Don't let your husband know! - 13
“آغه ….”
أنينٌ صغيرٌ كان يزداد قوّة. في الوقت نفسه، كان جبين بيلادونا متجعّدًا.
ذُهِل إسكاليون وحرّك ذراعه المتصلّبة. فكّر، هل يجب أن أوقظها؟
“هيك …!”
ولكن قبل أن تتحرّك ذراعه بشكلٍ صحيح، فتحت بيلادونا عينيها أولاً بلهاثٍ ثقيل.
“هاه … هاه … هاه …”
فقدت عيون بيلادونا الزرقاء التركيز لبعض الوقت، ثم بدأ الضوء يتألّق بشكلٍ أكثر وضوحًا. ويمكن رؤية نظرتها الدامعة وهي مُعلَّقةٌ على السقف.
ببطء، تلاشى التنفّس الخشن تدريجياً.
“….”
لم يستطع إسكاليون حتى التحرّك ونظر إلى بيلادونا. وشدّد قبضته على ركبته.
أدارت بيلادونا، التي كانت تلهث لفترةٍ طويلة، رأسها ببطء. سقطت المنشفة التي كانت على جبهتها على السرير.
ومع مرور الوقت، وصلت إليه عيناها الزرقاوتان، اللتان كانتا تحومان حول المنشفة التي سقطت.
“….”
“….”
ما هذا؟
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون بوجهٍ مشوّش.
ماذا، لماذا يبدو غاضبًا جدًا؟
كانت عيناه باردتين، لكنها بطريقةٍ ما لم تستطع أن ترفع عينيها عنهما. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن رأته منذ أن ذهبا إلى البحر معًا آخر مرّة.
ظلّا يتبادلان النظرات فيما بينهما.
في الوقت المناسب، أغلق إسكاليون عينيه أولاً، وتجنّب نظرتها وفتح فمه.
“هل فقدتِ عقلكِ؟”
“….”
أخذ نفسًا عميقًا كما لو كان يكتم غضبه، ثم أخرجه ببطء.
“سمعتُ أنها أنفلونزا. كنتِ تعانين من حُمًّى شديدة. لماذا لم تخبريني سابقًا أنكِ مريضة؟”
أنفلونزا؟
أدارت بيلادونا عينيها ببطء.
إذن لم يكن الأمر وكأنها ستعاني من الحمّى في وقتٍ سابق، لكنها كانت مصابةً بالفعل …
نهض إسكاليون، الذي كان يجلس على كرسيه وذراعيه متقاطعتين، ببطءٍ من مقعده.
اقترب من جسد بيلادونا المستلقية على السرير وتنظر إلى السقف حتى حاصرها تحت ذراعيه وأصبحت أسفله.
“هل ستقولين أنكِ لم تخبريني لأنكِ لا تستطيعين التحدّث؟”
عبست بيلادونا قليلاً.
ما الذي تتحدّث عنه، هذا …
“عبِّري عن أنكِ لستِ على ما يرام. إذا كنتِ غير مرتاحة، عبّري عن انزعاجكِ. إذا كنتِ لا تريدين فعل شيءٍ ما، أوصِلي أنكِ لا تريدين فعل ذلك …”
أخذ نفسًا للحظة، ثم توقّف، ثم زفر مرّةً أخرى.
“إذا كنتِ لا تستطيعين التحدّث، فاكتبي على الأقل، كما فعلتِ على كفّ يدي اللعينة في ذلك اليوم!”
لماذا أنتَ منزعج …؟
نظرت بيلادونا إليه بنظرةٍ محتارة. لقد كنتُ أنا المريضة، لكنني لم أستطع أن أفهم سبب غضبه الشديد.
كان إسكاليون مُحرَجًا أيضًا.
زفر سلسلةً من الأنفاس القاسية، وكأنه يهدِّئ الغضب الذي انفجر دون أن يدري، قبل أن ينحني ويخفض رأسه إليها.
