Don't let your husband know! - 39
“مرحبًا، أين يبيعون المظاريف؟”
أمسك إسكاليون، الذي عاد إلى المدينة المزدحمة، بالرجل المارّ وسأل.
نظر الرجل الذي كان يمشي بحماسٍ ويتحدّث مع أصدقائه، إلى إسكاليون، الذي كان أطول منه بكثير، ورفع رأسه في مفاجأة.
“أوه، هـ هناك …. هناك متجرٌ يبيع مستلزمات القرطاسية ….”
دخل الرجل الذي أشار إلى مكانٍ ما خلفه، بسرعةٍ إلى وسط أصدقائه وأسرع في خطواته.
إنه خائف ….
أعطته بيلادونا نظرةً متعاطفة، ثم نظرت إلى إسكاليون، الذي كان يقف بجانبها.
‘بالطبع ….’
…. كان لديه لياقةٌ بدنيةٌ مخيفةٌ للغاية.
خاصّة عندما يكون وجهه بلا تعبيرٍ هكذا، بدلاً من نظره إليّ بنظرةٍ مرحةٍ في عينيه، وابتسامةٌ يرفع فيها زوايا فمك للأعلى كما يفعل في العادة.
توك. مدّت بيلادونا يدها الصغيرة ولمست يده.
ولكن لماذا وجهكَ قاسٍ جدًا؟ كان الأمر على ما يرام من قبل، لكن هل أصبحتَ غاضبًا فجأة؟
“ما الأمر؟”
ولكن بمجرّد لمس يد بيلادونا، استرخى وجهه ببطء. عاد بتعبيره اللعوب المعتاد وأمسك يديها معًا.
“يوجد متجر قرطاسيةٍ هناك.”
ماذا، ألم تكن غاضباً؟
أومأت بيلادونا بشعورٍ من الإحراج.
وبينما كانت أصابعه تخترق أصابعي الرفيعة وتضغط راحتينا معًا، شعرتُ فجأةً بأعصابي كلّها كما لو كانت تتركّز في يدي. ظلّ إبهامه، الذي يتحرّك ببطءٍ فوق أصابعي، يزعجني.
آه، أعتقد أنها تحكّني ….!
ابتعدت بيلادونا معه، محاولة صرف انتباهها عن يده.
“انتبهي.”
ربما لأنهم في عطلة نهاية الأسبوع، كان هناك الكثير من الناس في المدينة.
احتضن إسكاليون بشكلٍ طبيعيٍّ بيلادونا من كتفها وسحبها بين ذراعيه. انجذبت إليه بيلادونا، وأسندت وجهها إلى صدره الصلب، وأزالته بسرعة.
“هناك بالتأكيد عددٌ أكبر من الناس من جريبلاتا في كلّ مكانٍ نذهب إليه.”
يداه التي لمست أكتافها، وعضلات صدره الصلبة التي اقتربت من عينيها، ورائحة جسمه التي تحفّز طرف أنفها باستمرار ….
لم يبدُ هو نفسه قلقًا بشأن أيّ شيء، وبدا إسكاليون غير مبالٍ كالعادة. قام بتقريب بيلادونا أكثر فأكثر لتجنّب الحشود.
‘هل لأنني أدركتُ أنني معجبةٌ به؟….’
نظرت بيلادونا إليه ورمشت جفنيها ببطء. كانت فقط تسير معه في الشارع، لكن شعرت بعدم الراحة والإحراج في كلّ حركة.
وفي الوقت نفسه، عاد اسم سكارليت لايتون إلى رأسها ولم يغادر.
‘ …. أشعر بشعورٍ سيء.’
بالتأكيد ظننتُ أنني سأنسى ذلك، لكن عندما واجهتُه ظلّت أفكار سكارليت تتبادر إلى ذهني، تعذّبني وتجعلني أشعر بالانزعاج، حتى طغت على وقت تأمّلي منذ قليل.
ضربت بيلادونا جبهتها على صدره دون سبب.
آه، هذا مؤلم! أنا مَن خسرتُ حتى ….!
بينما كانت عابسةً من الألم كما لو ضربت حجرًا صلبًا، جاءت ضحكةٌ مكتومةٌ من الأعلى. رفع إسكاليون إحدى يديه وفرك جبهتها.
“في بعض الأحيان تفعلين أشياء غريبة كهذه.”
“….”
“أتساءل ما الذي تفكّرين فيه بهذا الرأس الصغير.”
“اعذريني ….!”
ثم برزت يدٌ صغيرةٌ وأمسك بيد بيلادونا.
خفضت بيلادونا رأسها إلى الدفء الذي شعرت به في الأسفل ونظرت إلى الشخص الذي أمسكها.
“هذا …. هـ هل يمكنكِ شراء هذه مني؟”
كانت هناك فتاةٌ صغيرةٌ لم تتجاوز السابعة من عمرها ولا يمكن رؤيتها، تقف ومعها سلّة زهورٍ بحجم وجهها. في سلّة الزهور، كانت الزهور الملوّنة والمنعشة مرتبةً بشكلٍ أنيق.
