Don't let your husband know! - 43
“سـ سيدتي …؟ يا إلهي، ماذا يحدث!!”
في صوت سيندي العالي، فتحت بيلادونا عينيها ببطء.
سيندي، لقد سقطتُ في النوم للتوّ …. صوتكِ عالٍ جدًا منذ الصباح …..
عندما فتحت بيلادونا عينيها برفق، تكلّمت سيندي بمزيدٍ من الإثارة.
“سيدتي! مستحيل …. هل صحيحٌ أنكما ستتمكنّان أخيرًا من مشاركة الخواتم؟”
“….”
“لا عجب أن السيد غادر غرفة النوم في وقتٍ متأخّرٍ عن المعتاد اليوم! كياا! ماذا عليّ أن أفعل!”
عبست بيلادونا في صوت سيندي العالي، خفضت رأسها ونظرت إلى جسدها.
كانت عاريةً دون خيطٍ واحدٍ يستر جسدها، مع علامات حبٍّ حمراء وملوّنة تملؤها، أيّ شخصٍ يرى هذا سيعرف أنها أمضت ليلةً عاطفيةً وشغوفةً مع زوجها.
أومأت بيلادونا بوجهٍ خجول.
“رائع! تهانينا! أين الخاتم المجهّز؟ انتظري! سأذهب للتحدّث مع وولف على الفور!”
سيندي، ا-انتظري….
سيندي التي كانت تقفز في مكانها، خرجت من الغرفة دون أن يسنح لها الوقت لإيقافها واختفت.
“….”
حسنًا لا أعرف.
دفنت بيلادونا، التي تُرِكت وحدها، وجهها في وسادتها مرّةً أخرى وسقطت في حالةٍ من النوم.
كانت قد مرّت أربع ساعاتٍ بعد أن استيقظت مرّةً أخرى.
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ بعد الظهر حتى تمكّنت بيلادونا من النهوض والاغتسال في الحمام والنزول إلى الطابق الأول لتناول طعام الغداء.
“هل نمتِ جيدًا، سيدتي؟”
“سيدتي، أتمنى لكِ يومًا سعيدًا اليوم!”
“….”
اليوم، بدت تحيات الخدم مشرقةً ومتحمّسةً بلا حدود.
يا إلهي، هل أعتبر الأمر غريبًا؟ دخلت بيلادونا، التي كانت تشعر بالخجل والإحراج إلى حدٍّ ما، إلى غرفة الطعام، وأجابت عليهم بابتسامةٍ مرتبكة.
‘أوه، أنا جائعة ……’
توقّفت بيلادونا، التي فتحت باب غرفة الطعام دون تفكير، عن السير متفاجئةً بالمظهر غير العادي.
كانت غرفة الطعام، التي عادةً ما تكون خالية، مليئةً بالفرسان غير المألوفين.
لقد كانوا فرسانًا ضخامًا، وبدت عليهم الخشونة، من ذوي البشرة الداكنة.
ما هذا …؟ في مواجهة موقفٍ صاخب، تعثّرت بيلادونا وتراجعت، وهي مرتبكةٌ للغاية.
تحدّث بعض الفرسان الذين اكتشفوا وجود بيلادونا ورأوها تزحف للخلف، إليها.
“أوه سيدتي؟”
“أوه، يا إلهي، سيدتي! إنه وقت الطعام! أنا آسف.”
يبدو أنهم جميعًا يعرفون بيلادونا، على الرغم من أنهم يرونها لأوّل مرّة. ابتسم كلٌّ من الفرسان و أحنوا رؤوسهم لبيلادونا أثناء وقوفهم هناك.
رمشت بيلادونا وهي لا تعرف ماذا تفعل.
إذا كنتُم تُشغِلون غرفة الطعام بهذه الطريقة، فماذا عن طعامي؟
“أنا آسف، سيدتي. هل فوجئتِ؟”
في ذلك الوقت، تقدّم أحد الفرسان، المختبئ وسط الحشد، واقترب منها. نظرت إليه بيلادونا بيقظة، بدا وجهًا مألوفًا رأته من قبل في مكانٍ ما.
