Don't let your husband know! - 46
“…شعرتُ بالأسف عليها. كانت ذراعيها وساقيها نحيفةً بشكلٍ غير طبيعي، وبدا خديها الغائران عميقًا مثيران للشفقة. اعتقدتُ أنني لا أستطيع أن أتركها بمفردها، لذلك أخرجتُها على الطريق واشتريتُ لها أكبر كميةٍ من الطعام أنفقتُها في حياتي”.
شعر بالأسف عليها …..
إذن، هل شعر إسكاليون بالتعاطف بمجرّد أن رأى سكارليت، وتعمّقت مشاعره أكثر فأكثر ووصل إلى هذا الحد؟
كان قلبي يؤلمني بشكلٍ غريب وأنا أستمع إلى قصته.
“في البداية، أردتُ فقط إنقاذ هذا الشخص. هزّت رأسها قائلةً أنها لا تحتاج إلى طعام، لكن عندما أمسكت بشيءٍ في يدها، تغيّرت عيناها بسرعة، وبدا من المضحك أنها أكلته على عجل.”
“….”
“هكذا اعتنيتُ بها. كان من الجميل أن أشتري لها زيًا جديدًا لأنها أصبحت أكثر بدانةً وشعرها لامعًا وجسمها ينمو.”
خفّفت تعبيرات إسكاليون.
وخلافًا له، الذي بدا مسترخيًا، شعرت بيلادونا بإحساسٍ بالوخز في جانبٍ واحدٍ من صدرها والاختناق. لم تكن تريد أن تسمع المزيد.
كانت قصة تطوّر مشاعر إسكاليون لسكارليت لايتون غير مريحةٍ ويصعب سماعها. شعرتُ بأنني بدأتُ من أجل لا شيء، لكن إسكاليون لم يتوقّف عن الحديث.
“لم أستطع البقاء على مقربةٍ من سكارليت لأنني كنتُ مُرتزِقًا أعيش هنا وهناك، لكن لم يكن الأمر سيئًا برؤية الفتاة التي كبرت وأصبحت آنسةً جميلةً ترحّب بي عندما عدتُ من التجوّل لبضعة أشهر.”
“….”
“ولكن ربما لأنها تشبه شخصًا آخر، فهي صعبة الإرضاء وحسّاسة، لذلك حتى عندما أحاول أن أكون لطيفًا معها، فإنها تصبح سريعة الانفعال وتغضب، لا أعرف ماذا أفعل. لا أعرف كيف أعامل النساء، لذلك تخلّيتُ عن الكثير الآن.”
كان هناك شيءٌ غريبٌ حول هذا الموضوع.
سريعة الانفعال وتغضب؟ إذًا سكارليت ليس لديها مشاعر لإسكاليون؟
إذن ما هي العلاقة بين الاثنين؟
إسكاليون لديه إعجابٌ من جانبٍ واحد …؟
نظرت بيلادونا إليه بنظرة استفهام. هزّ إسكاليون كتفيه وفتح فمه.
“ولكن ماذا يمكنني أن أفعل. إنها الوحيدة المتبقّية لي من لحمي ودمي، لذا عليّ الاعتناء بها حتى النهاية.”
من لحمي ودمي …؟
عند سماع الكلمة التي جاءت من خلال أذنيها، رمشت بيلادونا بهدوء.
انتظر، تعتني بمَن من لحمك ودمك ….؟
“لستُ أخاها البيولوجي، لكن نصف دمها يجري بي، لذا لا أستطيع العيش دون أن أهتم بها.”
“ا-انتظر لحظة.”
“ماذا؟”
عندما أعربت بيلادونا، توقّف إسكاليون عن الكلام. تلعثمت عندما مسحت رأسها المرتبك وفتحت فمها.
“مم لحمك ودمك؟ نصف …. آه، نصف دمها يتدفّق بك؟”
“أوه، ألم أخبركِ؟ سكارليت لايتون هي أختي غير الشقيقة.”
“أنتَ لم تقل أيّ شيء!”
متى أخبرتني بهذا! هذه قصةٌ مهمة!
نظرت بيلادونا إليه، وشعرت بالظلم دون سبب. ثم الآن …
بصق إسكاليون مع نظرةٍ فارغة.
“لقد أخبرتُكِ آخر مرّة، لكنني لا أجيد التحدّث. لا بد أنني أهملتُ القصة الأكثر أهمية.”
“هاا ….”
“سكارليت هي أختي من والدةٍ مختلفة. ولأنها أمٌّ عازبة، فإن لقب لايتون مأخوذٌ من والدتها، وليس والدها.”
“….”
“لو كان عليّ أن أكون صادقًا، لم يعرف والدي أصلاً. لقد مات قبل أن يعرف بوجود الطفلة.”
عند الاستماع إلى قصته، مدّت بيلادونا كفها إليه، وهزّت رأسها المعقّد.
“انتظر لحظة. هل تقصد أن سكارليت لايتون هي عائلتك؟ أختك؟”
“نعم.”
