Don't let your husband know! - 120
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Don't let your husband know!
- 120 - المُحــادثة الأخيــرة (٢)
{لقد عملتِ بجدّ، بيلادونا.}
كانت هناك الكثير من المشاعر في تلك الجملة القصيرة. شعرت بيلادونا بشيءٍ يتدفّق في أعماقها عندما التقت عيناها بعيني القديسة.
ابتسمت القديسة بلطفٍ ووضعت بعناية شعر بيلادونا الأشعث خلف أذنها.
{أنا آسفةٌ لأنكِ اضطررتِ إلى تحمّل كلّ هذه المتاعب بسببي.}
هزّت بيلادونا رأسها نفيًا.
بالنظر إلى الوراء الآن، شعرت أن كلّ ما حدث لها كان بعيدًا وغامضًا.
في النهاية، غمرتها الراحة والطمأنينة على انتهاء الأمر حقًا، بالإضافة إلى المشاعر المريرة.
رفعت بيلادونا، التي كانت تفكّر في الماضي للحظة، عينيها قليلاً ونظرت إلى القديسة.
“هل انتهت تجربتكِ الآن، يا قديسة؟ هل سأذهب إلى الجنة الآن؟”
{ماذا؟ هاهاهاهاها … }
ضحكت بصوتٍ عالٍ، وانحنى خصرها من شدّة الضحك، ثم أطلقت نفسًا عميقًا ورفعت الجزء العلوي من جسدها.
{ها، حقًا …… أنتِ بغاية اللطافة.}
لماذا …… قلتِ أن هذه هي النهاية ….. !
نظرت إليها بيلادونا، وشعرت بالظلم بطريقةٍ ما. الآن وقد انتهى كلّ شيء، ألا يجب أن أغيّر جسدي مرّةً أخرى؟
هزّت القديسة رأسها وهي تنظر إلى بيلادونا.
{لا، لن تذهبي إلى الجنّة. لم تَحِن منيّتُكِ بعد.}
“إذن ……”
{إذن، ماذا تقصدين؟ ألا يجب أن تستمرّي في العيش بسعادةٍ مع زوجك؟ الآن وقد عاد كلّ شيءٍ إلى مساره الصحيح، هل ستستسلمين؟}
“الأمر ليس كذلك!”
هزّت بيلادونا رأسها على الفور. لقد مررتُ بكلّ الصعوبات للوصول إلى هنا ……
لو طلبت مني تغيير جسدي الآن، لكنتُ شعرتُ بالظلم الشديد. كنتُ سأركع وأتوسّل أن أعيش لفترةٍ أطول قليلاً …..!
{تفكيرٌ جيّد. هناك الكثير من الناس من حولكِ يتمنّون سعادتكِ، لذا كلّ ما عليكِ فعله الآن هو أن ترقي إلى مستوى توقّعاتهم وتعيشي بسعادة.}
التقت بيلادونا بعيني القديسة الدافئة التي كانت تنظر إليها. تردّدت للحظة ثم فتحت فمها ببطء.
“أنا …… يا قديسة، هل يمكنكِ أن تخبريني لماذا أعطيتِني هذه الفرصة؟ لماذا أعدتِني إلى الحياة بعد أن مِتُّ بالفعل مرّةً وجعلتِني أعيش ثانيةً كالقديسة ….. “
رمشت القديسة عند سؤالها.
أوه، هل سألتُها سؤالاً صعبًا؟ قالت بيلادونا على عجلٍ مرّةً أخرى.
“أوه، إذا كان من الصعب عليكِ الإجابة، فلا تفعلي! كنتُ فضوليةً فقط ……. لأنه في حياتي السابقة، عشتُ حياةً بعيدةً كلّ البعد عن أن أكون قديسةً أو في الفاتيكان أو أيّ شيءٍ من هذا القبيل.”
في حياتها السابقة، عاشت حياةً مزدحمة بالزراعة دون أن تفوّت يومًا واحدًا. كانت حياةً لم يُسمَح لها فيها حتى بأدنى لحظةٍ للتبرّع أو الذهاب للصلاة. ولكن كان من الصعب تصديق واستيعاب أنها، وهي على هذا النحو، ستستيقظ قديسةً بعد الموت وتعيش حياةً جديدة.
