Don't let your husband know! - 113
استدار إسكاليون، الذي كان يلمس ساعده المتورّم لفترةٍ وجيزة، واقترب من البابا، الذي انهار أمام المرآة. نظر إليه البابا مبتسمًا.
“إذا كنتَ محظوظًا …. ستُولَد من جديدٍ كأوّل قديس. إنه عقارٌ جديدٌ تم تطويره مؤخّرًا …. لم أختبر فعاليته بعد.”
“هذا لن يحدث.”
انحنى إسكاليون بالجزء العلوي من جسده، ورفع ذراعه عالياً، ولكم وجهه بقبضته. مع صوت شيءٍ ينكسر، استدار وجه البابا.
ومع ذلك، استمرّ إسكاليون في لكمه مرارًا وتكرارًا. لم يتوقّف صوت الضرب. كان البابا مترهّلًا بالفعل مثل الدمية، لكن إسكاليون لم يتوقّف.
“…….!”
في تلك اللحظة، تعثّر إسكاليون، الذي كان واقفًا منتصبًا، وسقط إلى الأمام. وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة، أطلق البابا، الذي كان وجهه مغطًّى بالدماء، ضحكةً واهية.
“أوه … الآن … الدواء … يأخذ مفعوله؟ حقًا … عطايا أيّ إلهٍ هذه ؟ مَن ستتبع … لتلقّي القوّة المقدّسة؟”
“أيها الصفيق الأبله …….”
أمسكه إسكاليون، الذي كان راكعًا على ركبةٍ واحدةٍ ويلتقط أنفاسه بدوار، من ياقة قميصه. استخدم آخر قوّته لإلقاء البابا على المرآة المكسورة.
كلانج ….. !
عندما اصطدم جسد البابا، تحطّمت المرآة إلى قطعٍ مع فرقعةٍ عالية.
طارت القطع في كلّ الاتجاهات ومرّت عبر ذراعي بيلادونا وكتفيها وخدّيها وجبهتها، تاركةً جروحًا صغيرة. سقط البابا على الأرض، وهو يئنّ من الألم ويرتجف.
ثم سقط إسكاليون أمامه، منهارًا على ركبته المتبقّية.
“إسكاليون!”
ركضت بيلادونا بسرعةٍ وأمسكت به عندما انهار. عبس إسكاليون وشهق لالتقاط أنفاسه وكأنه يشعر بالدوار.
“آغه …”
“أوه، لا …”
تمتمت بيلادونا بذعرٍ وهي تسحب إسكاليون، الذي كان وجهه يفقد لونه تدريجيًا، بين ذراعيها.
لا يمكن، هذا لا يمكن ….
بدأت الدموع تتجمّع على الفور في عينيها وهي تتذكّر الموقف الرهيب.
لا، مُحال …. هزّت بيلادونا رأسها وبدأت تتمتم.
“أنتَ، أين الترياق؟ بالتأكيد صنعتُم ترياقًا لهذا النوع من العقاقير ….!”
“…..”
“إسكاليون، استعد رشدك! إسكاليون! هل يوجد أحدٌ هنا؟ ساعدوني أرجوكم!”
صرخت بيلادونا وهي تنظر إلى مدخل الكنيسة. ومع ذلك، لم تكن هناك أيّ علامةٍ على مرور أيّ شخصٍ بالكنيسة القديمة الواقعة في عمق الداخل.
سرعان ما التفتت برأسها ونظرت حولها، لكن الموقف كان أسوأ. اختفى الكاردينال نيكولاس وماتابجو دون أن يتركا أثراً، وعلى مسافةٍ أبعد قليلاً كانت سكارليت مستلقيةً فاقدةً للوعي، تنظر إلى السقف.
خفضت بيلادونا نظرتها الدامعة مرّةً أخرى.
أغلق إسكاليون، الذي أصبح تنفّسه ضحلاً للغاية، عينيه وكأنه يحتضر. عند النظر إليه، غرق قلبها.
وضعته بيلادونا بعنايةٍ بين ذراعيها. كان عليها أن تخرج على الفور وتطلب المساعدة من الفرسان.
“……!”
في تلك اللحظة، أمسك شخصٌ ما بكاحلها وهي تحاول النهوض.
التفتت برأسها بدهشة، ورأت البابا يزحف بكلتا ذراعيه ويمسكها. عندما رأته، الذي بدا وكأنه حشرةٌ خانقة، لم تستطع كبح غضبها.
“أتركني!”
صرخت بيلادونا، وسحبت يديه. ومع ذلك، ربما لأن يد البابا ومعصمه اللذين أمسكا بها كانا ملطّخين بالدماء، استمرّت يدها في الانزلاق وفشلت في جعله يفلتها.