“كم من الناس يعرفون ذلك؟”
“لا أحد تقريبًا. لا بد أن وولف وأصحاب العمل في جريبلاتا يعرفون منذ فترةٍ طويلة، لأنني أرسل لسكارليت بشكلٍ دوريٍّ بعض مصروف الجيب والضروريات اليومية.”
تذكّرت بيلادونا اسم سكارليت، الذي كان مكتوبًا على دفترٍ سميكٍ يدير الحطب.
أوه اسمها هناك ….
“قبل مجيئكِ، كانت سكارليت قد أقامت في قلعة جريبلاتا لفترةٍ من الوقت. وبقيت لفترةٍ حتى انتهت عملية تجديد منزلها الذي تعيش فيه لأن المياه كانت تتسرب. وحتى ذلك الحين، كانت مجرّد صديقة، على الرغم من أننا لسنا كذلك.”
تذكّرت بيلادونا أيضًا القلادة التي لا مالِك لها والتي عثرت عليها في الدرج في يومها الأول في جريبلاتا.
إذًا تلك كانت لسكارليت أيضًا؟
“لماذا تخفي ذلك بحق الجحيم؟ سيكون من الأفضب أن تقول بأن سكارليت أختك. يمكنكَ تجنّب سوء الفهم غير الضروري. ربما يكون هناك عددٌ كبيرٌ من الخدم في قلعة جريبلاتا يسيئون فهم سكارليت.”
“هي لن تريد ذلك.”
أضاف إسكاليون على الفور.
“لا أعرف إذا كانت ترغب في الارتباط بشيءٍ مثلي …. علاوةً على ذلك، لم أرغب في تكوين أسرةٍ أو أيّ شيءٍ آخر حتى لا يكون لديّ أيّ نقاط ضعف. بمرور الوقت، لم يكن لديّ القوّة التي أملكها الآن، واعتقدتُ أنني لن أتمكّن من حماية أختي بشكلٍ صحيح، فلديّ الكثير من الأعداء عديمي الفائدة.”
“….”
“لكن الأمر مختلفٌ الآن، بيلّا.”
اندفع إسكاليون نحو بيلادونا باعتزاز، التي كانت صامتة. وصل إلى البطانية وسحبها إليه.
“الآن، لديّ الكثير من القوة لحمايتكِ. لديّ قلاعٌ آمنةٌ وقويّة، ولديّ ووسام فرسانٍ كبير. لديّ الكثير من المال. لذلك آمل ألّا تقلقي بشأن الأشياء عديمة الفائدة.”
“… أنا لا أقلق بشأن ذلك.”
واجهت بيلادونا إسكاليون وقالت. أتكأت جبهتها على صدره، ونطقت قليلاً بصوتٍ خشنٍ لا يشبهها.
“حتى الآن، كنتُ قلقةً كثيرًا بشأن سكارليت لايتون.”
“هل كنتِ؟”
عندما سمع إسكاليون صوت بيلادونا، ابتسم بانشراح.
“لقد أسأتُ فهمكَ دون داعٍ لأنكَ لم تقل ذلك.”
“ما هو سوء الفهم الذي كان لديكِ؟ هل تعتقدين أن سكارليت يمكن أن تكون المرأة التي أخفيتُها؟”
سأل إسكاليون وهو ينحني برأسه ليرى وجه بيلادونا. حفرت بيلادونا بين ذراعيه أكثر، محاولةً عدم إظهار تعبيرها.
آغهه ……
“هاه؟ ما الذي أسأتِ فهمه؟ هل اعتقدتِ أنني كنتُ رجلاً سيئًا؟”
ظلّ إسكاليون يسأل بإصرار، لكن بيلادونا لم تُجِب.
بالمناسبة، سكارليت هي أخت إسكاليون الصغيرة ….
لأكون صادقة، لقد شعرتُ بالارتياح. كان هناك شعورٌ بالهدوء، وكأن كلّ شيءٍ في مكانه.
حقيقة أن سكارليت لايتون، التي كانت تضايقها، لم تكن عشيقة زوجها ولكن عائلته، كانت جيدةً بما يكفي للتخلّي عن كلّ المخاوف والانزعاج الذي كان يملؤها.
‘ليس عليّ العودة إلى أستانيا.’
فكّرت بلادونا بقلبٍ أخفّ بكثير.
‘يمكنني أن أعيش …….. بجانب إسكاليون، وليس بجانب البابا.’
“بيلّا.”
ثم نادى إسكاليون اسمها بصوتٍ خافت. في مزاجه الذي تغيّر منذ لحظة، رفعت بيلادونا رأسها ببطء.
“إذا واصلتِ حشو جسدكِ بي بهذه الطريقة واستنشاق الهواء الساخن.”
“….؟”
“لديّ أفكارٌ أخرى. أردتُ حقًا أن أدعكِ تنامين هذه المرّة.”
“ماذا ….”
لم يستمرّ السؤال حتى النهاية.
