Circumstances of being chosen as the Villainess's Favourite - 18
الفصل 18
ومضت صورٌ لاحقة أمام عيني.
تحت ظلال الشجرة جالسة كوردة، كانت سيدة مستقيمة الظهر.
كان شعرها الأسود الطويل يتدلى على ظهرها.
كانت وضعيتها مثقفة ورشيقة بشكل لا تشوبه شائبة.
لفتت نظري مؤخرة رأسها.
“قال أنها آنسة الفيكونت آنسي، كان اسمها… لاريت؟’
بعد التفكير في الأمر، كنت أسمع هذا الاسم كثيرًا مؤخرًا.
غرقت نظراته الزرقاء في قمت عميق.
* * *
في اليوم التالي
سمع ديتريش اسم لاريت آنسي مرة أخرى على مائدة الإفطار.
“أخي، هل رأيت الوثائق؟”
سألت إيفانجلين بين قضمات وجبتها.
“ما رأيك؟ إنها جيدةٌ جدًا، أليس كذلك؟”
أومأ ديتريش، الذي كان يحرك برشاقة بأدوات المائدة الخاصة به، برأسه بهدوء.
“نعم، كانت جيدة.”
“بالتأكيد ستكون كذلك!”
“إذن؟”
للحظة.
ضاقت عينا ديتريش وحدق في أخته.
“تلك الوثائق، هل أنتِ متأكدة من أنكِ قمتِ بها بنفسكِ؟”
“…….”
تصلبت أكتاف إيفانجلين للحظة.
وكزها ديتريش مرة أخرى.
“همم؟”
“لا، لست كذلك!”
رفعت إيفانجلين صوتها، ثم نظرت إلى الأعلى.
“لقد ساعدتني السيدة آنسي قليلاً، قليلاً فقط.”
“قليلاً؟ أتسمين ذلك قليلاً؟”
“حسنًا، لقد قمت بالكثير من العمل! قالت السيدة آنسي أنني موهوبة!”
“نعم، بالطبع أنتِ كذلك.”
ابتسم ديتريش لأخته المتحمسة.
وللحظة، عبس قليلاً.
وطرحت إيفانجلين سؤالاً بهدوء.
“على أي حال، أحببتَ الوثائق، أليس كذلك؟”
“نعم. أعتقد أنها كانت رائعة.”
“أوه….”
للحظة، حدقت إيفانجلين في أخيها كما لو كانت مندهشة حقًا.
ثم استفاقت من دهشتها.
“أوه، بالطبع! لاني أنا من فعلت ذلك!”
احمرّ وجهها ورفعت صوتها.
ضيّق ديتريش عينيه.
“إيفا، هل عليكِ حقًا أن تصرخي بهذه الطريقة غير اللطيفة؟”
“مهلا، هذا كله بسببك!”
قبضت إيفانجلين على خديها بكلتا يديها، وهي تتململ دون داعٍ.
“هذا لأن أخي دائمًا ما يكون عنيدًا جدًا….!”
“يا للعجب، حتى عندما أمدحكِ، تثيرين كل هذا الجدل.”
نقر ديتريش بلسانه لفترة وجيزة.
ثم أحنت إيفانجلين رأسها للخلف وتمتمت.
“…هذه هي المرة الأولى التي رأيتك تقول أنك تحب ذلك.”
كانت أطراف أذنيّ أخته حمراء للغاية كما لو أنها صبغت لدرجة أنني شعرت لو لمستها ستصبغ يداي ايضًا.
‘إذا ضايقتها أكثر من ذلك، أشعر أنها ستنفجر.’
بهذا الحكم، غيّر ديتريش الموضوع بدهاء.
“ومع ذلك، لا بد أن السيدة آنسي كانت مفيدةً للغاية.”
“أوه، نعم!”
أومأت إيفانجلين برأسها بحماس.
“أليس من الرائع أنني لم أعرف أحداً أذكى من السيدة آنسي!”
“بالفعل، بتحويل أوراقكِ السخيفة إلى شيء يستحق المشاهدة”
“أوه، حقًا؟!”
حدقت إيفانجلين في أخيها بعينين واسعتين، ثم أطبقت فكها.
“كما ترى، السيدة آنسي تحمل لقب الفيكونتيسة آنسي. هل جميع ورثة العائلات عادة ما يكونون جيدين في التعامل مع الأوراق؟”
ربما لا.
رد ديتريش على نفسه.
لقد مر بالكثير من الإداريين في حياته، لكن أوراق لاريت كانت أفضل ما رآه في حياته.
وفي الوقت نفسه، ابتسمت إيفانجلين بسخرية.
“على أي حال، أنا سعيدة لأنها أعجبتك يا أخي.”
“…….”
فجأة انتابت ديتريش مشاعر مختلطة.
حتى الآن، كان يعتني بإيفانجلين دون أن يلطخ إصبعها بقطرة حبرٍ واحدة.
لقد فعل ذلك بطريقته الخاصة لأنه كان يهتم بأخته الوحيدة.
ولكن
‘تبدو أكثر حيوية الآن.’
إنها تبدو أكثر سعادة الآن بعد أن رأيتها وهي تعمل أكثر مما كانت عليه عندما كانت تنمو مثل نبتة في دفيئة.
أتساءل إن كنتُ مخطئًا سابقًا.