‘هازل ….؟’
أشارت بيلادونا إلى غرفة الطعام بوجهٍ متسائل ‘كيف حدث كل هذا؟’.
ردّ هازل الذي عرف ما تقصده بسرعة.
“أوه، يبدو أن السيد وولف لم يخبركِ مسبقًا. لقد وصل فرساننا للتوّ إلى سيرلينيا اليوم. هل كنتِ تعلمين أننا قادمون؟”
لقد كانت حقيقةً عَلِمتها بالأمس من خلال سيندي أن فرسان جريبلاتا قادمون.
أومأت بيلادونا نحو هازل.
“لقد قمنا بركوب الخيل لفترةٍ طويلة ولم نتمكٍن من الحصول على وجبةٍ مناسبة …. أولاً وقبل كلّ شيء، كنّا على عجلةٍ من أمرنا وحاولنا القدوم إلى غرفة الطعام وتناول الطعام. لكننا لم نكن نعلم أن السيدة لم تتناول وجبتها بعد.”
آه لقد نزلتُ متأخّرًا جدًا ….
قال هازل وهو يتّخذ وضعيةً لقيادة الفرسان للخارج.
“سنخرج أولاً. إن أنهيتِ وجبتكِ بشكلٍ مريح، سنعود عندها.”
أوه لا!
لوّحت بيلادونا بيديها نفيًا على عجل.
لم تكن تريد أن يسير الكثير من هؤلاء الفرسان عبثًا بسببها وحدها.
رفعت بلادونا يديها وأنزلتهما ببطء، فلتتناولوا الطعام بسلامٍ بدلاً من ذلك.
“سيدتي!”
في تلك اللحظة، انفتح باب غرفة الطعام طعم في الخلف، وظهر وولف وهو يلهث بحثًا عن الهواء.
يبدو أنه جاء إلى غرفة الطعام ركضًا، تنهّد بوجهٍ حزين عندما وجد الفرسان الذين ملأوا غرفة الطعام بالفعل.
“أوه، لقد فات الأوان. كنتُ سأخبركِ مقدمًا، لكنني لم أستطع الاهتمام بما كان يحدث ….”
ابتسمت بيلادونا لوولف بمعنى أنها بخير.
خفض وولف رأسه قليلاً ليشكرها على تفهّمه، ثم نطق بذلك كما لو أنه فكّر في شيءٍ ما للتوّ.
“أوه سيدتي! لقد سمعتُ من الآنسة سيندي. سأجد الخاتم قريبًا.”
“خاتم؟”
عند رنين الكلمات، شعرت بالفرسان، بما في ذلك هازل، في الخلف، يتنصّتون.
أوه لـ لا. هنا؟
تراجعت بيلادونا بسرعةٍ عندما شعرت أن وجهها يسخن.
ولكن دون أن يلاحظ وضعها، أومأ وولف بابتسامةٍ سعيدة.
“نعم، هذا صحيح، جميعًا! أخيرًا سيتشارك سيدنا وسيدتنا الخواتم.”
“أوه حقًا؟”
“الخواتم؟ وااه! تهانينا، سيدتي!”
“أخيرًا! لقد أصبحتما ثنائيًا حقيقيًا! أنا سعيدٌ جدًا!”
عند كلمات وولف، ابتسم الفرسان على نطاقٍ واسعٍ وصفّقوا بأيديهم أو رفعوا أصواتهم لتهنئتهم.
وسرعان ما امتلأت غرفة الطعام بالجوّ الاحتفالي والحماس.
هاها ….. ابتسمت بيلادونا وهي تهّوي بيديها وجهها الساخن.
* * *
“سمعتُ أنكَ ستتشارك الخواتم.”
جلس فارسٌ كبيرٌ بجانب إسكاليون، الذي كان جالسًا على الدرج.
بشعره الرمادي ولحيته من نفس اللون، بدا وكأنه مرتزقٌ مخضرمٌ ذو عظامٍ سميكةٍ في لمحة.
