Don't let your husband know! - 10
ابتلعت بيلادونا لعابها، ومدّت يدها إلى إسكاليون.
بابتسامةٍ راضية، أمسكها من الخصر ووضعها بلطفٍ إلى الأسفل.
‘رائع …’
بمجرّد أن نزلت على الأرض، غاصت قدميها في الرمال البيضاء. كان الأمر كما لو أن الرمال الناعمة كانت تسحب قدميها.
كانت بيلادونا مرتبكةً وحرّكت ساقيها بسرعة.
أظن أنني سيتمّ ابتلاعي …!
ضحك إسكاليون الذي نظر إليها.
“إذا وقعتِ تمامًا، فسأنقذكِ، لذا تجوّلي كما يحلو لكِ.”
شيئًا فشيئًا، اعتادت بيلادونا على الرمال وخطت ببطءٍ نحو البحر.
إلى المكان الذي تُصدِر فيه الأمواج صوتًا رائعًا.
كان الأمر كما لو أن البحر كان يناديها.
“إذا اقتربتِ منه بهذه الشجاعة، فسيبتّل فستانكِ وحذائكِ بالتأكيد.”
هل هذا صحيح؟
عند سماع صوت إسكاليون من الخلف، توقّفت بيلادونا عن المشي.
بالتفكير في الأمر، لم يكن من السهل التنبؤ بحركة الأمواج القادمة نحوها.
أرادت أن تقترب أكثر، لكنها اعتقدت أنها قد تبلّل الفستان والأحذية التي أعدّتها سيندي لها.
إذا كانت ملابسي مبلّلة، ربما أُصاب بالبرد عندما أعود …
انحنى إسكاليون، الذي ربط الحصان في المكان الصحيح واقترب منها.
‘هاه؟ ماذا تفعل؟’
خلع إسكاليون الحذاء الذي كان يرتديه ولفّ سرواله ليكشف عن ساقيه الصلبة والناعمة.
للحظة نظر إلى بيلادونا وكشف عن أسنانه وابتسم ورفعها.
آآهه!!
ضربته بيلادونا المتفاجئة على صدره.
إذا بقيتُ مع هذا الرجل، قلبي لن يصمد! كِدتُ أن أصرخ!
“أوه.”
قال بصوت هادئ لا يبدو متألّمًا أبدًا.
أحبط إسكاليون مرّةً أخرى نضالها، وخطى خطواته نحو البحر حيث تكسّرت الأمواج دون تردّد.
هاه؟
توقّفت بيلادونا عن اللكم وحدّقت في ما كان يفعله.
حتى بينما كانا يسيران نحو البحر، استمرّت الأمواج في الوصول لتبلّل أقدام إسكاليون العارية، وترتفع إلى الأعلى وتبدأ في تبليل ساقيه.
ومع ذلك، لم يتوقّف عن المشي.
‘إلى أيّ مدًى ستذهب أكثر؟’
نظرت بيلادونا إلى الأمواج التي كانت تهدر تحتها بوجهٍ قلق.
أخيرًا، توقّف إسكاليون حيث رفرفت مياه البحر حتى ركبتيه، وأخفض يده التي تحملها قليلاً.
“إذا كنتِ تريدين أن تلمسيه، المسيه.”
نظر اسكاليون إليها وقال.
نظر بيلادونا إليه ورمشت بعينيها المفتوحتين على وسعهما.
إذن الآن …
‘هل قطعتَ كلّ هذه المسافة إلى هنا حتى لا أتبلّل؟’
لم ترفع بيلادونا عينيها عنه، فقط ترمش بعينيها الزرقاوتين.
“إذا كنتِ ستنظرين إلى زوجكِ بهذه الطريقة، فسأبدأ بالتفكير بأن قدومي كان هباءًا. ليس أنا، حدّقي في البحر.”
عند سماعها صوته، أدارت بيلادونا رأسها في دهشة.
إلى الأسفل، كانت مياه البحر تفيض.
مدّت بيلادونا يدها بعنايةٍ ولمست مياه البحر.
‘أوه، إنها باردة!’
في البحر مثل حقلٍ جليدي، سحبت بيلادونا يدها بسرعة.
لكن … إنه ممتع.
أخذت بيلادونا نَفَسًا ومدّت يدها مرّةً أخرى.
وشش.
لعبت حول السطح ورشّت مياه البحر، والتقطت الماء بكلتا يديها، ثم سكبتهم مرّةً أخرى.
واو، هذا مذهل! أشعر وكأنني في حوض استحمامٍ ضخم.
“أنتِ تبدين كالطفلة التي تحبّ اللعب بالماء.”
نطق إسكاليون.
همم …..
