Don't let your husband know! - 12
توك، توك.
“….”
توك، توك، توك.
سُمِع صوت تساقط الماء المنتظم في مكانٍ ما.
صوت قطرات الماء تتساقط ببطءٍ من السقف لتضرب الأرض.
عبست بيلادونا في ذهولٍ ضعيف.
أين أنا …؟
وبينما كانت ترفع جفنيها الثقيلين ببطء، انفتحت أمامها مساحةٌ جديدةٌ تمامًا.
نظرت بيلادونا حولها بوجهٍ محتار. لقد كان مكانًا لم تذهب إليه من قبل، ولم تره من قبل.
ليست أستانيا، ولا جريبلاتا.
لا، إنها ليست حتى إمبراطورية إيلينوس. أين أنا؟
{هل أنتِ مستيقظة؟}
تدفّق في رأسها صوتٌ منخفض.
أدارت بيلادونا رأسها في مفاجأة.
ومع ذلك، كان في كلّ مكانٍ حولها مساحةٌ زرقاء فارغة ولا يوجد بها سوى صوت الماء المستمر.
أين أنا بحق الجحيم …!
انكمش كتفيّ بيلادونا ونظرت حولها.
{هنا.}
من خلال رأسها، سمعت نفس الصوت مرّةً أخرى.
نهضت بيلادونا من مرقدها وتحرّكت ببطء.
لم تكن تعرف إلى أين تذهب، لكنها تقدّمت للأمام.
لقد شعرت أنه ينبغي عليها ذلك.
عملٌ جيد، ولكن ليس في هذا الاتجاه
صوتٌ آخر.
أدارت بيلادونا رأسها إلى الجانب الآخر في مفاجأة.
منذ لحظةٍ فقط، في المكان الذي كانت مستلقيةً فيه، كان من الممكن رؤية امرأةٍ جالسةً ساكنة. فكّرت أنها كانت على درايةٍ بالشعر الفضي الذي يتدفّق خلف ظهرها.
مَن هذه؟
في تلك اللحظة أدارت المرأة رأسها نحوها.
هذه …!
كانت امرأةٌ ذات عيونٍ زرقاء وشعرٍ فضيٍّ لامعٍ تبتسم لها.
هذه، أليست هي بيلادونا؟
عندما رأت بيلادونا شكلها، هَوَت ساقيها وسقطت.
{أوه، عليكِ أن تكوني حذرة.}
أطلقت القديسة صوتًا لطيفًا تجاه بيلادونا التي سقطت. كانت لا تزال بيلادونا تنظر إليها بوجهٍ فارغ.
هل هي مرآة؟ أو …
نظرت بيلادونا، التي عبست، إلى الأسفل ونظرت إلى نفسها.
البثور ومسامير المنتفخة بشكلٍ رهيب. لون البشرة الداكن الذي تم حرقه في الشمس لفترةٍ قصيرةٍ من الوقت. أرجلٌ نحيفةٌ مع جروحٍ صغيرة.
لقد ذُهِلت وتراجعت للخلف على الأرض.
هـ هذه أنا التي كنتُ ابنة أحد المزارعين في حياتي السابقة …!
{صحيح. هذه أنتِ.}
فتحت القديسة فمها.
نظرت بيلادونا إليها بنظرةٍ متذبذبة.
بادلتها القديسة بابتسامةٍ كريمة.
{كيف هو شعور أن تكوني أنا؟}
هزّت بيلادونا رأسها ببطء.
مـ ما هذا …؟ هـ هل مِتُّ مرّةً أخرى؟
{لا تقلقي. لستِ ميتة. ناديتُكِ فقط من باب الفضول.}
فضولية؟ هل تستطيعين مناداتي هكذا مرّةً أخرى؟
لا تزال بيلادونا تنظر إلى القديسة بنظرة حيرةٍ على وجهها.
{أظنّ أنكِ لا تعرفين بعد؟}
لا، لا أعرف …
ليس لديّ أيّ فكرةٍ مَن أنتِ، مَن أنا، وأين أنا …
رفعت بيلادونا ذراعيها وأمسكت بشعرها.
