Don't let your husband know! - 51
“على الرغم من أنه تظاهر بأنه بخيرٍ من الخارج، إلّا أن إسكاليون كان يبلغ من العمر سبع سنوات فقط عندما فقد والديه. لقد كنتُ مع والدتي لفترةٍ طويلة، لكن إسكاليون لم يكن لديه عائلةٌ حتى التقى بي. حتى بعد أن التقى بي، لم تكن علاقتنا طبيعية.”
كان إسكاليون، الذي بدا أقوى من أيّ شخصٍ آخر، في الواقع يعاني من جرحٍ أعمق من أيّ شخصٍ آخر.
تصرّفاته التي بدت في بعض الأحيان ماكرةٌ وخفيفةٌ جدًا تم ابتكارها أيضًا لإخفاء جانبه الداخلي.
بالتفكير فيه بهذه الطريقة، شعرتُ وكأنني أتألّم في زاويةٍ واحدةٍ من قلبي.
“من فضلكِ اعتني بإسكاليون جيدًا. طالما أنكِ لا تخونينه أولاً، فإن إسكاليون سيظلّ كما هو دائمًا.”
تيبّست بيلادونا، التي كانت على وشك الإيماء، عند كلمةٍ واحدة.
خيانة ….؟
“بعد أن تتزوّجي، اتبعيه إلى منطقته واصمدي لمدّة ثلاثة أشهرٍ فقط.”
“بعد ثلاثة أشهر سأنشر عيبه وتطلّقيه، وبالإضافة إلى المَهر، أنوي الحصول على النفقة.”
“الكثير من أموال المَهر والنفقة. وتأثير إحياء التعاطف مع قديسةٍ عادت من زوجها بخصوصيةٍ مضطربة. دعينا نهدف لهذين الأمرين، هذا هو!”
كان صوت البابا الجشع وضحكته الخافتة الخبيثة يزعجان أذني.
قامت بيلادونا بشدّ قبضتها التي وضعتها على حجرها.
لم يكن الأمر كذلك في البداية، ولكن …. الآن لم يكن لديّ أيّ نيّةٍ لخيانته. الآن لا أستطيع حتى أن أتخيّل ترك جانب إسكاليون والعودة إلى أستانيا.
‘عليّ أن أتحدّث.’
كرّرت بيلادونا في ذهنها.
ما هو الغرض الذي أرسلها إليه البابا، وما طلبه بالضبط. وما هي نيّتها الحقيقية الآن، وكيف تغيّرت. كان عليها أن تقول له كلّ شيء.
‘لكن ……’
إذا قلتُ له ما هي نوايا البابا، كيف سيكون ردّ فعله؟
تأثّرت إمبراطورية إليانور بشكلٍ كبيرٍ بالبابا بروناس بريل. لقد كان موقّرًا ومحبوبًا من قِبَل الجميع، وكان هناك على الأقل ملايين المؤمنين الذين سيضحّون بحياتهم من أجله دون تردّدٍ ولو للحظةٍ واحدة.
إن عرف إسكاليون شخصية البابا الحقيقية، هل سيبقى ساكنًا؟
وهو …… هل سيثق بي؟
في الواقع، كنتُ أخطط للزواج السياسي والطلاق لابتزاز المال منك، ولكن الآن أحبّكَ من كلّ قلبي. لذلك أريد البقاء معك.
وفي الحقيقة، فإن الابنة، التي كان يمكنها التحدّث عن خداع ومكر البابا الذي لا يعرف سوى المال، ظلّت تخدعه حتى الآن. لقد بدت وكأنها أبٌ وابنة فنّانا احتيالٍ نموذجيان.
‘علاوةً على ذلك، أنا لستُ القديسة بيلادونا الحقيقية ….’
أظهر لها إسكاليون مشاعره الحقيقية وتصرّف دون أكاذيب في كلّ شيء، لكنها كانت تُظهِر نفسها فقط متزيّنةً بالإخفاء.
بالتفكير في هذا الأمر، اجتاح ذهني شعورٌ متوترٌ في لحظة.
“هل أنتِ بخير، سيدتي؟”
أمسكت سكارليت بذراع بيلادونا وتفحّصتها وسألت، التي بدت فجأةً مريضة.
أجبرت بيلادونا نفسها على الخروج من أفكاؤها التي تعجّ فيها وابتسمت.
“بالمناسبة، لا بد أنه مشغولٌ حقًا الآن بعد أن أصبح لوردًا. لقد تم استدعاؤه بعيدًا حتى دون أن يكون له فرصة ليقضي وقتًا ممتعًا.”
نظرت سكارليت إلى باب غرفة المعيشة وذكرت إسكاليون الذي لم يعد.
كان من الواضح أنه كان يعاني من إرهاق العمل هذه الأيام، إذ لم يبقَ في سيرلينيا لفترةٍ طويلة. إسكاليون المسكين ….
نظرت سكارليت إلى الساعة الموجودة على معصمها للحظة، وفتحت فمها.
