Don't let your husband know! - 110
حتى بعد أن قام الفرسان بتفتيش الغرفة تحت الأرض واسترجاع الوثائق المتبقية، لم يتم العثور على البابا وسكارليت.
سحبت بيلادونا جسدها المُرهَق، وخرجت من الظلام واتّبعت إرشادات الفرسان إلى العربة الآمنة.
“أيّتها القديسة، من فضلكِ استريحي هنا لبعض الوقت!”
أومأت بيلادونا برأسها للفارس الذي أنقذها بأمانٍ واتّكأت على ظهر المقعد.
لم تكن لديها أيّ فكرةٍ أن الأمر سيستغرق كلّ هذا الوقت للعثور على الشخصين المختبئين في الفاتيكان الواسع. ربما غادر البابا هذا المكان بالفعل بمساعدة آخرين.
بالتفكير في ذلك، شعرت بالضياع مرّةً أخرى.
طرق طرق.
في تلك اللحظة، سمعت شخصًا يطرق على نافذة العربة. نظرت فجأةً إلى الأعلى ورأت تينا بعيونٍ مستديرةٍ متمسّكةً بنافذة العربة وتنظر إلى الداخل.
“تينا …..؟”
تمتمت بيلادونا بهدوءٍ للشخص غير المتوقّع ودفعت باب العربة مفتوحًا. عندما فُتِح الباب، ظهر تيموثي، الذي كان يحمل تينا عالياً أمام النافذة.
فحص بيلادونا، التي بدت متعبةً للغاية، وظهرت عليها تعبيراتٌ حزينة.
“يا قديسة! أنا هنا. كنتُ في الجوار وتوقّفتُ لأُلقي التحيّة عليكِ عندما رأيتُكِ تخرجين. هل أنتِ بخير؟”
سأل تيموثي وهو لا يزال يحمل تينا عالياً. وكأنه لم يكن يتوقّع إجابةً حقًا، واصل الحديث.
“لقد سمعتُ ذلك من اللورد، وفرسان اللورد، والساحر العجوز الذي كان معه. البابا بروناس …… “
لم يستطع تيموثي إكمال جملته. لقد كان كاهنًا مخلصًا يتبع البابا بشكلٍ أفضل من أيّ شخصٍ آخر بقلبٍ يخدم الإله، لكنه بدا غير قادرٍ على التحدّث عن أفعال البابا الشريرة بفمه.
ابتسمت بيلادونا وكأنها فهمته وفتحت فمها.
“شكرًا لكَ على الحضور. من فضلكَ ادخل.”
“هاه؟”
اتّسعت عينا تيموثي وهو يفحص بيلادونا، التي كانت تتحدّث بلا مبالاة. فتحت تينا، التي كانت ممسكةً به، عينيها المستديرتين على نطاقٍ أوسعٍ أيضًا.
حرّكت بيلادونا جسدها لإفساح المجال لهما. ومع ذلك، كان تيموثي وتينا، اللذان كانا واقفين بالخارج، متجمّدين دون أن يتحرّكا على الإطلاق وكانا يحدّقان فيها فقط بلا تعبير.
“أوه … هل ترغب في الدخول؟”
عندما فتحت بيلادونا، التي كانت تنتظر لفترة، فمها مرّةً أخرى، فوجئ تيموثي وفتح فمه.
“قـ قديسة … أنا آسف، ولكن ماذا حدث …”
“قديسة، هل يمكنكِ التحدّث الآن؟”
سألت تينا بصوتٍ واضح. مدّت بيلادونا يدها وأجابت.
“نعم، يمكنني التحدّث الآن. هل ترغبين في الدخول؟ أريد الخروج، لكن ساقي ليست قويّةً بما يكفي …”
“آه! فهمت.”
عند كلمات بيلادونا، دخل تيموثي بسرعةٍ إلى العربة وهو يحمل تينا. جلس على الجانب الآخر من بيلادونا، وأجلس تينا على حجره، وواجهها. تحدّثت بيلادونا أولاً بينما كانت تنظر إليه وهو سكافح دون أن يتمكّن من سؤالها بشكلٍ صحيح.