كان هناك الكثير ممّا أردتُ أن أسأله عن سكارليت، لكن بدا أنه لا يملك الوقت أو الحريّة للإجابة.
اضطرّت بيلادونا إلى رفع صوتها لفترةٍ طويلةٍ مرّةً أخرى، وهي محاصرةٌ تحته، وشفتيه السميكتين تغطي فمها، وذراعيه السميكتين تلتفّ حول خصرها.
* * *
“بيلّا.”
“….”
“استيقظي للحظة، بيلّا.”
آه،أريد ان أنام …..
فتحت بيلادونا عينيها بعبوس. خلال الفجر الضبابي، تمكّنت من رؤية إسكاليون وهو ينظر إليها.
دعنا نحصل على بعض النوم، حسنًا؟ إسكاليون، الذي فحص تعبيرها الساخط، ابتسم بمرحٍ وفتح فمه.
“لقد أصبحتِ طائرًا صغيرًا وعرًا مرّةً أخرى. أنا آسفٌ لإيقاظكِ. لكن يجب أن أخرج قريبًا. لا أستطيع تأجيل هذا لفترةٍ أطول.”
“….”
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون الذي جلس أمامها مع عبوس. رفعها إسكاليون بعنايةٍ وغطّى جسدها بالكامل ببطانية.
ما الذي تنوي القيام به …. جلست بيلادونا ساكنةً وشاهدته وهو يفعل ما يريد.
وضع إسكاليون، الذي لفّها بإحكام، يده في الفجوة، وأخرج فقط يد بيلادونا، متّحدةً مع البطانية.
“أعتذر لأنني تأخّرت.”
أمسك بيد بيلادونا، وأخرج شيئًا لامعًا من ذراعيه ووضعه على إصبعها البنصر.
التفّ الشعور السميك والثقيل حول البنصر. هذا هو ….
“إنه خاتم. كان من المفترض أن ترتديه على الفور بالأمس، لكنني فقدتُ عقلي”.
نظرت بيلادونا إلى الأسفل، بصمت، إلى الخاتم الذي يتوهّج فوق أصابعها. كان هناك ثلاثة ماساتٍ لامعةٍ موضوعةٌ في منتصف الخاتم، والذي يبدو أنه يناسب إصبعها.
تبدو الماسة المستديرة في المنتصف والماستين المزخرفتين على الجانبين وكأنها شريط.
‘واو، إنه جميل ……’
أدارت رأسها قليلاً، ورأت خاتمًا بتصميمٍ مماثلٍ على إصبعه. لم يكن هناك ألماسٌ على خاصته، بل خاتمٌ بسيطٌ مصنوعٌ من نفس المادة.
رمشت بيلادونا، وشعرت بشعورٍ دافئٍ في قلبها لسببٍ ما. كان قلبها ينبض في مزاجٍ جيد. الآن بعد أن شاركوا الخواتم، شعرت وكأنهما زوجٌ مثالي.
“لقد انتهيتُ من عملي، عودي إلى النوم. سأتأخّر قليلاً اليوم. لديّ تدريبٌ للفرسان والكثير من الأعمال المتراكمة.”
قبّل إسكاليون خدّها بخفّة ودفعها إلى الخلف. استلقت بيلادونا التي تم دفعها على السرير.
نظرت بيلادونا إلى السقف، مستلقية، وأومأت برأسها نحو إسكاليون، الذي كان على وشك المغادرة، وانحنى لها.
“زوجتي قليلة الكلام للغاية. أظنّ أنكِ تقولين فقط كلّ ما عليكِ قوله.”
“…..”
“إلّا في الليل.”
أوف، حقًا …. ضيّقت بيلادونا عينيها وحدّقت به بغضبٍ دون كراهية.
لم تكن تنوي التحدّث في المستقبل لأنها قد تطوّر عادةً سيئة، ممّا قد يؤدي إلى تحدّثها بالخطأ في الخارج.
لقد شرحت حتى كلّ ذلك …… كان إسكاليون يسأل بنظرةٍ مرحة، ورأسه يميل إلى اليمين.
“إذاً، لن تلقي التحيّة عليّ؟”
“…. أراكَ لاحقًا.”
رفع إسكاليون، بابتسامةٍ راضية، إصبعه وربّت على خدّ بيلادونا، التي نطقت بصوتٍ منخفضٍ جدًا.
“ماذا عن قبلة الوداع؟”
“هذا ….”
“هيّا.”
انحنة إسكاليون وقرّب خده من شفتيها. أغلقت بيلادونا عينيها وطبعت شفتيها على خدّه.
“انتهى، أليس كذلك؟”
“أوه …. أنا حقاً لا أريد الخروج.”
ألقى رأسه على البطانية.
“هل ستكون قدرة تحمّل زوجتي قادرة على مجاراتي؟”
“مـ ما الذي تتحدّث عنه؟ كُن حذرًا من فضلك!”
احمرّ وجه بيلادونا خجلاً، وسرعان ما انزلقت داخل البطانية واختبأت.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1