سلّة زهور ….؟
بدلاً من بيلادونا، التي نظرت إلى سلّة الزهور بوجهٍ مهتم، خفض إسكاليون رأسه وسأل.
“ما هذا؟”
“أوه …..!”
ارتجفت كتفيّ الطفلة، التي نظرت إلى إسكاليون وهو يحدّق بها بعينيه الذهبية الحارقة، ثم ركضت تختبئ خلف بيلادونا.
كانت الطفلة المخفية تتمسّك بتنورة بيلادونا، وأخرجت رأسها ونظرت إلى إسكاليون بنظرةٍ خائفة.
“هل تعتقدين أنه يمكنكِ إدارة مشروعكِ التجاري إذا كنتِ خائفةً إلى هذا الحد؟”
سأل إسكاليون مع نظرةٍ غير مبالية. بدا من الشائع جدًا بالنسبة له أن يخاف الأطفال منه.
أمسكت الطفلة بتنورة بيلادونا بإحكامٍ وهزّت رأسها.
“أنا …… أ-أنا هنا لبيع الزهور للسيدة الجميلة ….”
“سيدة جميلة، لقد رأيتِ ذلك بشكلٍ صحيح. دعينا نذهب إلى هناك ونجلس.”
قاد إسكاليون المبتسم بيلادونا والطفلة إلى خارج الحشد.
جلس على مقعدٍ قريب، وأشار بسلّة الزهور التي تحملها الطفلة بطرف ذقنه وسأل.
“اشرحي بهدوءٍ مرّةً أخرى. ما هذا؟”
“هذه ……! إنها زهورٌ قطفناها أنا وأمي معًا!”
“من أين قطفتِها؟”
“من هناك!”
أشارت الطفلة إلى مكانٍ ما وأوضحت باهتمام.
ياللظرافة ….
نظرت بيلادونا إلى الطفلة بوجهٍ سعيد. ابتسم إسكاليون أيضًا وتحدّث إلى الطفلة، التي بدت لطيفةً للغاية.
“أوه، حقًا؟ إذن يمكنني الذهاب إلى هناك وقطف الزهور واستخدامها. لستُ بحاجةٍ لشرائها منكِ.”
” …. آه!”
كانت الطفلة مندهشة وأخرجت صوتًا صغيرًا. لأول مرّة في حياتها، تشبّع وجه الطفلة باليأس.
توقّف عن مضايقتها، أيها الغبي!
لكزت بيلادونا، التي ما زالت تنظر إلى الطفلة بوجهٍ مبتسم، جانب إسكاليون بلا رحمة.
“لماذا؟ إنه ممتع.”
أجاب إسكاليون وهو يسحب زوايا فمه إلى الأعلى. حدّقت به بيلادونا بشرر، ورفعت كلتا يديها لتستقبل سلّة الزهور الخاصة بالطفلة.
سأشتريها أنا!
“زوجتي أحبّتها.”
“رائع ….!”
أعطت بيلادونا ابتسامةً لطيفةً للطفلة التي نطقت بهتافٍ صغير.
وبعد التأكد من ابتسامتها الجميلة، لمعت عيون الطفلة بسرعة. فتحت الطفلة فمها على نطاقٍ واسعٍ وقالت.
“أتعلمين! أنتِ تبدين كالملاك …! الملاك الذي رأيتُه في كتاب القصص الخيالية!”
“لقد رأيتِ ذلك بشكلٍ صحيحٍ هذه المرّة أيضًا. أعتقد أن الطفلة الصغيرة لديها عيونٌ جيدة، أليس كذلك؟”
“هيهي.”
توقّف عن إغاظتي!
نظرت بيلادونا إليه مرّةً أخرى.
هزّ إسكاليون كتفيه بوجهٍ غير مبالٍ وأخرج العملة من ذراعيه. مدّ قطعةً من الذهب للطفلة التي كانت لا تزال غير قادرةٍ على رفع عينيها عن بيلادونا.
“لقد قمتِ بعملٍ رائعٍ في قطف الزهور.”
“على الرحب والسعة! الزهور التي قطفناها أنا وأمي تبدو رائعة عليكِ!”
“زوجتي تبدو جميلةً مع أيّ شيءٍ جيد.”
“أعتقد ذلك أيضًا! ثم وداعًا!”
دون أن تعرف قيمة العملة التي أعطاها لها، أدخلتها الطفلة في جيبها. تردّدت الطفلة التي كانت على وشك أن تستدير وتعود، للحظة وفتحت فمه.
“لكن، أمم ….”
“نعم.”
“السيدة … لا تستطيعين التحدّث؟ لماذا تبتسمين فقط؟”
لقد كان سؤالًا طفوليًا وساذجًا إلى حدٍّ غير ضار.
رمشت بيلادونا في حيرةٍ عندما سُئلت سؤالاً مفاجئًا. نظرًا لأن أستانيا وجريبلاتا كانوا يعرفون بالفعل أنها قديسة بكماء، فلم يُطرَح عليها هذا السؤال مطلقًا.
