Don't let your husband know! - 114
أجاب جراهام لسؤال هازل.
“لقد تم تأكيد موت البابا، وتم العثور على الكاردينال نيكولاس في مكانٍ قريب. أمسك به الفرسان وهو يحاول العودة عبر الممرّ السري.”
“إنه جبانٌ حتى النهاية.”
“تم القبض على ماتوبجو أيضًا على الفور. لم يساعد البابا بنشاطٍ على الهروب هذه المرّة فحسب، بل إنه صنع أيضًا بوابةً إلى جريبلاتا ودخل بشكلٍ غير قانوني، لقد أخبرتهم بكلّ شيءٍ عن ذلك.”
“أحسنت! لكن …… ما هي العلاقة التي تجمع ماتوبجو والبابا؟”
ردًّا على سؤال هازل، هزّ جراهام كتفيه ونفى برأسه.
“كيف لي أن أعرف؟ بما أنه يساعد البابا بهذه الطريقة، أعتقد أن لديه نوعٌ من الضعف القاتل يعرفه البابا، لكن لا يمكنني معرفة الظروف المعقّدة والمفصّلة للمسؤولين الأعلى.”
بعد الانتهاء من الحديث، غيّر جراهام تعبيره ونظر إلى بيلادونا بوجهٍ مرتبك. ابتلع لعابًا جافًّا وفتح فمه الذي لم ينفتح.
“دوقة ….”
نظرت هازل، التي لاحظت ما كان جراهام على وشك قوله، إليها أيضًا بوجهٍ مضطرب.
كانت أستانيا هي التي أصبحت فوضى بين عشيّةٍ وضحاها.
لقد تبيّن أن البابا، الذي كان يحظى بالاحترام والمحبّة من قِبَل شعب إمبراطورية إليانور، قد ارتكب بالفعل كلّ أنواع الأعمال غير الأخلاقية ضد عامّة الناس العاجزين، وقد ومات الآن. وكان الشخص الوحيد الذي يمكنه خلافته والسيطرة على مركز الفاتيكان، القديسة، هي مَن قتلته.
وعلاوةً على ذلك، فقدت القديسة قوّتها واستعادت صوتها حتى ……
لم يكن من الصعب التنبّؤ بمدى الفوضى التي ستبتلع أستانيا، أو حتى إمبراطورية إليانور بأكملها، عندما يبزغ الفجر.
“سيدتي …… الأمر هو …..”
“قالوا أنهم سيقدّمونني للمحاكمة؟”
تحدّثت بيلادونا بدلاً من جراهام، الذي لم يتمكّن من الاستمرار في الحديث. عضٍ جراهام شفته السفلية، غير قادرٍ على الإجابة بوضوح.
“قـ …… قائد الفرسان ينتظر في الرّدهة.”
“لنذهب إذن.”
وقفت بيلادونا. غمرها شعورٌ عميقٌ بالتعب والدوار.
توقّفت عندما كانت على وشك مغادرة غرفة الاستقبال، ونظرت إلى جراهام.
“قبل ذلك، أريد أن أرى إسكاليون.”
* * *
دفعت بيلادونا الباب الثقيل.
كان إسكاليون مستلقيًا على سرير مستشفًى مؤقّت مصنوعٌ في الفاتيكان.
كانت عيناه مغلقتين، وذراعاه منتفختين، وجسده العلوي ملفوفًا بضماداتٍ بيضاء، وكان مظهره غير مألوفٍ جدًا لبيلادونا.
بدا وكأنه في نومٍ عميق، أو وكأنه لن يستيقظ مرّةً أخرى.
أغلقت بيلادونا الباب بإحكامٍ خلفها واقتربت من السرير، حابسةً دموعها التي كانت على وشك الانهمار.
جلست بعنايةٍ على الكرسي بجوار السرير ونظرت بهدوءٍ إلى إسكاليون. مدّت يدها ببطءٍ نحوه.
