Don't let your husband know! - 117
خرجت بيلادونا، التي كانت مُنهَكةً من البقاء في الفراش مع إسكاليون طوال الصباح، من غرفتها في وقتّ متأخّرٍ من بعد الظهر.
أنا جائعة ……
وبينما كانت تنزل الدَرَج الرئيسي، رحّبت بها سيندي، التي كانت تمرّ بالرّدهة.
“سيدتي! هل أنتِ مستيقظة؟”
“أوه، سيندي.”
بعد سماع صوت بيلادونا الخافت، غطّت سيندي فمها بيدٍ واحدةٍ وفتحت عينيها على اتساعهما. ثم ضربت بقدميها على الأرض وصرخت.
“وَيحي، وَيحي …..! صوتكِ جميلٌ للغاية بغض النظر كمّ مرّةً سمعته!”
إذن …… ؟ ابتسمت بيلادونا، وشعرت بالخجل.
لم تعد بيلادونا تُخفي صوتها منذ أن عادت إلى جريبلاتا بعد المحاكمة. بدا أن الخدم، الذين كانوا مندهشين ومرتبكين في البداية، قد تكيّفوا إلى حدٍّ ما بعد حوالي أسبوع.
باستثناء سيندي، التي كانت لا تزال مندهشةً للغاية في كلّ مرّة.
“السيد في أرض التدريب. هل يجب أن أتصل به؟”
اقتربت سيندي من بيلادونا، التي نزلت إلى الطابق السفلي.
لقد اندهشت بيلادونا مرّةً أخرى من قدرته المذهلة على التحمّل. لقد كانا معًا حتى الصباح، والآن يتدرّب مرّةً أخرى بمجرّد استيقاظه.
بالكاد حصل على بعض النوم …… في هذه المرحلة، تساءلتُ عمّا إذا كان هو وليس أنا مَن كان المشكلة.
“لا، لا بأس. أعتقد أنني سمعتُه يخرج أثناء نومي. بالمناسبة، أنا جائعةٌ بعض الشيء ……”
“آه! سأخبر الطاهي ليعدّ لكِ وجبة.”
ركضت سيندي نحو غرفة الطعام بخُطًى سريعة.
ابتسمت بيلادونا قليلاً وهي تراقبها.
“سيدتي.”
في تلك اللحظة، اقترب منها وولف وتحدّث معها. التفتت بيلادونا، التي كانت تتبع سيندي إلى غرفة الطعام، لتواجهه.
“هاه؟ وولف.”
“وصلت رسالةٌ من رئيس الكهنة للقصر.”
“رسالة؟”
قَبِلت بيلادونا الرسالة التي سلّمها لها. كان الظرف الأبيض النقيّ يحمل اسم رئيس الكهنة وختم القصر.
بعد اختفاء بروناس بريل، سألني – الذي كان قاضيًا في المحكمة المقدّسة- عمّا إذا كان من المقبول طلب النصيحة بشأن أمورٍ تتعلّق بالفاتيكان. هل كان هذا هو المحتوى؟ فتحت بيلادونا الظرف وبدأت في السير نحو غرفة الطعام مرّةً أخرى.
* * *
في ذلك المساء، جلست بيلادونا على السرير وقرأت ببطءٍ الرسالة من رئيس الكهنة. وفي غضون ذلك، فُتِح الباب وظهر إسكاليون، الذي عاد من التدريب للتوّ.
نظر إلى بيلادونا جالسةً على السرير في غرفته بنظرةٍ راضيةٍ للغاية وفتح فمه.
“زوجةٌ تجلس على سريري مطيعةً بانتظاري، هذا أفضل ممّا كنتُ أتوقّعه.”
اقترب إسكاليون من بيلادونا وأمسك بذقنها وقبّلها. أصبحت القبلة التي بدأت خفيفةً أكثر كثافة، ودفعت بيلادونا كتفه بعيدًا وقالت.
“اذهب واغتسل ثم تعال!”
“أحبّ أيضًا الزوجات المُزعجات.”
