Don't let your husband know! - 119
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Don't let your husband know!
- 119 - المُحــادثة الأخيــرة (١)
رفع إسكاليون، الذي كان يحني رأسه لفترةٍ طويلة، الجزء العلوي من جسده. كانت عيناه الذهبيّتان المنخفضتان مليئتين بهالةٍ شرسة.
رفع يده وأمسك بالسيف الطويل المعلّق على خصره.
“سأتحقّق من المناطق المحيطة وأعود.”
“الآن؟”
“إذا كان هناك أيّ شيءٍ قريب، يجب أن أتعامل معه. لا يمكنني السماح للحيوانات البريٍة الوحوش بالنزول إلى قاع الغابة والتسبّب في المتاعب. ربما يكون الدبّ الذي واجهتيه في المرّة الأخيرة.”
“ا-انتظر دقيقة!”
أمسكته بيلادونا على عجلٍ عندما كان على وشك الالتفاف والمغادرة. تمسّكت بذراعي إسكاليون السميكتين بإحكام بكلتا يديها.
“لم يؤذيني على الإطلاق. ربما كان يمرّ مرور الكرام فقط!”
“على أيّ حال، يمكن أن يشكّل تهديدًا لكِ في المستقبل.”
“لم يكن الأمر كذلك الآن! دعنا نعود، فلنُعد نحن.”
كانت قلقةً بشأن صغير الدبّ الذي رأته في وقتٍ سابق. لقد كان صغيرًا جدًا، ولم تستطع تركه يفقد والديه. بعد أن ثنته عن ذلك، عبس إسكاليون وكأنه قلق.
“فقط لنكن حذرين وننزل، حسنًا؟ نحن لم نأتِ إلى هنا للصيد على أيّ حال، لذا سأشعر بالسوء إذا أذيناه لمروره فقط.”
في النهاية، أومأ برأسه.
“حسنًا، دعينا ننزل هذه المرّة.”
قال إسكاليون بإيجاز، وعانق بيلادونا، وساعدها على النزول من الصخرة، وقادها في الطريق.
“أعتقد أنني سأضطرّ إلى إعادة النظر في القدوم إلى هنا كلّ يوم. لم أكن أعرف أن هناك خطرًا جديدًا. إنه بعيدٌ عن موطن الدب.”
“هذا مخيّبٌ للآمال بعض الشيء.”
مرحى!
على عكس كلماتها، هتفت بيلادونا في قلبها. على أيّ حال، شعرت بالامتنان للدبّ لأنها اعتقدت أنها لن تضطرّ إلى القيام بهذا التدريب البدني الصعب بعد الآن.
أمسكت بيلا دونا بيد إسكاليون وسارت بحذرٍ على طول الطريق الذي أتوا منه.
في تلك اللحظة، انحنى إسكاليون، الذي كان متقدّمًا بخطوةٍ واحدة، واستمع. نظرت إليه بيلادونا بوجهٍ محتار.
“ماذا تفعل؟”
“سمعتُ صوتًا.”
نظر إسكاليون بوجهٍ جادٍّ حوله ورفع الشجيرات بسرعةٍ إلى الجانب. وجد شيئًا هناك ونبس بلعنة.
“… اللعنة.”
لماذا؟ ماذا هناك؟
بفضول، أخرجت بيلادونا رأسها لترى ما كان ينظر إليه.
“هذا ….”
بصمة قدم دب …. ؟
كانت بصمة قدمٍ كبيرةٍ تركت علامةً داكنةً على الأرض. كانت بحجم وجه بيلادونا تقريبًا، وكانت هائلةً للوهلة الأولى.
إذا ضربتني تلك المخالب الكبيرة، فسأنتهي، أليس كذلك؟
عبس إسكاليون وفتح فمه.
“هذا لا يعقل. لماذا بحق الإله يأتي دبٌّ إلى هنا في هذا الوقت من العام؟”
“هاه؟ إسكاليون، هناك!”
في تلك اللحظة، على مسافةٍ أبعد قليلاً عبر الأشجار المتشابكة، رأت صغير الدبّ الذي قابلته في وقتٍ سابقٍ يتدحرج. تمسّكت بيلادونا بحاشية إسكاليون بإحكامٍ وخفضت صوتها.
