Don't let your husband know! - 104
أغمضت بيلادونا عينيها دون أن تجيب. نظرت إلى العيون الذهبية العميقة الموجّهة إليها.
على عكس عينيها، كانت نظراته حازمةً لم ترتعش وبدا أنه لا تديخاف على الإطلاق.
آه …….
هل هذا لأنه كان أمامها مباشرة؟ عندما نظرت إلى عينيه هكذا، شعرت أن عقلها المرتبك يستقرّ ببطء.
فتح إسكاليون فمه، ولا يزال ممسكًا بخدّيها.
“بيلّا، لا بد أنكِ نسيتِ لأنكِ ابتعدتِ عن زوجكِ العزيز كثيرًا، لكنكِ زوجتي.”
“………”
“هل ما زلتِ تحاولين القيام بشيءٍ حيال هذا الأمر وحدكِ؟ لا تتحدّثي هراء. لابدّ أن البابا قال لكِ شيئًا عديم الفائدة مرّةً أخرى، لكنني لن أقع في نفس الخدعة.”
“اتىكي…….”
ما هذا!
حاولت أن تقول شيئًا، لكن ما خرج من فمها كان صوتًا سخيفًا. كان من الصعب قول أيّ شيءٍ لأنه كان يمسك وجهها.
إذا فعلتَ هذا، فوجهي …… ! هزّت بيلادونا وجهها بعنفٍ لمحاولة إبعاد يده، لكن لم يكن الأمر سهلاً.
“هـ هذا ……”
“منظركِ لطيفٌ وساحرٌ للنظر إليه، لماذا تفعلين هذا؟”
قال إسكاليون بلا مبالاة.
نظرت بيلادونا إلى الرجل أمامها وكأنها لا تستطيع فهمه على الإطلاق. لم تستطع أن تصدّق مدى جرأته، وأنه كان يلعب مثل هذه المقلب السخيف حتى في هذا الموقف.
بل كان من حسن الحظ أنه لم يبدُ قلقًا أو خائفًا للغاية …… ؟
“لقد عاد وجهكِ أخيرًا إلى تعبيره الأصلي.”
نظر إسكاليون إلى بيلادونا ذي وجهٍ المحتار، ورفع زوايا فمه.
تعبير وجهي …… ؟ حينها فقط أدركت بيلادونا أنه لعب هذه المقلب لتخفيف مشاعرها المتوتّرة.
“بيلّا، قلتِ أنكِ لن تخفي أيّ شيءٍ عني مرّةً أخرى، أليس كذلك؟”
سرعان ما غيّر تعبيره وسأل بوجهٍ جاد.
أومأت بيلادونا، التي لا زال وجهها بيده، برأسها بدلاً من الإجابة.
“إذن أخبريني ماذا قال لكِ البابا. ولماذا تبدين مرعوبةً للغاية؟”
“حسنًا، إذا تركتَ وجهي …”
“آه.”
رفع إسكاليون حاجبيه وكأنه آسف وأرخى اليد التي كانت تمسك بها.
فقط بعد ذلك أطلقت بيلادونا، التي عاد وجهها إلى ما كان عليه، تنهيدةً صغيرةً وفتحت فمها.
“… البابا يستخدم سكارليت كرهينةٍ لتهديدي.”
“ما الذي يريده؟”
“يريد أن تطلّقني، وأن أحصل على نفقة، وأعود إلى أستانيا لمواصلة حياتي كقديسة.”
“إذا كان هدفه المال، يمكنني أن أعطيه بقدر ما يريد، لكن لا يمكنني منحه شرطه الثاني.”
لمس إسكاليون ذقنه وقال. رفع أحد حاجبيه ونظر إلى بيلادونا بعينيه الذهبيتين الداكنتين.
“لا أستطيع أن أفهم لماذا البابا مهووسٌ بزوجة رجلٍ آخر.”
السبب وراء هوس البابا بالقديسة ……
“من المرجّح أن يكون ذلك بسبب الرمزية. إنه لا يحتاج إلى قوّة القديسة الآن، لكن القديسة تعني الكثير للمؤمنين. من أجل أن يحافظ الفاتيكان على هذا المستوى من الحجم والاستثمار في المستقبل، هناك حاجةٌ إلى شخصٍ كالقديسة.”
“إذا كانت هذه هي الحالة، ألم يكن يجب أن يعاملها بشكلٍ أفضل في المقام الأول؟ حتى لا ترغب في المغادرة منذ البداية.”
قال بنبرةٍ بدت غير مفهومة.
هذا صحيح …… أومأت بيلادونا برأسها وفتحت فمها.
“ومع ذلك، فإن إظهارها للبابا على الفور لا تبدو فكرةً جيدةً الآن. كما ترى من محتويات هذه الوثيقة في يدي، فهو ليس في عقله الصحيح. خطوةٌ خاطئةٌ واحدةٌ يمكن أن تؤذي سكارليت بشكلٍ خطير.”
