Don't let your husband know! - 102
عند رؤية تعبير البابا، شعرت بوخزٍ في عمودها الفقري وبدأ جسدها بالكامل يرتجف. اجتاحتها ذكريات ما حدث قبل بضعة أسابيع فقط، سيطر الموقف العنيف على عقلها.
سأل البابا بروناس، الذي كان ينظر إلى بيلادونا وخوفها في ازدياد، بصوت منخفض.
“هاه؟ أخبريني. إذا فقدتِ صوتكِ مرّةً أخرى، هل ستعود قواكِ المقدّسة؟ لماذا لا نحاول هذا الآن؟”
“… ايكك، هيكك ……”
ما خرج منها كان صوتًا متألّمًا فقط في المقابل. شعرت بأنفاسها تتسارع ورؤيتها تُظلِم تدريجيًا.
هاه، هاه ……
فقط عندما كانت على وشك فقدان الوعي، أفلت البابا بروناس قبضته. لم تتمكّن بيلادونا، التي تحرّرت منه، من الوقوف بشكلٍ صحيحٍ وانهارت في مكانها، وهي تسعل بعنف.
شعرت أن المكان من حولها يدور.
“… هيك.”
استدار البابا، الذي كان ينظر إليها بنظرةٍ غير مبالية. اقترب من خزانة العرض القديمة على الحائط وفتح دُرجًا يقع في المنتصف. مع صوت صرير، ظهر خنجرٌ حاد.
“ماذا عن قطع حبالكِ الصوتية؟ حتى لا تتمكّني من التحدّث مرّةً أخرى.”
“………”
“حتى لو لم تستعيدي قواكِ المقدّسة، فقد يكون هذا أفضل. إنه أفضل بكثيرٍ من التحدّث بالهراء أمام الناس.”
أجبرت بيلادونا جسدها المرتجف على اكتساب القوّة ونظرت إلى البابا وهو يستدير ويقترب منها.
هذا الحقير القذر …….
انحنى بروناس أمام بيلادونا، التي انهارت على الأرض، والتقى بنظراتها. كان طرف الخنجر الحاد الذي كان يحمله موجّهًا إليها.
“هاه؟ ماذا تعتقدين، يا قديسة؟ لقد كنتُ أدرس كثيرًا مؤخّرًا، لذلك أعرف بالضبط أين أقطعه بالضبط. يمكنني الحفاظ على حياتكِ ولكنني سأجعلكِ تفقدين صوتكِ.”
“…….”
“ما الأمر مع تلك النظرة في عينيكِ؟ هل كنتِ تعتقدين حقًا أنني سأترككِ إذا أخبرتِني أنكِ فقدتِ قواكِ المقدّسة؟”
ابتسم البابا. كانت ابتسامته لطيفةً للغاية، ولكنها كانت قاسيةً للغاية أيضًا.
حدقت بيلادونا فيه بعيونٍ دامعة.
تهديد وترويع ابنتك؟ تصاعد غضبٌ لا يمكن السيطرة عليه تجاهه لأنه تجرّأ على فعل مثل هذا الشيء. البابا، الذي كان يراقبها بلا تعبير، فتح فمه مرّةً أخرى.
“أتساءل عن هذا الأمر. هل يعرف زوجكِ عن هذا؟”
لم تتمكّن بيلادونا من الإجابة ونظرت إلى أسفل إلى الخنجر الذي لمس رقبتها.
لم يتحرّك البابا الذي يحمل الخنجر على الإطلاق، لكن جسد بيلادونا استمر في الارتعاش، ممّا تسبب في قطع الطرف الحاد من النصل لجلدها.
كان بإمكانها أن تشعر بالدم يتدفّق من الجرح إلى أسفل رقبتها.
“أنا متأكّدٌ من أنكِ استخدمتِ قواكِ بشكلٍ جيّدٍ تمامًا أثناء احتفال عيد ميلاد الإمبراطور …… لماذا بحق خالق الجحيم استعدتِ صوتكِ؟”
كان الأمر الأكثر غرابة أن صوته كان مليئًا بالفضول الحقيقي.
هذا الرجل المجنون ……
“أجيبي، بيلادونا.”
غرس طرف سيفه في جلد بيلادونا بشكلٍ أعمق. أغمضت بيلادونا عينيها وفتحت فكّها السفلي المرتجف لتتحدّث.
“أنا … لا أعرف.”
“هل حاولتِ استعادة قوّتكِ؟”
“لقد حاولتُ أن أفعل ذلك كما فعلتَ من قبل، لكنه لم ينجح بشكلٍ صحيح.”
حدّق البابا بروناس فيها وهي تجيب. بدا الأمر وكأنه يحكم على صحّة ما تقول.
“هذا صحيح … حسنًا، على أيّ حال، لم أعد بحاجةٍ إلى قوّتكِ بشدّة.”
بعد فترة، واصل فحص بيلادونا وفتح فمه.