“هاه هاه هاه …”
تمسّك بها ووجهه على الأرض، ثم رفع رأسه وأطلق صوتًا أجشًا.
“بيلادونا ….”
تحسّست بيلا دونا يديها خلف ظهرها. أمسكت أطراف أصابعها المرتعشة بالشمعدان الثقيل الذي كان يتدحرج على الأرض.
“أتركني!”
عندما رفعته عالياً، بدأت ذراعاها ترتعشان بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه.
نظر إليها البابا وابتسم بشكلٍ ملتوٍ.
“هل تحاولين ضربي؟ هل تعتقدين أنكِ تستطيعين …… أن تفعلي ذلك؟”
“……..”
“بيلادونا …… أعرف ذلك. لا يمكن للقديسة، المختارة …… أن تفعل أيّ شيءٍ يؤذي الناس ……”
لم يكن يعلم أنها ليست القديسة.
أغلقت بيلادونا فمها بإحكامٍ وأدارت رأسها. ظهر مدخل الكنيسة أمام عينيها. من أجل إنقاذ إسكاليون، الذي فقد وعيه، كان الوقت هو جوهر الأمر.
“أنقذيني، بيلادونا ……”
تأوّه البابا وشدّ قبضته على كاحلها. أخذت بيلادونا نفسًا عميقًا ثم ضربت يده بقوّةٍ بالشمعدان الذي كانت تحمله.
“ابعد يدك!”
“آآه ….. !”
تأوّه عندما تلقّى ضربةً مباشرةً على ظهر يده وترك بيلادونا. استغلّت الفجوّة للنهوض.
بسرعة …… بسرعة …..!
ومع ذلك، عندما وصلت إلى مدخل الكنيسة، شعرت بشيءٍ غريب. التفتت برأسها بصدمة ورأت البابا يتسلّق جسد إسكاليون على المنصة ويخنقه.
ذلك الوغد اللعين ….. !
عادت بيلادونا على عجلٍ وسحبته من كتفه وضربته بقبضتها.
“لا تفعل هذا!”
“هاه هاه هاه …”
ولكن لم يبدُ أن البابا يستطيع سماع بيلادونا. كانت عيناه تزدادان جنونًا. حتى الأوردة السميكة على ظهر يده التي كانت تخنقه كانت تتحوّل إلى اللون الأحمر.
إذا استمرّ هذا، فقد يفقد إسكاليون حياته حقًا.
“اتركه!”
لم تعد بيلادونا قادرةً على تحمّل الأمر لفترةٍ أطول، فأغمضت عينيها بإحكامٍ ورفعت الشمعدان، وضربت مؤخّرة رأس البابا بقوّة.
بصوتٍ خبطة، سقط البابا، الذي كان جاثيًا فوق إسكاليون، ببطءٍ على الجانب.
ساد الصمت في لحظة. الآن، لم يكن هناك صوتٌ في الكنيسة.
لم يكن من الممكن سماع ضحكٍ مقزّز، أو أنين، أو أصوات ضرب.
أخذت بيلادونا نفسًا عميقًا.
نظرت إلى الأسفل بعيونٍ خائفة، رأت جسد البابا، الذي انهار على الأرض، وأصبح مغطًّى بالدم الأحمر تدريجيًا.
“……!”
جفلت بيلادونا وانهارت في مكانها. ارتجف جسدها بالكامل.
“…. أوه.”
خرجت صرخاتٌ بائسةٌ من فمها.
سواء كان ذلك بسبب رعب الموقف، أو الشعور بالذنب لقتل شخصٍ ما، أو الخوف من فقدان إسكاليون، الذي كان يفقد وعيه تدريجيًا، فقد ظلّت تبكي بلا توقّف. أو ربما كانت كلّ هذه الأسباب معًا.
‘يـ يجب أن أنهض …’
أجبرت بيلادونا نفسها على العودة إلى رشدها، ونهضت من على الأرض. ومع ذلك، استمرّت ساقيها في فقدان القوّة.
بالكاد تمكّنت من النهوض من مكانها، ووضعت القوّة في ساقيها المرتعشتين. كان عليها أن تفتح باب الكنيسة المغلق بإحكامٍ في أسرع وقتٍ ممكنٍ وتخرج.
إذا ذهبتُ إلى الأمام أبعد قليلاً، فسأجد الفرسان الإمبراطوريين …… وربما يكون فرسان جريبلاتا أقرب ……
نزلت بيلادونا من المنصّة بساقين مرتعشتين.
ربما لأن نظرتها استمرّت في الاهتزاز، بدا أن مدخل الكنيسة يدور.
بسرعة ……. بسرعة …… !