والشخص الذي جعل إيفانجلين تصنع مثل هذا التعبير المشرق…
‘لاريت آنسي.’
السيدة الفيكونتيسة آنسي التي لا يعرف وجهها حتى الآن.
“حسنًا إذن يا أخي، سأنهض أولاً.”
نهضت إيفانجلين التي كانت قد أنهت وجبتها للتو و وقفت على قدميها.
“لم أنهِ كل الميزانية بالأمس. هل يمكنكَ مراجعتها لي في وقت لاحق؟”
وبعد ذلك، رحلت إيفانجلين.
كانت خطواتها خفيفة على غير العادة.
راقب ديتريش أخته وهي تتراجع، ثم فرقع أصابعه.
“مهلا لحظة، تعال هنا.”
اقترب السكرتير الذي كان ينتظر خلفه.
“في الثاني من يونيو، ما هو جدول أعمالي؟”
“إذا كان الثاني من يونيو….”
إنه اليوم الذي يقام فيه صالون الدوق.
ابتسم ديتريش.
“نعم، أود حضور الصالون أيضًا.”
* * *
وهكذا، قد جاء يوم الثاني من يونيو.
كما كان مقررًا، عُقد الصالون في منزل الدوق كلوديوس.
أُقيم الحدث في المُلحق التابع للمنزل، وكانت قائمة الدعوات التي تمت مراجعتها مسبقًا مبهرة حقًا.
يبدو أن جميع الشخصيات القوية في الإمبراطورية تمت دعوتهم…
‘هل من المقبول بالنسبة لي أن آتي إلى هذا المكان؟’
ابتلعت بصعوبة.
كانت الشخصيات الاجتماعية، التي نادرًا ما تُرى علنًا، توجد جميعها بشكل متبعثر في صالون كلوديوس.
‘هذه هي الماركيزة بالدوين، وهذا هناك…’
خلال فترة مساعدتي لسيرافينا، كنت أحفظ معظم مشاهير الإمبراطورية عن ظهر قلب.
لم أتوقع أبدًا أن أراهم جميعًا بشحمهم ولحمهم.
يمكنني أن أرى الآن لماذا كانت سيرافينا متحمسة جدًا للمجيء إلى هذا الصالون.
إنه مكان رائع للحصول على تغذية لعينيك.
ومُنظمة هذا الصالون هي سيدة لديها من المؤهلات ما يؤهلها لسحق هؤلاء المشاهير بضربة واحدة….
“آنسة آنسي!”
هرع أحدهم من خلفي وألقى بذراعيه حولي.
أتى النمر المقصود عند كلمتي.
كانت الأميرة.
“أنتِ هنا أخيرًا، لقد كنتُ في انتظاركِ!”
نظرت إليّ وعيناها تلمعان.
رمقتني بنظرة اعتذار، ثم تركت ذراعي.
“حسنًا، أنا لستُ عادةً بهذا القدر من عدم الاحترام، كما تعلمين؟”
“بالطبع، أعلم.”
ابتسمت بهدوء.
كانت الأميرة اليوم ترتدي فستانًا أبيض كالثلج، مع شعر مزين يتناسب مع لون فستانها.
تبدو مثل….
‘تبدو مثل قطة أنيقة.’
حتى لو تظاهرت بالاعتداد بالنفس، وتظاهرت بعدم الاهتمام بلمس يد الإنسان، وتظاهرت بالبرود.
إلا أنها تبقى تلك القطة البيضاء الجميلة التي تتسلل بخفة إلى جانب صاحبها.
في الوقت نفسه، نظرت الأميرة إليّ بطرف عينيها.
“إذن، ما رأيكِ بعد القدوم إلى الصالون؟”
“إنه رائع.”
قلتُ بإعجابٍ خالص.
كانت كل قطعة معروضة في الصالون جميلة.
ربما لأن الفنانين تم اختيارهم من قبل الدوق كلوديوس، فقد كانوا جميعًا موهوبين للغاية.
ارتسمت ابتسامة رضا على شفتي الأميرة.
“في المرة القادمة، سأريكِ بعض الأعمال الفنية في مجموعة عائلتي، إذا كنتِ ترغبين في ذلك.”
“أريد رؤيتهم!”
صرخت وعيناي تلمعان من الترقب.
كان يشاع أن عائلة الدوق كلوديوس تمتلك واحدة من أكبر المجموعات الفنية في الإمبراطورية.
ليس فقط من حيث عدد القطع التي يمتلكونها، ولكن أيضًا من حيث الجودة.
مما سمعته، إنها تضاهي العائلة الإمبراطورية، أليس كذلك؟
“حسنًا، لا تتوقعي الكثير. فمعظم الأعمال الفنيّة موجودة في القصر الإمبراطوري.”
أضافت الأميرة بهدوء.
وبعد ذلك.
“إيفا.”
ناداها صوت جهير
لطيف، اتسعت عيناها واستدارت.
“أخي؟!”
يا إلهي.
تصلبتُ في مكاني.
ديتريش فون كلوديوس.
دوق الإمبراطورية الأوحد والوحيد، وسيف الإمبراطورية الحاد.
و… أحد بطلين هذا العالم.
سيرافينا التي نالت حب الجميع لكنها لم تمنح قلبها لأحد.
أول رجلٍ وقعَتْ في حبه…
كان يقف أمامي.