Don't let your husband know! - 116
“هل فعل البابا حقًا … مثل هذا الشيء لهم؟”
سأل الإمبراطور بصوتٍ غير مصدّق.
كان يعلم أن بروناس بريل كان يُظهِر جشعه على مدار السنوات القليلة الماضية، مع زيادة نفوذ الفاتيكان. ومع ذلك، لم يكن ليتخيّل أنه سيتصرّف بمثل هذا الدناءة.
لم يستطع أن يصدق أن شخصًا تجرّأ على تسمية نفسه مبعوثًا للرحمة سيفعل مثل هذا الشيء لشعب الإمبراطورية الذي يحترمه.
رفع الإمبراطور يده وكأن رأسه يؤلمه ولمس جبهته المتجعّدة.
في لحظة، امتلأت المحكمة بضجّةٍ غير مسبوقةٍ حيث انقلب الوضع رأسًا على عقب.
في خضمّ الارتباك، ظهر إسكاليون آخر الداخلين خلف الناس من لابليسيرونا.
مرّ عبر مدخل المحكمة بخطواتٍ خفيفة، وقفز بخفّةٍ فوق باب المحكمة التي يحرسها الفرسان، واقترب من بيلادونا على الفور.
واقفًا بالقُرب من بيلادونا، رفع زوايا فمه وسأل.
“هل تأخّرتُ كثيرًا؟”
“لقد أتيتَ في الوقت المناسب. لو تأخّرتَ بضع ثوانٍ، لكنتُ قد نُفيتُ من إمبراطورية إليانور.”
“لم أرتَح ولو للحظةٍ واحدةٍ منذ أرسلتِني إلى لابليسيرونا يا زوجتي العزيزة. إنه أمرٌ غريب. أعتقد أنني تأخّرتُ قليلًا لأنني مريض. أُعذري قصوري.”
قال إسكاليون متذمّرًا. نظرت إليه بيلادونا بابتسامةٍ عاجزة.
لقد أرسلت إسكاليون إلى العنوان الذي وجدته أثناء البحث في وثائق البابا. كان لديها شعورٌ بأن المكان سيكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأسرار البابا.
كما توقّعت، كان هناك ناجون وضحايا للعقاقير التي صنعها البابا أخفاهم عن أعين الجمهور.
“صمتًاا! أطلب منكم جميعًا أن تبقوا هادئين! سأصدر الآن حكم هذه المحاكمة.”
في تلك اللحظة، رفع القاضي الذي أوقف الجميع صوته. انتظر حتى هدأ ضجيج الناس قبل أن يرفع صوته بعد سماع الحُكم.
“لقد قتلت المتّهمة بيلادونا ديتت والدها، البابا بروناس بريل. على الرغم من أن هذا الفعل يشكّل جريمة قتلٍ يجب معاقبتها بشدّةٍ بموجب القانون الإمبراطوري …… ”
رفع بصره، ونظر ببطءٍ حول بيلادونا، وإسكاليون، والجمهور، والإمبراطور، الذي كان يطيل نهاية كلماته. نظرت إليه بيلادونا بوجهٍ متوتّر.
“…… نتيجةً للتحقيق، وما توصّل إليه الإدعاء، نرى أن سبب القتل كان معقولاً وقريبًا من الدفاع عن النفس، بالنظر إلى الظروف. نتّفق أيضًا على أن الأدلة التي تمّ الكشف عنها حديثًا. تم الكشف عن أن الضحيّة، البابا، كان مُذنبًا، وأنه سبّب ضررًا كبيرًا للإمبراطورية.”
أطلقت بيلادونا، التي كانت تستمع إلى حُكم القاضي، تنهيدة ارتياحٍ للاتجاه الذي سلكته المُحاكمة.
“ومع ذلك، فمن الصحيح أن البابا بروناس بريل فقد حياته بسبب القديسة بيلادونا ديتت، ولا يمكن تبرير القتل لأيّ سبب.”
شدّ إسكاليون يده على كتف بيلادونا.