“أوه، يجب أن أعود قبل فوات الأوان.”
أوه! بيلادونا، التي كانت تفكّر في إسكاليون، أدارت رأسها نحو النافذة في وقتٍ متأخر. بالتفكير في الأمر، كان الجو مظلمًا تمامًا في الخارج.
ثم سأنادي إسكاليون ….!
أثنتها سكارليت وأعادتها إلى مقعدها بينما نهضت بيلادونا من مقعدها لتنادي إسكاليون.
“لا تناديه، اتركيه وحده. سأذهب الآن على أيّ حال …. سآتي إلى هنا كثيرًا.”
ستأتي في كثيرٍ من الأحيان ….
ثم ابتسمت سكارليت بخجل. لقد بدت لطيفةً ودافئةً إلى حدٍّ ما، لذلك أعطتها بيلادونا أيضًا ابتسامةً لطيفة. أومأت برأسها وأمسكت يد سكارليت معًا.
هذا صحيح، تعالي لزيارتنا كثيرًا!
* * *
“سأغادر، سيدتي!”
أظهرت سكارليت وجهها خارج العربة ولوّحت لها.
عودي إلى المنزل بأمان! كما رفعت بيلادونا إحدى يديها ولوّحت بها لكلا الجانبين.
وقفت في مكانها حتى مرّت العربة التي كانت تقلّ سكارليت عبر البوابات واختفى مظهرها، ثم استدارت كما كانت.
قلتَ أنها ستأخذ مجرّد لحظة. كيف بحق الجحيم يعامل وولف الناس!
صعدت بيلادونا الدَرَج إلى مكتبه، وهي تتذمّر من وولف، الذي أخذ إسكاليون بعيدًا. عندما طرقت الباب دون تردّد، جاء صوتٌ لطيفٌ من الداخل.
“تفضل بالدخول.”
دخلت بيلادونا المكتب، وشعرت برفرفة صدرها وزحفت زوايا فمها للأعلى دون أن تدرك.
همم …..؟
كانت سعيدةً لإخباره أن سكارليت قد غادرت، لكن الجو داخل المكتب كان غير عادي.
أصيبت بيلادونا بالذعر دون قصد، وتوقّفت ببطءٍ في مكانها. كان إسكاليون يحدّق بها مباشرة، بنظرةٍ غير عاديةٍ في عينيه.
مـ ماذا؟ ماذا حدث ….؟
“….”
كان الهواء في المكتب ثقيلاً. لسببٍ ما، جعل الهواء الخانق بيلادونا تختنق كما لو كانت تغطس ويتم الضغط عليها من الأعلى.
وقفت بيلادونا ساكنةً وازدردت ريقها. كانت نظرة إسكاليون، الذي كان يحدّق بها على الكرسي، مختلفةً تمامًا عن المعتاد. أجبرت نظراتها المتذبذبة على مسح مكتبه بسرعة.
‘……آه.’
تم وضع مظروف رسالةٍ يحمل ختم الفاتيكان هناك.
عند التأكّد من ذلك، بدأ قلب بيلادونا ينبض بصوتٍ عالٍ.
ثم الرسالة التي قيل أن هناك ختمٌ سريٌّ عليها …. يبدو أن ما ذكرها وولف في وقتٍ سابقٍ كانت رسالةً من الفاتيكان. كان وولف يراقب بحذر إذا ما حدث شيءٌ في الفاتيكان.
نظرت بيلادونا إلى الرسالة في صمت.
في الماضي، أرسل البابا لي العديد من الرسائل بحجّة إلقاء التحيّة، لكنه لم يُرسِل أبدًا رسالةً مُباشِرةً إلى إسكاليون. ما هو مبتغاه؟ مستحيل ……
اقتربت بيلادونا منه وهي تحاول الحفاظ على هدوئها قدر الإمكان.
“……ذهبت سكارليت.”
“نعم. لقد سمعتُ مغادرة العربة.”
أجاب إسكاليون دون أن يرفع عينيه عن بيلادونا.
توقّفتُ عن المشي بسبب ردّ فعله البارد والقاسي. جعل الارتباك رأسي يدور. لم أتمكّن من معرفة سبب وقوفي هنا، أو ما إذا كان عليّ أن أستدير الآن، أو ماذا أفعل.
“هذا …… لا بد أنه كان هناك الكثير من العمل. لم تتمكّن حتى من توديعها شخصيًا.”
تمكّنت بلادونا، التي ابتلعت لعابها الجاف، من إخراج صوتها.
قال إسكاليون، الذي ظلّ يراقبها، وهو يقلب الظرف الموجود على مكتبه.
“لقد تلقّيتُ رسالةً من البابا.”
“….”
“واحدةٌ لكِ، وواحدةٌ لي. اثنان في المجمل.”
“….حقًا؟”
أجبرت بيلادونا زوايا فمها على الارتفاع.
لا يزال من الصعب تحديد سبب إرسال البابا للرسالة وما الذي كتب عنه.