كانت يد بيلادونا ملفوفةً أيضًا بضماداتٍ سميكة. كانت تمسك بالشمعدان بقوّةٍ شديدةٍ لفترةٍ طويلة، لذلك فقد انغرز عميقًا في جلدها وترك جروحًا صغيرة، ولكن الغريب أنها لم تشعر بأيّ ألم.
“……..”
وضعت يدها على ضمادة إسكاليون، ولا يزال بإمكانها الشعور بالجلد المتورّم.
واصل الفرسان الإمبراطوريون التحقيق في الأدوية التي حقنها البابا في عامّة الناس وإسكاليون. ومع ذلك، لم يتمّ العثور على الوثائق التي أخفاها البابا أو أحرقها أثناء فراره على عجل.
‘البابا …… ‘
عادت أفكار بيلادونا بشكلٍ طبيعيٍّ للبابا، أغمضت عينيها بإحكامٍ وهزّت رأسها بقوّة.
إذا توقّفت عن التفكير ولو للحظة، فإن الإحساس الثقيل الذي ضرب أطراف أصابعها سيطر على عقلها. شعرت وكأن رائحة الدم النفّاذة التي ملأت الكنيسة بعد انهيار البابا كانت تبتلعها من جميع الاتجاهات.
“ها …… “
شهقت بيلادونا لالتقاط أنفاسها.
حقا، أنا … كان عليّ أن أفعل ذلك بيديّ، البابا ……
على الرغم من أنني كنتُ أعلم أنني لا أستطيع منع نفسي، إلّا أنني شعرتُ بالذنب الذي لا ينضب لفعل ذلك بيديّ.
ارتجفت يدها على جسد إسكاليون بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه.
في تلك اللحظة، غطّت يدٌ كبيرةٌ ساخنةٌ ظهر يدها.
“بيلّا.”
أدارت رأسها بدهشة، ورأت إسكاليون يحدّق فيها بعينيه مفتوحتين على مصراعيهما. كانت عيناه الذهبيّتان الداكنتان تحدّقان فيها بوضوح.
“إسكاليون؟ هل أنتَ مستيقظ؟”
“ترتجفين هكذا على جسدي، لذلك ليس لديّ خيارٌ سوى الاستيقاظ.”
رفع إسكاليون يده ومسح شعرها. حبست بيلادونا دموعها التي كانت تتجمّع مرّةً أخرى وفركت وجهها بيده.
“اعتقدتُ أنكَ لن تستيقظ مرّةً أخرى ……”
“لماذا تقولين مثل هذه الأشياء الرهيبة؟”
“هل أنتَ بخير؟ هل تشعر بالألم أو عدم الراحة في أيّ مكان؟”
رفعت بيلادونا، التي كانت تتّكئ على يده، جسدها وفحصت جسد إسكاليون هنا وهناك.
عندما تلامست يداها هنا وهناك، تأوّه إسكاليون وفتح فمه.
“لا أعرف ما إذا كان الأمر مؤلمًا، لكنني أشعر بالارتياح فقط عندما تلمسينني.”
“لا تمزح …..!”
صرخت بيلادونا بصوتٍ دامع. كانت تكرهه لأنه قال أشياءً سمجةً فقط حتى عندما كان بين الحياة والموت.
ضحك إسكاليون وكأن النسيم يهبّ بخفّةٍ بينما كان ينظر إليها وسأل.
“ماذا عن سكارليت؟”
“إنها في الغرفة المجاورة. لحسن الحظ، ليست في خطر الموت، قالوا إنها ستتحسّن إذا حصلت على بعض الراحة.”
استرخى تعبير إسكاليون أكثر عند سماع خبر أن سكارليت في أمان.
“هل تم القبض على البابا؟ نظرًا لأنني أستطيع الاستلقاء هنا ومواجهتكِ بسلام، أعتقد أن الفرسان الإمبراطوريين فعلوا شيئًا.”
