Don't let your husband know! - 35
“سيدتي! وصلت رسالة.”
في صباح اليوم التالي، قالت سيندي وهي تدخل غرفة النوم ممسكةً بمجموعةٍ من الرسائل في يدها.
رفعت بيلادونا، التي كانت تجلس على كرسيٍّ على طاولتها بالقرب من النافذتة الكبيرة، تتناول إفطارها، رأسها نحوها.
“دعنا نرى ….أوه! إنها من أستانيا!”
آغه ….
بيلا، التي كانت تمضغ طبق البيض خاصتها، عبست دون أن تدرك ذلك.
كانت تأكل بشكلٍ لذيذ، ولكن في لحظة، شعرت أن معدتها تتموّج وأصبحت بطيئة.
سأضطر إلى قراءة هذا لاحقًا …
بعد استلام الرسالة من سيندي، قلبتها بيلادونا ووضعتها جانبًا، ثم رفعت شوكتها وطعنت لحم الخنزير المقدّد في الجهة المقابلة لها.
“حسنًا، أعتقد أن جميع ما تبقى قد وصل إلى السيد … سأسلّمهم إلى المكتب. انتظري لحظةً من فضلكِ!”
تحدّثت سيندي، التي كانت تقرأ اسم مستلم الرسائل المتبقية، بصوتٍ خفيف.
هاه؟ أعطِني أياهم! سأخبره!
رفعت بيلادونا حاجبها ومدّت يدها إلى سيندي. سيأتي إسكاليون إلى هذه الغرفة في المساء على أيّ حال، لذلك لم تكن هناك حاجةٌ لها للمشي إلى مكتبه.
“أوه، هل يمكنكِ تسليمها له من فضلكِ؟”
إيماءة!
“شكرًا سيدتي! ثم هل أتركها هنا؟ يتعامل وولف مع معظم رسائل العمل العاجلة، لذلك ربما لا تكون هذه الرسائل عاجلةً إلى هذا الحد وهي رسائل شخصية.”
أومأت بيلادونا برأسها إلى سيندي وأكلت لحم الخنزير المقدّد بفارغ الصبر.
قبل قراءة رسالة البابا، كان من المهم بالنسبة لها أن تأكل جيدًا.
‘لا أعرف ما الذي كتبه أيضًا ليجعلني أشعر بعدم الارتياح ……’
“على أيّ حال، أعتقد أن البابا يحبّكِ حقًا.”
“بوغ.”
ابتلعت بيلادونا، التي كانت تدفع البطاطس المهروسة في فمها بعد تناول لحم الخنزير المقدّد، بصوتٍ غريب.
“هل أنتِ بخير، سيدتي؟”
التقطت سيندي، التي فوجئت بالصوت الغريب القادم من حلق بيلادونا، زجاجة الماء من على طاولتها وملأت كأسها.
التقطت بيلادونا أيضًا كوبًا ممتلئًا من الماء وأجبرت نفسها على ابتلاع الماء لتهدئة معدتها.
هل ستكونين بخيرٍ إن كنتِ أنتِ؟ وأيّ شيءٍ غريبٍ هذا لتقولي أن البابا يحبّ القديسة حقًا …؟!
“تناوليه ببطء! ثم ابتلعي.”
حسنًا ….
أومأت بيلادونا برأسها وأجبرت نفسها على سحب زاوية فمها.
سحبت سيندي كرسيًا وجلست مقابلها، ونظرت إلى الرسالة الملقاة على الطاولة.
“البابا يكتب لكِ رسائل في كثيرٍ من الأحيان، أليس كذلك؟ كنتُ أتساءل عن مدى اهتمامه بكِ عندما كنتما تعيشان معًا، لذلك كنتُ أتسائل كثيرًا كيف سيكون الوضع مع ابنته المتزوجة.”
“….”
“أنا حقًا أحسد هذه العلاقة المثالية بين الأب وابنته! ربما لا يهتمّ والدي بما أفعله في هذه القلعة، أليس كذلك؟ كلّ ما يهتمّ به والدي هو الشرب وألعاب الورق ….”
قالت سيندي وهي تهزّ كتفيها.
واستمعت بيلادونا أيضًا إلى كلامها، فالتقطت المنديل الذي وضعته على حِجرها ومسحت فمها.
“لكنه تحسّن كثيرًا هذه الأيام. في الماضي، تزايدت ديون المقامرة لدينا لدرجة أن إخوتي الصغار اضطرّوا إلى ترك المدرسة. يبدو أنه منذ أن بدأتُ في كسب المال بفضل سيدي الذي عيّنني، لم يعد يلمس القمار بعد الآن.”
سيندي، لقد كنتِ ربّة الأسرة …
نظرت إليها بيلادونا بعينيها المتعاطفتين.
هزّت سيندي كتفيها وكأن شيئًا لم يحدث واستمرّت في الحديث.
“على أيّ حال! أنا غيورةٌ جدًا أن لديكِ أبٌ طيّبٌ كالبابا.”
خفضت بيلادونا عينيها ووجّهت نظرها إلى الرسالة التي تحمل ختم البابا.