شدّت على فكّها السفلي وخرجت، متعثرةً خطوةً بخطوة. في تلك اللحظة، انفتح باب الكنيسة الذي لم يتحرّك على الإطلاق من تلقاء نفسه.
“مَن هنا!”
سمعت أصوات الفرسان. دخل هواء الليل البارد دفعةً واحدةً مع الضوضاء العالية.
شاهدت بيلادونا الفرسان الإمبراطوريين وهم يندفعون إلى الداخل بعيونٍ فارغة. كلّ هذا بدا غير واقعيٍّ بشكلٍ لا يُصدَّق.
“لقد وجدناه! البابا هنا!”
توقّف الفرسان الذين رأوا المشهد يتكشّف داخل الكنيسة للحظةٍ وكأنهم مندهشون، ثم حرّكوا أجسادهم مرّةً أخرى. ركض بعضهم إلى البابا للتحقّق من تنفّسه، وركض بعضهم نحو بيلادونا.
سأل أحد الفرسان الذين اقتربوا من بيلادونا، داعمًا إيّاها.
“قديسة، هل أنتِ بخير؟”
“أ-أرجوك، أنقذ إسكاليون. فقد وعيه بعد حقنه بعقارٍ مجهول. قـ قد يكون هناك ترياقٌ في مكانٍ ما ….. “
رفعت بيلادونا يديها المرتعشتين وأشارت إلى إسكاليون خلفها.
“فهمت.”
“سكارليت أيضًا …… فقدت وعيها في وقتٍ سابق. لقد سُجنت لفترةٍ طويلة …… “
“قديسة، لا تقلقي. سنعتني بالأمور من الآن فصاعدًا.”
تحدّث فيليكس، قائد الفرسان نحو بيلادونا وهو يقترب مريحًا إيّاها، التي كانت تتلعثم في حالةٍ يُرثى لها.
“البابا قد مات!”
في تلك اللحظة، صاح أحد الفرسان الذين كانوا يتفقّدون البابا من الخلف.
عندما سمع فيليكس صوته، انتقل نظره إلى يد بيلادونا التي كانت تُمِسك بقوّةٍ بالشمعدان الملطّخ بالدماء.
“…….”
كانت بيلادونا لا تزال تمسك بالشمعدان، غير واعيةٍ بما الذي تحمله. ربما لأنها لم تخفّف قبضتها، استمرّت القِطَع الحادّة والدقيقة من الشمعدان في الانغماس في يدها.
فتح فيليكس، الذي كان ينظر بهدوءٍ إلى شكلها الملطّخ بالدماء، فمه ببطء.
“…… خُذوا القديسة إلى مكانٍ آمن.”
* * *
ساد الصمت غرفة الاستقبال في الفاتيكان.
خفضت بيلادونا، التي كانت جالسةً على كرسيٍّ قديمٍ على أحد جانبي غرفة الاستقبال، رأسها، وسحبت البطانية التي أحضرتها هازل إلى كتفيها. على الرغم من أنها لم تكن تشعر بالبرد، إلّا أنها شعرت بقشعريرةٍ تنخر في عظامها. في حالتها المتوتّرة، لم تستطع الاسترخاء.
في تلك اللحظة، انفتح الباب على مصراعيه وسُمِع وقع خطواتٍ عاجلة. رفعت بيلادونا رأسها، الذي كانت تخفضه، وسألت الشخص القادم.
“ماذا عن إسكاليون؟”
اقترب جراهام، بتعبيرٍ معقّد، من بيلادونا وقال.
“يبدو أنه تمّ إنقاذ حياته الآن. لقد قدّمنا له الإسعافات الأولية، لكنهم يقولون إنه يواجه صعوبةً في إزالة السموم لأن مكوّنات الدواء غير معروفة.”
“…….”
“لا تقلقي، سيدتي. إنه قويٌّ جدًا …….”
أطلقت بيلادونا نفسًا مرتجفًا وخفضت رأسها مرّةً أخرى. لم تكن هذه الكلمات مريحةً لها للغاية.
الدواء الذي حقنه البابا فيه كان دواءً غير مؤكّد. لا توجد طريقةٌ ليكون بخيرٍ بعد حقنه بدواءٍ يضرّ بجسده ……
تحدّثت هازل، التي كانت تنظر إلى بيلادونا بوجهٍ مليءٍ للشفقة، نيابةً عنها.
“ماذا عن الآنسة سكارليت؟”
“لحسن الحظ، لم تُصَب الآنسة سكارليت بجروحٍ خطيرة. يبدو أنها تعاني من سوء التغذية والإرهاق، لكن يُقال إنها تتعافى بسرعة.”
تنهّدت هازل بارتياحٍ وسألت مرّةً أخرى.
“البابا ……”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1