Don't let your husband know! - 5
“اللورد إسكاليون ديتيت؟ ماذا به؟ بالنظر إليه اليوم، فهو ليس بطل حربٍ قدّم مساهمةً كبيرةً في الحرب، لكنه بدا وكأنه من العائلة الإمبراطورية.”
“هذا ما يبدو…! لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن رأيتُ رجلاً وسيمًا يتمتع بمثل هذا الجوّ الجذاب.”
خلف أصوات النساء كان صوت رجلٍ أرستقراطي.
“ربما لأنه كبيرٌ ويشبه التمثال، لكن مع وقوفه بجوار القديسة يبدو وكأنه صورة.”
“أعتقد أنه يبدو جيدًا من الخارج أيضًا. بالمناسبة …..”
خفتت أصوات النبلاء للحظة.
“… هو من عامة الناس.”
حاول هازل، الذي سمع ما كانوا يقولونه، في أيّ لحظةٍ أن يركض عبر الحائط، وهو يعضّ على أسنانه بقوّة. لكن إسكاليون مدّ يده بشكلٍ أسرع منه وأوقفه.
واصل النبلاء حديثهم، غير مدركين في أحلامهم أن الشخص كان يقف خلف الجدار.
“سمعتُ أنه ليس لديه والدين أيضًا؟ ولهذا السبب حصل على لقب الدوق على الفور.”
“ليس لديه والدين؟ كيف يمكن لشخصٍ لا يعرف ابن مَن هو أن يقف بجانب القديسة …”
نظر هازل إلى إسكاليون، وابتلع لعابًا جافًا بوجهٍ عصبي.
ظنّ أنه سيشعر بالإهانة، لكن إسكاليون كان يخدش ذقنه بشكلٍ غير متوقّعٍ بوجهٍ مثيرٍ للاهتمام.
“أليس هذا كلّه بسبب كرم البابا الواسع؟”
“عن ماذا تتحدّث؟”
وبينما كانوا يستمعون خلف الجدار، استمرّت أصوات النبلاء.
“الفاتيكان لا يميّز ضد أصول الناس. لقد كشف الزواج بين القديسة وبطل الحرب مرّةً أخرى عن نيّة الفاتيكان في معاملة جميع المواطنين الإمبراطوريين على قدم المساواة وحبّ الجميع بغض النظر عن منصبهم أو مكانتهم.”
“يا إلهي …. هل كان الأمر كذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، ألا يجب أن نحتفل؟ علينا أن نكون سعداء لذلك.”
الرجل الذي سمع المرأة سأل بابتسامة.
“أنتِ سعيدة؟ هل تعتقدين ذلك حقًا؟”
بعد ضحكةٍ صغيرةٍ مفرغة، نطقت المرأة بصوتٍ بارد.
“لا. كيف يمكنني أن أكون سعيدةً جدًا عندما يكون هدفي الوحيد من المجيء إلى الفاتيكان قد اختفى؟ السبب الوحيد الذي يجعل النبلاء يزورون الفاتيكان العتيق ويتبرّعون له باستمرارٍ هو القديسة، لكن سرعان ما سيخسؤ البابا اسمه بسهولة دون القديسة ….. أعتقد أن الأمر مفاجئٌ بعض الشيء.”
“هذا ما أقوله. مَن سيستمع إلى سريّ الآن؟ إنه لعار”.
“كيف يمكن أن يحبّنا الناس بلا مبالاةٍ بعقل البابا. فلنذهب الآن.”
كان هناك تدافعٌ للأرستقراطيين.
وقف هازل ساكنًا كما لو كان قد تصلّب، وفتح فمه، ونظر إلى إسكاليون بانتباه وهو يستمع إلى محادثتهم.
“ا-القائد …”
اجتاح إسكاليون رأسه مرّةً أخرى مع وجهٍ خالٍ من التعبير.
“……هذا ما كانت زوجتي تعنيه للأرستقراطيين. اعتقدتُ أن كلّ شعبها أحبّها بقلبٍ نقي، لكن أعتقد أن هذا لم يكن كذلك مرّةً أخرى؟”
“أيها القائد، هذا ليس هو المهم الآن، والآن هم من خلفك ….”