وماذا لو لم يكن عليها أن تعود للحياة؟ قبل أن تشعر بالسعادة، شعرت بالحيرة.
أغمضت القديسة عينيها بتأوّهٍ بعد سماع سؤال بيلادونا. بدا أنها تكافح لمعرفة كيفية شرح الأمر لها.
{من المُحرِج أن أخبركِ عندما تسألينني ذلك ……}
تردّدت للحظةٍ ثم فتحت فمها.
{لماذا، هناك أيامٌ مثل هذه. أيامٌ تشعرين فيها بالتعب والإرهاق لدرجة أنكِ تريدين التخلّي عن كلّ شيء. أيامٌ تكون فيها الحياة ثقيلةً وصعبةً لدرجة أنكِ تريدين الهروب إلى الظلام اللامتناهي.}
رفعت القديسة بصرها وكأنها تتذكّر ذلك الوقت.
{في ذلك الوقت، كنتُ أحاول الانتحار. اعتقدتُ أنه مهما حاولتُ جاهدًا، فلن يتغيّر شيء. النبلاء الذين كانوا يأتون إلى الاعتراف كلّ يوم، والضغوط لإظهار قواي، والعنف والإساءة التي استمرّت دون علم أح. …… اعتقدتُ أن لا أحد سيفهمني لأنني لم أستطع حتى التحدّث.}
حاولت الانتحار …… ؟
شهقت بيلادونا بعمقٍ عند سماع هذا التصريح المروّع. بعد أن عاشت كقديسةٍ لفترةٍ قصيرة، كان لديها فهمٌ غامضٌ لمدى صعوبة الحياة، لكنها لم تكن تتوقّع أن تكون بهذه الدرجة.
عندما تذكّرت حياتها الصعبة، شعرت بالأسف عليها.
كانت تشعر أيضًا بالاستياء الشديد تجاه القَدَر. دعها تعيش حياةً طيّبة، لماذا اخترتها بلا سببٍ وسلبتها صوتها؟ ظلّت تفكّر في ذلك.
“أيّتها القديسة …… “
{ثم سمعتُ ذلك أيضًا.}
قالت القديسة.
{في يومٍ من الأيام، هربتُ من الفاتيكان، مستعدّةً للتوبيخ، لكن انتهى بي الأمر بالضياع. تجوّلتُ ورأسي منخفضٌ ووجهي مغطًّى قدر الإمكان، لكن الأشخاص الذين عرفوني ظلّوا ينظرون إليّ بريبة. كنتُ خائفةً جدًا لدرجة أنني ركضتُ إلى مكانٍ مهجور. خطّطتُ للموت هناك …. لكنني سمعتُ شخصًا يغنّي.}
إذا كانت أغنية …….
ابتلعت بيلادونا لعابًا جافًّا وانتظرت بصمتٍ كلماتها التالية.
{كانت أغنية عملٍ جميلة. هل تعرفين مَن غنّاها؟ بيلادونا، أغنيتكِ لها قوّة. لقد عزّيتِ قلبي الذي تمزّق من اليأس، وأعطيتِني الشجاعة للعيش مرّةً أخرى.}
“…….”
{لكن بحلول ذلك الوقت كان الأوان قد فات بالفعل، لذا بدلًا من مجرّد الموت، اتّخذتُ قرارًا مختلفًا.}
“إذن هذا هو …… “
أومأت القديسة برأسها.
{كنتُ أعلم أن حياتكِ السابقة كانت مؤسفةً للغاية وستنتهي قريبًا. أردتُ أن أمنحكِ حياةً جديدة. لكن الحياة التي منحتُكِ إياها لم تكن سهلةً أيضًا، لذا ربما كانت أشبه بعقابٍ لكِ؟}
قالت بابتسامةٍ خافتة. هزّت بيلادونا رأسها بسرعة.
“هذا ليس صحيحًا!”