رفعت بلادونا، التي كان لها وجهًا شقيًّا لطيفًا، يدها المبلّلة بمياه البحر ولوّحت بها أمام وجهه.
أغلق إسكاليون عينيه وابتسم.
“هل هذا مسلّي؟”
نعم. إنه مضحكٌ يا رجل.
شعرت بيلادونا بالتحسّن وفتحت فمها وضحكت.
لم تكن الابتسامة الناعمة الأنيقةً والمتصنّعة كعادتها، بل الابتسامة التي جاءت من القلب بصدقٍ بعد طول انتظار.
غرق وجه إسكاليون الذي رآها للمرّة الأولى بجديّة.
“أنتِ تعرفين كيف تضحكين هكذا.”
ماذا؟
بصوتٍ منخفضٍ مفاجئ، أدارت بيلادونا، التي كانت تنظر إلى البحر مرّةً أخرى، رأسها.
لكن وجهه عاد إلى وجهه الأملس المعتاد.
“إذا رأيتِ ما يكفي، فلنعد إلى المنزل. نسيم البحر أبرد ممّا تعتقدين، لذا يجب ألّا تتخلّي عن حذركِ.”
كان الأمر مخيّبًا للآمال بعض الشيء، لكن بيلادونا أومأت برأسها.
استدار إسكاليون دون تردّدٍ وشقّ طريقه للخروج من البحر تمامًا كما دخل. نظرت بيلادونا خلف كتفيه إلى البحر الواسع.
وصلا أخيراً إلى الشاطئ الرملي ووضعها على الأرض بخفّة.
حرّك بيلادونا قدميه بشقاوة وهي تنظر إلى الرمال التي التهمت قدميها مرّةً أخرى.
بجانبها، التقط إسكاليون حذائه وتقدّم.
“تعالي إلى هنا.”
أيّ نوعٍ من الكلاب أنا؟
أثناء شكواها، تَبِعَته بيلادونا بإخلاص.
سار حافي القدمين عبر الشاطئ الرملي إلى حيث كان حصانه مقيّدًا، وألقى حذائه إلى الخلف، وأمسكها من خصرها ووضعها على السِرج.
“الأيدي.”
ماذا؟ هل تعتقد أنني كلبٌ حقيقي؟
مدّت بيلادونا يديها له.
قبض على يديها الصغيرتين بإحكامٍ بيديه الكبيرتين، ونفث الهواء الساخن فوقهما.
“إنها باردةٌ تمامًا.”
آه.
لم تكن أعلم، ولكن لا بد أن مياه البحر كانت أبرد ممّا كانت تعتقد.
لقد لمست ولعبت لفترةٍ من الوقت. هل حدث ذلك؟
لم تعرف إلّا منذ فترةٍ قصيرة، ولكن فقط عندما لفّ يده حولها ونفخ عليها بسخونة، شعرت أن يديها كانت باردةً بشكلٍ غير طبيعي.
‘أه، بالمناسبة …’
ثم نزلت عيون بيلادونا إلى الأسفل.
كشف ساقيه العاريتين اللتين كانا تحت مياه البحر المتصارعة.
‘إذا كانت يدي بهذه البرودة، فماذا عن ساقي إسكاليون …’
لوت بيلادونا، التي كانت تنظر إلى ساقيه اللتين احمرّتا قليلاً، اليد التي أمسك بها وأخرجتها.
عندما نظر إليها إسكاليون بنظرةٍ محتارة، رفعت إصبعها وأشارت إلى ساقيه. ابتسم إسكاليون، الذي خفض رأسه وتحقّق من المكان الذي كانت تشير إليه، منشرحًا.
“هل القديسة قلقةٌ بشأن ساقي؟”
نعم. لماذا لا تترك يدي وشأنها وتدفّئ ساقيك؟
“لقد تدحرجتُ كثيرًا في ساحة المعركة الشمالية، هذا المستوى من البرودة لا يضرّني حتى. مَن يهتمّ بشأن مَن الآن؟.”
بصق بشكلٍ عرضيٍّ وجمع يديها مرّةً أخرى وشبكهما.
نظرت بيلادونا إليه وهي تشعر بالأسف وعدم الارتياح في مكانٍ ما.
بسببي …
“لكن ….”
فتح إسكاليون الذي خفض رأسه إلى يديها، فمه.
“… ليس سيئًا. شعوركِ بهذا بشأني.”
عندما انتهى، ضغط بشفتيه على ظهر يدها.
تحت هذا الضغط اللطيف، تنفّست بيلادونا دون قصد. ما هذا الشعور …
انكمشت كتفيها ونظرت إلى أعلى رأس إسكاليون.
على طول الجزء الخلفي من يدها الباردة، شعرت بنبضات القلب التي بدأت تدقّ بعنفٍ فجأة.