“لم يقولوا أيّ شيءٍ خاطئ. ليس الأمر كما لو أنني سمعتُ هذا للمرّة الأولى، قام الأرستقراطيين بغيبتي خلف ظهري العديد من المرّات .”
أمال رأسه وهو يعبث بحاجبيه كما لو كان منزعجًا.
“أنت، اللورد إسكاليون ديتيت.”
“نعم، يا صاحب الجلالة.”
“لماذا لا تتزوّج بيلادونا أو الآنسة بريل ابنة البابا؟”
قبل بضعة أسابيع، تذكّر دعوة الإمبراطور العجوز إلى العاصمة وطلبه منه بالزواج من ابنة البابا. بدا الإمبراطور، الذي كان يحرّك عينيه الرماديتين الداكنتين، غير مرتاحٍ وغير راضٍ.
كان يعلم أنه غير راضٍ عن حقيقة أنه، الذي جاء من أصلٍ غير معروف، تلقّى الدعم المُطلَق من الشعب الإمبراطوري في آنٍ واحد، وكان يعلم أيضًا أنها لم تكن ابنةً ثمينةً لأيّ عائلةٍ قوية، ولكنها قديسةٌ مليئةٌ بالقدرات البراقة.
في ذلك الوقت، لم يرغب في الجدال حول هذا وذاك في موقفٍ غير مريح، لذلك وافق مطردًا…….
أشار إسكاليون بعد ذلك إلى زيارته للفاتيكان للتعبير عن رفضه للزواج.
” طفلتي الوحيدة، بيلادونا. أعتقد أن ابنتي كانت مفتونةً بمظهركَ الجميل لوهلة.”
عيناها الزرقاوان اللتان كانتا ترتجفان بشدّة وكأنها خائفة، ونظرتها الشفافة التي جعلته يشعر بالدوار، وإرادتها التي عكستها دون أن تدرك ذلك.
إسكاليون، الذي كان يفكّر لفترةٍ من الوقت، فتح فمه.
“هازل، سنخرج الآن.”
“ماذا؟”
“غيّرتُ رأيي. إلى جريبلاتا، دعنا نذهب الآن.”
لهازل، الذي سأله مرّةً أخرى في دهشة، قام إسكاليون بسحب زاوية فمه وأعطاه ابتسامةً مرحة.
* * *
قعقعة، قعقعة، قعقعة.
كانت العربة تتأرجح في حركةٍ غير منتظمة.
زفرت بيلادونا نفسًا منخفضًا، وشعرت بدوارٍ خافتٍ وغثيان.
“هل تشعرين بالدوار؟”
ألقى إسكاليون، الذي كان يجلس على الجانب الآخر، متكئًا بذراعه، وينظر من النافذة، عينيه عليها وسأل.
هزّت بيلادونا رأسها ببطء.
حالما انتهت مراسم الزواج، كانوا في طريقهم إلى مقاطعته في العربة دون انقطاع. نظرت إليه بنظرة استياء.
ما الذي كان عاجلاً للغاية لدرجة أنكَ أصررت على البدء على الفور!
“ماذا تقصدين بلا. لقد أصبح وجهكِ الأبيض أكثر بياضًا على أيّ حال.”
نقر على لسانه وهو ينظر إليها، فجأةً مدّ يده من النافذة وأوقف العربة.
كانت رغبته فقط في الذهاب إلى جريبلاتا بعد حفل الزفاف، لذلك شعر بالأسف قليلاً.
“دعونا نأخذ استراحةً هنا.”
عندما توقّفت العربة، بدا أن الرأس الخافق يغرق قليلاً.
فتح إسكاليون، الذي رفع نفسه أولاً، باب العربة وقفز للأسفل ومدّ يده إليها.
“اخرجي واستمتعي ببعض الهواء النقي.”
أومأت بيلادونا وأمسكت بيده معًا.
عندما نزلت من العربة، داعب نسيمٌ باردٌ غرّتها.
أوه، من الأفضل أن أحصل على بعض الهواء البارد ……
عندها فقط، عندما نظرت بيلادونا، التي عادت إلى رشدها، حولها، رأت العديد من الفرسان والخدم ينظرون إليها بوجوهٍ قلقة.