“أليس لطيفًا؟ إنه الدبّ الذي رأيتُه في وقتٍ سابق!”
“ما هذا ….. “
على عكس بيلادونا، التي كانت تعتقد أنه لطيفٌ فقط، ربما بسبب إيمانها الغامض به، سرعان ما أصبح إسكاليون جادًّا وبحث عن مخرج. من أجل الهروب دون إيذاء الدب، كان عليه أن يجد طريقةً للهروب بسرعة.
“اخفضي صوتكِ واختبئي.”
صلّت بيلادونا في قلبها وهي مختبئةٌ خلف شجرة، يحملها إسكاليون. أيها الدبّ الصغير، توقّف عن الظهور هنا واصعد إلى حيث كنتَ تعيش من قبل!
لا توجد فخاخٌ في هذه الغابة، أليس كذلك؟ ومن الغريب أن فكرةً مماثلةً من قبل ظلّت تدور في رأسها.
في تلك اللحظة، سُمِع صوت حفيفٍ عالٍ، وظهرت أمّ دبٍّ كبيرةٍ بين الأشجار على الجانب الآخر.
آه ……
عند رؤية الشكل المُهدِّد الذي يتحرّك ببطء، فتحت بيلادونا عينيها على اتساعهما وحبست أنفاسها. كما تصلّب جسد إسكاليون بالكامل بتوتّر.
هل كانت هناك أمّ دبٍّ قريبةٌ حقًا؟ لكن هذا الدب ……. ألم يكن حقًا الدبّ الذي قابلناه في المرّة الأخيرة؟
كان الفراء الداكن والندبة على المخلب الأمامي وملامح الوجه المستديرة الدقيقة مألوفة. عند رؤية هذا الشكل، بدلاً من الخوف، شعرت بسعادةٍ غريبة.
ما هذا؟ لماذا أشعر بالسعادة تجاه دبٍّ لا أعرفه حتى …… ؟
“…….”
لفّ إسكاليون ذراعيه حول كتفي بيلادونا وزفر بهدوء. كانت بيلادونا، التي كانت قلقةً من أنه قد يقفز في أيّ لحظةٍ ويؤذي الدب، تمسكُ بخصره بإحكام.
اقتربت الدبّ الأم ببطءٍ من الصغير وعضّت مؤخّرة رقبته بينما كان يتجوّل بحريّة. في لحظة، شوهد الدبّ الصغير، المحروم من حريّته، وهو يلوّح بساقيه الأماميتين.
ابتلعت بيلادونا لعابًا جافًّا. فقط ارجعي ….. ! حينها لن يتأذّى أحدٌ منا!
وكأنها سمعت كلماتها، استدارت الأم، وأظهرت مؤخرتها لهم.
أوه! لحسن الحظ، يبدو أنها عائدة ……. استرخت بيلادونا.
في تلك اللحظة، استدارت الأم، التي كانت على وشك العودة بين الأشجار، برأسها ونظرت مباشرةً في الاتجاه الذي كانت فيه بيلادونا.
‘هاه؟’
اتسعت عينا بيلادونا بتصرّفها وكأنها تعلم أنها كانت مختبئةً على مسافةٍ ليست بعيدة.
أوه، هذا ……
استدارت الأم للحظة، وحرّكت رأسها ببطءٍ لأعلى ولأسفل وكأنها تُظهِر لبيلادونا دبّها الصغير، ثم عادت واختفت بين الأشجار تمامًا.
“…….”
عندما اختفائهم، استرخى إسكاليون. نظر إلى بيلادونا بضحكةٍ جوفاء.
“هل كنتِ تعرفين ذلك الدبّ حقًا؟ اعتقدتُ أنها ترحّب بكِ في النهاية.”
“هذا صحيح …”
أجابت بيلادونا وهي لا تزال غارقةً في التفكير. ظلّ الجرح بالقرب من الساق الأمامية يتبادر إلى ذهنها.
أنا متأكّدةٌ من أنني رأيتُه في مكانٍ ما …
“هاه؟ إنه صغير دبّ، أليس كذلك؟ كيف انتهى به المطاف هنا؟”
“وو … أوو!”