“أتفق مع ذلك. إذن ما الذي الشيء الأفضل لفعله؟”
عبست بيلادونا عند سؤاله. ماذا يمكننا أن نفعل بهذه الأدلة غير المكتملة …….
بالإضافة إلى الأدلة التي أنشأتها القديسة بيلادونا، لا بد أن يكون هناك بالتأكيد دليلٌ داخل الفاتيكان على أن البابا قد فعل مثل هذا الشيء.
أين كان ليُخبِّئ مثل هذه الآثار بين الغرف والمخازن العديدة في الفاتيكان …
“لم يكن البابا ليفعل كلّ هذا بمفرده، أليس كذلك؟”
“بالطبع. من المرجح أنه استخدم أطرافه بدلاً من التحرّك بنفسه.”
مَن ممّن في الفاتيكان كان ليثق به في هذه المَهمّة؟
‘… الكاردينال نيكولاس، بالطبع.’
فكّرت بيلادونا في البابا بروناس والكاردينال نيكولاس، اللذين كانا معها دائمًا. كان البابا يحافظ على قرب الكرادلة، ويعتمد عليهم، ويعاملهم مثل الأطراف، ولكن عندما لا ينظر إليه أحد، كان يتجاهلهم أكثر من أيّ شخصٍ آخر.
لم تستطع بيلادونا أن تنسى كيف كان الكاردينال نيكولاس يحمرّ خجلاً أحيانًا بازدراء.
“عذراً، ما هو الوقت الآن؟”
“إنه ……”
أدار إسكاليون رأسه ونظر إلى الساعة على مبنى الفاتيكان. تحقّقت بيلادونا من الوقت وأمسكت بمعصمه على الفور.
“إسكاليون، لديّ معروفٌ أطلبه منك! الآن، عُد إلى مدخل الفاتيكان وأوقف الكاردينال نيكولاس عن دخول الفاتيكان. لا، خُذه بعيدًا! يمكنكَ اختطافه كما اختطفني البابا!”
“ماذا؟”
عبس إسكاليون عند الطلب غير المتوقّع.
“لماذا الكاردينال نيكولاس فجأة؟ هل يقوم بمضايقتكِ؟”
“لا.”
هزّت بيلا دونا رأسها وتحدّثت بهدوء.
“من الآن فصاعدًا، سأزرع بذرةً صغيرةً من الشك بين البابا والكاردينال نيكولاس. بذرةٌ ستنمو في النهاية بما يكفي لخنق البابا.”
* * *
طرقت بيلادونا باب المكتب بوجهٍ متوتّر.
“ادخل.”
بعد الانتظار للحظة، سُمِع صوت البابا من الداخل. كان صوته ذا نبرةٍ لطيفةٍ ورحيمةٍ للغاية.
عندما دخلت المكتب، رأت ضوء شمس ما بعد الظهر تسطع من خلال النافذة الكبيرة التي لفتت انتباه الزوار على الفور. للوهلة الأولى، بدا وكأنه كاهنٌ نظيفٌ محبوبٌ من الإله، جالسًا أمام مكتبٍ تحت النافذة.
‘في الواقع، إنه العكس تمامًا …..’
سارت بيلادونا، التي كانت تعرف طبيعته الحقيقية، إلى الأمام مع شعورٍ خفيٍّ بالغثيان.
فتح فمه دون أن يرفع رأسه من كرسيّه، حيث كان يقرأ الكتب المقدّسة.
“لقد أخبرتُكِ أنني سأمنحكِ يومًا، لكنكِ عدتِ قبل ما كنتُ أتوقّعه. ماذا حدث؟”
“انتهت المحادثة مبكّرًا. كما قلت، أحضرتُ أوراق الطلاق وأمر التقييد. حصلتُ على توقيعه على كليهما، لذلك أحتاج فقط إلى التوقيع عليهما.”
ضحك البابا بروناس على إجابة بيلادونا.
“هل سلّم اللورد ديتت الأوراق للتوّ؟ لابد أنه كان غاضبًا جدًا، لكنني لم أسمع أيّ ضجّة.”
“كيف يمكنه أن يفعل ذلك عندما كانت حياة أخته على المحك؟ لقد جادل كثيرًا واعترض، لكننا توصّلنا إلى اتّفاقٍ من أجل سلامة الجميع.”
تحدّثت بيلادونا بصوتٍ هادئٍ قدر الإمكان. وضعت أوراق الطلاق وأمر التقييد الموقّع من قِبَل إسكاليون على مكتب البابا.
نظرته، الذي ما زال لم يرفع رأسه، بقيت على الورقة.
“والنفقة؟”
بعد فترةٍ وجيزة، فتح فمه.
ثم، كان حديثٌ آخر عن المال.
إسكاليون ليس مخطئًا في هذا الزواج، فما النفقة التي تطالبه بها …
قطّبت بيلادونا حاجبيها قليلاً حتى لا يعرف، ثم فتحت فمها.