لم يكن الشعر الملتفّ حول الأصابع شعرًا فضيًا غنيًا، بل شعرٌ أسود متقصّفٌ بشكلٍ رهيب.
فتحت القديسة، التي كانت تراقب بيلادونا في حيرة، فمها بابتسامةٍ غامضة.
{ما رأيكِ؟ هل يعجبكِ هذا المظهر؟ أم يعجبكِ ما أنتِ عليه الآن؟}
بـ بالطبع …
تردّدت بسلادونا، التي كانت تحاول الإجابة بأنه مظهر القديسة، لأنها لم تستطع أن تفتح فمها.
هل حياة بيلادونا أم حياة القديسة هي حياةٌ جيدةٌ حقًا؟
تتمتّع بمظهرٍ جميل، ولا تقوم بأقلّ قدرٍ من العمل لإيذاء جسدها، وتعيش دائمًا في قلعةٍ غنيةٍ بالطعام الجيد.
{بالطبع مظهري؟}
لكنها …
عبست بيلادونا، التي استذكرت المظهر الخبيث والماكر للبابا والجانب الآخر من الشعب الذي اختلف في أمامها وخلفها.
من الداخل، شعرت بالبرد، وسرعان ما شعرت بالاضطراب بدرجةٍ كافيةٍ لتشعر بالغثيان.
“آغغه!!”
أغلقت بيلادونا فمها بكلتا يديها على الاندفاع المفاجئ للحموضة داخلها.
{إنه سؤالٌ صعب، كما هو متوقّع.}
قامت القديسة من مكانها واستدارت وابتسمت كأنها في مزاجٍ جيد.
{ولكن لن يكون جيدًا لابنة الفلاح الفقير التي قَصُر عمرها، أليس كذلك؟ أشعر بالأسف إلى حدٍّ ما تجاهكِ لأنني لا أستطيع إلّا أن أعطيكِ هذا النوع من الحياة.}
اقتربت منها القديسة التي توقّفت عن الدوران في مكانها.
وبمرور الوقت، مدّت أصابعها، ورفعت ذقنها، ورفعت القديسة، التي تواصلت بصريًا مع بيلادونا، زوايا فمها.
{همم، لا بد وأنني اتصلتُ بكِ على عجلٍ للغاية. أنا فضوليةٌ جدا. ولستُ صبورةً كما اعتقدتُ أنني سأكون.}
وقبل أن تعرف ذلك، نظرت بيلادونا إلى القديسة بعيونٍ دامعة.
كانت في حيرةٍ من أمرها، كانت خائفة.
لم يكن هناك شيءٌ واحدٌ ليخبرها ما كان يحدث لها ولماذا كان يحدث.
{حسنًا، ابقي لفترةٍ أطول قليلاً. سأناديكِ لاحقًا. لا تبكِ.}
وفي نهاية كلام القديسة بدأ الزمنكان الأزرق يتشوّه من الخارج.
مـ ماذا …!
نظرت بيلادونا حولها بذهول، وتكوّمت مثل قطعةٍ من الورق.
وسرعان ما اقتربت المساحة، التي كانت مشوّهةً قليلاً، من بيلادونا والقديسة بسرعة، وسرعان ما ابتلعتهما.
لا لا!
* * *
“هيك …!”
استيقظت بيلادونا من حلمها، وهي تتنفّس بصعوبة.
أين أنا؟
سقفٌ غريبٌ ومألوف.
فتحت بيلادونا عينيها على نطاقٍ واسعٍ ورمشت باستمرار، في محاولةٍ لتهدئة قلبها النابض.
‘ما هذا؟ أعتقد أنني حلمتُ …’
لم تستطع أن تتذكّر على الإطلاق.
لماذا عيوني رطبةٌ مرّةً أخرى؟ هل كان لديّ حلمٌ مخيفٌ دون أن أدرك؟
بعد بضع دقائق، عندما استعاد قلبها سرعته ببطء، أدارت بيلادونا رأسها ببطء.
