Don't let your husband know! - 53
سرعان ما سُمِع صوت الخادمة الرافض.
“هاي. بسببك، خرجتُ لخيانة سيدي الذي خدمني لفترةٍ طويلة. أن مَن سيتحمّل المسؤولية حتى النهاية.”
“هيهي …. إذا لم أتحمّل المسؤولية عنكِ، فمن سيفعل؟ أسرعي واحزمي حقائبكِ وانهضي من مكانكِ. قال الوسيط الذي سيأخذكِ إلى الحدود أنه سيكون هنا قريبًا.”
“حسنًا.”
وفي نهاية الحديث سمعتُ الخادمة والرجل ينهضان وينظّمان مقاعدهما.
انتظر! أ-أنا ….؟
حرّكت بيلادونا كتفيها في مفاجأة.
“انتظر لحظة، ماذا عن زوجة اللورد؟”
“دعينا نتركها خلفنا. إلى متى ستصمد في هذا البرد؟ قريبًا ستتجمّد حتى الموت. سيعتقدون أنها ضلّت طريقها وتجوّلت وماتت.”
أوه، لا ….! إذا تركوني وراءهم، فلن يكون أمامي سوى التجمّد حتى الموت في مكانٍ لا يعرفون حقًا مكانه.
“ثم انتظر. سأفكّ كلّ ما ربطتُه وأدعها تذهب.”
“لا، إذًا يمكنها الركض إلى هناك. دعينا نتركها وشأنها. بحلول الوقت الذي يجد فيه شخصٌ ما هذا المكان، ستكون هذه المرأة جثّةً هادمة.”
رفعت بلادونا رأسها على الصوت الذي لم تكن تريد حتى أن تتخيّله.
جـ جثّة هامدة ……؟
“لكنني متوتّرة. اللورد يهتم كثيراً بهذه المرأة كثيرًا …. ماذا سيحدث إذا وجدت زوجته ميتة لاحقاً وطاردنا حقًا حتى الموت؟”
“هاي! كم مرّةً سأخبركِ؟ بالنسبة لي، الفرسان الإمبراطوريون واللورد متماثلان. إذا كنتِ ستقولين مثل هذه الأشياء الضعيفة، فارجعي إلى القلعة!”
“ماذا؟ كيف يمكنني العودة الآن؟”
بدأ الرجل والخادمة في الشجار.
ربما نمت عاطفتهم أكثر، ارتدّ حجرٌ على أرضية الكهف وأصاب جسد بيلادونا.
بيلادونا، التي كانت تركّز عقلها بالكامل على الاستماع إلى أصوات الاثنين، فجأة جفلت كتفها على حين غرّة من الحجر الذي ارتد عن جسدها.
“ها؟ ما هذا؟ هل هي مستيقظة؟”
صرخت الخادمة التي لم تفوّت حركتها.
تبًّا، لقد قُبِضت عليّ …!
“د-دعنا نذهب!”
أمسكت الخادمة التي نهضت من مقعدها بالرجل وسحبته إلى الخلف. ومع ذلك، فإن الرجل الذي أمسكت به أمال رأسه ببطءٍ دون أن يتحرّك وفتح فمه بضحكةٍ مكتومة.
“لا، انتظري لحظة.”
“ما الذي تنوي القيام به؟”
قام الرجل الذي يقترب من بيلادونا، والتي كانت مستلقيةً على الأرض، بقطع القماش الذي كان يربط فمها بخنجرٍ صغيرٍ كان يشحذه منذ فترة.
آه …..!
وفي نفس الوقت الذي تم فيه إطلاق القماش الذي كان يغطّي فمها، شعرت بألمٍ شديد في المكان الذي مرّ فيه الخنجر.
“أوه، وَيحِي. لقد ارتكبتُ خطأً وتركتُ جُرحًا على وجهكِ.”
قال الرجل بصوتٍ ضاحك.