صدمتهم رؤية القديسة النحيلة والبيضاء وهي تخرج من العربة وقد أصبحت أكثر بياضًا.
لقد اعتادوا كثيرًا على تلك القديسة القوية والشامخة، التي تقف ممسكةً بيدها الصغيرة يدًا بيد.
كان الفرسان والخدم يحدّقون بصراحةٍ في الزوجين، اللذين كانا يتناقضان بشكلٍ واضحٍ في لمحة.
في ذلك الوقت، اقتربت منها الخادمة التي نزلت من عربة الخدم الذين غادروا معها وسألتها بعناية.
“هل أنتِ بخير سيدتي ……؟”
سيدتي؟ أنا؟ أنا؟
رمشت بيلادونا عينيها.
الخادمة، التي واجهت وجهها المحتار، أحنت رأسها بسرعة.
“أوه، اسمي سيندي، سأخدمكِ في المستقبل! في الأصل، كنتُ سأعود إلى قلعة سيدي وأُلقي التحية الرسمية، لكن كان عليّ أن ألقي التحيّة مقدّمًا.”
الخادمة التي استقبلتها كانت طفلةً لطيفةً تشعّ بأجواءٍ هادئةٍ ولكن مفعمةٍ بالحيوية.
استخرجت بيلادونا القوّة التي لم تكن لديها وأعطتها ابتسامةً وديّةً قدر الإمكان.
“آه ….”
احمرّت سيندي خجلاً، سعيدةً لخدمة مضيفتها الجميلة.
بصق إسكاليون، الذي كان واقفاً ممسكاً بيدها حتى ذلك الحين، باقتضاب.
“هذا يكفي من التحيّات، ضعي بطانيةً لزوجتي في الوقت الحالي. أعتقد أننا يجب أن نجلس ونرتاح.”
آه لا أنا بخير …..
مدّت بيلادونا يدها بسرعةٍ وحاولت ثنيها، لكن حركة سيندي كانت أسرع.
وبدون تردّد، استدارت وأحضرت عدّة بطانياتٍ سميكةٍ من عربات الخدم، ووضعتها على نطاقٍ واسعٍ تحت شجرةٍ قريبة.
“سيدتي، احصلي على قسطٍ من الراحة في الظل.”
ابتسمت بيلادونا لسيندي بابتسامة شكر ثم جلست على البطانية التي كانت قد وضعتها.
“….”
حسنًا …….
إذا نظر إليّ الجميع بهذه الطريقة، سيكون الأمر شديدًا … ألن يكون الأمر غير مريح …..؟
نظرت بيلادونا بعيونٍ مُرتبكةٍ إلى إسكاليون والفرسان والخدم الذين نظروا إليها فقط.
بعد أن أدرك إسكاليون إشارة الإنقاذ في عينيها، وضع يده على خصره ونظر إليهم.
“خذوا قسطًا من الراحة عندما تنتهون من المشاهدة.”
“أوه … حـ حسنًا!”
“عُلِم!”
عندما ابتعد الفرسان والخدم عن الأنظار، مدّت بيلادونا ساقيها وأسندت ظهرها إلى جذع الشجرة.
هاه ….
“لابد أن تكون هذه هي المرّة الأولى التي تسافرين فيها لمسافةٍ طويلة، أليس كذلك؟”
جلس إسكاليون بجانبها وسأل.
أومأت بيلادونا.
في حياتها السابقة، أو حتى بعد أن أصبحت قديسة، لم تذهب قط بعيدًا في عربة. في حياتها السابقة، عاشت في أرضٍ زراعيةٍ صغيرة، لكن بعد أن أصبحت بيلادونا أصبحت محصورةً في الفاتيكان ….
“لا بد أن الأمر صعب، لكن عليكِ الصمود. تقع المقاطعة اللعينة في نهاية الحدود الشمالية، في أبعد مسافةٍ عن أستانيا”.
“….”
“إذا كنتَ ستعطيني شيئًا، كان علبكَ أن تعطيني عقارًا أفضل. من بين كل العقارات التي لا تعدّ ولا تحصى التي يملكها ذلك العجوز الجشع، أعطاني تلك الأكثر قرفًا.”