في تلك اللحظة، تدفّقت ذكرى منسيّةً إلى رأسها. رمشت بيلادونا وبحثت في ذكرياتها القديمة.
“إسكاليون، انتظر دقيقة. أعتقد حقًا أنني أعرف هذا الدب ….”
“ماذا؟”
“منذ زمنٍ طويل …. عندما كان هذا الدب بحجم دبٍّ صغير، ساعدتُه من الوقوع في فخ!”
صرخت بيلادونا. بينما كانت تتحدّث، أصبحت الذكرى أكثر وضوحًا.
“يبدو أنه وقع في فخٍّ نصبه الصيّادون …. سأساعدكَ على الفور!”
“ووو …”
“أوه ….. لقد انتهيتُ تقريبًا! لذا لا يجب أن تقترب من حيث يعيش الناس. إنه أمرٌ خطيرٌ للغاية بالنسبة لدبٍّ صغيرٍ مثلك.”
عندما كانت ابنة أحد المزارعين في أستانيا في حياتها السابقة، ساعدت دبًّا صغيرًا وقع في فخٍّ أثناء تسلّق الجبل خلف المنزل لقطع الحطب.
لقد شعرت بالأسف على الدبّ الصغير، الذي كان صغيرًا جدًا ويكافح مع وجود مخالبه الأمامية العالقة، لذلك ساعدته بإخلاص …….
“لقد كان في أستانيا بالتأكيد في ذلك الوقت، ولكن كيف انتهى به الأمر في جريبلاتا؟”
“مستحيل ……”
توقّف إسكاليون عن الكلام وهو على وشك أن يقول الكلمات إلى بيلادونا، التي كانت تتمتم بجدية.
لقد كان من غير المعقول تمامًا أنها ستقابل الدب الذي رأته عندما كانت طفلةً مرّةً أخرى، وأنها ستقابله في جريبلاتا، التي كانت بعيدةً جدًا عن أستانيا، لكنه تذكّر الدبّ الذي بقي غريبًا بجانب بيلادونا عندما خرج للبحث عنها بعد اختطافها.
ظلّت صورةٌ له وهو يدور حولها دون أن يؤذيها وكأنه يحميها عندما فقدت وعيها ثم هرب عندما اقترب منها إسكاليون، تأتي إلى ذهنه.
كانت قصّةً سخيفة، لكن مثل هذه القصص السخيفة تحدث غالبًا لزوجته.
في النهاية، هزّ إسكاليون رأسه وغيّر كلماته.
“….. هناك سلسلة جبالٍ تمرّ عبر الإمبراطورية، لذا ليس الأمر وكأنه لا يمكن حدوث ذلك. يبدو أن زوجتي صديقةٌ للدببة الآن.”
سرعان ما هزّ كتفيه وضحك وكأنه وجد نفسه يقول شيئًا سخيفًا.
“أخبري صديقكِ ألّا يأتي إلى هنا مرّةً أخرى. لا أعرف ماذا سيحدث في المرّة القادمة التي نلتقي فيها.”
“لقد أخبرتُه في قلبي، ولكنني أتساءل عمّا إذا كان هذا الصديق قد فهم.”
استدارت بيلادونا بأسف، وهي تمسك بيد إسكاليون الممدودة.
“هل سننزل الآن؟”
“نعم، يجب أن نفعل ذلك. يجب أن أقوم بتدريبكِ لتحسين قدرتكِ على التحمّل في مكانٍ أكثر أمانًا.”
ياللراحة …….
تبعته بيلادونا، وهي تشعر بالارتياح لأنها لن تضطرّ أبدًا إلى القيام بهذه المسيرة الشاقّة مرّةً أخرى.
دعنا ننزل! وضعت القوّة في ساقيها وهي تخطو على الأرض.
“بيلّا، كوني حذرة. الطريق زلقٌ قليلاً.”
“نعم!”
ومع ذلك، عندما أجابت بشجاعة، انزلق حذائها عندما خطت على الأغصان القذرة المختلطة بالثلج الذائب. في نفس الوقت، انثنت ركبتاها، وفقدت توازنها في لحظة.
هاه ……؟ انقلب المشهد أمام عينيها إلى الأعلى، وفي لحظة، ظهرت سماءٌ مشرقةٌ واختفت.