“لم يعد الأمر مثل الأيام الخوالي عندما كانت هناك صراعاتٌ على السلطة بين الكرادلة حول منصب البابا، وعلى الرغم من أن عدد المؤمنين قد انخفض بشكلٍ كبيرٍ مقارنة بما كان عليه من قبل، إلّا أنه ليس مشكلة.”
“…….”
“بالطبع، يحتاج الفاتيكان إلى شخصٍ جديد. منذ أن تزوّجتِ من فارس البرابرة، بدأ تأثير قديستنا يتلاشى. لا يمكن للبابا العودة بدون أتباعه.”
خفت صوت البابا بروناس وهو يواصل الحديث. وضع الخنجر الذي كان يوجّهه على بيلادونا بعيدًا
أخيرًا أطلقت بيلادونا أنفاسها التي كانت تحبسها. سقطت بأنفاسها المرتعشة على الأرض.
“أبحث عن شخصٍ جديدٍ يتمتّع بقِوًى مقدّسة. بعبارةٍ أخرى، أحاول استخراج بيلادونا ثانية.”
بيلادونا ثانية؟
ظهرت صورة تينا في ذهنها. ممّا أكّدته، كانت تينا طفلةً تتمتّع بدرجةٍ ما من قوّة الشفاء. لحسن الحظ، لم يكتشف البابا قواها بعد …….
شعرت بالدوار وهي تفكّر في أن تينا ربما سقطت حقًا في أيدي البابا.
يجب أن تبقى هذه القوّة سريّة من الآن فصاعدًا …..!
“إذا لم أتمكّن من العثور عليها، فسأصنعها بيدي.”
تصنعها …… ؟
عبست بيلادونا عندما سمعت تمتمة البابا.
بعد أن خدم الإله لفترةٍ طويلة، هل فقد عقله ويعتقد حقًا أنه إله؟ كيف يمكنه أن يصنع شخصًا يتمتّع بقِوًى مقدّسة؟
ومع ذلك، قبل أن تنمو شكوكها، وقف البابا بروناس وقال.
“إذا لاحظ الناس أنكِ استعدتِ صوتكِ وفقدتِ قواكِ المقدّسة، فسيعتقدون أن الإله تخلّى عنكِ.”
“……”
“لذا إخفِ الأمر حتى النهاية.”
أومأت بيلادونا برأسها بدلاً من الإجابة عند نظرته المهدّدة.
“سأفتح الفاتيكان قريبًا وأستدعي سيد جريبلاتا هنا. الآن بما أنكِ لم تعودي بكماء، سيتعيّن عليكِ إقناعه جيّدًا.”
اقترب من المرآة الطويلة المعلّقة على جانبٍ واحدٍ من الغرفة، ونظر فيها، وبدأ في ترتيب ملابسه الفوضوية. جعلها سلوكه الهادئ والطبيعي وكأن شيئًا لم يحدث تضحك بصوتٍ عالٍ.
“بيلادونا. هناك ثلاثة أشياء تحتاجين أخذها بشكلٍ صحيح. ورقة طلاقٍ واضحة موقّعة، ونفقةٌ كبيرة، وأمرٌ تقييديٌّ ينصّ على أنه لن يأتِ لرؤيتكِ مرّةً أخرى. هل تفهمين؟”
“……”
“هاه، أتساءل عمّا إذا كنتِ تعرفين أن الفاتيكان قد عانى من خسارةٍ كبيرةٍ لأنني أبقيتُ الفرسان الإمبراطوريين في ضيافتي لبضعة أيامٍ إضافية.”
كانت نبرته حقًا تلومها.
لا، هذا لأنكَ مسرفٌ للغاية ……!
أرادت الصراخ في أيّ لحظة، لكن الخنجر الذي لا يزال في يد البابا لفت بصرها. ضغطت بيلادونا على قبضتيها، وشعرت بالعجز لعدم قدرتها على قول أيّ شيء.
“أوه، وتذكّري أنه إذا أحضرتِ مبلغًا غير مُرضٍ، فلن يُفتَح الباب الذي احتُجِزَت فيه تلك المرأة.”
“…….”
“هذا الولد المتغطرس، سمعتُ أنه تلقّى قدرًا كبيرًا من الثروة جنبًا إلى جنبٍ مع أرضه من جلالة الإمبراطور، لكن هذا أكثر ممّا يمكنه تلقّيه لمجرّد صنع اسمٍ لنفسه في الحرب وقطع رؤوس عددٍ قليلٍ من الرجال المهمّين. ربما لا يعرف ذلك القروي البربريّ حتى كيف ينفق أمواله بشكلٍ صحيح.”
قام بتعديل ملابسه واستدار.
“لا تجلسي هناك كالبلهاء. انهضي من مكانكِ واتبعيني.”
وقفت بيلادونا على ساقيها المرتعشتين. راقبها وناولها قطعة قماشٍ متّسخة.
“غطّي عينيكِ بهذا. الآن، قديستنا باتت خبيرةً في الطعن في الظهر، لذا يجب أن تطعني زوجكِ في ظهره ببراعة، فهمتِ؟”
“…….”