كانت نيّة البابا من إرسال الرسالة مختلفةً تمامًا عمّا اعتقدته سيندي.
‘ربما كان قصده إخباري أنه لم يتبقَّ سوى أسابيع قليلة على زواجي والتأكّد من أنني ما زلتُ بين يديه …. كما أنه يتساءل عمّا إذا كان هناك صراعٌ بيني وبين زوجي يمكن أن يستخدمه لصالحه …… ‘
تنهّدت بيلادونا بهدوءٍ والتقطتها. يبدو أن الإفطار يجب أن يتوقّف هنا.
سألت سيندي بينما نهضت من مقعدها لتتفقّدها عندما وضعت بيلادونا أطباقها.
“سيدتي، هل انتهيتِ من تناول الطعام؟ ثم، هل تريدين مني أن أحضر لكِ بعض الشاي؟ هناك فاكهةٌ لا يمكن حصادها إلّا في سيرلينيا، وقال الشيف إنه صنع شراب الفاكهة بها! يقولون أن مذاقها لذيذٌ جدًا عندما تخلطها مع الماء وتشربها.”
عندما أعطتها بيلادونا ابتسامةً ممتنّة، استدارت سيندي بحماسٍ وخرجت من غرفتها.
تُرِكت بيلادونا بمفردها، وأرخت جسدها على ظهر كرسيها ومزّقت مظروف رسالتها دون تردّد.
“آه، أنا لا أريد أن أقرأ ……”
أجبرت بيلادونا نفسها على قراءة خط يد البابا الذي ملأ قطعة الورق المربّعة الخاصة بها.
عندما انخفض بؤبؤيها، أصبح تعبيرها قاسيًا.
“…. إنه بالضبط كما توقعت.”
لقد كانت رسالةً لم يكن محتواها مختلفًا على الإطلاق عن توقّعاتها.
في غضون أسابيع قليلة، طلب منها العودة إلى أستانيا واستئناف دورها كقديسة، ولمّح سرًّا إلى أنها يجب أن تصمد لفترةٍ أطول قليلاً، وتجمع الكثير من النفقة، وتحصل على الطلاق.
“إلى متى ستروي نفس القصة في كلّ مرّة …..”
رفعت بيلادونا إحدى يديها ودلّكت جبهتها المُتعَبة بسرعة.
منذ الليلة الماضية، كانت مشاعرها المعقّدة تملأ عقلها.
لا تزال هناك أشياءٌ كثيرةٌ لم تستطع اتخاذ قرارٍ بشأنها، ولكن هناك شيءٌ واحدٌ مؤكّد، أنها لم ترغب أبدًا في العودة إلى الفاتيكان في أستانيا. ولفعل ذلك …
“يجب أن أبقى متزوّجةَ من إسكاليون لفترةٍ طويلةٍ دون الطلاق…”
كيف لا يتم الطلاق …..
أطلقت بيلادونا، التي كانت تتمتم بصوتها المنخفض، تنهيدةً منخفضةً وهزّت رأسها.
يبدو أنه ليس لديّ خيار. حتى لو لم أتحدّث عن الطلاق، كان من الممكن أن يعترض البابا ويجد نقطة ضعف ويطلب الطلاق أولاً.
لذلك، لم يكن لديّ أيّ خيارٍ في الزواج أو الطلاق في المقام الأول ….
“… ولكن ما هو بالضبط نقطة الضعف التي يمسكها البابا؟”
بحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال مقرّبين، قيل أن هناك عيباً، لكن من المستحيل معرفة ما هو العيب فيه من الخارج.
هل قام بالاحتيال على أحدٍ خلال أيامه كمُرتزِق؟ هل لمس شخصًا لا ينبغي له أن يلمسه؟
“آآه….”
وقفت البلادونا، التي كانت تهزّ رأسها الصغير، ببطء. شعر رأسها بالدوار والدوار، وأرادت فقط الاستلقاء على سريرها.
“يا إلهي … لا أعرف أيّ شيء، سأتوقّف عن التفكير …”
في ذلك الوقت، سقطت عيون بيلادونا، وهي تسير نحو السرير، وتمدّد جسدها، على الرسائل الموجودة على المنضدة.
‘الرسائل التي وصلت إلى إسكاليون …’
مدّت بيلادونا يدها والتقطتهم.
وبدون تفكير قامت برفع الرسائل والتحقّق من المُرسِل.
لم يكن هناك أيّ غرضٍ على الإطلاق للتحقّق من مصدر الرسائل، لقد كانت مجرّد حركةٍ خفيفةٍ لتهدئة رأسها الذي أصابه الدوار.
توقّفت بيلادونا، التي كانت تجلس على سريرها وتقلّب رسائله واحدةً تلو الأخرى، فجأةً عندما تجمّدت يدها.
وذلك لأنه، من بين أسماء رجاله، التي أعطت شعورًا ثقيلًا وخشنًا ربما تكون أسماء مرتزقة، لفت انتباهها اسمٌ مألوفٌ لم تقابله منذ فترةٍ طويلةٍ جدًا.
“…..”