استمع الجميع في قاعة المحكمة إلى صوت القاضي.
“لذلك، سيتم طرّد بيلادونا ديتت بشكلٍ دائمٍ من فاتيكان أستانيا. هذا كلّ شيء.”
عند صدور حُكمه، قام جراهام وهازل، اللذان كانا واقفين بوجهين متوتّرين، بتصفية حنجرتيهما. كما استرخى إسكاليون جسده المتيبس قليلاً.
نعم، في هذه المرحلة …… أطلقت بيلادونا نفسًا صغيرًا وحنت رأسها.
عندما انتهى القاضي من قراءة الحُكم، تحوّلت أنظار الجميع إلى الإمبراطور. إذا كان بإمكانه الموافقة على هذا الحُكم، فإن المحاكمة ستنتهي على هذا النحو.
“……”
تحرّكت عينا الإمبراطور الرماديتان الغائمتان نحو بيلادونا. حدّق فيها بنظرةٍ فارغةٍ للحظةٍ قبل أن يفتح فمه ببطء.
“أوافق على الحُكم. بدءًا من اليوم، تمّ إلغاء وضع بيلادونا ديتت كقديسة، ومن المقرّر أن تشكّل العائلة الإمبراطورية فريق تحقيقٍ للتحقيق بشكلٍ شاملٍ في جرائم البابا السابق. ومع ذلك، إذا تم الكشف عن أن كلمات بيلادونا ديتت كاذبةً أو تم العثور على أيّ دليلٍ على تدخّلها المتعمّد أثناء العملية، فسيتمّ معاقبتها بشدّة.”
بعد أن انتهى الإمبراطور من التحدّث، رنّ أحد الكهنة جرسًا صغيرًا للإشارة إلى انتهاء المحاكمة تمامًا.
سرعان ما طغى ضجيج الناس على صوت الجرس الصغير.امتلأت قاعة المحكمة بطنين الناس الذين يعبّرون عن آرائهم دون استثناء.
“القديسة!”
“لم تعد قديسة! ماذا سيحدث لنا الآن؟”
“متى سيتمّ انتخاب البابا الجديد؟”
تجاهل الإمبراطور جميع أسئلة الناس ووقف. نزل من كرسيه المرتفع ومشى ببطءٍ نحو الباب خلف المحكمة.
“يقصد إخبارنا بإنهاء الأمر.”
تمتم القاضي بصوتٍ خافت، وبدا مُتعَبًا وهو يشاهد ظهر الإمبراطور يختفي. اقترب من بيلادونا وقال.
“يمكنكِ المغادرة الآن. سأقوم بتدوين نتائج المُحاكمة رسميًا وإرسالها إلى قلعة جريبلاتا.”
“فهمت، سيادة القاضي.”
انحنت بيلادونا لفترةٍ وجيزةٍ واستدارت.
كان جسدها مُتعَبًا للغاية ومنهكًا من الوقت الطويل من التحضير للمُحاكمة والتحقيق، لكن عقلها كان صافيًا ومنتعشًا.
أمسكت بيد إسكاليون الكبيرة بإحكام. أرادت الخروج من هنا والعودة إلى مكانٍ مريح. في تلك اللحظة، فتح القاضي الذي كان ينظّم الحُكم، خلفها فمه مرّةً أخرى.
“حضرة قديسة. أوه، لا. دوقة ديتت.”
“نعم؟”
اقترب مرّةً أخرى وتحدّث.
“اللقب الجديد مُحرِج. إنه فقط، على الرغم من أنكِ لم تعودي قديسة، أعتقد أنني سأحظى بالعديد من الفرص لطلب رأيكِ في المستقبل. هل هذا جيّد؟ سأرسل كاهنًا إلى جريبلاتا من حينٍ لآخر.”
