Don't let your husband know! - 4
جرت الاستعدادات لحفل الزفاف بسلاسةٍ وسرعة.
بيلادونا، التي جلست ساكنة، وأومأت برأسها وابتسمت، لم يكن لديها خلافٌ خاصٌّ حول حفل الزفاف.
‘لا أعرف الكثير عن هذا ….’
جلست بيلادونا على الكرسي المجهّز في غرفة انتظار العروس، وهي تعبث بفستان الزفاف المصنوع من القماش الناعم الحريري.
نظرت إلى المرآة المعلّقة على الحائط، وظلّت تنظر إلى نفسها، التي تحوّلت بالفعل إلى عروس مثالية.
فستان زفافٍ لامعٍ يكشف عن نقاط قوّتها، بما في ذلك خط العنق الطويل المستقيم، وعظمة الترقوة البارزة، والساعد الرقيق، والخصر النحيف.
كان الشعر الفضي اللامع الذي تساقط خلف ظهرها والمختبئ في الحجاب والعينين الزرقاوين المتناقضتين تمامًا مع فستان الزفاف الأبيض جميلين بما يكفي لإبهار أيّ شخصٍ بمجرّد رؤيتها.
‘إنها جميلةٌ حتى بالنسبة لي ….’
عبثت بيلادونا، التي أُعجِبت بعيون ومهارة خادمات الفاتيكان، بأصابعها إلى حجاب الدانتيل الذي يتدفّق على ظهرها.
“أيتها القديسة، لقد حان الوقت للانتقال إلى الكنيسة.”
في ذلك الوقت كانت الخادمة واقفةٌ على باب غرفة انتظار العروس، حنت رأسها وقالت.
ابتسمت بيلادونا لها وأومأت برأسها. نظرت الخادمة إلى بيلادونا بوجهٍ منبهرٍ للحظة، اقتربت منها ورفعت الحجاب الدانتيل الذي كان يتدفّق على ظهرها ليغطي وجهها.
نظرًا لأن المنظر كان محجوبًا بشكلٍ خافت، عندها فقط بدا أن هذا الزفاف المسرحي حقيقي.
نهضت بيلادونا من مقعدها ممسكةً بقلبها الذي بدأ ينبض شيئاً فشيئاً بتوتّرٍ غير معروف.
تم تحويل الكنيسة المهيبة إلى قاعة زفافٍ في يومٍ واحدٍ فقط، ممّا خلق جوًّا جميلاً. امتدّ الحجاب الفاخر بشكلٍ طبيعيٍّ تحت السقف، ليبدو أنيقًا.
نظرت بيلادونا إلى الداخل، كان مليئًا بالضيوف، معجبين بقيادة البابا. كان من المتوقّع أن يكون معظمهم من الأرستقراطيين رفيعي المستوى، ويبدو أن بعضهم من العملاء الدائمين الذين يزورونها بشكلٍ متكرّر.
هل سيكونون آسفين لأنها ستتزوّج وتغادر إلى رجل؟
ربما سيصابون بخيبة أمل لأن سلة المهملات العاطفية خاصتهم قد اختفت ….
“بيلا.”
ثم سقط صوتٌ ثقيلٌ في أذنها.
بيلا؟ ستناديني بهذا الإسم …..
التفتت إلى الصوت غير المألوف، ورأت إسكاليون ديتيت بشعره الداكن مرفوعًا بشكلٍ أنيقٍ ويرتدي عباءةً سوداء.
ماذا …..
“لماذا أنتِ متفاجئةٌ جدًا؟ آه، هل كان من المبكّر جدًا إطلاق لقبكِ الجميل حتى الآن؟”
تقدّم إسكاليون نحوها وسألها بابتسامةٍ خطيرة.
وعندما اقترب، غلّفتها حرارة الرجل المميّزة ورائحته الكثيفة.
شحبت بيلادونا ولم تستطع تحريك جسدها بسبب التوتر المفاجئ والعصبية والخوف.