لعق طرف شفتي بيلادونا مازحًا وقال. أطلقت بيلادونا صرخةً صغيرةً ودفعته بعيدًا مرّةً أخرى.
بعد لحظة، استلقى إسكاليون، الذي انتهى للتوّ من الاستحمام، على السرير مع كشف الجزء العلوي من جسده. أدار جسده قُطريًا تجاه بيلادونا، التي كانت لا تزال تحدّق في الرسالة، وفتح فمه.
“هل هي رسالةٌ من رئيس الكهنة؟”
“نعم، إنه يقول شيئًا عن سيد برج السحر. يبدو أن البابا يعرف نقطة ضعفه. لهذا السبب لم يكن لديه خيارٌ سوى مساعدته. لا بد أن هناك بعض المعاملات القذرة المتورّطة في اختيار سيد برج السحر ….. “
بدا أن التحقيق لا يمكن أن يستمرّ بعد ذلك بسبب الضغط من القصر.
إنه عالمٌ حيث يكثر الفساد أينما ذهبت ……
نقرت بلسانها إلى الداخل وقلبت صفحةً أخرى من الورق.
“ثم … يبدو أنهم يواجهون مشكلةً في انتخاب البابا القادم.”
بعد وفاة بروناس بريل، بدا أن الكرادلة لديهم آراءٌ مختلفةٌ حول عملية اختيار البابا الجديد.
“ألم يكن الكاردينال نيكولاس المرشّح الأكثر ترجيحًا؟”
“كان قريبًا من البابا السابق، لذا فمن المحتمل جدًا.”
“كاد هذا أن يحدث.”
رفع إسكاليون حاجبًا واحدًا وقال.
“إنهم يطلبون مني توصياتٍ أيضًا … ماذا يجب أن أفعل؟”
عبست بيلادونا وهي تنظر إلى الملفّات الشخصية الموجزة للكرادلة المكتوبة في الرسالة.
للأسف، لا أعرف أيًّا منهم ……
خلال فترة وجودي في الفاتيكان، كان البابا يدعوني كثيرًا لتناول العشاء وأحيّي الكرادلة وكهنة الفاتيكان والكهنة الجدد، لكنني لم أستطع تذكّرهم بشكلٍ صحيح.
في ذلك الوقت، كنتُ قلقةً للغاية من أن يُسمَع صوتي عن طريق الخطأ لدرجة أنني كنتُ أركّز تمامًا على ذلك.
“ألم تقولي في المحاكمة الأخيرة أن هناك شخصًا ستوصين به ليكون البابا القادم؟”
“أوه، هو …….”
توقّفت بيلادونا عن الكلام.
كانت هذه مجرّد فكرةٍ غير مدروسةٍ عن شخصٍ مناسبٍ لمنصب البابا القادم …..
“مَن كان؟”
“كان الكاهن تيموثي. لطالما تمنّيتُ أن يصبح شخصًا مثل الكاهن تيموثي هو البابا ……. ومع ذلك، فهو ليس حتى كاردينالًا بعد، بل كاهنًا عاديًا، لذا من الناحية الواقعية، سيكون من الصعب عليه أن يصبح البابا.”
“تيموثي؟”
عبس إسكاليون وكأنه يتذكّر الاسم.
“هذا ….. الكاهن الذي يعتني بفتاةٍ صغيرة؟”
“هذا صحيح! ألم أخبركَ أن أختَ الكاهن تيموثي الصغرى تينا لديها أيضًا قوّة مقدّسة؟”
“سيكون من الرائع أن يقود الشقيقان الفاتيكان في المستقبل.”
أومأت بيلادونا برأسها. هذا هو بالضبط ما أرادته بيلادونا أكثر من أيّ شيءٍ آخر.
لو كان تيموث، الطيب والصادق والوَرِع، وتينا، المختارة وتتمتّع بقوّة القديسة، لما كان أحدٌ أكثر ملاءمةً لمنصب سيد أستانيا.
كانت بيلادونا غارقةً في التفكير وهي تحمل الرسالة.