في الوقت المناسب، نظر إسكاليون إليها.
“هل نعود؟”
لم تستطع بيلادونا الإجابة وظلّت تنظر إلى عينيه الذهبيّتين المحترقتين.
عندما نظرت إليه بهذا الوضع، شعرت كما لو أنها تستطيع رؤية انعكاسها في عينيه.
كانت عيون إسكاليون مميّزة.
“بيلا، هل نعود إلى قلعتنا …. هل نعود؟”
سأل مرّةً أخرى.
قلعتنا …؟
لا، لقد كانت قلعة إسكاليون تمامًا.
“….”
لكن بيلادونا لم تستطع فتح فمها لتقول ذلك.
في الوقت المناسب، أومأت بيلادونا ببطء، وسحب إسكاليون ذيل فمه بابتسامة، كما لو كانت إجابتها مُرضِية.
“حسنًا أيتها القديسة، سأفعل ما تريدين.”
* * *
“أوه، سيدتي!”
عندما عدتُ إلى القلعة، كان الظلام قد حلّ في كلّ الاتجاهات.
سيندي، التي كانت تسير عند البوابة ومعها مصباحٌ مضاء، ركضت نحونا عندما دخلنا القلعة.
“سيدي ، هل هذا أنت … سيدتي! الجو باردٌ جدًا، حتى لو خرجتِ وأنتِ ترتدين فستانًا سميكًا! ماذا ستفعلين إذا أُصِبت بالبرد؟”
تقدّمت سيندي وصرخت.
ابتسمت البلادونا بإحراج.
هذا لأنها عادت للتوّ دافئةَ دون نسمةٍ باردةٍ واحدة، وهي بين أحضان إسكاليون الذي كان خلفها الآن.
يا إلهي.
“أسرعي وأدخِليها.”
قفز إسكاليون للأسفل وحمل بيلادونا.
شعرت بيلادونا بإحراجٍ غريبٍ وأدارت رأسها بعيدًا دون أن تتواصل معه بالعين.
“نعم! فهمت …. هاه؟ سيدي؟ حافي القدمين … هل أنتَ حافي القدمين؟ أين ذهب حذائك ….”
سألت سيندي عندما رأت إسكاليون ينزل عن حصانه حافي القدمين.
كان من الغريب والمُحرِج رؤية السيد يقف على الأرض حافي القدمين، ويرفع سرواله المبتل.
بغض النظر عن مدى روح سيدي المتحرّرة… ما الذي جعله يفعل هذا بحق السماء؟
فتح إسكاليون فمه بشكلٍ عرضي، وهو يرفع الشعر الذي تدفّق على جبهته.
“لا يهم، خذي زوجتي إلى الداخل بسرعة. نسيم الليل أصبح باردًا جدًا.”
“أوه، سمعًا وطاعة، سيدي!”
قادتها سيندي بوضع الفراء الناعم الذي كانت تحمله على كتف بيلادونا.
عند دخول القلعة، حيث خرج الضوء الدافئ، أدارت بيلادونا رأسها ونظرت إليه.
سلّم إسكاليون اللجام إلى رجل الإسطبل الذي جاء إليه وأعطاه أمرًا ما.
“….”
“سيدتي؟ هيا، ولتتناولي الطعام في الداخل. ستصابين بالبرد إذا بقيتي لفترةٍ أطول.”
قالت سيندي وهي واقفةٌ بجانبها مرّةً أخرى بوجهٍ محتار.
أومأت بيلادونا برأسها بسرعةٍ وابتسمت ابتسامةً معتادة.
“تأتي موجة البرد في جريبلاتا فجأة. ما زال هناك بعض الوقت قبل أن يكتمل الشتاء، لكن تأكّدي من ارتداء ملابس سميكة لأن الجوّ دافئٌ أثناء النهار وتنخفض درجة الحرارة بشكلٍ حادٍّ في الليل!”
إيماءة.
سيندي متذمّرةٌ قليلاً
صعدت بيلادونا الدَرَج الرئيسي بإيماءة.
بدا وكأن هناك رائحةٌ مالحةٌ خفيفةٌ للبحر تنبعث من شعرها الذي يصل إلى خصرها. كانت ترغب في الدخول بسرعةٍ إلى الغرفة، والاستحمام، والراحة في سريرٍ دافئ.
أوه، انتظر لحظة. لكن …
بيلادونا، التي صعدت الطابق الثاني مع سيندي، تردّدت عند مفترق الطرق.
كانت هناك تلك الغرفة السابقة على اليسار وغرفتها على اليمين.
‘هل سأذهب إلى تلك الغرفة مرّةً أخرى اليوم؟’
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1