“سأمنحكِ يومًا. خلال هذا الوقت، عليكِ القضاء عليه تمامًا.”
إسكاليون …….
حوّلت بيلادونا، التي كانت تنظر بصمتٍ إلى القماش الذي سلّمها إياه، نظرتها.
لم تكن لديها أيّ فكرةٍ عن حالة سكارليت خلف الباب المُغلق بإحكام. بالتفكير فيها، لم تستطع إضاعة الوقت على هذا النحو.
عضّت بيلادونا شفتها السفلية ورفعت يدها لالتقاط القماش الذي مدّه البابا. أومأت برأسها، وغطّت عينيها بقطعة القماش المتّسخة، وربطت عقدةً في مؤخّرة رأسها.
“لنذهب إذن.”
* * *
“ادخل.”
“هاه؟ لماذا يفتحون الباب الآن؟”
سأل جراهام، الذي كان يقف عند مدخل الفاتيكان، بوجهٍ محتار.
لقد جاء إلى هنا بنيّة خوض معركةٍ مُرهِقةٍ مع الفرسان الذين يحرسون المدخل، ولكن من الغريب أنهم وضعوا رماحهم بعيدًا فور رؤية وجهه.
“لقد أعطى البابا الإذن.”
“ما هي نيّة ذلك الخَرِف الماكر مرّةً أخرى …”
نظر إليهم إسكاليون بنظرةٍ منزعجةٍ بجانب جراهام، الذي كان يتمتم. هل شعر أخيرًا بالرغبة في التحدّث إليهم الآن بعد أن أخذ معه بيلادونا؟
“إنه ينتظركَ بالداخل.”
تحدّث أحد الفرسان الذين يحرسون المدخل.
نظر إسكاليون إليهم بنظرة تهديد، ثم سار إلى الفاتيكان على طول المسار الذي فتحوه.
تبعه جراهام وحرّك جسده أيضًا. ومع ذلك، أمامه، حرّك الفرسان رماحهم الطويلة مرّةً أخرى لمنعه.
“هاه؟ ما هذا؟”
بصق جراهام، الذي تم سدّ طريقه فجأة. أدار إسكاليون رأسه وتحدّث بصوتٍ منخفض.
“ماذا تفعلون؟”
“الشخص الوحيد الذي سمح له البابا بالدخول هو اللورد إسكاليون ديتت. لا يُسمَح للآخرين بالدخول.”
“هل تمزح معي؟ نحن مجموعة!”
رفع جراهام ذراعه ودفع الفارس بقوّة. تسبب الاضطراب الصغير في اندفاع الفرسان الإمبراطوريين المتجمّعين للخارج.
“لا يمكنكَ الدخول!”
“هل تحاول ترهيبي بكثرة عددكم؟ هل تعتقد أنني سأصاب بالذعر؟”
انحنى جراهام ووضع يده على السيف الذي كان يحمله. أوقفه الفرسان خلفه عندما كان على وشك سحب سيفه على الفرسان الإمبراطوريين.
“نائب القائظ، اهدأ!”
“لا تزال الدوقة والسيدة سكارليت محتجزتين بالداخل. يجب أن تمتنع عن إثارة ضجّةٍ كبيرة!”
“آه، سحقًا!! لا يوجد شيءٌ يمكننا القيام به بشكلٍ صحيحٍ في أستانيا اللعينة هذه!!”
شتم جراهام، وهو يفكّر في بيلادونا وسكارليت، وداس بقدميه في مكانه. تنهّد وتحدّث إلى إسكاليون على الجانب الآخر.
“ماذا يجب أن نفعل، أيّها القائد؟ ماذا عن إرسال الورقة التي فكّ رموزها الساحر إليهم؟ عندها سيكونون إلى جانبنا على الفور.”
حوّل إسكاليون عينيه إلى الفرسان الإمبراطوريين.
حتى لو أراهم الدليل الذي لديه، فإن الفرسان هم أشخاصٌ لا يمكنهم التحرّك بدون أمر الإمبراطور أو البابا. إلى جانب ذلك، كانت بيلادونا وسكارليت لا تزالان محتجزتين، لذلك لم تكن هناك حاجةٌ لاستفزاز الفرسان دون داعٍ.
“انتظر بالخارج. أتساءل ما هي نواياهم في استدعائي وحدي.”
“بالطبع، الأمر واضح! إذا ذهب عددٌ كبيرٌ إليه، فسيشكّلون تهديدًا له بلا شك، لذلك يرغب في مقابلتكَ على انفرادٍ داخل الفاتيكان، قفصه الآمن، حيث يكون محاطًا بحلفائه بالكامل. يا له من أحمق! كيف لا يدرك أنكَ وحدكَ أفضل بكثيرٍ من مجموعة من الفرسان؟”
“لنذهب.”
استدار إسكاليون، تاركًا جراهام يبرطم خلفه.
سواء كان بمفرده أم لا، فهذا لا يهمّ. ما يهم هو التعامل مع البابا وإخراج بيلادونا وسكارليت من هذا المكان اللعين.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1