سألت الخادمة التي تقف بجانبه بصوتٍ عصبيٍّ غير موافق.
“ماذا ستفعل ……! لماذا تفكّ هذا؟”
“لا يمكنها حتى التحدّث على أيّ حال. سأدعها تتنفّس فقط.”
التقط الرجل خنجره مرّةً أخرى على الفور وأخذه بالقرب من القماش الذي غطّى عيون بيلادونا. سلوكه جعل الخادمة القلقة تنظر حولها وتفتح فمها.
“هل ستنزع القماش الذي يغطّي عينيها؟ ما خطبك؟ دعنا فقط نتركها هنا!”
“هاي، لأنني كنتُ أفعل هذا لفترةٍ طويلة ….”
لمس الرجل القماش بطرف خنجره الحاد. ربما تم قطعه بشكلٍ خاطئٍ مرّةً أخرى، شعرت بألم لاذعٍ تحت عينيها. عبست بيلادونا لا إراديًّا.
“عليّ أن أقطع البراعم في مهدها بالكامل فقط في حالة حدوث أمرٍ ما.”
“عن ماذا تتحدّث؟”
“لا يهم لأنها لا تستطيع التحدّث على أيّ حال. دعينا نقتلع مُقَل عيونها. ما رأيكِ؟”
هاه …..؟ لم تستطع بيلادونا تصديق ما سمعته أذنيها للتوّ وتوقّفت عن الحركة.
سألت الخادمة أيضًا بصوتٍ منخفضٍ أكثر، ربما مندهشة.
“… هل عليكَ أن تذهب إلى هذا الحد؟”
“بهذه الطريقة لا يمكنها قول أو رؤية أيّ شيء.”
لمّا انتهى الرجل من كلامه، شدّ يده التي تحمل الخنجر، فقطع القماش بالكامل.
أدّى الاندفاع المفاجئ للضوء إلى عدستيها إلى جعل بيلادونا تتجهّم وتتطلّع إلى الأمام.
رأت الخادمة التي التقت بها في الرّدهة منذ فترة ورجلاً ذو انطباعٍ كبيرٍ ومُهدِّدٍ يجلس جنبًا إلى جنب وينظر إليها.
عندما أدارت عينيها بسرعةٍ ونظرت حولها، بدا المكان حيث كانت وكأنها كهفٌ مهجورٌ في غابة، بعيدًا جدًا عن القلعة.
جاءت رياحٌ باردةٌ مع ندفةٍ ثلجيّةٍ صغيرةٍ عبر مدخل الكهف بعيد النظر، وتقطّرت قطرة ماءٍ باردةٍ من الأعلى. في أعماق الجانب الآخر، لم يكن هناك سوى ظلامٍ غير معروف.
أ-أين أنا بحق الجحيم …..
“….”
اتّسعت حدقتيّ الرجل عندما فحص عيون بيلادونا الزرقاء. وسرعان ما ارتفعت زوايا فمه بلطفٍ إلى الأعلى.
“واو، هذه …. لقد كانت امرأةً جميلةً حد الفتنة، أليست كذلك؟”
“أوه، دعنا نذهب فقط. أشعر بالسوء.”
“هل ترين هذا؟ أحبّ هذه النظرة.”
“ما نوع النظرة التي تتحدّث عنها؟”
“أنتِ تعرفين هذا. تنظر إليّ بنظرةٍ خائفةٍ حتى الموت لا تعرف ماذا تفعل. نظرة الحيوان العاشب أمام مفترس.”
استدارت العيون الداكنة للرجل الذي يتحدّث معها.
ارتجفت بيلادونا، التي كانت تنظر إليه، من الخوف. الرجل الذي أمامها الآن، كان رجلاً مجنونًا تمامًا.
‘ ….. كيف انتهى بي الأمر هكذا؟’
عندما أدركتُ ما أنا عليه الآن، كنتُ مصدومةً من وضعي.
