Don't let your husband know! - 101
“إذا كان هذا صحيحًا …”
قال جراهام بصوتٍ مرتبكٍ وهو ينظر إلى الأوراق التي وضعها فابيون على الطاولة بعينين غير مصدّقتين.
“حتى شخصٌ أحمقٌ مثلي؟ يمكنني أن أفهم أن هذا يبدو وكأن البابا كان يفعل ذلك عمدًا … إذن، البابا كان كل هذا الوقت …”
“احذر كلامك، جراهام.”
قاطعه إسكاليون، رافعًا يده ليمسح شعره المتساقط على جبينه. ورغم أنه بدا هادئًا، إلّا أن الاضطراب بدا واضحًا عليه أيضًا.
“هل حصلتَ على هذا من الفاتيكان؟”
“نعم. إنها وثائق كتبتها القديسة بيلادونا بنفسها.”
“هل يمكننا إثبات أنها هي مَن كتبتها؟”
سأل إسكاليون، وظهرت على وجه فابيون ملامح الحرج. تردّد قليلًا قبل أن يجيب.
“ليس من السهل فعل ذلك حاليًا … لكن ربما يمكننا التحقّق من الخط.”
“لقد كُتِبت بلغةٍ قديمة، لذا قد يكون ذلك صعبًا.”
تمتم إسكاليون وهو يقطّب جبينه. أطلق فابيون على الجهة الأخرى تنهّدًا عميقًا أيضًا.
وسط هذا الجو الغريب، تحدّث جراهام بنبرةٍ محتارة.
“سيدي، ما المشكلة بالضبط؟ إذا كانت السيدة هي مَن كتبتها وأحضرتها بنفسها، أليس من الأفضل أن نسألها مباشرة؟ لماذا نحتاج إلى إثبات؟”
“…..”
في الظروف العادية، كان كلامه منطقيًا. لكن المشكلة كانت أن بيلادونا والقديسة التي كتبت هذه الوثائق لم تكونا نفس الشخص. لم تكن بيلادونا تعرف كيف حصلت القديسة على هذه المعلومات.
إذا تم التشكيك في صحّة هذه الوثائق، فلن يكون لديها الكثير لتفعله.
مدركًا ذلك، رفع فابيون رأسه نحو إسكاليون أمامه ونظر إليه بعيونٍ حذرة. بالنسبة للآخرين، ربما بدا وكأنه يحافظ على رباطة جأشه، لكن قلبه كان في حالةٍ من الفوضى.
سرعان ما تنهّد إسكاليون وأمال رأسه.
“حسنًا، هذا ليس مثاليًا، لكن يبدو أن استخدام هذه الوثائق هو خيارنا الوحيد الآن. قد نحتاج إلى جلب مزيد من الفرسان من جريبلاتا في الوقت المناسب.”
“هل ستدخل بهذه الوثائق إلى الفاتيكان؟ هل هذا هو أفضل خيار، سيدي؟”
سأل جراهام على الفور.
“هناك فرسانٌ إمبراطوريّون داخل الفاتيكان.”
“ربما يكون هذا لصالحنا. الإمبراطور لن يقف مكتوف الأيدي تجاه البابا الذي يجرؤ على فعل مثل هذه الأمور. على الأقل، بوجود هذه الأدلة، يمكننا بدء تحقيق.”
“ماذا عن تقديم الوثائق للإمبراطور مباشرة؟ إذا فعلنا ذلك، فسيهتمّ بالأمر بنفسه، ولن نضطرٍ إلى تلطيخ أيدينا. هذا … هذا شيءٌ كبيرٌ جدًا! إنه حادثٌ قد يقلب إمبراطورية إليانور رأسًا على عقب!!”
“لا وقت لذلك. أرسل رسالةً مع حمامٍ زاجلٍ وفارسٍ سريع إلى القصر الإمبراطوري، ونحن سنتحرّك مباشرةً لمقابلة البابا.”
قال إسكاليون وهو يضغط على فكّه بقوّة. بالتفكير في بيلادونا وسكارليت، شعر برغبةٍ في القفز وأن يهوي بسيفه في هذه اللحظة. قال، وجمع الوثائق التي فكّ فابيون تشفيرها.