“تطلب رأيي بماذا؟”
“أعتقد أن رأيكِ سيكون مُهِمًّا في اختيار البابا الجديد وفي سير العملية المستقبلية للفاتيكان. على الرغم من الحاجة إلى مزيدٍ من التحقيق، فإن إقالة الكاردينال نيكولاس مؤكَّدةٌ تقريبًا، لذا فإن الشخص الوحيد الذي يعرف أكثر عن كيفية سير الفاتيكان حتى الآن هو أنتِ.”
رمشت بيلادونا بتعبيرٍ مرتبك.
من بعض النواحي، بدا اقتراح القاضي معقولًا جدًا. ومع ذلك، فإن المشكلة هي أنها ليست القديسة الحقيقية، لذلك لا تعرف شيئًا.
لقد عاشت كالقديسة بيلادونا لأكثر من عامٍ بقليل. لذلك كان من المستحيل تقريبًا التوصية ببابا جديدٍ أو المشاركة في العملية.
“حضرتك، أنا ….”
“بمجرّد انتهاء التحقيق في قضية البابا بروناس بريل، سأعمل أيضًا على عودة القديسة.”
“عودتي؟”
سألت بيلادونا بدهشة. ألقى القاضي نظرةً على المراقِبين المزدحمين وأومأ برأسه.
“هل تعلمين ماذا تعني القديسة لشعب الإمبراطورية؟ مع رحيل البابا، لا يمكن لأولئك الذين يؤمنون بالقديسة ويدعمونها ويعيشون كلّ يومٍ بفضل عطائها، أن يقبلوا غيابها.”
“لكن هذا هو ….”
“علاوةً على ذلك، إذا تم الكشف عن أفعال البابا الشنيعة واحدةً تلو الأخرى، فإن الرأي العام سوف يتحوّل أكثر. لأن الدعم للقديسة، التي اختارت إراقة الدماء على يديها من أجل شعب الإمبراطورية على الرغم من أن والدها كان يعتني بها منذ صغرها، سيزداد أكثر.”
هل سيحدث ذلك …؟
حوّلت بيلادونا بصرها ونظرت إلى شعب الإمبراطورية وهم يصرخون عليها. بعد أن فقدوا شخصين اعتمدوا عليهما عقليًا في وقتٍ واحد، بدوا قلقين ومتوتّرين إلى حدٍّ ما.
“ومع ذلك، فإن السيدة ديتت هي أيضًا دوقة جريبلاتا، لذا فأنا قلقٌ من أن يكون الدور الجديد مُرهِقًا لكِ.”
عند كلمات القاضي المراعية، رفعت بيلادونا رأسها ونظرت إلى إسكاليون.
بعد الاستماع بصمتٍ إلى محادثتهما، رفع زوايا فمه وقال لها.
“لماذا تنظرين إليّ؟ يجب أن تفعلي ما تريدينه.”
“هذا صحيح، ولكن …….”
“سأحترم قرار زوجتي تمامًا، لذا فكّري في الأمر برويّة.”
هزّ إسكاليون كتفيه وقال.
“ربما إن أردتِ أن تكوني البابا القادم …….”
“أوه، لا! لا، مستحيل!”
هزّت بيلادونا رأسها بسرعة، مُقاطِعةً القاضي الذي كان ينتظر فرصةً للتحدّث.
“حضرتك، أقدّر العرض، لكن ليس لديّ أيّ نيّةٍ للعودة إلى أستانيا. أنا لستُ مؤهَّلةً للقيام بذلك.”
“…… أنتِ متواضعةٌ كما كنتُ أعتقد.”
“ليس الأمر أنني متواضعة، بل إنني غير مؤهَّلةٍ حقًا! والآن، أريد أن أتحرّر من دور قديسة أستانيا وأن أعيش حياةً حرّة.”
شدّدت بيلادونا قبضتها على إسكاليون وأكملت.
“يمكنكَ أن تسألني عن الفاتيكان في أيّ وقت، لكنني لن أعود أبدًا إلى أستانيا.”
“إنه لأمرٌ مجزن. ولكن إذا كان هذا ما تريدينه حقًا، سيدتي، فأنا أفهم ذلك.”