“عاد صوتي بين عشيّةٍ وضحاها. لا أعرف لماذا. أعتقد أنه كان لأنني حصلتُ على قوّتي في مقابل صوتي، ولكن بمجرّد أن خرج صوتي، لم أستطيع استخدام قوّتي.”
“أوه، هذا …..”
كان تيموثي، الذي عَلِم بالموقف، أكثر حيرةً وارتباكًا. بدت بيلادونا، التي كانت تنظر إليه وهو يكافح كما لو كان هو مَن فقد قوّته، غير مبالية.
سألتها تينا، التي كانت تحدّق فيها بلا تعبير.
“قديسة، هل يمكنكِ أن تفقدي قوّتكِ بعد اكتسابها؟”
ابتسمت بيلادونا لها.
“نعم، لم أكن أعرف ذلك أيضًا، لكن أعتقد أنه يمكن أن يحدث. هذه أيضًا إرادة الإله، لذلك ليس لدينا خيارٌ سوى أن نتبع إرادته.”
“ثم …… هل أنتِ سعيدةٌ لأنكِ فقدتِ قوّتكِ؟”
“تينا!”
صرخ تيموثي بصوتٍ منخفضٍ كما لو كان يوبّخ تينا.
هل أنا سعيدةٌ لأنني فقدتُ قوّتي …؟
كان سؤال طفلةٍ لا يحتوي على الكثير من المعنى، لكن فكّرت بيلادونا بجديّة.
مقارنةً بوقتٍ كان بإمكانها فيه استخدام قواها العلاجية بحريّة، كانت هناك أوقاتٌ عديدةٌ شعرت فيها بالإحباط لأنها لم تستطع شفاء شخصٍ ما.
تمامًا كما حدث عندما لم تتمكّن من شفاء سكارليت التي كانت مريضةً منذ فترة.
ولكن حتى مع وضع كلّ ذلك جانبًا، كان من الأنسب أن يكون لها صوتٌ بدون قواها، وكان من الجميل أيضًا أنها لم تعد مضطرّةً إلى أن تكون سلّة مهملاتٍ لمشاعر الآخرين بعد الآن.
إذن هل يمكننا القول إنها أكثر سعادةً بهذه الطريقة؟ لذا، هل أرادت القديسة بيلادونا الأصلية أيضًا أن تعيش حياةً طبيعيةً دون استخدام قواها؟
فتحت بيلادونا، التي كانت تنظر إلى الطفلة التي كانت تنظر إليها ببراءة، فمها ببطء.
“تينا، هل تريدين العودة إلى حياةٍ طبيعيةٍ دون استخدام قواكِ؟”
“أحيانًا أفعل ذلك. أخي دائمًا قلقٌ لأنني لا أستطيع الشعور بألمي بشكلٍ صحيحٍ بسبب قواي.”
انكمشت ملامح تيموثي وهو يستمع إلى إجابة تينا. مدّت بيلادونا، التي كانت تنظر إلى الشقيقين المتطابقين، يدها وأمسكت بيد الطفلة بإحكام.
“يمكنكِ أن تفكّري في ذلك. عندما لم أستطع التحدّث، كان الأمر غير مريحٍ بالنسبة لي.”
عندما قالت بيلادونا، القديسة التي عاشت لفترةٍ طويلةٍ باستخدام قواها، نفس الشيء، أصبح وجه تيموثي أكثر كآبة.
نظر إلى أخته الصغرى بتعبيرٍ حزين. نظرًا لأن القوى المقدسة كانت شيئًا يستهلك قوّة حياة القديسة في كلّ مرّةٍ يتم استخدامها، بدا وكأنه يشعر بثقل المستقبل الذي سيتعيّن على الطفلة أن تمشي فيه.
“لكن تينا، هناك شيءٌ واحدٌ مؤكّد، قدرتكِ هي هديّةٌ ثمينةٌ من الإله.”