“جهّز الفرسان. سندخل الآن.”
***
كانت بيلادونا تشعر بجوعٍ شديد.
رغم الوضع الصعب، شعرت بالسخرية من جسدها الذي ما زال يعمل كما ينبغي. جلست بيلادونا مستندةً إلى الحائط، تتنفّس ببطء.
لم تتمكّن من تحديد مقدار الوقت الذي مرّ منذ أن حوصرت في هذا المكان المظلم الخانق الذي لا يحتوي على نوافذ.
‘ماذا حدث لسكارليت …؟’
تفكيرها في أن سكارليت كانت محتجزةً هنا قبلها بوقتٍ أطول جعل قلبها يتألّم.
هل وفّر لها نيكولاس حتى ماءً أو طعامًا كافيًا؟ … إذا كانت لا تزال مقيّدة …
‘كلّ هذا بسببي …’
عضّت بيلادونا شفتيها وهي تخفض رأسها.
“إذا وعدتِ بالبقاء هنا، فسآخذ هذا المفتاح وأفتح بابها المغلق الآن، سأسمح لها بالعودة إلى جريبلاتا تحت حماية زوجكِ والعيش بأمان.”
بدا أن البابا بروناس، الذي عرض عليها هذا الاقتراح، يرغب في الضغط عليها أكثر. لذا غادر بعد أن أخبرها أنه سيمنحها بعض الوقت للتفكير.
بذلت بيلادونا قصارى جهدها في ساقيها ونهضت من مكانها.
لم يكن أمامها خيارٌ آخر في المقام الأول.
إذا كان بإمكاني إنقاذ سكارليت بمجرّد العودة إلى أستانيا، فالقرار واضح، أليس كذلك؟
اقتربت بيلادونا من الباب المُغلَق بإحكامٍ وطرقته بقوّةٍ بكلتا يديها. أيها البابا القذر، إذا كنتَ تستمع، عُد إلى الداخل! ليس هناك وقتٌ للتأخير ولو قليلاً!
“…..”
لكن لم يكن هناك أيّ استجابةٍ من الخارج.
عبست بيلادونا وهي تشعر بالقلق بشكلٍ متزايد. لماذا لا يعود على الرغم من أنه قال إنه سيعود قريبًا؟ لا بد أن سكارليت تعاني حتى في هذا خضمّ كل هذا …….
تنهدت بيلا دونا وهي تتجوّل في الغرفة المظلمة.
‘ماذا حدث لإسكاليون؟’
كان من الأفضل لو أنه يستطيع الدخول إلى الفاتيكان وينقذهم جميعًا، لكن تيموثي أخبرها أن الفرسان الإمبراطوريين لا زالوا في الداخل، لذا لم يكن الأمر سهلاً.
في المقام الأول، نظرًا لأنهم أتوا من جريبلاتا بعددٍ ضئيل من الفرسان، كان الفارق في العدد كبيرًا، وكان جلب المزيد من الفرسان سيجعل الأمر يبدو وكأنه تمرّد.
عندما فكّرت فيه الذي سيكون غاضبًا جدًا في الخارج، لم تستطع التأخّر لفترةٍ أطول.
‘في الوقت الحالي، إذا بقيتُ في أستانيا مؤقّتًا، يمكننا إنقاذ سكارليت والبدء من جديد. لعدّة أشهر بعد ذلك، يمكنني التصرّف كشخصٍ ميت وأطيع البابا تمامًا، ثم أبحث عن فرصةٍ أخرى …’
في تلك اللحظة، انفتح الباب فجأةً دون أيٍ صوت.
فزعت بيلادونا واستدارت نحو مصدر الصوت. من الخارج المضاء بالأنوار، كان البابا بروناس ينظر إليها مبتسمًا.
“هل اتّخذتِ قراركِ أخيرًا؟”
عندما أومأت بيلادونا برأسها، مدّ يده نحوها.