“ومع ذلك، هناك شخصٌ واحدٌ يمكنني التفكير فيه باعتباره البابا القادم، سأخبركَ عندما تتاح لي الفرصة.”
أجابت بيلادونا بابتسامةٍ لطيفة. خفض القاضي حاجبيه، وكأنه لم يكن لديه خيار، وأومأ برأسه.
بعد سماع الإجابة، استدار وابتعد نحو الكهنة، سأل إسكاليون بدهشة.
“لماذا هذا الرفض العنيد؟”
“لقد سئمتُ من أستانيا الآن. لا أريد العودة إلى مكانٍ ليس لديّ فيه ذكرياتٌ جيّدة. أريد أيضًا إنهاء دوري كقديسة مزيّفة.”
“حقًا؟ ليس لديّ سببٌ للاعتراض.”
بعد التحدّث، قاد بيلادونا إلى مدخل قاعة المحكمة. من الخلف، أمكنهم سماع القاضي يصرخ لتهدئة المتفرّجين.
“سنُعلِن البيان الرسميّ قريبًا، لذا يُرجى الانتظار للحظة!”
“اهدأوا جميعًا!”
سمع إسكاليون صوت القاضي المسكين، وقال مرتاحًا.
“هل يمكننا حقًا أن ننطلق إلى جريبلاتا الآن؟”
“نعم! أريد العودة بأقرب وقت.”
“لحسن الحظ، خفَّ البرد كثيرًا. إنه الطقس المثالي لقضاء الوقت معكِ.”
“إنه مثاليٌّ فعلاً.”
أجابت بيلادونا بصوتٍ منتعشٍ وخرجت من قاعة المحكمة. وبينما مرّوا معًا عبر الرّدهة وخطوا للخارج، ضربتها أشعة الشمس المُبهِرة. ضيّقت بيلادونا عينيها بشكلٍ انعكاسي.
رفع إسكاليون راحة يده ووضعها على جبهتها، مبتسمًا بزوايا شفتيه. كانت عيناه الذهبيّتان، اللتان تلمعان أكثر مع ضوء الشمس، تنظران إليها بحنان.
“تهانينا، بيلّا. الآن انتهى كلّ شيءٍ حقًا.”
* * *
انكمشت بيلادونا أكثر في البطانية. لاحظها إسكاليون وأطلق ضحكةً ناعمة، وضغط بجسده الساخن على جسدها.
انكمشتت بيلادونا على أكبر قدرٍ ممكنٍ من مساحة جسدها ضدّ عضلاته الصلبة، وكأنها تبحث عن موقدٍ دافئ. تذمّرت وهي تضغط بكاحليها، اللذان كانا مكشوفين تحت بيجامتها السميكة، على فخذيه.
“ألم تقل أن البرد قد خفّ كثيرًا؟”
“لقد أصبح الجوّ أكثر دفئًا كثيرًا.”
“لقد مرّ أسبوعٌ منذ عودتي إلى جريبلاتا، وما زلتُ غير قادرةٍ على التعوّد عليه. لا يمكنني النوم بدون إسكاليون.”
“هذا ألطف شيءٍ سمعتُه على الإطلاق.”
همهم إسكاليون بارتياحٍ وهو يسحب رأسها المستدير ناحيته. بعد لفّها بين ذراعيه بإحكامٍ للحظة، فتح فمه مرّةً أخرى.
“بيلّا، هل ما زلتِ تشعرين بالبرد؟”
“إنه أفضل من ذي قبل.”
“أعرف طريقةً لرفع حرارتكِ. هل يجب أن أساعدكِ؟”
تصلّب جسد إسكاليون على الفور وهو يتحدّث. احمرّ وجه بيلادونا، التي أدركت على الفور ما يعنيه، وهزّت رأسها.
“لا ……! لا بأس!”
“لا ترفضي.”
رفع إسكاليون، الذي أصبحت نظراته مظلمة، الجزء العلوي السميك من جسده وغطاها.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1