شعرت بيلادونا برأسها النابض يبرد ووضعت حزمة الرسائل على المنضدة.
* * *
“هاه، سيدتي؟”
توقّفت سيندي، التي كانت قادمةً بزجاجةٍ مليئةٍ بشاي الفواكه البارد، في مكانها. بعد الاستعداد للخروج إلى الردهة، كانت بيلادونا تقف أمام مرآتها، وتنظر إليها.
رمشت سيندي عينيها ووضعت القارورة على الطاولة.
“إلى أين تذهبين؟ أخبريني! كنتُ سأساعدكِ.”
هزّت بيلادونا رأسها وابتعدت. لقد هدأت بطريقةٍ ما وكان لها نظرةٌ حازمةٌ على وجهها.
تبعتها سيندي، مرتبكةً من تعبيرها كما لو كانت تراها للمرّة الأولى، خلفها وفتحت فمها.
“لـ لنذهب معًا، سيدتي! سأستعد وأخرج قريبًا!”
أرادت بيلادونا أن تنفي برأسها مرّةً أخرى هذه المرّة، لكن سيندي تصرّفت بشكلٍ أسرع.
كانت سيندي، التي سبقتها في لحظة، تركض بسرعةٍ على الدرج إلى غرفة الخادمات.
نظرت بيلادونا إلى ظهرها وأطلقت تنهيدة.
‘أردتُ قضاء بعض الوقت وحدي …’
سكارليت لايتون.
تم تأكيد اسم سكارليت لايتون في مجموعة الرسائل التي تم إرسالها إلى إسكاليون منذ فترةٍ قصيرة.
في اللحظة التي واجهت فيها الاسم الذي دفنته في أعماقها وتجاهلته دون قصد، عادت بيلادونا إلى رشدها كما لو أن شخصًا ما قد سكب الماء البارد على رأسها.
لقد غمر إدراكٌ باردٌ جسدها كلّه بأن جانب إسكاليون لم يكن مكانها بعد كلّ شيء.
‘ماذا سأفعل بجوار شخصٍ لديه مَن يحبّها بالفعل …’
عندما فكّرت في ذلك، شعرت وكأن الاكتئاب الذي لا نهاية له كان يغمرها.
لفترةٍ من الوقت، لم تتمكّن من رؤية أيّ أثرٍ لها أو لاسمها، لذلك اعتقدت أنه ربما أنهة علاقتهما …
“….”
انطلاقًا من حقيقة أنها أرسلت رسائل كهذه، يبدو أن سكارليت لم تفعل ذلك على الأقل.
وربما إسكاليون أيضاً …
هزّا بيلادونا، التي تجمّدت في مكانها للحظة، رأسها وحرّكت ساقيها.
‘لقد قرّرتُ الطلاق منه على أيّ حال!’
كرهتُ العودة إلى أستانيا، حيث كان البابا الشرير ينتظرني، لكنني كرهتُ أكثر أن أُجبَر على البقاء بجانب الرجل الذي كان لديه مَن يحبّها.
‘وهذا أيضًا من إسكاليون ……’
فكّرت بيلادونا في ذلك وأوقفت خطواتها.
ما شعرت به الآن لم يكن مجرّد شعورٍ بالخيانة أو خيبة الأمل تجاه زوجها الذي كانت على وشك طلاقه. لقد كانت مثل عشيقة زوجها التي ستقطع العلاقة قريبًا، لذلك لم يكن الأمر شيئًا يستحق الاهتمام به.
رفعت بيلادونا يدها بهدوءٍ وضمّت قلبها. كان ألمها غير المألوف يُثقِل كاهل قلبها.
‘لماذا أشعر بهذه الطريقة …….’
على الرغم من أنها كانت تعرف الإجابة بشكلٍ غامض، إلّا أنها شعرت بالرغبة في الابتعاد.
هذا كلّه لأنه لطيفٌ بلا داع! ذلك لأن ذلك الوغد الفاجر القذر يلعب بقلوب النساء كما يشاء ……!
هزّت بيلادونا رأسها بقوّةٍ مرّةً أخرى واقتربت من الدَرَج.
‘دعنا نخرج ونستنشق بعض الهواء الدافئ.’
في اللحظة التي نزلت فيها إلى منتصف الدَرَج واستدارت لتنظر إلى ردهة الطابق الأول، رأت شخصيةً كبيرةً مألوفةً تسير خلف سيندي، وكانت تحاول جاهدةً أن تشرح له شيئًا ما.
أوه، لا!
لم أكن أرغب في مواجهة إسكاليون الآن. مندهشة، أمسكت بيلادونا بدرابزين الدَرَج بإحكامٍ وتراجعت خطوةً إلى الوراء.
“بيلّا؟”
ولكن عندما رفعت رأسها، التقت بعيون إسكاليون الذهبية الجميلة وهي تنظر إليها.
عندما رأت أن قلبها قد سقط على الأرض، سارعت مبتعدة.
لذلك ليس أمام بيلادونا خيارٌ سوى الاعتراف بذلك.
كان الأمر مُحزِنًا حقًا.
آه، لقد انتهى بي الأمر أن أحبّ هذا الرجل.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1