“يمكننا أن نرتاح هناك لهذا اليوم.”

أشارت مايا إلى الكهف لتريستان.

وكان من حسن الحظ عدم الاضطرار إلى مواجهة الليل بين الأشجار المتناثرة. لم يكونوا على علم بوجود مثل هذا الكهف بالقرب من البحيرة، لكنه كان اكتشافًا مرحبًا به.

كان مدخل الكهف كبيرًا، لكن لم يكن هناك شيء بالداخل.

“ربما كان في الأصل وكرًا للوحوش.”

ولكن الآن، يبدو أنه اصبح فارغ من الحياه.

ومع ذلك، فإن وجود مساحة لتجنب الرياح كان مريحًا.

وسرعان ما أشعلت مايا النار بالأغصان التي جمعتها بشكل متقطع. على الرغم من أنها لم تفعل ذلك إلا نادرًا منذ عملها في القصر الإمبراطوري، إلا أن جسدها تذكر كيف.

كانت قوة العادة هذه جديدة بشكل غير متوقع.

‘كانت النار مهمة دائمًا.’

لقد تعجبت من فكرة انضمامها لأول مرة إلى الفرسان الإمبراطوريين.

‘أعتقد أنني سأحصل على فرصة أخرى مثل هذه.’

في كل لحظة، كانت ممتنة للفرصة التي أتيحت لها، لكونها على قيد الحياة.

ثم أخرج تريستان بعض المتشنج من حقيبته وعرضه على مايا.(المتشنج هو لحم مقدد)

“من فضلك تناولي الطعام.”

“شكرا لك!”

استقبلت مايا المتشنج بابتسامة مشرقة. وبينما كانت تمضغ المتشنج بعناية، قالت سريعًا.

“ثم، دعنا نتناول اللحم المقدد ولحم هذا الوحش على العشاء.”

فأومأ تريستان برأسه، وهو ينظر إلى الطائر الوحشي، وهو من نوع إيبيريد، الذي قامت مايا بطعنه وعلقته علي عصا.

‘انها رائعة.’

مع وجود العديد من أنواع الوحوش، كان من الضروري معرفة أي منها صالح للأكل، وكانت مايا تعرف ذلك تمامًا. فقط تلك المناسبة كبدائل غذائية.

إن التواجد حول النار الدافئة جعل أجسادهم تسترخي. كانت رائحة الطائر المشوي فاتحة للشهية.

لمعت عيون مايا تحسبا للوجبة.

“شكرا لك على الوجبة.”

ثم أمسكت مايا بالعصا بحذر، وأخذت قضمة كبيرة.

على الرغم من أن ذلك اللحم المقدد كان عالي الجودة ولذيذًا، إلا أن اللحوم الحقيقية كانت لا تضاهى.

لقد كانت وجبة شائعة خلال فترة وجودها في رتبة الفارس.

“هناك أجزاء أكثر فائدة من مجرد اللحم، ولكن دعونا نأكل أولا.”

فاستمتعت مايا بوجبتها، وتذكرت ما قاله لها أليك.

[تطوق سلسلة الجبال الشماليه بأكمله تقريبًا، لذلك لم نتمكن من استكشافهم بالكامل. كلما ارتفعنا، أصبحت حالة الفرسان أسوأ، مما أدى إلى إبطاء سرعتنا.]

وقد عانى العديد منهم من الغثيان أو الانهيار، وعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح.

في البداية، اعتقدوا أنه مجرد مرض عادي في المرتفعات. لذلك، فإن أولئك فرسان من الشمال الذين غالبًا ما تسلقوا السلسلة لم يأخذوا الأمر على محمل الجد.

ومع ذلك، بعد أن رأوا أن كل من تعرض للضباب انهار، قرروا عدم تحمل المزيد من المخاطر.

ولم يتم العثور على وحوش في الضباب، بينما لم يكن هناك أي توسع في أراضي الضباب، لذلك لم تكن هناك حاجة ملحة لمواصلة المغامرة.

‘لا بد أن هذا كان إشراف فرسان الشمال.’

بالاستماع إلى قصة أليك وإجراء تحقيقاتها الخاصة، اقتنعت.

تتطابق الأعراض بالفعل مع أعراض داء المرتفعات، ولكن يبدو أن التعرض للضباب يؤدي إلى تضخيم هذه الأعراض.

‘قمة هذه السلسلة الجبلية هي مخبأ وحش الثعبان.’

السبب وراء بقاء وحش الثعبان غير مرئي من قبل الناس هو أنه اختبأ تمامًا داخل الضباب والجليد.

يمكن للثعبان الأبيض المخصص لفصل الشتاء أن يتحرك حسب الرغبة، ويستريح في أماكن لا يمكن الوصول إليها بخطوات الإنسان.

نظرًا لأنه لم يبق في مكان واحد لفترة طويلة ويتنقل، لم يصادفه فرسان أليك أبدًا.

بصراحة، يمكن اعتبار فرسان أليك محظوظين.

لكن الحظ لم يكن دائما إلى جانبهم.

‘وهذا كان السبب وراء عدم تمكن أليك من الاستمرار في البحث..’

والأمر الخطير بما يكفي لمنع تريستان من مقابلة مايا كان بالتأكيد سيكون موت أليك بسبب وحش الأفعى.

وبعد الانتهاء من وجبتهم، نظر تريستان إلى كومة جثث وحوش الطيور خلف مايا وسأل.

“لماذا هذه؟”

“الحبال.”

“حبال؟”

عندما تم لف أطراف الريش معًا، شكلوا حبلًا طويلًا. اكتشف الفرسان عن طريق الخطأ خاصية ريش الوحش التي يمكن أن تلتصق ببعضها البعض بعد الاستيلاء على الويفرن.

وكانت مايا تعتزم الاستفادة الكاملة من هذه الحقيقة.

“سنقوم بالقبض على الويفرن هنا لاستخدامه كبديل لعربتنا.”

فابتسمت مايا، بينما تعمقت أفكار تريستان.

“ويفيرن.”

كانت هناك مشاهدات للوحوش، ولكن لم تتم ملاحظة أي طيور.

كان يحدق باهتمام في مايا.

“هل هناك ويفيرن هنا؟”

“نعم، إنها في هذه البحيرة.”

كانت الرحلة سلسة للغاية بحيث لا يمكن تصديقها، وكانت تشبه الإجازة تقريبًا، وأثارت شكوك تريستان.

على الرغم من كون مايا جديدة في سلسلة الجبال الشمالية، إلا أنها كانت تتباهى بمعرفة كاملة بالجغرافيا.

على مدار اليومين، تجاوزت مهارات مايا توقعات تريستان. على الرغم من أنه توقع الكثير من شخص من سلالة بيندراجون، إلا أنه لم يتوقع هذا المدى.

قتلت مايا الوحوش بشكل طبيعي مثل التنفس. إن دقتها في ضرب نقاطهم الحيوية جعلتها تبدو وكأنها شخص مختلف تمامًا عما كانت عليه في القلعة.