“هديّة؟”
“نعم، هديّة. قد يكون الأمر غير مريحٍ بعض الشيء الآن، لكن القدرة على شفاء المرضى هي موهبةٌ ثمينةٌ حقًا. لا يوجد شيءٌ أكثر مكافأةً من رؤية الأشخاص الذين يأتون إليّ يكتسبون القليل من الأمل ويتحسّنون ويعودون سعداء.”
رمشت تينا بعينيها الكبيرتين عند سماع كلمات بيلادونا.
على الرغم من أنها كانت قوّةً مؤقتة، إلّا أنها استمرّت في الحديث، متذكّرةً المشاعر التي شعرت بها على مدى الأشهر القليلة الماضية.
“عندما سمعتُ سؤالكِ لأوّل مرّة، اعتقدتُ أيضًا أن الحياة العادية بدون القوّة المقدّسة ستكون أكثر سعادةً بشكلٍ طبيعي. ولكن عندما فكّرتُ في الأمر مجدّدًا، أدركتُ أنه ليس بالضرورة صحيحًا.”
“حقًا؟”
“الحياة السعيدة لا علاقة لها بما إذا كان بإمكانكِ استخدام القوّة المقدّسة أم لا. إذا كان بإمكاني أن أعيش حياتي الخاصة كإنسان، أعتقد أن هذه هي السعادة.”
السبب وراء تعاسة بيلادونا عندما كانت قادرةً على استخدام القوّة المقدّسة هو أنها كانت محاصرةً في إطار القديسة وعاشت حياةً بلا حرية داخل الفاتيكان. لم تكن تريد أن تعيش تينا هذا النوع من الحياة.
“عندما أعطانا الإله هذه العطايا، فهو بالتأكيد لم يكن يريدنا أن نكون تعساء.”
بينما كانت تلمس يد الطفلة الممتلئة، واصلت بيلادونا.
“لا أعلم إن كنتِ يا تينا ستفقدين قوّتكِ المقدّسة في وقتٍ ما وتعودين إلى حياةٍ عاديّةٍ مثلي، أو إن كنتِ ستقضين حياتكِ كلّها في شفاء الآخرين، لكني آمل ألّا تركّزي كثيرًا على القوّة المقدّسة نفسها. سواء استطعتِ استخدام هذه القوّة أم لا، فأنتِ لا تزالين تينا.”
“أممم ….”
عبست الطفلة وكأنها تحاول فهم ما تعنيه.
“لكن هناك شيءٌ واحدٌ مؤكد، لا يجب أن تصبحي قديسةً في الفاتيكان! هناك الكثير الكثير من العمل هنا!”
خفضت بيلادونا رأسها، متحدّثةً بلمحةٍ من المرح. كانت مزحة، لكنها كانت أيضًا ملاحظةً صادقة.
“لذا أخبرتِها ألّا تُري البابا قواها؟”
“هاه؟ هل فعلت؟”
ابتسمت بيلادونا بشكلٍ مُحرَجٍ لسؤال تيموثي.
لحسن الحظ، بدا أن تينا قد فهمت معنى هزّ بيلادونا اليائس لرأسها في ذلك الوقت.
“لم أستطع منع نفسي. لقد تبنّاني الفاتيكان عندما كنتُ صغيرةً ونشأتُ تحت حُكم البابا، لذلك لم أكن أريد أن تعيش تينا على هذا النحو.”
“قديسة …… “
خفض تيموثي، الذي أدرك نواياها متأخّرًا، حاجبيه. أومأ برأسه، وشدّ قبضته على تينا.
“عندما اكتشفتُ لأوّل مرّةٍ أن تينا لديها قِوًى …… لأكون صادقًا، كنتُ حزينًا جدًا.”
“تيموثي …… “
كان قلبه الحزين مفهومًا. مَن الذي قد يكون سعيدًا بالقوّة التي تلتهم حياة عائلته؟
“لكن إذا كانت هذه أيضًا إرادة الإله، فأنا أريد استخدام القوّة التي منحها الإله لتينا بطريقةٍ قيّمةٍ حيث لا يتلاشى معناها. سأتأكّد من إبقاء تينا كشخصٍ حتى لا تنسى نفسها.”