“ولكن هل يمكنكِ رؤية الأمام جيدًا؟”
نظر إسكاليون إليها، ومدّ يده دون تردّدٍ وعبث بحجاب الدانتيل الذي حجب رؤيتها.
تراجعت بيلادونا في مفاجأة.
لـ … لا يمكنكَ رفع الحجاب قبل الزفاف يا رجل ……!
نظر إسكاليون إلى بيلادونا، وتراجع على عجل، وابتسم.
“تعرفين كيف تقولين لا.”
“….”
“هذا أمرٌ مريح، هل يجب أن أقول ذلك؟”
أعطت بيلادونا القوّة ليدها وهي تحمل الباقة.
هذا غير مريح …..
كان إسكاليون يشعرها بعدم الراحة.
يمكن القول أن ذلك كان بسبب حجمه ومظهره المهدِّد الذي كان أكبر بكثيرٍ من الآخرين، لكن العيون الذهبية بهذا الفضول المجهول كانت مخيفة بشكلٍ خاص.
‘لا أستطيع الرؤية جيدًا بسبب الحجاب، لكنني لا أعرف ما الذي يفكّر فيه بحق الجحيم ……’
على عكس بيلادونا، التي كانت قلقةً ومرتبكة إلى حدٍّ ما، كان إسكاليون، الذي يقف بجانبها، لا يزال مسترخيًا ومتواني.
عبث للحظةٍ بربطة عنقه السميكة كما لو أنها غير مريحة، ثم مدّ ذراعه نحوها.
“أعتقد أن الحفل سيبدأ قريبًا.”
نظرت بيلادونا إلى الساعد السميك الذي أخرجه، ورفعت يدها بعنايةٍ وعقدت ذراعها بذراعه.
هاه، هذا صعب ……
وضعت يدها على ساعد إسكاليون، وأُعجِبَت بها في قلبها. يبدو الأمر وكأنك تضع يديكَ على جذع شجرةٍ صلب، وليس على إنسان.
“لماذا تعبثين كثيرًا؟”
عذرًا؟
أدارت بيلادونا رأسها في مفاجأة. مَن يفعل ماذا؟
كان إسكاليون ينظر إليها بابتسامةٍ مرحةٍ مميّزة.
“لا تتعجّلي. لم يفت الأوان بعد لتشعري بزوجكِ في غرفة النوم بعد الحفل.”
مـ ما الذي تتحدّث عنه، أيها الغريب الأطوار!
سحبت بيلادونا يدها عن ذراعه على عجل.
في ردّ فعلها الرائع، ضحك إسكاليون وقهقه بصوتٍ منخفض.
نظرت إليه بيلادونا، وشعرت بالحرارة تتصاعد على وجهها تحت الحجاب.
“حسنًا، دعونا نبدأ مراسم الزواج.”
داخل الكنيسة سُمِع صوت البابا.
ابتلعت بيلادونا ريقها وأعادت يدها إلى ساعده.
ركّزت حتى لا تتحرّك قدر الإمكان.
“قبل مراسم الزواج، أُعلِن أنه حفل زفاف اللورد إسكاليون ديتيت، الفارس الأول لإمبراطورية إيلينوس، والآنسة بيلادونا بريل، ابنتي.”
وخلف إعلان البابا الرسمي، أمكنها سماع هديرٍ منخفضٍ من الضيوف.
ابتسمت بلادونا، التي تنظر إلى مؤخرة رؤوسهم، ببرودٍ في قلبها.
“اليوم، أعدكم بأن الإخلاص النبيل الذي أرسلتموه أنتم والمؤمنون في حفل زفافها سيتمّ تسليمه إلى الفاتيكان لاحقًا واستخدامه للمحتاجين”.
هاها .
يقول أنه سيسلّمها إلى الفاتيكان لأنه يحبّها، لكن ألن يأخذ كلّ أموال التهنئة التي ستحصل عليها اليوم دون إنفاقها على حفل زفافها؟
انفجرت بيلادونا بابتسامةٍ صغيرةٍ جدًا ومحتها بسرعة.