التقيتُ سكارليت في الصباح بالتأكيد وقضيتُ وقتًا ممتعًا مع إسكاليون، لكن في فترة ما بعد الظهر، سقط قلبي إلى الحضيض مع رسالةّ من البابا، والآن كنتُ خطر اقتلاع عينيّ بعد أن التقيتُ بقاتلين لم أكن أعرفهما حتى.
توك.
سقطت الدموع التي تجمّهت في عيني على الأرض.
أيُّ ذنبٍ ارتكبت …. فجأة، اجتاحني شعورٌ حزين.
أنا، أُفضِّل أن أموت من الحُمّى إذن! فجأةً، وُلِدتُ من جديدٍ كقديسة، بعد اضطهادي من البابا، التقيتُ أخيراً بزوجي وفرحتُ بحريّتي ….!!
لا أعرف مَن هو، لكن لماذا تفعل هذا بي حقًا!
“تبدين خلّابةً وأنتِ تبكين أيضاً”
اقترب الرجل الذي يحمل الخنجر بابتسامةٍ مُريبة. فتح فمه، ووضع الطرف الحاد لسيفه أمام عيون بيلادونا.
“من المؤسف أنني لن أستطيع رؤية عينيكِ الجميلتين أكثر من هذا. من فضلكِ، انسي أنكِ رأيتِنا، سيدتي.”
أغلقت بيلادونا عينيها برعب. ضحك الرجل ورفع إصبعه ليجبر جفنها على الارتفاع.
فكّرت بيلادونا في نفسها بينما يواجهها وجه الرجل.
‘إذا كان هناك إله، لماذا تفعل هذا بي؟ إذا كنتَ ستفعل هذا، فلماذا لم تقتلني إذن؟’
ظلّت الدموع تتدفّق على خدَّي، اللذين كانا مصابين بالندوب بالفعل. لكنني لم أشعر بوخزٍ أو ألمٍ كبير، ربما لأن جسمي كلّه أصبح متصلّبًا بسبب البرد.
خلف استيائي، جاء إسكاليون إلى ذهني. اشتقتُ أليه وأردتُ رؤيته كثيرًا، بالتفكير بأنه سيتم اقتلاع عيني الآن، إن كان فقط لآخر مرّة..
“بيلّا.”
صوت إسكاليون وهو ينادي اسمي بلطفٍ صمّ أُذنيّ. لقد اشتقتُ لهذا الصوت المنخفض كثيرًا.
إذا مِتُّ بهذه الطريقة، فلن أتمكّن أبدًا من حل سوء الفهم مع إسكاليون لبقيّة حياته، لذلك شعرتُ بالحزن والظلم.
“مهلاً، انتظر لحظة ….”
في ذلك الوقت، أدارت الخادمة التي تقف بجانبها رأسها إلى أعماق الكهف المظلم وأمسكت بذراع الرجل.
“ما خطبكِ؟ اتركيني. عليّ أن أقتلعها في الحال مرّةً، حتى تكون زوجة اللورد البديعة أقلّ ألمًا.”
“لا، انتظر …. ألم تسمع شيئًا غريبًا؟”
“لابد أنه صوت الريح. كلّما فعلتِ ذلك، كلّما زاد خوف هذا الشخص.”
هزّ الرجل ذراع الخادمة كما لو كان منزعجًا.
سهيف.
“لـ لا! ما هذا الصوت بحق الجحيم؟ لقد سمعتُ للتوّ صوتًا غريبًا! ألم تسمعه؟ د-دعنا نذهب!”
عند كلمات الخادمة العاجلة، أدار الرجل رأسه ونظر إلى حيث كانت تنظر.
“يا إلهي، هل هذا حقًا ….”
“مستحيل …. أ-أليس هذا صوت الدب؟”
“هذا كهف دب، ولكن الدببة تدخل في سُباتٍ في الشتاء البارد، أيتها الـ X الغبية.”