“أستطيع أن أعرف ما هو قراركِ بمجرّد النظر إلى تعبير وجهكِ. هلّا خرجتِ من هذا الطريق؟”
تجاهلت بيلادونا يده الممدودة وسارت ببطء. واقفةً تحت الضوء الساطع، بدأت تشعر بدوارٍ خفيف، لكنها أجبرت نفسها على الوقوف بثبات.
من خلفها، سمعت البابا يضحك.
عندما خرجت، وجدت نفسها في غرفةٍ أخرى صغيرة. نظرت حولها ببطء لتتفحّص المكان. لم يكن هناك سوى مكتبٍ قديم، وكرسي، وخزانةٌ مغلقةٌ بالأقفال، دون أيّ نافذة.
أين هذا المكان …؟
عندما أدارت بيلادونا رأسها نحو الباب الذي خرجت منه للتوّ، ولاحظت أن هناك بابًا آخر مشابهًا له في الحجم بجواره.
هل هذا هو المكان الذي تُحتَجز فيه سكارليت؟
نظرت بيلادونا سريعًا نحو البابا وأشارت إلى الباب المُغلَق.
افتحه!
استجاب البابا لنظرتها، وأومأ برأسه كما لو أنه فهم وهو يضع يده في جيبه. أخرج منه مفتاحًا مربّعًا وتوجّه به نحو الباب المغلق.
‘سكارليت …!’
حبست بيلادونا أنفاسها وهي تراقب المشهد. كانت قلقةً بشأن ما إذا كانت بخيرٍ أم أصيبت بسوء.
“هاه.”
ولكن قبل أن يصل المفتاح إلى القفل، توقّف البابا فجأةَ وتنهّد بخفة. نظرت إليه بيلادونا بعصبية.
“هل تعتقدين أنني سأفتح الباب بهذه السهولة؟ لم تعودي ساذجةً كما كنتِ من قبل، أليس كذلك؟”
“……”
“مجرّد وعدكِ بالبقاء في أستانيا لا يكفي. إذا طعنتِني في ظهري وهربتِ ثانيةً بعد ذلك، ألن يكون كلّ شيءٍ بلا فائدة؟ لا يمكنني ترك الفرسان الإمبراطوريين هنا إلى الأبد لمراقبتكِ أو لمنع الهجمات المحتملة من لورد جريبلاتا الذي يتصيّد الفرصة.”
عضّت بيلادونا شفتيها بأسى.
“تخلّصي تمامًا من لورد جريبلاتا واجلبي طلاقًا أكيدًا. تأكّدي من أنه لن يضع عينيه على هذا المكان مرّةً أخرى.”
اقترب البابا منها.
“لن تستطيعي الهرب من هنا دون مساعدته على أيّ حال. لذا، تأكّدي من إنهاء الأمر معه. لن أفتح هذا الباب حتى يتمّ ذلك.”
بدأت أنفاس بيلادونا تزداد ثقلًا. لم تستطع فهم لماذا كان البابا مصرًّا على الاحتفاظ بالقديسة بجانبه إلى هذا الحد.
لقد أصبح الآن منصبه راسخًا بشكلٍ ثابتٍ باعتباره البابا، ولم يعد بحاجةٍ إلى مُساعِدٍ يتمتٍع بقِوًى مقدّسة، كما لم يكن بحاجةٍ إلى القتال على السلطة مع الكرادلة الآخرين.
لماذا يفعل هذا بحق خالق الأرض الأرض؟ بعد كلّ شيء، كانت القديسة واجهةً تجلس على كرسيٍ الاعتراف أو تُظهِر قواها المقدّسة فقط أثناء المناسبات الخاصة …… !
وبينما استمرّت أفكاري في الوصول إلى هذه النقطة، بدأتُ أتساءل كيف سيبدو وجه البابا عندما يكتشف أنني فقدتُ قواي المقدّسة.
ماذا سيحدث إذا اكتشف أن القديسة التي كان حريصًا على إبقاءها إلى جانبه لا تمتلك في الواقع أيّ قِوًى مقدّسة وليست بكماء؟
هل سيتشقّق وجهه المتغطرس؟ ربما سيعتقد أنه لم يعد بحاجةٍ إليّ لأنني لم أعد قادرةً على استخدام قواي المقدسة، فيتركني وشأني؟
“…….”