“لم أكن أنوي قراءة الرسالة التي أُرسِلَت إليكِ. لقد فتحتُ فقط الظرف المكتوب باسمي ورأيتُها”
التقط إسكاليون قطعةً من الورق كانت مفتوحةً بالقرب منه.
“لقد قرأتُ الرسالة المُرسَلة لي، والمحتوى غريب. أعتقد أنه خلط بين الرسالة المُوجَّهة إليّ والرسالة المُوجَّهة إليكِ.”
أخرج الرسالة التي كان يحملها لها. التقطت بيلادونا، بلمسةٍ مرتعشة، الورقة التي كان يدفعها. ركض شعورٌ بالقلق والمرارة على طول عمودها الفقري.
وقفت بيلادونا ساكنةً ونظرت إلى الرسالة.
الآن بعد كانت في الشهر الثالث من زواجهم، كانت تتوقّع أن يتحرّك البابا بطريقةٍ ما، ولكن ليس بهذه الطريقة.
‘ مستحيل …..’
قرأت النص بنظرةٍ مرتجفة.
[إبنتي الغالية.
لقد داخل زواجكِ بالفعل في شهره الثالث. بقي أقلّ من شهرٍ واحدٍ على خطّتنا. لا بد أن الأمر صعبٌ للغاية على المستوى العقلي، لكن تماسكِ لفترةٍ أطول قليلًا، بهذا الزواج الرهيب.]
أخذت بيلادونا نفسًا صغيرًا.
كانت رسالة البابا صحيحة، لكنها كانت لهجةً وأسلوبًا مختلفًا تمامًا. عادةً لم يكتب تفاصيل واضحةً عن الزواج بهذه الطريقة. البابا، الذي استخدم فقط كلماتٍ مجازيّةٍ وغير مباشرةٍ لم يلاحظها الآخرون، لم يكن من الممكن أن يكتب رسالةً كهذه.
رفعت عينيها ونظرت إلى إسكاليون، الذي كان لا يزال ينظر إليها، ثم أرجعت رأسها إلى الرسالة.
[ما زلتُ أشعر بالأسف الشديد لأنني أرسلتُكِ إلى اللورد ديتيت لأمور مالية. لو لم تكوني قد خططتِ لطلاقكِ خلال ثلاثة أشهر، لكان وضع الفاتيكان سيصبح أكثر صعوبةً يومًا بعد يوم. سيتذكّر شعب الفاتيكان تضحيتكِ لفترةٍ طويلة.]
عن ماذا تتحدّث ….؟ أنا شخصياً خططتُ للطلاق منه خلال ثلاثة أشهر؟
بدأت أطراف أصابع بيلادونا ترتعش قليلاً.
[أشعر بالأسف على اللورد إسكاليون ديتيت، لكنني أعتقد أنه سيقدّر المعنى العميق للإله في النهاية. أتمنى أن تُنهي زواجكِ معه دون الكثير من المتاعب. أوه، لقد أرفقتُ الرسالة التي أرسلتِها لي من قبل، فهل ستحرقينها كلّها مرّةً واحدةً هناك؟ أعتقد أن هذه ستكون رسالتنا الأخيرة. لذا، أراكِ قريباً في أستانيا.
أبيكِ الحبيب.]
رفعت بيلادونا رأسها.
الرسالة التي أرسلتُها له؟
“هل تبحثين عن هذه؟”
اهتزّت ورقةٌ أخرى كان يحملها إسكاليون أمام عينيها. ارتجفت بيلادونا عندما لاحظت ما هي.
“هذه هي الرسالة التي أرسلتِها إلى البابا قبل بضعة أيام. هل لأن هناك الكثير من العيون في الفاتيكان لم تكن لديكِ أيّ طريقةٍ أخرى للتعامل مع هذا؟”
رمى الرسالة التي كان يحملها أمام بيلادونا. نظرت بيلادونا إلى الورقة التي سقطت بلا حولٍ ولا قوّةٍ عند قدميها.
[أبي، لا تقلق. كلّ شيءٍ سوف يسير كما نريد أنا وأنت. ولكن قبل ذلك أريد أن أعرف ما هو عيب زوجي الذي ذكرتَه في ذلك اليوم. أعتقد أنني بحاجةٍ إلى معرفة ما هي نقطة ضعفه حتى أتمكّن من إنهاء الأمر بحكمةٍ في حالة الطلاق من خلال الإشارة إلى عيبه.]
تحوّل وجه بيلادونا إلى اللون الأبيض عندما راجعت سطرًا من الرسالة التي كتبتها.
كانت هذه مجرّد جملٍ تمّت كتابتها لمعرفة خطط البابا. كان الهدف من ذلك طمأنة البابا ومعرفة نواياه في الوقوف في النهاية إلى جانب إسكاليون من أجل إظهار أنها كانت تستعد للطلاق.
لكن المحتويات كانت أيضاً عبارةً عن جملٍ تبدو وكأنها زوجة، مثل رسالة البابا، لا تفكّر إلّا في إنهاء زواجها من إسكاليون.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1