Come and Cry at My Funeral - 7
كانت ليلَةً أُولى خاليةً من كلِمةٍ واحِدةٍ رقيقَةٍ، جَرت في الظّلام.
شعرت فريسيا بِالإِرهاق حتّى من ذلك، و لكِن قلبها احترقَ و تحوَّلَ إِلى رَمادٍ مُتفحِّمٍ مرَّةً أُخرى في اللحظةِ التي وَقعت فيها عيناها على وجهِ زوجِها الصارِم بَعدَ ذلك.
و لكِن، رُبَّما قررَ الرَّبُّ أَن يُنعِمَ على فريسيا بِرحمةٍ إِلهيَّةٍ لِلمرَّةِ الْأُولى و الأخيرة.
فذلِكَ التَّوحُّدُ الوَحيدُ أَثمرَ حَملًا.
و ذلك الطفلُ جلبَ ضِياءَ الشّمسِ الدافِئِ إِلى حياتها، التي كانت غارِقةً في بُحيرَةٍ مُظلِمةٍ.
و لِأول مرة، بدأ الناس من حولها يُظهرون تغيّرًا في مُعاملتِهم لها. حتى “عار الدوقية”، الدوقة، كانت تحمل الوريث المستقبلي.
و ذلك التغيُّرُ في البيئة مَنحها الشّجاعة.
“سموَّك.”
كانت تلك هيَ الشّجاعة التي جَعلت فريسيا تُمسِكُ بِكُمِّ زوجِها، الذي كانَ على وَشكِ الرحيل لِقمع من بَقيَ مِن المُتمردين.
إيزار عَبسَ قليلًا بينما كانَ يُحدِقُ فيها.
“ما الأمر؟”
“أُمم، عِندما تعوّد، هل يُمكِنُنا… هل يُمكِنُنا أَن نختارَ اسمَ الطّفلِ مَعًا؟”
“…….”
“لا أَعرِفُ أَيَّ أَسماءٍ جيدةٍ لِأُطلِقها على الطفل.”
إيزار تَفحصها بِعينهِ الباردتين. في هذه اللحظة، كانَ بَطنُها قد بَدأَ يبرُزُ بشكلٍ واضِحًا.
و لِأَولِ مَرَّةٍ، جاءَ ردُّهُ خاليًا مِن السُّخريةِ أَوِ التأَفُّفِ.
“سأُفكِّرُ في الأَمرِ عِندما أعود.”
“…نعم!”
“يجِبُ أَن أُغادِر الآن.”
“نعم، كُن… كُن بِخيرٍ و عُد سالِمًا.”
تلك اللحظة كانت رُبَّما الأَسعَد في ثلَاثِ سِنينَ مِن زواجِهِما.
بَعدَ رحيلِ زوجِها، كانت فريسيا تَمسحُ على بَطنها كُلَّ يومٍ، و تُصلِّي بِيأسٍ.
“يا صَغيري، إن لم تَستطِع فَلا تُشبِه أُمكَ هذه. و حاوِل أَن تُشبِهَ و الِدَكَ.”
كانت تأمُلُ أَن ذلك سيَجعل الطّفل أَكثرَ قابِليةٍ لِلحُبِّ.
‘رُبَّما إيزار سيُحِبُّ طِفلًا يُشبِهُهُ تمامًا.’
و رُبَّما سيُحدِّثُها بِلُطفٍ عِندما يأتي لِرؤية الطفل.
“أُحبُّكَ، يا صَغيري.”
فَكُن منْ أَجلي حبلَ نجَاةٍ.
لكِن، هل أَحسَّ الطّفلُ بِأَنَّ هَمساتِ فريسيا لم تَكُن مَحضَ مشاعِرِ أُمُومَةٍ؟
ففي يومٍ مِن الأَيامِ، شعرت بِأَلمٍ حَادٍّ في بطنِها، تَلَاهُ نزيفٌ.
ماتَ الطّفل.
عِندما عادَ إِيزار، كانت فريسيا مستلقيةً في الفِراش، كشخصٍ ميتٍ و لكِن، عِندما دخلَ زوجُها، مَدَّت يَدها المُرتعشة نَحوه.
“أَنا… آسفة…”
“…”
أمامَ صمتِه القاسي البارِد، أرتعشت شفتا فريسيا.
الطّفلُ الذي ماتَ كانَ صبيًّا.
فريسيا، التي فَقدت الوَريث، لم تَستطِع قولَ أي شيء.
بَعدَ صَمتٍ مُؤلِمٍ، تكلّمَ إِيزار في النهاية.
“رُبَّما كانَ ذلكَ أفضل.”
تَجَمَّدت فريسيا في مكانِها، في تِلكَ اللحظة.
“أفضل؟”
ماذا…؟
موتُ الطّفل…؟