{لكنكِ أحيانًا تستاءين مني كثيرًا؟ تردّدت لعناتكِ المرعبة في هذا المكان.}
“هذا …… “
أغلقت بيلادونا فمها معقودة اللسان.
هـ هل هذا ما حدث؟ كنتُ أستاء منكِ أحيانًا، لكنني لا أعتقد أنني لعنتُكِ ……
انفجرت القديسة ضاحكةً مرّةً أخرى بعد رؤية تعبير بيلادونا الخفي.
{أمزح فقط.}
“…….”
{بيلادونا، كنتُ أعلم أنكِ ستنجحين كثيرًا. على عكسي، أنتِ شخصٌ قويٌّ وحنون للغاية.}
بعد الانتهاء من الحديث، نظرت القديسة إلى بيلادونا بعيونٍ لطيفةٍ لبعض الوقت، ثم تراجعت خطوةٍ إلى الوراء. شعرت بيلادونا بأنها تبتعد عنها ومدّت يدها دون وعي.
“القديسة ……!”
{أنا آسفة، لكن الآن هو الوقت المناسب لنا للافتراق حقًا. اليوم هو آخر يومٍ سأكون فيه بجانبكِ لأرى ما إذا كنتِ تسلكين الطريق الصحيح.}
“عن ماذا تتحدّثين؟”
سألت بيلادونا بصوتٍ قلق. ابتسمت القديس مازحةَ وقال.
{في الواقع، لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن دعاني الإله. تظاهرتُ بعدم سماعه وتجاهلتُه، لكن ربما يتعيّن عليّ الاستماع إليه وأعود.}
أمسكت بيلادونا بيدها بإحساسٍ لا يمكن تفسيره بالندم.
“أيّتها القديسة، شكرًا لكِ على إعطائي فرصة. لولاكِ، لما كنتُ لأستطيع أن أعيش هذه الحياة الثانية.”
{شكرًا لقولكِ هذا؟}
“بفضلكِ، تمكّنتُ من الشعور بمشاعر مختلفةٍ لم أكن أعرفها في حياتي السابقة. على الرغم من وجود أوقاتٍ صعبةٍ كثيرة، إلّا أن هناك أوقاتًا أكثر متعة.”
أمسكت القديسة، التي كانت تنظر إلى بيلادونا بوجهٍ فخور، بيدها بإحكام. وقرّبت وجهها من وجه بيلادونا، ثم سألت القديسة.
{هل أنتِ سعيدة، بيلادونا؟}
أومأت بيلادونا برأسها دون تردّد.
“أنا سعيدة. للغاية.”
{إذن أنا سعيدةٌ أيضًا.}
ابتسمت القديسة بمرحٍ وحرّكت يديها ببطءٍ لأعلى ولأسفل.
{آمل أن تكوني سعيدةً دائمًا في المستقبل. لن أتمكّن من مراقبتكِ بعد الآن، لكنني أعلم أنكِ ستبلين بلاءً حسنًا.}
“شكرًا لكِ.”
أومأت بيلادونا برأسها. لسببّ ما، تحوّلت عيناها إلى اللون الأحمر وأصبح طرف أنفها خدرًا.
{لا تبكِ! أكره الفُراق المبلّل بالدموع.}
عانقت القديسة التي قالت كلماتها الأخيرة بيلادونا بإحكام. تنشّقت بيلادونا وهي تعانقها. ليس فراقًا مبلّلاً!
{شكرًا لكِ، بيلادونا. بفضلكِ، أصبحت حياتي ذات معنًى كافٍ.}
مع كلماتها الأخيرة، بدأ المكان والزمان في الانهيار بسرعةٍ من الخارج. أغمضت بيلادونا عينيها بإحكامٍ ودفنت وجهها في كتفها.
* * *
رفعت جفونها ببطء، ورأت سقفًا مألوفًا. حدّقت بيلادونا في نمط السقف بلا تعبير. كانت هذه غرفة نوم قلعة جريبلاتا.
أعتقد أنني عُدت …….
بدا الأمر وكأن إسكاليون أعادها بأمانٍ بعد الانزلاق والسقوط من الجبل.