“قد يكون الأمر غير واقعي، ولكن هل يجب أن أخبره بما أعتقده؟ في الواقع، لا يوجد شخصٌ واحدٌ أعرفه في القائمة التي أرسلها رئيس الكهنة ……”
“بما أنه طلب رأيكِ، فسيكون من الصواب أن تخبريه برأيكِ.”
أظنّ ذلك؟
أومأت بيلادونا برأسها عند كلمات إسكاليون والتقطت قلمها.
أوقفها إسكاليون عندما كانت على وشك التوجّه إلى الطاولة لكتابة ردٍّ لرئيس الكهنة.
“ماذا؟”
نظرت بيلادونا إليه. كان إسكاليون، الذي كان مستلقيًا، ينظر إليها بيدٍ واحدةٍ على معصمها والأخرى على ذقنه.
ما الأمر …. ؟ هل لديكَ أيّ شيءٍ لتقوله؟
“بيلّا، غرفة النوم للنوم. ليست مكانًا للعمل.”
هل هذا ما عليكَ أنتَ قوله ……؟
فكّرت بيلادونا في أنه كان دائمًا يُحضر العمل إلى غرفتها، ويضعها في الفراش أولاً، ويعمل على الطاولة حتى وقتٍ متأخّر.
لم يكن الأمر يبدو وكأنه شيءٌ قد يقوله زوجٌ منغمسٌ في العمل، حتى لو لم يكن للآخرين.
“سأكتبها بسرعة ….”
“افعلي ذلك غدًا. ركّزي عليّ الآن.”
شدّ إسكاليون قبضته على معصم بيلادونا.
سُحِبت بيلادونا لأسفل وسقطت على السرير. رفع إسكاليون الجزء العلوي من جسده ولفّ ذراعيه حول خصرها من الخلف.
احمرّ وجه بيلادونا وتمتمت بهدوء.
“إذن، من فضلكَ فكّ حصاركَ هذا حتى أتمكّن من النوم.”
“همم؟”
تجاهل إسكاليون كلمات بيلادونا وضغط بشفتيه الساخنتين على مؤخّرة رقبتها.
“لقد قلتَ أن هذا مكانٌ للنوم! عليكَ أن تتركني حتى أتمكّن من النوم!”
“بيلّا، هناك شيءٌ نسيتُ أن أخبركِ به.”
تمتم إسكاليون، وهو لا يزال يدفن شفتيه في مؤخّرة عنقها. في كلّ مرّةٍ كان يتحدّث فيها، كانت أنفاسه الحارّة تداعب عنق بيلادونا.
“هذا مكانٌ للنوم، صحيح، ولكنه أيضًا مكانٌ لممارسة الحُبّ.”
إنها مجرّد رغباتك …… !
فتحت فمها على الفور للاحتجاج، لكن إسكاليون التفت برأسه بسرعةٍ وقبّل شفتيها. تمّ ابتلاع صوت بيلادونا بلا حولٍ ولا قوّةٍ في فمه.
* * *
في الصباح التالي، رفعت بيلادونا جفونها الثقيلة.
لم تستطع أن تعرف كم كان الوقت، لكن ضوء الشمس المتدفّق عبر النافذة كان مرتفعًا جدًا، لذا استطاعت أن تدرك أنه كان في وقتٍ متأخّر من الصباح.
لقد نمتُ مرّةً أخرى …….
استدار إسكاليون، الذي تأكّد من استيقاظها، وناولها كوبًا من الماء من الطاولة الجانبية.
وبينما كان يدير خصره بمرونة، كانت عضلاته الداكنة الخلّابة تتقلّص على جانبٍ واحد.
بعد أن حدّقت فيه للحظة، مدّت بيلادونا ذراعيها وقَبِلت كوب الماء الذي قدّمه لها.
شعرت بالضعف في جميع أنحاء جسدها.
“هل أساعدكِ على النهوض؟”
عندما أومأت بيلادونا برأسها ببطء، وضع إسكاليون يديه تحت ذراعيها وأجلسها. استندت بيلادونا إلى رأس السرير وجلبت كوب الماء إلى شفتيها.