“…….”
“هل حدث كلّ هذا بعد أن فقدتُ وعيي؟ لابدّ أنني بدوتُ كالجثّة الهامدة بشكلٍ سيّئٍ للغاية.” (¹)
“…….”
“إذا كان الأمر قد انتهى تقريبًا، فيجب أن نترك كلّ شيءٍ لفيليكس ونعود إلى جريبلاتا. بدأتُ أشعر بالتعب قليلاً. أريد الخروج من هذا المكان الحارّ في أسرع وقتٍ ممكن.”
“…….”
عندما لم يكن هناك إجابةٌ من بيلادونا، حدّق إسكاليون فيها بهدوء. تحدّث إليها مرّةً أخرى، التي بدا أنها شاردةٌ في أفكارها.
“بيلّا.”
“……..”
“بيلّا، ما بكِ؟ هل هناك خطبٌ ما؟”
هزّت بيلادونا رأسها عند سؤاله.
لم يكن هناك خطب. لقد مات البابا، وانتهى كلّ شيء. إسكاليون آمنٌ الآن، ولم يتبقَّ شيءٌ يهدّد بيلادونا. لكن …….
“إذًا ما الأمر؟”
“….. أنا.”
فتحت بيلادونا فمها ببطء. استمع إسكاليون بهدوءٍ إلى صوتها.
“أنا …… أنا قتلتُ البابا.”
عند سماع كلمات بيلا.ونا، أغلق إسكاليون فمه ونظر إليها. أغلقت عينيها وهزّت رأسها.
“لقد ضربتُ مؤخّرة رأس البابا. إذا لم أفعل ذلك … إذا لم أفعل ذلك، كان لينهض مجدّدًا ويمسك بي، ويحاول قتلكَ حقًا …”
“بيلّا.”
“لقد قتلتُ بابا أستانيا. البابا الذي وَثِق به شعب إمبراطورية إليانور ووقّره … لقد قتلتُ مبعوث الرحمة الوحيد بيديّ … أنا، القديسة …”
“بيلّا، انظري إليّ.”
مدّ إسكاليون يده الكبيرة إليها. أمسك بخصر بيلادونا، التي كانت جالسةً على الكرسي، رفعها وأجلسها على حجره.
نظرت إليه بيلادونا، التي تغيّر وضعها في لحظة، بوجهٍ محتار، والدموع لا تزال معلَّقةٌ في عينيها. كانت نظرة إسكاليون الثابتة مركّزةً عليها.
“شكرًا لكِ.”
“هاه؟”
“شكرًا لكِ.”
رمشت بيلادونا دون أن تعرف ماذا يحدث. قلتُ إنني قتلتُ البابا، ولكن لماذا ……
“لو لم يكن بفضلكِ، لما كنتُ هنا.”
“……..”
لقد كانت فكرةً مروعة. إسكاليون ليس هنا …….
“بفضلكِ، زوجكِ، الأخ الوحيد لسكارليت، وسيد شعب جريبلاتا. لقد أنقذتِ حياته.”
“هذا …….”
زفرت بيلادونا بهدوء. أمسك إسكاليون معصم بيلادونا وهزّه لأعلى ولأسفل بينما واصل حديثه.
“لقد كنتِ تحمين زوجكِ وأخته فقط، بهذه الأيدي الرقيقة.”
نظرت بيلادونا إلى يدها، التي كانة تتمايل لأعلى ولأسفل بعجزٍ بسببه. اليد السخيفة التي بالكاد ظهرت من الضمادة.
“كم كان الأمر صعبًا عليكِ؟”
نبس إسكاليون مازحًا.
كونها معه، الذي أخذ ما حدث لها كأمرٍ مُسلَّم به، بدأ قلبها القلق العائم يهدأ شيئًا فشيئًا.
“لا داعي للشعور بأيّ ذنبٍ غير ضروري.”
“…….”
