Don't let your husband know! - 22
كانت بيلادونا تتمايل صعودًا وهبوطًا على الحصان الذي يتحرّك ببطء، وكانت ضائعةً في أفكارها.
كان إسكاليون فارسًا مخلصًا.
قد تكون هذه هي طبيعته، وربما تكون أيضًا طريقته التي أصبحت أكثر رسوخًا على مدار مسيرته الطويلة كفارس.
‘أعتقد أن هذا هو سبب لطفه معي، عائلته الوحيد وزوجته ……’
كان إدراك أن اللطف اللامتناهي الذي أظهره لي كان وليد الولاء أمرًا منطقيًا تمامًا، ولكنه كان مصحوبًا أيضًا بشعورٍ مرير.
‘وللعشيقة أيضًا التي لم أتمكّن من حلّ أمرها بالكامل إلى الآن ……’
خطر لي أنه ربما كان ينظّم الأمور من ورائي ببطء. وذلك حتى يستطيع أن يخبرني بكلّ شيء.
أطلقت بيلادونا تنهّداتها المُعقّدة. قبل أن تعرف ذلك، تدفّقت أنفاسها البيضاء في الهواء البارد.
“أتشعرين بعدم الإرتياح؟”
لاحظ إسكاليون تنهّداتها، فطلّ من خلفها وسألتها.
هزّت بيلادونا رأسها بسرعة.
“أتشعرين بالبرد؟”
هزّت البلادونا رأسها بقوّةٍ مرّةً أخرى. لم تشعر بالبرد على الإطلاق لأن إسكاليون كان يجلس خلفها، يسحبها بين ذراعيه ويعانقها بقوّة.
أطلق ضحكةً مستمتعةً وشدّ لجام حصانه بشكلٍ أسرع.
قبل أن تعرف بيلادونا ذلك، كانوا قد ابتعدوا بالفعل ونظرت إلى القرية التي بدت وكأنها لعبة بيتٍ صغير.
إلى أيّ مدى سوف نذهب؟
وبعد حوالي 20 دقيقة من مغادرتهما القرية والبدء بالركض بسرعة، توقّفا.
نظرت بيلادونا إليه بعيونٍ محتارة عندما توقّف وسط غابةّ تبدو فارغة.
لماذا أحضرتَني إلى هنا؟
بدت الغابة البيضاء المغطاة بالثلوج وكأنها مملكةٌ شتويةٌ جميلة.
قفز إسكاليون من حصانه، والتفت إليها ومدّ ذراعيه إليها.
“احرصِ.”
وضعت بيلادونا ذراعها بعنايةٍ حول كتفيه، ورفعها وأسقطها بأمانٍ على الأرض. وقفت بيلا على الأرض الصلبة ونظرت حولها، شعرت وكأنها طفلةٌ صغيرةٌ متحمسة.
‘هذه هي المرّة الأولى لي في مكانٍ مثل هذا ……’
ربما لأنهم كانوا في غابةٍ في منطقةٍ باردة، فقد كانوا محاطين بأشجارٍ ذات أوراق شائكة لا يمكن رؤيتها بسهولةٍ في أستانيا.
مدّت بيلادونا يدها ولعبت بورقةٍ حادّة المظهر.
“لنذهب من هذا الطريق.”
أدارت بيلادونا، التي كانت تعبث بأوراق الشجر لفترةٍ من الوقت، رأسها نحوه.
حمل إسكاليون الأمتعة عن حصانه ووضعها على كتفه وسار في الاتجاه المعاكس.
لنذهب معًا!
سرعان ما تبعته بيلادونا خلفه.
نظرت إلى ظهره العريض وتوقّفت ساقاها، اللتان كانتا تتحركّان بسرعة، تمامًا في مرحلةٍ ما.
‘وااه …..’
بينما كانت تمرّ بين الأشجار الحادّة، انكشف أمام عينيها منظرٌ بانورامي.
كانت هناك بحيرةٌ هناك، تتلألأ في ضوء الشمس. بحيرةٌ جميلةٌ تشرق بشكلٍ بَهيّ لدرجة أنها تبهر عينيك.
شعرت وكأنها زارت البحيرة التي ظهرت فقط في كتاب قصص الأطفال، التي كانت تسمعه عندما كانت طفلة، والذي كان الوحيد في الحي وقد تمّت قراءته مرارًا وتكرارًا مع الأطفال.
“انزلي بحرص.”
التفت إليها إسكاليون، الذي نزل قبلها إلى ضفّة البحيرة، ومدّ يده إليها.
أمسكت بيلادونا، التي كانت تحدّق في البحيرة، بيده القوية ونزلت.
بمجرّد أن تأكد من أن بيلادونا هبطت بأمان، وضع قدميه على حافة الماء وداس عليها.
سرعان ما رفع زاوية فمه وتحدّث.
“إنها مُجمَّدةٌ بالكامل.”
مُجمَّدة؟
نظرت بيلادونا إلى أسفل عند قدميه.