في ذلك الوقت، انحنى إسكاليون، الذي كان يقف جنبًا إلى جنب، وهمس في أذنها بهدوء.
“لابد أن يكون البابا جشعًا.”
نعم؟ نظرت بيلادونا إليه.
لكن إسكاليون رفع ظهره مرّةً أخرى وحدّق في داخل الكنيسة، وكأن شيئًا لم يحدث.
“حسنًا، دعوني أُحضِر السير إسكاليون ديتيت، بطل مراسم الزواج اليوم، والآنسة بيلادونا بريل، القديسة.”
عندما انتهى صوت البابا، انفتح باب الكنيسة نصف المفتوح على مصراعيه.
وفي الوقت نفسه امتلأت الكنيسة بالألحان الموسيقية الجميلة التي عزفتها فرقة الفاتيكان.
دخلت بيلادونا دون أن تدري إلى طريق الزفاف المستقيم، معتمدةً على وقوف إسكاليون إلى جانبها.
شعرت بجميع الأشخاص الذين ملأوا الكنيسة ينظرون إليها.
سارت في طريق الزفاف وهي تشعر بالغموض، وتوقّفت أمام البابا على المنصة واقفًا في نهايتها.
“وقال إلهنا القدير.”
فتح البابا فمه.
آه، لقد مللتُ بالفعل.
“العلاقة بين الزوجين هي علاقةٌ سميكةٌ وقويّةٌ للغاية ولا يمكن لأيّ شيءٍ أن يكسرها.”
أنتَ على وشك طلاقي خلال بضعة أشهر.
“لقد شاء الإله أن يجعل من اللورد إسكاليون ديتيت، العريس، والعروس الآنسة بيلادونا ديتيت زوجًا وزوجة. اليوم، دعونا نصلي من أجل هذين الزوجين اللذين يقفان أمامنا.”
“دعونا نصلي.”
وبعد قيادة البابا فتح الضيوف أفواههم وصرخوا.
بعد ذلك، تلا البابا عدّة صلواتٍ رسميةٍ وأتبع الضيوف صلواته بكلماتٍ مثل ‘إلهنا’.
وعندما كان على وشك أن يفقد تركيزه، أعلن البابا بصوتٍ أعلى قليلاً.
“أخيرًا، يجب على العريس أن يزيل حجابها، ويفحص وجهها، ويتبادل قبلات القسم. وعند النظر في العيون الحقيقية لبعضهما البعض، يعلنان أنهما زوجين حقيقيين.”
“أنا أقبل ذلك.”
إسكاليون، الذي كان واقفاً ووجهه للبابا، التفّ نحو بيلادونا.
أمسك بكلتا يديه حجاب الدانتيل الذي غطّى وجه بيلادونا ورفعه ببطءٍ إلى الأعلى.
رمشت بيلادونا عينيها، وشعرت أن رؤيتها المغشية بدأت تنفتح الآن.
“….”
تحت الحجاب الذي ارتفع ببطء، ظهرت عينٌ ذهبيةٌ مشرقةٌ بشكلٍ رائع.
لسببٍ ما، اعتقدت أنه قد يكون لديه نظرةٌ مرحةٌ أخرى، لكنه كان يتمتع بوجهٍ جديٍّ وهادئٍ بشكلٍ غير متوقّع.
استنشقت بيلادونا دون أن تدرك ذلك. لم تستطع أن ترفع عينيها عن عينيه الذهبيتين الغائرتين.
وقف إسكاليون أيضًا ساكنًا ونظر إليها، كما لو أنه سقط في عيون بيلادونا الزرقاء العميقة.
تأرجحت رقبته السميكة على مرأًى من عينيها.
“شاركا قبلة القسم.”
وبينما لم يفعل العروسان شيئًا وكانا يحدّقان في بعضهما البعض بهدوء، حثّهما البابا، الذي لم يستطع الانتظار، مرّةً أخرى.
كوّب إسكاليون خديها بخفّة وخفض رأسه إليها.