تيك.
أسند إسكاليون جبهته على جبهة بيلادونا قليلاً.
“اللعنة، لديكِ حُمًّى سيئة. أيّ جانبٍ من هذه الحمّى طفيف؟”
رفع إسكاليون، الذي تلفّظ بلعنةٍ صغيرة، الجبهة التي كان قد أسندها.
التقط المنشفة التي سقطت على السرير وبلّلها مرّةً أخرى بالماء البارد من حوضٍ بجانب السرير.
سبلاش. سبلاش.
أمكنها سماع إسكاليون وهو يعصر المنشفة المبلّلة بالكامل.
وبينما كانت تنتظر، تم وضع شيءٍ ما على جبهتها، وسرعان ما انتشرت الطاقة الباردة شيئًا فشيئًا.
‘إنها باردة …’
رمشت بيلادونا عينيها ونظرت إليه وهي مشوّشةٌ من الحرارة.
“لم أرَ قط شخصًا ضعيفًا لهذه الدرجة في حياتي.”
تذمّر إسكاليون وأحنى رأسه.
“هل مرضتِ بسبب نسيم البحر قبل أيام قليلة؟”
“….”
“سحقًا …”
شتم بصوتٍ نادمٍ يلوم نفسه.
كنتَ تعلم أنها ترتدي ملابس رقيقة، وكنتَ تعلم أن معصمها الرفيع أصغر من قبضة يدكَ حتى …
أيّها الغبي اللعين …
في ذلك الوقت بينما كانت بيلادونا مستلقيةً بثبات، رفعت يدها ووضعتها على ظهر يده.
في راحتيها، الأكثر سخونةً من المعتاد، رفع إسكاليون رأسه ونظر إلى عينيها. ابتسمت بيلادونا، رافعةً زوايا فمها المتيبّسة.
أنا بخير!
اهتزّت عيون إسكاليون بلا هوادةٍ عندما رأى ابتسامتها.
“أنتِ …”
ماذا تستطيع أن تقول؟
كانت الرحلة من أستانيا إلى جريبلاتا طويلة.
كانت الرياح الباردة على الشاطئ قويّة، وكما قال أيضًا، كان هذا الجسد ضعيفًا.
يمكن أن يتأذّى بهذا القدر فقط.
على أيّ حال، حتى هذا كان أكثر احتمالاً من المرض الذي دفعها إلى الموت في حياتها السابقة.
هزّت بيلادونا كتفيها وشدّدت شفتيها مرّةً أخرى.
نظر إسكاليون إليها، وعبس، وتنفّس تنهيدةً عميقة، وأحنى رأسه مرّةً أخرى.
وضعت بيلادونا يدها على قمّة رأسه وربّتت عليه بلطف.
‘لا أعرف ما الأمر، ولكن ابتهج، أيها الوغد.’
“… مَن يعزّي مَن الآن.”
هل تقوم حقًا بقراءة الأفكار؟
أصيبت بيلادونا بالذهول وسحبت يدها التي كانت تتحرّك ببطءٍ فوق قمّة رأسه.
ومع ذلك، لم تستطع سحبها بالكامل.
لأنه رفع رأسه وسرعان ما خطف يدها وسحبها إلى شفتيه.
“لا تمرضي.”
قال إسكاليون، وقبّل أصابعها الرقيقة.
“سأكون أكثر اهتمامًا من الآن فصاعدًا.”
“….”
“إذا كان من الصعب قول ذلك، إذا كان من غير المريح التعبير عنه … فابقي في مكانكِ. سأُولي المزيد من الاهتمام.”
كانت أصابعها، التي تلامس شفتي إسكاليون، تدغدغها في كلّ مرّةٍ يفتح فيها فمه ويتحدّث.
والغريب …
شعرت وكأن الدغدغة بالقرب من قلبها الذي لم يكن على اتصالٍ به على الإطلاق.
“لذا، لا تمرضي.”