توك.
في لحظةٍ ما، سمعت صوت المنشفة المبتلّة على جبهتها وهي تسقط على السرير.
اتبعت عينيها السرير من حيث سقطت المنشفة.
وفي نهاية نظرها، رأت الرجل جالسًا على كرسيٍّ بجوار السرير وهو لا يزال يراقبها.
بنظرةٍ منخفضةٍ وخافتة، تحدّق بها عينٌ ذهبيةٌ فاترة.
* * *
رنّت الخطى العاجلة عبر القاعة.
فتح صاحب الخطى، الذي بالكاد يطارد الرجل الذي أمامه من الخلف، فمه.
“سيدي، من فضلكَ اهدأ!”
لم يتباطأ إسكاليون الذي كان يسير على مسافةً طويلةً إلى الأمام.
“سيدي! يقال أن السيدة انهارت فجأة. تقول الخادمة إنها تعاني من ألمٍ رهيبٍ وارتفاعٍ في درجة الحرارة!”
اللعنة …
كانت عضلات فكّه السفلي المنحوتة، منتفخةً بجنونٍ إثر غضبه.
اتّخذ خطوةً سريعة، واستمرّ في تكرار اللعنات البسيطة في ذهنه.
بانغ!
“سيدي!”
عندما دخل الباب، قامت الخادمة، التي أدارت وجهها الملطخ بالدموع، من مقعدها.
خلفها، كان يرى شخصيةً صغيرةً ملقاةً على السرير.
“منذ متى؟”
“أوه، في وقتٍ سابقٍ من اليوم …. كان الصائغ والخياط، وخرجت في نزهةٍ قصيرةٍ في الحديقة بعد مغادرتهما، وفجأة …”
أجابت الخادمة والدموع في عينيها.
سار إسكاليون بجانبها مباشرةً ونظر إلى بيلادونا على السرير.
ربّت وولف على كتف سيندي، الذي ركض إلى الغرفة متأخّرًا بخطوة، وهي تبكي، ثم هدّأها.
“سيندي، لا بد أنكِ فوجئتِ للغاية. لقد قمتِ بعملٍ رائع.”
“أوه، لا، كبير الخدم. يا إلهي …”
“ماذا قال الطبيب؟”
سأل إسكاليون بصوتٍ منخفض، وهو يضغط بقبضتيه بقوّة.
انهارت خلال النهار. وبعد أن انهارت، كان هو يقضي وقته خارج القلعة كالأحمق بينما كان الطبيب يزورها.
“إ- إنها الأنفلونزا … لقد قال أنها قد أجهدت نفسها مؤخّرًا أو أنها تعرّضت للهواء البارد لفترةٍ طويلة.”
“لذا؟”
“لـ لحسن الحظ، لا يوجد شيءٌ مهدّدٌ للحياة. لكنها ضعيفةٌ للغاية. يجب أن ننتظر ونرى حتى تتحسّن حالتها.”
فقط عندما سمع أنه لا يوجد شيءٌ مهدّدٌ لحياتعا، شعر أنه أن نَفَسه الذي كان محبوسًا لفترة، قد تحرّر أخيرًا.
حتى هذا لم يكن منعشًا.
“الدواء.”
“لقد أعطيتُها الدواء بالفعل. انخفضت الحمّى لديها أكثر من ذي قبل، ولكنها لا تزال تعاني من حمًّى طفيفة …”
“إنها قديسة. ألا يمكنها استخدام قوّتها المقدّسة لشفاء جسدها؟”
“بطبيعة الحال، تضع القوة المقدّسة عبئًا على جسد الشخص دون أن يدرك ذلك … على وجه الخصوص، فإن القوة المقدّسة، أو القوّة العلاجية للقديسة، تستخدم قدرًا معيّنًا من الحيوية في كلّ مرّةٍ تستخدم فيها تلك القوّة. أعتقد أنه سيكون مم الصعب شفاءها من تلقاء نفسها لأنه سيشكّل ضغطًا كبيرًا على جسد القديسة.”