كان حلقها مؤلمًا من كلّ الضوضاء التي أحدثتها طوال الليل. بلّلت حلقها الملتهب بالماء وفتحت فمها.
“لم تغادر بعد؟ اعتقدتُ أنكَ ستتدرّب اليوم.”
“لديّ مكانٌ آخر أذهب إليه اليوم.”
بعد الانتهاء من كلماته، نهض إسكاليون من مقعده. مشى إلى الخزانة، وفتح الباب، وأخرج فستانًا نسائيًا سميكًا من قطعةٍ واحدةٍ ومعطفًا.
سألته بيلادونا التي كانت تراقبه.
“هل تغيّرت أذواقك؟”
عند سماع كلماتها، رفع إسكاليون حاجبًا واحدًا وأدار رأسه. قال بضحكةٍ جوفاء.
“لا يمكن. هذه ملابسكِ.”
“لماذا ملابسي في هذه الغرفة؟”
“لأنني طلبتُ من الخادمة إحضارها.”
لماذا إذن ……؟
نظرت إليه بوجهٍ لا يزال غير قادرٍ على الاستيعاب، لكن يبدو أن إسكاليون لم يكن لديه أيّ نيّةٍ للإجابة على سؤالها بشكلٍ صحيح.
أخرج الفستان والمعطف واحدًا تلو الآخر من الشمّاعة وعاد بهما.
نظر إلى بيلادونا، التي لا يزال وجهها نصف نائم، وسأل بصوتٍ جاد.
“لقد أصبح الطقس أكثر دفئًا، ولكن هل تحتاجين إلى وشاحٍ أو قفّازات؟ وسدّادات أذنٍ إذا احتجت إليها.”
“هل سنخرج؟”
“نعم، لذا استعدي بسرعة. هل يجب أن أستدعي خادمة؟”
جلست بيلادونا بلا تعبيرٍ وأغمضت عينيها. ربما لأنها كانت لا تزال نصف نائمة، لم تستطع فهم ما كان يقوله تمامًا.
“إلى أين سنذهب؟”
“الجبل خلف قلعة جريبلاتا.”
“لماذا؟”
“بعد قضاء الوقت معًا، تبدو قدرة زوجتي على التحمّل ضعيفةً للغاية. أعتقد أنني يجب أن آخذها في جولةٍ في كثيرٍ من الأحيان لبناء قدرتها على التحمّل.”
“لماذا إذن؟”
“لأنه يغمى عليكِ في الليل.”
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون، الذي أجاب بهدوء، وحينها فقط شعرت أنها تستيقظ ببطء.
إذن الآن …… . تريدنا أن نخرج؟
التفتت بيلادونا برأسها نحو النافذة. كان الجليد والثلج السميك يذوبان هنا وهناك، لكن الطقس كان لا يزال قاسيًا عليها.
“…… لا أريد الذهاب. اذهب بمفردك.”
“بيلّا، ألم تسمعي للتوّ؟ هذه ليست مجرّد نزهة، إنها تدريبٌ لبناء قدرتكِ على التحمّل. لذا لا يمكنني الذهاب بمفردي.”
“أين بحق الإله يوجد في العالم زوجٌ يدرّب زوجته …… كيا!”
وكأنه أمرٌ لا يمكن اعتراضه، مدّ إسكاليون ذراعيه ورفع بيلادونا على السرير. كافحت بيلادونا، التي ارتفعت عالياً في لحظة، بكلتا ساقيها وأمسكت بكتفي إسكاليون بإحكام.
ربّت إسكاليون على ظهرها وقال.
“هل تتذمّرين من أجل الاستحمام؟”
“أنزِلني!”
“بماءٍ دافئ؟ لكِ ذلك بالتأكيد. زوجتي تصاب بالبرد بسهولة.”
سحب زوايا شفتيه مازحًا وتوجّه إلى الحمام المُلحق بالغرفة. لم يكن أمام بيلادونا خيارٌ سوى الاستعداد لنزهتها في الصباح الباكر.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1