تنهّد إسكاليون بخفّة.
ظلّت بيلادونا تنظر إلى عينيه الذهبيتين الداكنتين تجاهها.
لم تتمكّن من ملاحظة كلّ المشاعر الموجودة فيها، لكنه على الأقل كان قلقًا عليها الآن.
أومأت بيلادونا ببطء.
* * *
“سيدتي، كيف حالكِ اليوم؟”
عندما قامت سيندي، التي دخلت الغرفة، بإرجاع ستائر النافذة الكبيرة، امتلأت الغرفة المظلمة بسرعةٍ بالضوء الساطع.
مع فتح النافذة قليلاً للتهوية، استدارت واقتربت من السرير.
استقامت بيلادونا ببطء ورمشت عينيها.
“دعنا نرى …”
كانت الرياح الباردة التي جاءت مع سيندي مُنعِشة.
فتحت سيندي، التي أشارت بيدها إلى جبين بيلادونا، فمها بوجهٍ مرتاح.
“أوه، لحسن الحظ، لقد انخفضت حرارتكِ تقريبًا! ألا تشعرين بالعطش؟ هل ترغبين في كوبٍ من الماء الدافئ؟”
آه، أشعر بالعطش …
عندما أومأت بيلادونا برأسها بضعف، استدارت سيندي بسرعةٍ وخرجت.
“نعم! من فضلكِ انتظري دقيقة!”
حدّقت بيلادونا في الباب حيث غادرت سيندي، ثم أدارت رأسها ببطءٍ ونظرت من النافذة.
كان الضوء الذي جاء بشكلٍ مُشرِقٍ غير مألوفٍ ومُرَحِّب.
“….”
كم عدد الأيام التي مرّت؟
حدّقت في الفراغ وشردت في تفكيرها.
لقد ظلّت في السرير لأكثر من ثلاثة أيامٍ كاملة، ربما لأن جسدها كان ضعيفًا حقًا. كان جسدها في حياتها السابقة هو نفسه، لكن جسد القديسة كان ضعيفًا جدًا.
لا تتذكّر التفاصيل لأنها كانت نائمةً أو غير واعيةٍ معظم الوقت، ولكن يبدو أن إسكاليون يأتي ويعتني بها أكثر ممّا كانت تعتقد.
‘ألم تكن رعاية جريبلاتا أقلّ انشغالًا ممّا كنتُ أظن؟’
عندما كانت تفكّر قليلاً، أيقظها من شرودها طرقٌ على الباب المفتوح.
‘… مُحال؟’
أدارت بيلادونا رأسها في مفاجأة.
هل هو إسكاليون؟
لكن أمام الباب، وقفت سيندي مبتسمة، وهي تحمل صينية.
“هاهاها، لا بد أنني نسيتُ إغلاق الباب؟ لقد أحضرتُ الماء الدافئ!”
آه ….
أومأت بيلادونا برأسها، وسحبت زوايا فمها.
كان من الغريب أن تشعر بالحرج والندم للحظة.
“ألستِ جائعة؟”
أعطتها سيندي كوب ماءٍ دافئ.
أخذتها بكلتا يديها، هزّت بيلادونا رأسها ببطء. وبعيدًا عن كونها جائعة، شعرت بالانتفاخ ولم يكن لديها شهية.
“يا إلهي، عليكِ أن تأكلي أكثر في مثل هذه الأوقات! عليكِ أن تأكلي الكثير من هذا وذاك حتى تتحسّني قريبًا!”
نعم، ولكن ليس لديّ شهية.
التقطت بيلادونا بصمتٍ الكأس وأخذته إلى فمها.
وبينما كان السائل الدافئ يتدفّق عبر الشفتين، ويبلّل المريء، شعرت بأن معدتها المنتفخة تسترخي قليلاً.
بجوار سرير بيلادونا، فتحت سيندي، التي كانت تجلس على كرسيٍّ وتتأرجح ذهابًا وإيابًا، فمها ونظرت إليها.