غير قادرةٍ على النظر إليه أقرب وأقرب، أغلقت بيلادونا فمها بإحكام وأغلقت عينيها بإحكام.
وفي لحظةٍ قصيرةٍ جداً، هبطت شفةٌ دافئةٌ وناعمةٌ على شفتيها.
“بهذا أعلن أنكما أصبحتما زوجين حقيقيين.”
“رائع ….!”
وفي نهاية المراسم الرسمية، ضربتها هتافاتٌ عاليةٌ في أذنها.
ولكن بدلاً من أصوات الناس والآلات الموسيقية التي ترنّ في أذنيها، شعرت بنبض قلبها ينبض في جميع أنحاء جسدها.
عضّت بيلادونا شفته السفلية عن غير قصد.
سرعان ما أزال شفتيه، ولكن يبدو أن الدفء واللمسة باقيا لفترةٍ طويلة.
* * *
“مباركٌ على زواجك، أيها القائد!”
بعد الزفاف، التفت إسكاليون، الذي انتقل إلى غرفة انتظار العريس وكان يغيّر ملابسه، إلى الصوت الذي سمعه.
ابتسم الفارس الذي دخل دون تردّد، هازل، وتحدّث معه.
خلع إسكاليون رداءه الذي كان ضيّقًا، دون أن يجيبه بشكلٍ صحيح.
“متى سنغادر إلى المقاطعة؟”
“أعتقد أنه سيكون غدًا.”
“غداً؟ في هذا الوقت المبكّر؟ لا يمكنكَ ذلك! القديسة ….. من فضلك فكّر في زوجتك.”
صرخ هازل بصوتٍ عالٍ.
رفع إسكاليون حاجبيه وفتح فمه.
“لماذا؟ لقد انتهى حفل الزفاف منذ وقتٍ طويل.”
“فكّر في الأمر! ستترك الآن أستانيا، حيث عاشت طوال حياتها تقريبًا، وتذهب إلى جريبلاتا، حيث لا يوجد رابطٌ لها هناك، يجب أن تمنحها الوقت لتوديع أولئك الذين كبرت معهم وأن تنظر حولها في الفاتيكان.!”
بناءً على كلمات هازل، ظلّ إسكاليون يتذكّر بيلادونا.
عندما التقاها للمرّة الأولى في الفاتيكان، وعندما رآها للمرّة الثانية في حفل زفاف اليوم، كانت لا تزال شاحبةً ومحتارةً فيما يجب أن تفعله.
يبدو أنها لا تحبّ الإقامة في الفاتيكان بشكلّ خاص.
“ثم سنذهب بعد غد.”
“واو، لديكَ مثل هذا القلب الكبير. لا أستطيع أن أصدّق أنكَ تمنحها يومًا واحدًا فقط.”
عند ملاحظة هازل الساخرة، استدار إسكاليون عابسًا.
“إنه أمرٌ مزعج. كم من الوقت يجب أن أفكّر في الأمر؟ أريد فقط مغادرة هذه المدينة الساخنة في أسرع وقتٍ ممكن.”
غادر إسكاليون، الذي ارتدى ملابس مريحة، غرفة انتظار العريس وبصق كلماته غير راضٍ. تبعه هازل بسرعةٍ من بعده.
“ما زال ……!”
“ولكن لماذا يوجد رضي البابا برجلٍ مثله كصهر؟”
ثم، بين غرفة انتظار العريس والكنيسة، جاءت أصوات النبلاء عبر الجدار.
“اعتقدتُ أن العائلة الإمبراطورية ستُعتَبر زوجًا إذا أحذنا في الاعتبار مظهر وشخصية القديسة.”
توقّف إسكاليون عن المشي بسرعة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
هامش:
نبكي عليكُم ونبكي قِلّة حيلتنا!
مات الطبيب والمسعف والجريح!
انقطع الرجاء إلّا منك يا الله، وخابت الآمال إلّا فيك، وانسدت الطرق إلًا إليك، وأُغلقت الأبواب إلّا بابك، فلا تكلنا إلى أحدٍ سواك!