وبالنظر عن كثب، كانت البحيرة متجمّدةً بالكامل، تمامًا كما قال إسكاليون.
آه …! هل هذا هو السبب في أنها تألّقت أكثر إشراقًا؟
صعد إسكاليون بالكامل إلى البحيرة وبدأ ينزلق عليها كما لو كان يتزلّج.
مشى من الحافة إلى المركز وعاد إلى بيلادونا بابتسامةٍ راضية.
“أعتقد أنها صلبةٌ جدًا. هل ترغبين في المجيء إلى هنا؟”
وضعت بيلادونا، بعينيها المتلألئة، قدميها بعنايةٍ وبقوّة على البحيرة المتجمّدة.
كانت أستانيا مدينةً لم تتساقط فيها الثلوج مُطلَقًا حتى في الشتاء. كما أن النهر الذي يتدفّق عبر أستانيا لم يتجمّد على الإطلاق حتى في فصل الشتاء.
كان الوقوف على مثل هذه الطبقة الضخمة من الجليد تجربةً لم تختبرها من قبل.
‘إنها زلقة ……!’
ومن دون تفكير، صعدت على السطح الجليدي وتعثّرت وانزلقت.
إذا لم يمدّ إسكاليون يده بسرعةٍ ويمسك بها، لكان قد انتهى بها الأمر على مؤخرتها.
فتحت بيلا عينيها ونظرت إليه.
كــ كيف أمشي؟
“يبدو أن قديستنا الرشيقة لا تعرف كيف تمشي على الجليد.”
بصق بشكلٍ هزلي.
“لا تحاولي المشي، فقط انزلقي. افعلي ما فعلت.”
كما فعل إسكاليون؟
حاولت بيلادونا الوقوف على الجليد، ودفعت قدميها للأمام تمامًا كما فعل منذ لحظة.
“أنتِ جيدٌ في ذلك على الفور. لا تذهبي بعيدًا جدًا.”
جاء صوتٌ راضٍ من الخلف.
لم تستطع بيلادونا إخفاء زوايا فمها التي استمرّت في الارتفاع وهي تنزلق عبر الجليد.
آه، هذا ممتع!!
حدّق إسكاليون، الذي وقف على مسافةٍ وشاهدها وهي تتحرّك وهي تتمايل، بها ووجهه يتعمّق بشكلٍ لا إرادي.
نفس الابتسامة التي رآها آخر مرّةٍ في البحر.
ليست تلك الابتسامة التي تُشعِره بالتزييف، وكأنها ترتدي دائمًا قناعًا رقيقًا، ولكن وجهًا بريئًا ينبع من القلب.
تساءل عمّا إذا كان قد أحضرها إلى هذا المكان البعيد لأنه أراد رؤيتها تبتسم مرّةً أخرى فقط.
وقبل أن يعرف ذلك، كانت بيلادونا قد ذهبت بعيدًا وتوقّفت ساقيها عن الحركة.
دون أن تدرك ذلك، كانت متحمّسةً وتقدّمت للأمام، وقبل أن تعرف ذلك، كانت في منتصف البحيرة.
وعلى الرغم من أنها كانت متأكّدةً من أن إسكاليون قال إن البحيرة صلبة، إلّا أنها عرفت أنه إذا انكسر الجليد فجأة، فسوف تظلّ عالقةً في الماء، ولن تتمكّن من السباحة.
بعد أن تخيّلت شيئًا مخيفًا، أصبحت ساقاها فجأةً متصلّبتين كما لو أنهما مشلولتان ولا تستطيعان الحركة.
‘تعال وساعِدني!’
رفعت بيلادونا إحدى ذراعيها بشكلٍ مُرتبك ولوّحت إليه.
حرّك إسكاليون، الذي كان يقف على مسافةٍ وينظر إليها، ساقيه الطويلتين وجاء نحوها بحركةٍ واحدة.
‘فيوه، يالها من راحة …….’
مدّت بيلادونا يدها إليه وأمسكت بذراعيه.
ابتسم إسكاليون ابتسامته المُبتهجة وهو ينظر إلى بيلادونا، التي كانت قادمةً لتتّكئ عليه.
وجد يدها، وأمسك بها، وبدأ في إعادتها بعيدًا نحو الحافّة.
“هل كنتِ خائفة؟ اعتقدتُ أن لديّ زوجةً شجاعة، لكن اتضح أنها جبانةٌ خالصة.”
نظرت بيلادونا إليه بينما كان يجرّها.
تحت الجليد الشفاف، كان هناك ظلامٌ مجهول العمق.
كما هو متوقّع، يجب أن ألعب بهدوءٍ فقط بالقرب من الحافة ….
بينما يمسكها إسكاليون ويحرّكها باتّجاه الحافة، التصق الجليد الحاد بأصابع قدميها عندما وقفت بيلادونا ساكنةً وهو يسحبها إلى الأمام.
‘آغه!’
سقطت بيلادونا، التي كانت متوتّرةً للغاية ومذهولة، إلى الأمام وهي تكافح على ساقيها.