ماذا؟
نظرت بيلادونا إليه وعيناها مفتوحتان على مصراعيها.
ا-الآن هذه الملاحظة يقصد بها لجلالة الإمبراطور ….!
لكن إسكاليون نظر إليها بوجهٍ هادئٍ للغاية وهزّ كتفيه.
“ما المشكلة؟ سمعتُ أن الآخرين يخبرونكِ بكلّ شيءٍ لا يمكنهم قوله.”
هذا صحيح، ولكن ……
“من الآن فصاعدا، ستتوقّفين عن فعل ذلك وتستمعين لي فقط لبقية حياتكِ.”
شعرت بيلادونا بانقباضٍ شديدٍ على قلبها عندما نطق إسكاليون بخفّة.
هي والبابا وحدهما كانا يعلمان أن زواجهما لن يستغرق سوى ثلاثة أشهر أو نحو ذلك. كان من الواضح أنه لم يكن يتوقّع أن ينتهي زواجه بهذه السرعة.
“ما الذي كنتِ تفكّرين فيه والذي جعلكِ جادةً إلى هذا الحد؟”
لمست أصابع إسكاليون الكبيرة الساخنة جبين بيلادونا.
رمشت بيلادونا عينيها وتم دفعها للخلف عندما أعطاها القوّة، متكئةً برأسها على جذع الشجرة خلفها.
وضع يده على جبهتها ونشرها وغطّى عينيها.
“إذا كنتِ متعبةً جداً، نامي قليلاً.”
لستُ نعسة …….
هزّت بلادونا رأسها وأبعدت يده التي غطّت عينيها.
“… أأنتِ عنيدةٌ أكثر مما أعتقد؟”
فرك إسكاليون فكّه السفلي ونظر إليها عن كثب.
لـ لا ……
انزلقت بيلادونا بعيدًا عن عينيه الساخنتين ونظرت إلى السماء البعيدة. هاه السماء جميلة ….
“إذا لم تكوني تشعرين بالنعاس، فسوف أنام.”
حرّك إسكاليون جسده الكبير ووضع رأسه على ركبتيها كوسادة.
نظرت بيلادونا إليه وهو منحنٍ على ركبتيها والذعر في ذهنها. ما هذا!
“إنها قاسية ولا تشعرني بالرقة.”
أطلق إسكاليون تنهّدًا.
هل أنا وسادة!
“سأنام قليلاً. الزواج أصعب مما ظننتُ. هناك الكثير ممّا يجب الاهتمام به.”
بعد أن تمتم بصوتٍ منخفض، سرعان ما أغلق إسكاليون فمه وبدأ في إصدار صوت تنفّسٍ منتظم.
هـ هل حقًا ستنام هكذا؟ ألستَ ثقيلاً؟
نظرت بيلادونا إلى الرجل بوجهٍ سخيفٍ وهزّت رأسها بلا حولٍ ولا قوّة.
بدا من الأفضل أن تُبقِي فمها مغلقًا وهادئًا بما أنه غفى بهذه الطريقة بدلاً من أن يظلّ مستيقظًا ويتلفّظ بكلماتٍ من شأنها أن تحرق روحها.
ووشش …..
في الوقت المناسب، لوّحت الريح لأعلى ولأسفل على أغصان الشجرة الناعمة التي كانت تتكئ عليها.
سقطت الأوراق المتساقطة أمام عينيها، غير قادرةٍ على التغلّب على الريح. تحرّكت الأوراق الخضراء الناعمة بلطفٍ وشكّلت خطًا مكافئًا ناعمًا، ثم سقطت ببطءٍ على الأرض.
‘الحرّية.’
في تلك اللحظة، شعرت بيلادونا بغرابة بالحرية .
ربما لأنها ليست أرضاً زراعيةً تفوح منها رائحة العرق القذر؟
هل بسبب خروجها من الفاتيكان المُحبِط الذي أبقاها بأسرارٍ لا يعلمها أحد؟
زفرت بيلادونا بهدوء.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
هامش:
يجوز الدمج بين العربيّة والإنجليزيّة في حالاتٍ معيّنةٍ فقط وهي:
– Say بسم الله.
– يللا drink.
بل يحلو ويحسن، ولا يصلح في غيرهما.