“فهمت.”
صرّح إسكاليون، الذي ضيّق حاجبه.
“اخرجا من هنا الآن.”
“هاه …؟”
“….”
“لنذهب، دعينا نذهب. فلنخرج من هنا.”
بدلاً من إسكاليون الذي لم يردّ عليها، أمسك وولف سيندي من كتفها. نظرت سيندي إلى الجزء الخلفي من إسكاليون بتعبيرٍ محتار.
“و، ولكن …”
“سيدي، سنراكَ مرّةً أخرى صباح الغد.”
قام وولف سريع البديهة بسحب سيندي إلى الردهة، ثم أغلق الباب خلف ظهرها.
استدارت سيندي بسرعةٍ وحاولت العودة إلى الغرفة.
“كبير الخدم! لا تزال سيدتي …”
“شش! ابقي هادئة. ألا يقل السيد أنه سيفعل ذلك؟”
“ولكن يجب أن أعتني بها بجانبـ …”
“دعينا نعود. سيكون السيد قادرًا على أن يفعل معظم الأشياء لزوجته.”
نظرت سيندي إلى وولف بنظرةٍ مؤسفة.
“هذا بالتأكيد ليس لأنكِ لستِ جيدةً بما فيه الكفاية.”
“متأكد …؟”
“… ذلك لأن السيد يبالغ.”
لا تزال سيندي تبدو محتارة، ولكن لم يكن أمامها خيارٌ سوى الابتعاد بسبب الإقناع المتكرّر.
خلف الردهة، ابتعد صوت الخطوتين تدريجيًا وسرعان ما تلاشى.
“….”
ظلّ إسكاليون، الذي كان يجلس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه الخادمة لفترةٍ من الوقت، ينظر إلى بيلادونا على السرير.
“هاه … هاه …”
لا بد أنها تواجه وقتًا عصيبًا في التنفّس، وبدا مظهرها متعبًا ويترك انطباعًا لها.
نظر إسكاليون إلى بيلادونا بفكّه السفلي المشدود، ومدّ يده إلى جبهتها.
وقبل أن يعرف ذلك، أمسك بالمنشفة المبلّلة في يده.
سبلاش، سبلاش.
قام بغمس المنشفة الفاترة عدّة مرّاتٍ في الماء البارد في حوضٍ قريب.
ضغط الماء بيديه الكبيرتين، ثم أعادها إلى جبهتها.
“هنن …”
لقد كان وجهًا أكثر استرخاءً ممّا كانت عليه منذ فترة، لكنها كانت لا تزال تتنفّس بصعوبة.
ثبّت إسكاليون قبضتيه على ركبتيه.
ما الذي يجعله غاضبًا جدًا؟
لم يستطع أن يرى سبب غضبه الشديد.
هل لأن المرأة التي أعطته أموال الزفاف الباهظة ضعيفةٌ للغاية لدرجة أنها انهارت؟
هل لأنها حمقاء جدًا لدرجة أنها تَبِعَته دون أن تقول أيّ شيء، فقط لتضربها الرياح الباردة للبحر وتُردِيها في سريرها مصابةً بالأنفلونزا؟
أو لا …
هل لأن هذا حدث لزوجه بينما كان بالخارج؟ هل هو غاضبٌ من نفسه لأنه كان راضٍ عن نفسه؟
ربما كانت هناك أسبابٌ أخرى، وربما طانت كلّها أسبابه.
“آغغه …”
ثم خرج صوتٌ صغيرٌ جدًا من خلال شفتيها التي كانت مفتوحةً قليلاً.
شدّد إسكاليون وجهه ونظر إلى بيلادونا.
“آغغه … ممم …”
كانت بيلادونا تئنّ بصوتٍ منخفض.
توسّعت عين إسكاليون الذهبية قليلاً. لم يستطع أن يرفع عينيه عنها وحبس أنفاسه دون أن يدري.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
سمعها 🙈
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1