“لقد وعدني بإرسال المبلغ المكتوب في أسفل أوراق الطلاق كلّ شهر. التوقيع يضمن أيضًا صحّة في ذلك.”
ارتفعت شفتا البابا إلى الأعلى وهو ينظر حوله للتحقّق من الرقم، ربما لأنه كان مبلغًا مُرضيًا. فتحت بيلادونا، التي كانت تراقبه، فمها.
“الآن، دَع سكارليت تذهب.”
“سكارليت؟ همم …”
تظاهر بالتردّد وقال دون أن يجيب طلبها.
“ماذا لو كنتُم تحاولون خداعي في مؤامرة؟”
عند صوته الهادئ والوقح، أطلقت بيلادونا تنهيدةً بوجهٍ مُتعَب.
لقد خطّط لهذا منذ البداية. كان يريد فقط الحصول على الحقوق القانونية وعدم التنازل عن أيّ شيءٍ من جهته.
“من فضلك حافظ على وعدك.”
“وعد؟ بيلادونا، هل هذا ما تريدين أن تقولينه لي؟”
سأل البابا بضحكةٍ متقطّعة.
“تقولين هراءً هنا وهناك، فعن ماذا تتحدّثين الآن؟”
“……”
“لا تقلقي. على عكسكِ، أنا لا أكذب في كلماتي. سأضع الماء والطعام في غرفة تلك المرأة، سكارليت أو أيًّا مَن كانت، بحلول نهاية اليوم. هذا من شأنه أن ينقذ حياتها الآن.”
أليس الكذب تخصّصه، وليس تخصّصي؟ ضغطت بيلادونا على قبضتيها بإحكام، وهي تحدّق في وجهه الصفيق.
“إذن دعني أرى وجهها شخصيًا. أحتاج إلى معرفة ما إذا كانت سكارليت آمنة.”
عند كلماتها، فتح بروناس فمه وكأنه يفكّر.
في هذه المرحلة، كان عليها أن توقّفه عند حدّه. فتحت بيلادونا فمها بسرعةٍ وأضافت.
“إذا لم أتأكّد من ذلك، فلا يمكنني التوقيع على الأوراق. ما الذي سأصدّقه وأفعل ما قد أفعله لأجله إذا لم أتأكد؟”
“نعم، حسنًا. لم تكوني غبيّةً منذ البداية، لذا يمكنكِ أن ترغبي في تأكيد ذلك كثيرًا. سأريكِ إيّاها غدًا صباحًا.”
“لا، أرِنِي إيّاها الآن.”
عندما قالت بيلادونا ذلك بحزم، عبس بروناس على الفور وأغلق عينيه. أظهر هذا السلوك أيضًا أنه بدأ ينزعج.
كان عادةً ما يصنع وجهًا كهذا ثم يستخدم العنف دون أن تتمكّن حتى من الدفاع عن نفسها والمقاومة.
ارتجف جسد بيلادونا قليلاً عندما فكّرت في الأمر. ومع ذلك، لم تستطع التوقّف عند هذا الحد. استجمعت القليل من الشجاعة وفتحت فمها.
“سأوقّع على الفور إذا تأكّدتُ فقط أن سكارليت آمنة. لماذا تتردّد الآن؟”
“هاه، بيلادونا ….”
سرعان ما فتح البابا عينيه وبصق. نهض من كرسيه، والتقط قطعة قماشٍ سميكةٍ كانت على الطاولة، وسلّمها لها.
“غطّي عينيكِ. سآخذكِ إلى حيث يتم احتجاز تلك المرأة.”
قَبِلت بيلادونا القماش السميك الذي قدّمه لها البابا بروناس بطاعة. نظرت إليه للحظةٍ قبل أن تفتح فمها.
“أوه، صحيح. لقد وجدتُ شيئًا في طريقي إلى هنا. هل ترغب في التحقّق منه؟”
أدار بروناس رأسه بتعبيرٍ مشبوهٍ عند الملاحظة غير المتوقّعة التي لم تتناسب مع الموقف.
“أيّ نوعٍ من الخدع السطحية هذه؟ إذا كنتِ تحاولين فقط كسب الوقت، فسيكون ذلك غير مفيدٍ لكِ.”
“مستحيل. المحتوى صادمٌ للغاية، لذلك اعتقدتُ أن البابا يجب أن يراه بالتأكيد.”
هزّ بروناس رأسه وكأنه منزعج.
“توقّفي عن القيام بأشياء عديمة الفائدة وغطّي عينيكِ بشكلٍ صحيح. يبدو أنكِ تريدين تشتيت انتباهي بهذه الطريقة ومعرفة مكان تلك المرأة ……”
لم تستمع بيلادونا إليه حتى النهاية وسلّمته الورقة التي كانت تحملها. ظهرت نظرة ارتباكٍ على وجه بروناس عندما اكتشف الورقة المجعّدة.
“ما هذا؟”
“أعتقد أنه سيكون من الأفضل لكَ أن تقرأها بنفسكَ بدلاً من أن أشرحها لك.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1