لكن مع ذلك …… لم يكن من السهل الكشف بسهولةٍ عن مثل هذا السرّ الكبير الذي قد يؤدي بسهولةٍ إلى تجديفها.
عبست بيلادونا بإحباط.
“سيتعيّن عليكِ التفكير بسرعة، بيلادونا. في غضون ذلك، أخت زوجكِ تحتضر رويدًا رويدًا.”
في تلك اللحظة، بصق البابا بنبرةٍ ساخرة. عندما رأت التعبير الهادئ على وجهه، تصاعد الغضب في داخلها وارتجفت بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه.
أُدرِكُ أن سكارليت كانت تعاني في الداخل …. !
ضغطت بيلادونا على قبضتيها المرتعشتين. من أجل إنقاذ سكارليت، التي كانت محتجزة، كان عليها التفاوض معه بطريقةٍ ما.
للقيام بذلك، كان عليها أن تكشف أنها تستطيع التحدث …….
ابتلعت بيلادونا لعابها وهي تفكّر بعمقٍ وفتحت فمها ببطء.
“ماذا يجب أن أفعل؟”
“…… ! أ-أنتِ … للتوّ .. ؟”
كما كان متوقّعًا، فتح البابا بروناس عينيه على اتساعهما في دهشة. نظر إلى بيلادونا من الرأس إلى أخمص القدمين وكأنه قد نما لها رأسٌ ثالث.
“أنتِ …… هل تحدّثتِ للتوّ؟”
“نعم. إذن ماذا تريد مني بالضبط؟ هل ما زلتَ تريدني أن أبقى هنا؟”
“……..”
اعتقدت أنه سيدير عينيه ويصرخ في وجهها بشأن قوّتها المقدّسة في أيّ لحظة، لكنه كان هادئًا بشكلٍ غير متوقّع. فوجئت بيلادونا بهذا المظهر.
هل هذا كلّ ما يمكنه أظهاره من تفاعل ….. ؟
وقف هناك للحظة، وهو يدير عينيه، ثم فتح فمه مرّةً أخرى.
“متى عاد صوتكِ؟”
“منذ فترةٍ ليست بطويلة.”
“قوّتك المقدّسة؟”
“لقد فقدتُها تمامًا عندما استعدتُ صوتي.”
عند كلماتها، عبس البابا بروناس وكأنه يفكّر في شيءٍ ما.
“لم يحدث هذا أبدًا في التاريخ. لم تكن هناك حالةٌ أبدًا حيث فقد شخصٌ اكتسب قوّةً مقدّسةً عن طريق تبادل جزءٍ من جسده قوّته المقدسة عندما استعاد وظائفه الجسدية مجدّدًا.”
بالطبع. كانت هذه قدرة القديسة بيلادونا.
رفع رأسه الذي كان غارقًا في التفكير وحدّق في بيلادونا.
“هذا …… مثيرٌ للاهتمام.”
ماذا …… ؟
قطّبت بيلادونا حاجبيها عند ردّ الفعل غير المتوقع.
أليس مهتمًّا بحقيقة أنني لم أعد أمتلك قوّةً مقدّسة؟ إذن …… لم يكن البابا ببساطةٍ بحاجةٍ إلى شخصٍ يتمتّع بقوّةٍ مقدّسة؟
اتّخذ البابا، الذي كان يحدّق في بيلادونا المرتبكة، خطوةً أقرب إليها وقال.
“ثم، إذا فقدتِ صوتكِ في هذه الحالة، هل ستعود قوّتكِ المقدّسة؟”
“….. هاه!”
قبل أن تتمكّن من إنهاء حديثها، مدّ يده وأمسك برقبة بيلادونا بإحكام. تأوّهت بيلادونا عندما اختنقت أنفاسها في لحظة.
حاولت إبعاد يدي البابا اللتين كانتا تمسكان برقبتها بكلتا يديها، لكن لم يكن الأمر سهلاً.
ما الذي يحدث الآن ….. ؟
بالكاد فتحت عينيها ونظرت إليه، ورأت نظراته، التي استحوذ عليها جنونٌ غير مفهوم، مُوجَّهةً إليها.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1