“لقد كنتِ تتصرّفين فقط للدفاع عن نفسكِ ولحماية عائلتكِ.”
فتحت بيلادونا فمها وهي تنظر إلى إسكاليون، الذي كان يلعب بيدها وكأنها لعبة، ويخفي كلّ شراسته.
“لكن عليّ الذهاب إلى العاصمة للمثول أمام المحكمة الآن.”
“أوه، هذه مشكلةٌ نوعًا ما.”
تأوّه إسكاليون، الذي كان يمسك معصمها بإحكام، واتّكأ بوجهه على كتفها النحيل. رفع يده عن معصم بيلادونا ولف ذراعيه حول خصرها وقال.
“اعتقدتُ أنه يمكنني أخيرًا اصطحابكِ إلى جريبلاتا، لكن هناك المزيد بالفعل؟”
“ربما أذهب إلى السجن بدلاً من جريبلاتا ……”
“من فضلكِ لا تقولي مثل هذه الأشياء الرهيبة، بيلّا.”
رفع إسكاليون رأسه من حيث دفنه في كتفها. كانت عيناه الذهبيّتان الداكنتان مليئتين بالاستياء.
“لن أسمح بحدوث ذلك.”
“لكن في النهاية، جلالة الإمبراطور هو الذي يصدر الحٌكم.”
“على الرغم من أنه عجوز، فلا بد أن حكمه لم يتأثّر بعد. إذا لم يتمكّن حتى من الحُكم جيدًا بهذا القدر، فعليه التنحّي عن العرش.”
“من فضلك، قد يسمع أحدهم …..!”
ارتجفت بيلادونا وغطّت فمه بيدها السليمة.
حتى لو كان هناك اثنان فقط هنا، كان من غير المحترم التحدّث عن جلالة الإمبراطور بهذه الطريقة.
قبّل إسكاليون برفقٍ راحة يدها التي تغطّي شفتيه.
“لا تقلقي، سأكون معكِ طوال الوقت.”
“لا. إسكاليون، تحتاج إلى الراحة. لا تعرف أبدًا أين قد يحدث خطبٌ ما في جسدك.”
“بجانبكِ تكمن راحتي.”
قال إسكاليون بحزم.
حدّقت بيلادونا فيه للحظةٍ ثم فتحت فمها.
“لو كنتُ لا زلتُ أملكُ قوّتي، لكنتُ قد شفيتُ إسكاليون …..”
“أحبّ صوتكِ العذب أكثر من ذلك.”
فتح إسكاليون، الذي كان يحدّق في بيلادونا، فمه.
“قبّليني. أعتقد أنني سأُشفَى تمامًا حينها.”
“هذا لا علاقة له بالشفاء.”
“بصراحة، هذا صحيح. فقط قبّليني. لأنني أريد ذلك.”
خفضت بيلادونا رأسها ببطءٍ تجاهه. ربما بدا الأمر بطيئًا للغاية لإسكاليون، لذا، غير قادر على التحمّل، رفع يده وسحب مؤخّرة رأسها بقوّة.
وسرعان ما تشابكت أنفاسهما تجاه بعضهما البعض.
أمال بيلادونا رأسها وانحنت أقرب إليه.
في هذه اللحظة التي تلقّت فيها أنفاسه الساخنة تمامًا، تمكّنت من محو كلّ أفكارها التي تخيفها.
أمسكت بكتف إسكاليون بإحكام، كغريقٍ يتمسّك بحبل النجاة. استجاب إسكاليون لها، وحرّك جزءه العلوي أقرب إليها ولفّ ذراعيه حول خصر بيلادونا بتملّك.
بعد ذلك، ركّزا على بعضهما البعض لفترةٍ طويلة، متناسين ما حدث وما سيحدث، محتضنين أجسادهما أقرب لبعضها البعض.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
(¹) هون إسكاليون كان يحاول يمزح معها لأنه سألها وهي ما حكت اشي، بحكيلها كل هاد صار؟
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1