيلادونا بخطواتٍ خفيفةٍ في الرواق.
وعندما وصلت أمام باب غرفته، وضعت يدها بحذرٍ على مقبض الباب. للحظة شعرت بالتردّد، ‘هل لا بأس بهذا؟’ تسائلت، لكنها سرعان ما هزّت رأسها.
ببطء، أدارت بيلادونا مقبض الباب وفتحته بحذرٍ حتى لا تصدر أيّ صوت. وبمجرّد أن انفتح الباب، هبّت رائحة جسده المألوفة بشدّة نحوها.
‘رائحة إسكاليون …..’
شعرت بيلادونا بدموعها التي تكاد تنهمر، لكنها كتمتها وأدخلت رأسها أولاً إلى الغرفة المليئة بآثاره.
“……”
على السرير الواسع، كان إسكاليون مستلقيًا على بطنه بدون أيّ لباسٍ على جسده العلوي، وجزءٌ كبيرٌ من ظهره كان يظهر بوضوح.
كان ظهره الداكن المنحوت يظهر عضلاته بوضوح، وكان يرتفع وينخفض بانتظامٍ مع تنفّسه.
توك.
بصوتٍ خافت، أغلقت بيلادونا الباب خلفها.
‘يبدو أنكَ مُتعَبٌ حقًا …..’
عادةً، كان إسكاليون ليلاحظ دخول أيّ شخصٍ إلى الغرفة على الفور، لكنه كان لا يزال يتنفّس بهدوء.
ازدردت بيلادونا ريقها ببطء، وبدأت تتحرّك نحو سريره.
ومع اقترابها، أصبح صوت تنفّسه أوضح، وشعرت برائحته القوية تملأ المكان.
بعد أن ألقت بيلادونا نظرةً سريعةً عليه، جلست بحذرٍ على الكرسي الذي كان قريبًا من السرير.
‘لمراقبة شخصٍ نائمٍ خِلسةً هكذا ….’
شعرت وكأنها أصبحت متطفّلةً بشدّة، لكن مجرّد الجلوس ومشاهدة نومه من بعيد أعطاها شعورًا بالراحة.
استندت ببطءٍ على ظهر الكرسي.
‘لقد أنقذتَني …..’
لقد تم اختطافها من قبل شخصٍ ذو نوايا سيئة، وتُرِكَت في كهفٍ لوحدها، وتعرّضت لخطر هجوم دُبّ. في تلك اللحظات الأخيرة، بدا أنها كانت تفكّر بإسكاليون عندما كادت أن تموت بلا حولٍ ولا قوّة ….
غمرتها مشاعر الشُكر والاعتذار في نفس الوقت.
“آمم …”
في تلك اللحظة، أصدر إسكاليون صوتًا صغيرًا وتحرّك قليلاً.
هل استيقظ؟ أهذا بسبب وجودي هنا؟
شعرت بيلادونا بالقلق، وحبست أنفاسها وهي تراقبه.
استدار إسكاليون، الذي كان ينام على بطنه، على سريره وفتح عينيه الذهبيتين ببطء، وحدّق في السقف العالي بنظرةٍ شاردة.
“……”
بعد لحظات، تحرّكت عينيه ببطءٍ نحو بيلادونا، بينما كان يرمش ببطءٍ بنظرةٍ ناعسة.
فوجِئت بيلادونا وتوتّرت، عكس إسكاليون الذي لم يبدُ متفاجئًا بشكلٍ كبير.
‘لكن …’
عندما التقت عيونهما بشكلٍ غير متوقّع، احمرّت وجنتا بيلادونا.
جسده العلوي العاري والعضلي، وعيناه المنهكتان الناعستان، وشعره الأشعث الفوضوي، كلّها أعطت انطباعًا مثيرًا بشكلٍ غريب.
أوه لا، لا يجب أن أفكّر بهذه الطريقة ……
بينما كانت تشعر بالخجل من مشاعرها غير المناسبة في تلك اللحظة، تحدّث إسكاليون بصوتٍ منخفض.
“لقد أخطرتُهم بألّا يسمحوا لأحدٍ بالدخول.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: Dana
نشكر دانا القمر الي ترجمت الفصل 💙💙