بالإضافة إلى ذلك، شعرت بالطعن أكثر بعد أن أمسك بها إسكاليون دون جدوى منذ فترة.
انتظر دقيقة. بـ بماذا عليّ أن أجيب؟ لم أستطع أن أقول أيّ شيءٍ وتفاجأت، لذلك أغمضتُ عيني واستمعتُ إلى ردٍّ من جانبي بدلاً من ذلك.
“لأنها جميلة.”
“ماذا؟”
أدارت الطفلة، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما، رأسها ونظرت إلى إسكاليون.
أجاب بصوتٍ جديّ.
“كان صوت زوجتي جميلاً جداً لدرجة أن الملاك في السماء استعاره لبعض الوقت.”
“وااهه ….”
“بسببه، من المؤسف أنه حتى أنا، زوجها، لا أستطيع سماع صوتها، لكن لا يمكنني منع ذلك. لا تقلقي كثيرًا لأنه قال إنه سيعيده يومًا ما.”
“فهمت!”
لقد كانت الإجابة المثالية لحماية براءة الطفلة مع جعل الجميع يشعرون بالرضا.
ابتسم إسكاليون، الذي كان ينظر إلى الطفلة وهي تومئ برأسها وكأنها تفهم ذلك. حدّقت بيلادونا في مظهره الجانبي.
خلف الشخص القاسي الذي كان يتنقّل في ساحة المعركة، كانت هناك شخصيّةٌ ودودةٌ مخفيّةٌ منه.
هذا النوع من المظهر ظلّ يهزّ قلب بيلادونا.
أشعر بشعورٍ غريب….
“شكرًا لإخباري! ثم وداعًا!”
انحنت الطفلة بعمقٍ وودّعتهما.
“انطلقب.”
ودّع إسكاليون الطفلة بإشارةٍ غير معروفة ما إذا كان يودّعها أم يطردها.
عندما اختفت الطفلة، التي هربت بحماسٍ بيديها الخفيفتين، عن الأنظار، أدار رأسه ونظر إلى بيلادونا.
“ملاك السماء سيردّ قريبًا صوت زوجتي، أليس كذلك؟”
آغه ….. أدارت بيلادونا عينيها بعيدًا ونظرت إلى المسافة.
الآن بعد أن سمع صوتي دون أيّ جهد، سيضايقني كثيرًا بهذه الطريقة في المستقبل. أنا متعبةٌ بالفعل!
إسكاليون، الذي كان يحدّق بها بابتسامةٍ مرحة، سرعان ما خفض رأسها وبحث في سلّة الزهور التي كانت تحملها.
“لقد قطفت الكثير مم الزهور المختلفة. ومع ذلك قامت بها بشكلٍ نظيف. لابد أن والدتها تتمتّع بمهارةٍ قوية.”
“….”
“إذا أخذتُه إلى الفيلا، هل سأتمكّن من الاحتفاظ بهم في مزهريةٍ ورؤيتهم لفترةٍ طويلة؟ ربما لأن الجو دافئ، لطن اختلاف الزهور محبّبٌ وأكثر جمالاً من زهور جريبلاتا.”
منذ متى كنتَ تحبّ الزهور كثيرًا؟
نظرت إليه بنظرةٍ محتارة، فأجاب بتعبيرٍ مُحرَجٍ قليلاً.
“لم أقل ذلك لأجلي، ولكن لأنني أردتُ أن تريهم لفترةٍ طويلة. عادةً ما تحبّ النساء الزهور ….”
ها هو ذا مرّةً أخرى، يتفاخر بأوقاته كماجن.
لكنه لم يكن شيئًا أرغب في سماعه. أخرجت بيلادونا، التي شعرت بالتحسّن بسرعة، أكبر وأجمل زهرةٍ من السلّة. رفعتها ووضعتها في أذن أسكاليون.
اعتقدتُ أنه سيكون مظهرًا مضحكًا، لكن الفارس البريّ ذو البشرة الداكنة والزهور الناعمة كانا متطابقين بشكلٍ مثيرٍ للريبة.
هل لأنه وسيم؟ هاها، انها جميلة.
“هل هذا مُضحك؟”
ابتسم إسكاليون، مثلها، وسأل، ربما لأنه كان يضع الزهور، كان انطباعه أكثر ليونةً من المعتاد.
إيماءة! أومأت بيلادونا برأسها بشراسة.
يبدو الأمر جيدًا عليك، لذا احتفظ به، يا صبيّ الزهور!
اعتقدتُ أنه سيخرجها ويرميها بعيدًا، لكنه نهض من مقعده، تاركًا الزهور عالقةً بشكلٍ غير متوقّعٍ في أذنه.
“لذا لنذهب. علينا شراء مظروف رسائل أو شيءٌ من هذا القبيل.”
استدار اسكاليون ومدّ يده. ابتسمت بيلادونا وأمسكت بيده.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1