مدّ إسكاليون، الذي أصيب بالذهول، ذراعيه لدعمها وهي تسقط.
“حذارِ ….!”
ومع ذلك، عندما لاحظ أن يده كانت تشير نحو ثدييها المستديرين، أبعد يده فجأةً وانتهى به الأمر إلى فقدان توازنه أيضًا.
جلجلة!
آه … هذا سيؤلم …
لا … لم يؤلم على الإطلاق؟
ظننتُ أنني سأكسر أنفي أو ركبتي بالتأكيد عندما أصطدم بالجليد الصلب، لكنني كنتُ مستلقيةً ووجهي لأسفل على شيءٍ ناعم.
عبست بيلادونا وفتحت عينيها.
ماذا؟
“….!”
كان وجه إسكاليون يملأ رؤيتها.
فتحت بيلادونا عينيها على نطاقٍ واسع. ربما كان إسكاليون أيضًا مندهشًا للغاية، لكنه بدا مُحرَجًا على نحوٍ غير معهود.
لذا، كانت بيلادونا، هي مَن دفعته وسقطت.
“…”
بعد أن انتهت بيلادونا من تقييم وضعها، جثت على ركبتيها لتنهض من جسده.
أنا آسفة ….
“آه.”
أطلق إسكاليون المستلقي تحتها أنينًا منخفضًا.
أوه! آسفة! هل قمتُ بالضغط على مكانٍ مؤلم؟
ذُهِلت بيلادونا ورفعت ركبتها التي تم الضغط عليها ضده، لكنها فقدت توازنها مرّةً أخرى وسقطت فوق جذعه.
رفع إسكاليون إحدى يديه وأمسكها بإحكام، ومنعها من السقوط.
“هاه …..”
فوق رأسها، سمعت تنهّداته المنخفضة.
لم يكن بإمكان بيلادونا أن ترفع وجهها بسبب إحراجها. دفنت رأسها في صدر إسكاليون واستمعت إلى دقات قلبه.
هاه …؟ صوت خفقان القلب؟
اعتقدتُ أنه كان يخصّني، لكن الصوت الذي أسمعه كان أعلى وأوضح بكثيرٍ من خاصّتي.
استمعت بيلادونا إليه بهدوء.
كان صوت ضربات القلب السريعة يأتي من صدر إسكاليون، وليس من داخل جسدها.
بعد سماع هذا الصوت، بشكلٍ غريب، بدأ وجهها يصبح أكثر سخونة.
رمشت بيلادونا عينيها بسرعةٍ ولم تعرف ماذا تفعل.
“بيلّا.”
في ذلك الوقت، رنّ صوته منخفضًا بين أجسادهم المتماسكة.
“سأنهض. ستتعثّرين قليلاً فحسب.”
عندما انتهى من التحدّث، رفع إسكاليون الجزء العلوي من جسده من الجليد بذراعيه السميكتين.
كانت فوقه، وانزلقت بشكلٍ طبيعيٍّ بين ذراعيه وهو جالسٌ على الجليد.
هذا مُحرِج …
لم تستطع تحمّل النظر إلى وجهه بشكلٍ صحيح.
كما خفضت بيلا رأسها ونظرت إلى يديها.
“… ارفعي رأسكِ للأعلى.”
مدّ إسكاليون يده ورفع ذقنها.
التقت العيون المرفوعة بالقوّة بنظرته.
نشر إسكاليون راحتيه وقبّل خديها المحمرّتين.
اعتقد أن وجهها محمرٌّ لأن الجو كان باردًا، لكن الإحساس الدافئ كان واضحًا على خديّها بين راحتيه.
نظرت بيلادونا إليه، ولم تكن تعرف ماذا تفعل، وكانت رموشها المرتعشة مزعجةً أكثر ممّا كان يعتقد.
شعر إسكاليون بفمه يجفّ دون أن يدرك ذلك.
“….”
رمشت بيلادونا عينيها في ارتباكٍ بينما استمرّ قلبها في الخفقان.
كانت الحرارة الزائدة تتدفّق من جسد إسكاليون الذي كان قريبًا منها.
لفت انتباهها منظر أذنيه وهي تتحوّل إلى اللون الأحمر. اعتقدت أنه من الجميل أن يتحوّل لون بشرته البرونزية إلى اللون الأحمر.
وجّهت بيلادونا عينيها ببطءٍ إلى داخل عينيه الذهبيتين. اصطدمت نظرتان مليئتان بالعواطف الساخنة في الهواء.
ثم، بحركةٍ واحدةٍ كبيرةٍ من رقبته، خفض إسكاليون رأسه ببطءٍ نحوها.
عندما أغلقت بيلادونا عينيها المرتعشتين، أغلق عينيه أيضًا.
تشابك تنفّسهم، الذي كان ينبعث منه طبقةٌ رقيقةٌ من الدخان الأبيض، مع بعضه البعض.
سحبت يد إسكاليون الكبير الجزء الخلفي من رأس بيلادونا نحوه بقوّة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
مسرع 😭💙
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1