“هاه …؟ هـ هـ هذا! آآآهه!”
رأت الخادمة، التي كانت تحدّق باستمرارٍ في الداخل براحة، شيئًا ما وفتحت عينيها على نطاقٍ واسع. تراجعت بسرعيةٍ بخطواتها للخلف، سقطت على حجر وتدحرجت بسرعةٍ.
“هاه، حقًا …. ماذا؟”
لم تتمكّن الخادمة من الاستمرار في نطق الكلمات الصحيحة، فمدّت إصبعها، وأشارت إلى داخل الكهف، وركلت الأرض بكلتا ساقيها.
” دُ …. دُ ….”
“ما مشكلتك؟ …. أوه ….؟XX! مـ ما هذا؟”
صرخ الرجل، الذي ركل لسانه وعبس، وهو ينظر حوله حيث كانت الخادمة تشير.
كما قالت الخادمة وهي تتدحرج على الأرض، يمكن رؤية دُبٍّ ضخم، والذي لابد أنه كان في سباته، وهو يزحف نحو مدخل الكهف مع لعابٍ يقطر فمه.
ربما كان غاضباً لأنه تم إيقاظه، كانت عيناه الملطّختان بالدماء حادّتين، وكان البخار الأبيض يتصاعد باستمرارٍ حول جسده الساخن.
توقّف الدب للحظة ونظر إلى الخادمة والرجل، فوسّع فمه الكبير.
“وااهه!”
“ا-اهربي!”
سرعان ما نهض الرجل الذي يحمل الخنجر الصغير وركض نحو مدخل الكهف. نهضت الخادمة التي كانت تتدحرج على الأرض وطاردت الرجل.
“مهلاً! خُذني معك أيضًا أيها الـ XX الجبان!”
حاولت بيلادونا أيضًا النهوض، لكن فخذيها لم يشعرا بالقوّة، ربما لأن الدواء لم يختفِ تمامًا.
مـ مـ مـ ماذا عليّ أن أفعل؟ فركت بيلادونا معصمها على جدار الكهف المدبب، في محاولةٍ لفكّ يديها المقيّدتين للخلف. ولكن بعيدًا عن الارتخاء، أضاف الخيط المشدود بإحكامٍ جُرحًا ناعمًا في الجزء الخلفي من يدها.
أخذ الدُّبّ خطواته الثقيلة ببطء، متّجهًا نحو بيلادونا. كان الدب يُبقي عينيه الوامضة عليها مستقيمة.
“هاه …. في النهاية، هل مكتوبٌ لي أن أتمزّق حتى الموت على يد دبّ؟”
عبست بيلادونا وأطلقت تنهّدًا منخفضًا.
أشعر بالدوار من تأثير الدواء الذي لم يختفِ تمامًا بعد، والإجساس الخافت بالوخز على وجهي، والدم والدموع التي تستمر في السقوط على الأرض، وحتى معصميّ اللذين تم تدميرهما بالكامل ….
هل هذه هي المرّة الأخيرة لي؟
لم أصدّق ذلك، لذا كدتُ أضحك بلا هدف.
نظرت بيلادونا إلى أسنان الدّبّ الحادّة التي يمكن رؤيته من خلال فمه المفتوح. أتمنى أن لا تكون النهاية مؤلمةً كثيرًا ….
ومع الزفير، أصبحت رؤيتها أكثر قتامة. نعم، من الأفضل أن يُغمى عليّ فقط.
“ووو!”
رفع الدب فمه مرّةً أخرى وأصدر صوتًا.
بيلادونا التي طانت ترمش ببطء، سرهان ما عادت إلى رشدها.
‘بطريقةٍ ما …..’
أخيرًا، بدا ظهور الدب في مجال الرؤية مألوفًا لسببٍ ما.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
بيلادونا: كلّه ضرب ضرب مفيش شتيمة!
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1