استمرّ تيموثي في الحديث وكأنه يتّخذ قرارًا لنفسه.
“لا ينبغي أبدًا استخدام القوّة المقدسة بتهوّر. نظرًا لأنها قوّةٌ ثمينةٌ تستهلك قوّة الحياة الثمينة، فيجب استخدامها بالقدر المناسب عند الضرورة القصوى. لا أعرف أيّ اتجاهٍ هو الصحيح بعد، لكنني سأستمرّ في التفكير في الأمر.”
“سيكون الكاهن تيموثي وتينا بخير.”
“شكرًا لكِ على قول ذلك. الآن، يجب على تينا أيضًا أن تشكر القديسة على كلماتها اللطيفة!”
“شكرًا لكِ!”
انحنت تينا برأسها على حضن تيموثي. كانت بيلادونا غارقةً في التفكير وهي تنظر إلى المظهر اللطيف للطفلة.
ربما لو كان بابا أستانيا شخصًا مثل تيموثي بدلاً من شخصِ مثل بروناس، لما حدث مثل هذا الشيء الرهيب.
عندها ربما عاشت القديسة بيلادونا حياةً أكثر سعادة.
الآن كلّ هذا مجرّد فكرةٍ عديمة الفائدة …….
حوّلت بيلادونا بصرها من النافذة، وافترضت افتراضًا لا معنى له.
بينما كانت تحدّق في الخارج بذهول، منهكة، رأت شخصًا يتحرّك في الظلام بإشارةٍ مريبة. مَن هو هذا الشخص؟
ضيّقت بيلا دونا، التي كانت عيناها مركّزتين عليه، عينيها ونظرت إلى الشخص المتحرّك. الشخص الذي يتحرّك بصمت، وينظر حوله، لم يكن سوى الكاردينال نيكولاس.
“… تيموثي، سأخرج.”
بيلادونا، التي أخطرته بذلك، نهضت بهدوءٍ من مقعدها. وبالحكم على سلوكه المريب، يبدو أنه بدأ يبحث عن البابا مع حلول الظلام.
قفزت بيلادونا من العربة ونظرت إلى تيموثي، غارقةً في التفكير.
كان بإمكانها أن تطلب من تيموثي أن يطلب المساعدة من الفرسان، ولكن إذا كانت قد جمعت الناس على عجل، فربما كان نيكولاس الحذر ليتوقّف عن الحركة.
بدا من الصواب أن تتبعه بحذرٍ الآن ثم تستدعي الناس.
“سأساعدكِ أيضًا! تينا، دعينا نذهب إلى هناك!”
قال تيموثي، ملاحِظًا أن بيلادونا كانت تحاول مواصلة التحقيق. ألقت بيلادونا عليه هزّةً سريعةً – نفيًا برأسها- وهو يحاول اتباعها، ثم سارت بحذرٍ إلى حيث اختفى نيكولاس.
“…….”
استمرّ نيكولاس في النظر حوله واتّجه إلى مكانٍ ما.
لقد كان من حسن الحظ أنها جاءت بمفردها ……. كان الجو هادئًا للغاية في كلّ مكان، واعتقدت أنه كان من الصعب إخفاء وجودها إذا كان هناك العديد من الأشخاص. اختبأت بيلادونا خلف شجرةٍ كثيفة، وكانت حريصةً على عدم الدوس حتى على فرعٍ صغير.
بعد أن تبعته لمسافةٍ معيّنة، عرفت أخيرًا إلى أين كان متّجهًا. استدارت بيلا دونا فور تأكيد المبنى أمامها.
يجب أن أخبر الفرسان بهذا …… !
“هاه.”
ومع ذلك، بمجرّد أن استدارت، غلّفها شيءٌ عملاق. تم احتضان بيلادونا بعناقٍ دافئٍ وناعم، وكأنها كانت مغطاةً ببطانيّةٍ ضخمة. ما- ما الأمر؟
“شش.”
إلى جانب الصوت المألوف، غمرها الدفء والرائحة المألوفة. رفعت بيلادونا رأسها ونظرت إلى صاحب الصوت.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1