التقط إسكاليون، الذي أدار عينيه فقط وفحص وجه الرجل الذي كان يجلس بجواره، قِربةً من الماء وأومأ برأسه وهو يشرب الماء.
“تهانينا. لم أسمع شيئًا حتى بعد بضعة أسابيع من الزواج، لذلك اعتقدتُ أنكَ لستَ جيدًا كرجل، على عكس ما يبدو عليه الأمر.”
أخذ الرجل الذي سخر وضحك بشكلٍ مؤذٍ قِربة إسكاليون.
عند رؤية الرجل الذي يشرب الماء بشكلٍ عشوائي، عبس إسكاليون على الفور ودخل في نوبة غضب.
“أين ذهبت بقِربتك، جراهام؟”
“لقد شربتُ بالفعل كلّ ما لديّ من الماء. كان الطريق طويلاً للوصول إلى هنا. هل تعلم كم شعرتُ بالحرج عندما ذهبتُ إلى جريبلاتا لرؤيتكَ ومشيتُ عبثًا؟ أن تأتي لسيرلينيا فجأة. لقد كنتُ محظوظًا لأنني تمكنتُ من اللحاق بالفرسان القادمين إلى هنا في منتصف الطريق.”
بالنظر إلى جراهام، الذي هزّ كتفيه، نقر إسكاليون لسانه وهزّ رأسه.
كان عابسًا كثيرًا، لكن تعبيره ارتاح بلطفٍ كما لو أنه بسلامٍ لأوّل مرّةٍ منذ فترةٍ طويلة.
نظر جراهام حوله وفتح فمه.
“بالمناسبة، أين زوجتك؟ أود أن أراها شخصيًا، قديسة أستانيا، التي سمعتُ عنها فقط. لم أحضر حتى حفل زفافكَ لأنه بعيد.”
“زوجتي ليست من النوع الذي يجب أن تنظر إليه بلا مبالاة.”
تحدّث إسكاليون بشكلٍ قاطع.
“سمعتُ أنها جميلةٌ جدًا.”
“سمعتَ بشكلٍ صحيح.”
“هل صحيحٌ أنها لا تستطيع التحدّث؟ لا يمكنها حقًا قول كلمةٍ واحدة؟”
سأل جراهام.
إذا سمع أيّ شخصٍ ذلك، لكان من الممكن أن يُقال إنه عدم احترامٍ للشخص المعني، أمام زوجها مباشرة، لكن إسكاليون، الذي كان يعلم أن هذا المُرتزِق الجاهل والخشن ليس لديه نوايا خبيثة، لم يفكّر بعمقٍ في الأمر.
تذكّر الليلة الماضية للوهلة الأولى وسرعان ما فتح فمه.
“ألم تسمع تن ذلك؟”
“وااه …. إذا جلست ساكنة، فستكون تقريبًا مثل الدمية. ألن يكون الأمر مُحبِطًا إذا لم تتمكّنا من التواصل؟”
“حتى وإن لم نستطع التواصل جيدًا، فسيبقى ذلك أفضل منكما الزوجين الذين يتشاجرون على أيّ شيء وكلّ شيء.”
“أوه، أعتقد أنني تعرّضتُ للتوّ للضرب في مكانٍ ما.”
وقفت إسكاليون أولاً، تاركًا جراهام يرمش بعينيه الكبيرتين، وأرخى جسده قليلاً عن طريق تدوير ذراعيه المتصلّبتين.
عندما نظر جراهام إليه، وضع القِربة التي كان يحملها وفتح فمه.
“ماذا عن قوّتها المقدّسة؟ هل لديها حقًا القدرة على شفاء الناس؟ أعتقد أنني بحاجةٍ إلى هذا الشفاء أيضًا. لديّ ألمٌ وجسمي متصلّبٌ هنا وهناك.”
عند سؤاله، أدار إسكاليون رأسه.
“لماذا لا تستغلّ القوة المقدّية لزوجتكَ في هذه المرحلة؟ عندها سيكون شعبكَ سعداء. بامتلاكك َهذه القدرة، أعتقد أنه يمكن أن تمنحكَ دفعةً في إدارة ممتلكاتكَ بعدّة طرق.”