“…….”
ضاعت في أفكارها لوهلة.
بطريقةٍ ما، شعرت وكأنها رأت حلمًا طويلًا ومثيرًا للإعجاب.
لم تتذكّر شيئًا واحدًا بالضبط، ولكن حتى مع المشاعر الغامضة التي بقيت، شعرت وكأن كلّ شيءٍ قد سقط في مكانه وكان في عقدةٍ مستقرّة.
ما كان مُؤكَّدًا هو أنه لم يعد هناك ما يزعجها بعد الآن، وأنها كانت متأكّدةً من أنها ستعيش بسعادةٍ إلى الأبد.
بينما استقرّت أفكارها إلى حدٍّ ما، وحاولت ببطءٍ رفع الجزء العلوي من جسدها، لكن يدها اليسرى شعرت بثقلٍ حيث كان شخصٌ ما يمسكها.
“هاه …… ؟”
أدارت رأسها ورأت رأس إسكاليون مستلقيًا على وجهه على السرير، ممسكًا بيدها بإحكام. أطلقت بيلادونا ضحكةً صامتةً ومسحت شعره ببطءٍ بيدها اليمنى. تحرك الشعر الأسود برفقٍ تحت أصابعها.
لقد مرّ نصف يوٍم فقط منذ أن رأيتُه، لكنني أشعر وكأنه مرّ وقتٌ طويل.
“بيلّا؟”
على الرغم من أنه كان مجرّد إحساسٍ بسيطٍ بيدها تلمس شعره، إلّا أن إسكاليون استيقظ على الفور ورفع رأسه.
بعينين مفتوحتين على مصراعيهما وعيناه الذهبيّتان بالكاد تركّزان، نظر إلى بيلادونا أمامه وأطلق نفسًا مرتجفًا.
“هل استيقظتِ؟ بجدية، أنا …… اعتقدتُ أنني فقدتُكِ أمام عينيّ مباشرة ……”
“لقد فقدتُ الوعي فقط عندما كنتُ أنزل من الجبل. هل ضربتُ رأسي عندما سقطت ….. ؟”
كانت مزحة، لكن إسكاليون ركل الكرسي بعيدًا ووقف، ووضع يده على مؤخّرة رأس بيلادونا. سقط الكرسي للخلف وأحدث ضوضاء عالية.
“هل تشعرين بالدوار؟ هل يؤلمكِ أيّ شيء؟”
“لا. أنا بخير.”
أمسكت بيلادونا بذراعه بابتسامةٍ مُحرَجة. لقد سقطت فقط لأنها فقدت قوّتها، لكنها شعرت بالأسف والخجل لأنها أقلقته كثيرًا.
“اعتقدتُ أنني فقدتُ زوجتي بسبب جشعي الباطل. لو كان الأمر كذلك، فأنا حقًا ….. لم أكن لأسامح نفسي.”
نبس إسكاليون بصوتٍ مرتجف. أمسك بيد بيلادونا وسحبها إلى قلبه. تحت راحة يدها التي كانت موضوعةً على صدره القوي، كان بإمكانها أن تشعر بقلبه ينبض بسرعةٍ كبيرة.
“هل تعلمين ماذا؟ هناك شيءٌ واحدٌ سيّئٌ فقط منذ أن أحضرتُكِ إلى هنا. وهو أن قلبي يرتجف بشدّةٍ حتى من أصغر الأمور التي تخصّكِ. أمورٌ يمكنني أن أكون هادئًا تجاهها مع الآخرين، لكنها عندما تتعلّق بكِ، أفقد قدرتي على التفكير بعقلانية.“
“أنا آسفٌ لإخافتك.”
“لا يجب تعتذري، الأمر فقط أنني خائف.”
أمسك إسكاليون ببيلادونا وسحبها بين ذراعيه. دفنت بيلادونا نفسها بين ذراعيه السميكتين، وشعرت بقلبه لا يزال ينبض بقوّةٍ بجسده كلّه.
كان قلبها، الذي اصطدم بقلبه، ينبض أيضًا بسعادة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1