سقطت بيلادونا على ظهرها وفقدت وعيها.
بوم!
* * *
توك. توك. توك.
سُمِع صوتٌ منتظمٌ وفريدٌ لنتقيط المياه.
كان مكانًا غير مألوف. لا، ربما كان مكانًا مألوفًا.
فتحت بيلادونا عينيها ونظرت حولها في المساحة الزرقاء الفارغة بشعورٍ مألوفٍ بأنها كانت هنا من قبل.
أين هذا المكان؟
{مرحبًا.}
بينما كانت تنظر حولها بعيونٍ حذرة، تدفّق صوتٌ غير معروفٍ إلى رأسها. ارتجفت بيلادونا واستدارت.
“……!”
كان هناك شخصيّةٌ تشبهها تمامًا تقف على بعد خطواتٍ قليلةٍ منها. اقتربت بيلادونا منها ببطءٍ وكأنها تنظر إلى مرآةٍ كاملة الطول.
هذا الشكل هو …… هل هذه أنا؟
{هل يبدو اليوم وكأنه اليوم الأخير؟ لكِ، ولي.}
“الأخير؟”
نظرت بيلادونا إلى نفسها وهي تقول كلماتٍ غير مفهونة. كان المظهر هو نفسه بالتأكيد، لكن الجوّ ونبرة الصوت كانت مختلفةً قليلاً.
عند الفحص الدقيق، لم تكن أنا ……
{لقد أحضرتُكِ إلى هنا لأنني أردتُ أن أقول لكِ وداعًا للمرّة الأخيرة، حتى لو كان الموقف مصطنعًا بعض الشيء. ولكن بدلًا من ذلك، لابد أن زوجكِ كان متفاجئًا للغاية، لذا عودي إليه وواسيه.}
“هل أنتِ القديسة؟ ماذا تعنين بالتحيّة الأخيرة؟”
قالت بيلادونا وهي مرتبكة. تنهّدت القديسة التي كانت تنظر إليها ووضعت يدها على ذقنها.
{هممم، من أين أبدأ ….. من أين أبدأ وكيف أشرح؟ الأمر ليس مزعجًا لأنكِ تفقدين ذكرياتكِ في كلّ مرّةٍ تعودين فيها.}
في كل مرّةٍ أعود فيها؟ إذًا هذه ليست المرّة الأولى لي هنا؟
نظرت بيلادونا حولها في المساحة الزرقاء مرّةً أخرى، والتي بدت غير مألوفةٍ بطريقةٍ ما. أين أنا بحق الإله ……
{آه! هل أبدأ بهذا؟ أولاً، قال هذا الطفل إنه كان من اللطيف أن يحيّيكِ.}
“هاه؟”
اعتقدت أنها سهت للحظة، ولكن عندما نظرت إلى الوراء، كانت القديسة تحمل دبًّا صغيرًا في كلتا يديها.
رفعت القديسة الكفوف الأمامية للدبّ الصغير وهزّتها يمينًا ويسارًا وكأنه يحيّيها. كان هناك جرحٌ مألوفٌ مرئيٌّ على الكفوف التي كانت تمسكها وتهزّها.
“هذا الدبّ ……!”
{هل تتذكّرين الآن؟ قال هذا الطفل إنه كان سعيدًا جدًا لرؤيتكِ مجدّدًا.}
“أليس هذا الدبّ الذي أنقذتُه عندما كنتُ صغيرة؟ في أستانيا!”
{دينغ دونغ دينغ! في المرّة الأخيرة، نسيتِ تمامًا وقلتِ فقط أشياء مزعجةً لسماعها، ولكنكِ تتذكّرين الآن؟}
أجابت القديسة بابتسامةٍ كبيرة.
آخر مرّةٍ مجدّدًا؟ كم مرة كنتُ هنا؟ أطلقت بيلادونا نفسًا مُحبَطًا. كانت مشاعرها معقّدة، وكأنها تحاول أن تتذكّر شيئًا.
{تسك.}
انحنت القديسة ووضعت الدبّ الصغير على الأرض، ثم اتّخذت خطوةً أقرب إليها. نظرت إليها بيلادونا وهي تقترب منها، وكانت عيناها الزرقاوان الشفافتان تحدّقان فيها بوضوح.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1