“آمل أن تُشفَي وتكوني بصحةٍ جيدةٍ قريبًا، وأن تتشاركي مع سيدي … الخاتم.”
“بوه … سعال!”
سعلت بيلادونا، التي كانت تشرب دون تفكير، وخفضت رأسها.
خـ خاتم …؟
“أوه، هل أنتِ بخير؟ أعتذر، سيدتي! لقد كنتُ أتحدّث بالكثير من الهراء منذ هذا الصباح …”
قفزت سيندي المتفاجئة من مقعدها ووجدت قطعة قماشٍ جافة.
قدّمت بلادونا تعبيرًا مُحرَجًا عندما مسحت فمها بقطعة القماش التي أحضرتها لها.
‘إذا كان خاتمًا …’
بعد حفل الزفاف في إمبراطورية إيلينوس، يرتدي العروسان الخواتم لبعضهما البعض في الصباح التالي لليلة الأولى ويقيموا حفل ميثاقٍ بسيط.
إن وضع الخواتم على بعضهما البعض يرمز إلى أنهما أصبحا زوجين حقيقيين، ويعني أيضًا أنهما جاهزان ليحصلا على طفل.
“أنا آسفة، أنتِ لستِ بخيرٍ بعد …”
هذا مُحرِج.
احمرّت بيلادونا خجلاً دون قصد.
في يوم وصولها إلى جريبلاتا وقضاء الليلة الأولى مع إسكاليون، لم تكن هناك أيّ علامةٍ على ملاءات السرير وبدت أيضًا على ما يرام، لذلك لم يكن من الصعب ملاحظة عدم حدوث أيّ شيءٍ بين الزوجين.
لكن سيندي، ليس لديّ أيّ نيّةٍ لمشاركة الخاتم معه في المستقبل …
سيندي، التي مسحت فم بيلادونا المبلّل والبطانيات المحيطة، فتحت فمها مرّةً أخرى.
“لم أقصد أن أجعلكِ غير مرتاحة. أردنا فقط أن تقيمي حفل ميثاقٍ مع سيدنا في أقرب وقتٍ ممكن وأن تبقي في جريبلاتا لفترةٍ طويلة. أعتذر إذا كان الأمر كثيرًا بالنسبة لكِ.”
أحنت سيندي رأسها بوجهٍ متجهّم.
مسحتت بيلادونا على ساعدها وابتسمت لها ممّا يعني أنها بخير.
بعد إراحة سيندي لبعض الوقت، نظرت للأعلى وحدّقت بالنافذة.
“سيأتي الشتاء قريباً …”
تمتمت سيندي، التي كانت تنظر معها من النافذة.
“الشتاء هنا قاسٍ وباردٌ بشكلٍ استثنائي. قد يكون من الصعب عليكِ البقاء هنا، مَن بقيتِ في أستانيا دائمًا التي تتمتع بمناخٍ دافئٍ ولطيفٍ طوال العام.”
أمسكت لحاف بيلادونا وعبثت به.
“سأطلب منهم أن يضعوا المزيد من القطن في سريركِ. لجعله أكثر سمكًا.”
شكرًا لكِ …
نظرت بيلادونا إلى سيندي بنظرةٍ منبهرة، حيث اهتمّت بها بعنايةٍ بطرقٍ مختلفة.
“ولكن مرّةً أخرى، لا يوجد شيءٌ أكثر دفئًا من ذراعي زوجكِ! إذا كان الجو باردًا جدًا، فغالبًا ما تكون مشاركة الغرفة مع السيد فكرةٌ جيدةٌ أيضًا!”
آه، أسحب كلمتي …
أدارت بيلادونا رأسها بنظرةٍ مُتعَبة.
خلال الأشهر الثلاثة التالية، شعرت وكأن تذمّر سيندي سيكون كمينًا خطيرًا أيضًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1