عبس إسكاليون وهو يستمع إلى جراهام.
“هل تطلب مني أن أتصرّف مثل البابا؟”
“ماذا؟ ما خطب البابا؟”
هزّ إسكاليون، الذي استذكر البابا بروناس بابتسامته الماكرة والغامضة، رأسه على الفور وجرف شعره بعيدًا.
“زوجتي لم تعد قديسة. لن تستخدم لقبها إلّا إذا كان شيئًا خاصًا.”
“ماذا؟ هذه خسارةٌ كبيرةٌ أن تتعفن مثل هذه القدرة كما هي ….”
“أصرف عقلكَ عن زوجات الآخرين وخُذ هذا.”
رمى إسكاليون السيف الخشبي الذي كان يحمله على جراهام. جراهام، الذي تلقى بشكلٍ غير متوقّعٍ السيف الذي يطير نحوه، قام بسحب زوايا فمه بشكلٍ مرتبك.
“لماذا ….. مستحيل …. لن تفعل، أليس كذلك؟”
“هيّا. سأقوم بالإحماء بعد وقتٍ طويلٍ من الراحة.”
“مهلاً، أنظر إليّ أيضًا! لقد كنتُ أركض من جريبلاتا لفترةٍ طويلة! على طول الطريق مع عدم استخدام بوابة ….”
خفض إسكاليون وضعه وأمسك على الفور بالسيف الخشبي الآخر الذي كان يحمله بيدٍ واحدة، واندفع نحوه.
وقف جراهام من مقعده متفاجئًا وقال وهو يقفز لأعلى ولأسفل.
“أوه، ليس بعد! لستُ مستعدًا!”
“هل سبق لكَ أن انتظرتَ حتى تصبح ساحة المعركة جاهزةً لأجلك؟”
ابتسم إسكاليون بسعادة وسرعان ما ضرب بسيفه الخشبي الذي رفعه عالياً.
* * *
“سيدتي! فرسان جريبلاتا يتدرّبون في ساحة التدريب المؤقتة الآن!”
صرخت سيندي، التي كانت تنظر من النافذة. أدارت بيلادونا، التي كانت تجلس على كرسيٍّ تقرأ كتابًا، رأسها نحوها.
تدريب؟ وماذا عليّ أن أفعل حيال ذلك؟
نظرت سيندي إليها بتعبيرٍ متسائل، وضربت بقدميها بعصبية.
“هذا …. لماذا لا تذهبين لدعمهم؟ إنها أوّل جلسةٍ تدريبيةٍ لهم منذ مجيئكِ إلى هنا، وسيكون لذلك معنى إذا احتفظتِ بمكانكِ.”
دعم …؟
دحرجت بيلادونا عينيها الزرقاوين حولها دون قصد.
هل يجب أن أذهب؟ أشعر بالحرج نوعًا ما ربما لأن وولف تحدّث عن الخواتم أمام الفرسان ….
فتحت سيندي، التي لاحظت تعبيرها، فمها بسرعة.
“كم سيحبّ سيدي ذلك إذا خرجتِ لتهتفي له؟”
إسكاليون؟
نظرت بيلادونا إلى سيندي، ضيّقت عينيها ونظرت إليها بنظرةٍ مشكوكٍ فيها.
سيندي، ألا تريدين فقط رؤية تدريب الفرسان؟
“لـ ليس لأنني أحاول إرضاء اهتماماتي الخاصة على الإطلاق! إنها أوّل جلسةٍ تدريبيةٍ لهم في سيرلينيا، أوه، وسيحبّ الفرسان ذلك إن جلبتِ لهم بعض المشروبات والوجبات الخفيفة!”
لكن لستُ أنا، بل وولف والخدم الآخرين الذين يهتمّون بالمشروبات والوجبات الخفيفة.
“عـ على أيّ حال، دعينا نذهب! سيفرح سيدي أيضًا إذا عرف أن زوجته جاءت لرؤية تدريبة.”
سحبت سيندي بيلادونا من يدها.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1