Butterfly in the Palm - 3
الفصل 03
في صباح اليوم التالي، عندما استيقظتُ، كان جي يان شي قد خرج للتو من الحمام. المنشفة كانت تتدلى بشكلٍ فضفاض حول خصره، وقطرات الماء تنساب على خطوط عضلاته، كان منظره مغريًا للغاية.
حدقتُ بلا وعي في الندبة على صدره الأيسر.
لم أعد إلى وعيي إلا عندما أحاطني نفس جي يان شي، ممزوجًا بدفء البخار. سحبني من تحت الأغطية، وأطراف شعره المبلل لامست عنقي، مما أشعرني بالدغدغة.
دفعتُه بعيدًا وأنا أضحك، “هل أنتَ جرو؟”
تجاهلني جي يان شي تمامًا، وأستمرَّ في دفن رأسه بجانب عنقي.
“يان يان، أنا أحبكِ اليوم أيضًا.”
“هل ستبقين بجانبي دائمًا؟”
منذُ أن أستيقظ جي يان شي من حادث السيارة، كل يوم عندما يفتح عينيه، كان يعترف ليّ بحبه.
أشعر أنني سمعتُ إعترافات حب أكثر في الأيام القليلة الماضية مما سمعتُ في السنوات الخمس الماضية.
ربتُ على مؤخرة رأسه، “طالما أنك تحبني دائمًا، سأكون بجانبك دائمًا.”
“يان يان، تذكري ما قلتيه للتو.”
أجبته باستخفاف، لكن يديّ تحركت دون وعي فوق الندبة على صدره.
“هل يؤلمك؟”
تجمد جي يان شي للحظة، ثم عانقني بشكلٍ أقوى.
“لا، لا يؤلمني.”
بعدَ نصف ساعة من العناق، غادر جي يان شي أخيرًا إلى الشركة، وكان ينظر إليّ في كل بضع خطوات قبلَ أن يذهب.
راقبتُ سيارته وهي تغادر الساحة وتختفي حول الزاوية.
إتصلتُ بمعهد الأبحاث، وقالوا إن بيانات شريحة جي يان شي كانت تعمل بشكلٍ طبيعي.
بعدَ أن أغلقتُ المكالمة، أتصل بي جي يان شي مرة أخرى، يسألني إن كنتُ أرغب في مشاهدة فيلم الليلة.
لم أكن مهتمة بشكلٍ خاص، لكن جي يان شي بدأ يردد جملته السحرية مجددًا.
[“يان يان، قبل عودتي بالزمن إلى الوراء، في كل مرة كنتِ تدعينني للخروج، كنتُ أترككِ. الآن، هل تعطيني فرصة؟ اسمحيلي أن أعوض عن ذلك..”]
“…….”
[“هل تكرهينني الآن؟ ألا تحبينني بعدَ الآن؟”]
تنهدتُ وقلت، “حسنًا، سنذهب.”
أغلق جي يان شي الهاتف بارتياح.
بعدَ التفكير مليًا، إتصلتُ بمعهد الأبحاث مرة أخرى لأتأكد من أن شريحة جي يان شي ليست مصابة بفيروس.
في الواقع، لم يكن السيناريو الذي قدمته لـ جي يان شي مفصلًا لدرجة تغطية كل حدث صغير، لأن سعة تخزين الشريحة محدودة.
لجعلها تعمل، كنتُ بحاجة فقط إلى بعض الأحداث الرئيسية التي ستؤدي إلى أقصى انفعالات عاطفية، وسيتولى الدماغ ملء الباقي تلقائيًا.
لكنني لم أكن أتوقع حقًا أنهُ على الرغمِ من جدية جي يان شي، سيكون خياله بهذا الغنى.
في الأيام القليلة الماضية، تعبتُ كثيرًا من سماع اعترافاته المستمرة.
لقد أصبح عقلهُ حقًا مليء بالحب.
* * *
قبلَ الفيلم، ذهبنا أنا وجي يان شي لتناول العشاء.
سألني إن كنتُ أرغب في السفر للخارج بمناسبة ذكرى زواجنا الشهر المقبل.
بعدَ كل شيء، منذُ أن تزوجنا، لم نسافر معًا أبدًا، حتى أننا لم نقم بشهر عسل.
كان جي يان شي مدمن عمل. في اليوم التالي لحفل زفافنا، سافر إلى الولايات المتحدة في رحلة عمل أستمرت شهرًا كاملًا.
عندما عاد، كان الحماس قد تلاشى منذُ فترة طويلة.
أما بالنسبة لاحتفالات ذكرى زواجنا السابقة، فقد كان يعمل في الغالب لساعات إضافية.
كان فقط يطلب من مساعده أن يرسل ليّ الزهور ويشتري ليّ الهدايا كنوع من المجاملة.
نظر جي يان شي إليّ، بنظرات لطيفة.
“يان يان، كل الأشياء التي فاتتنا سابقًا، سنعوضها ببطء في المستقبل.”
بعدَ العشاء، وصلنا إلى السينما قبلَ عشر دقائق من بدء الفيلم.
لكن حتى بعد أن بدأ الفيلم، لم يأتِ أي شخص آخر.
لم أستطع إلا أن أشعر بالدهشة.
“أليس هذا الفيلم شائعًا جدًا؟”
أبتسمَ جي يان شي.
“لقد حجزتُ القاعة بأكملها.”
“…….”
قال بمودة، “أردتُ فقط مشاهدته معكِ بمفردنا.”
رفعتُ يديّ وأدرتُ رأسه نحو الشاشة.
“لقد بدأ. لا تتحدث.”
لم أكن في الواقع من عشاق مشاهدة الأفلام، لكنني اليوم وجدتُ نفسي مركزة بشكلٍ غير عادي.
كان الفيلم يدور حول زوجين. الزوجة كانت تعاني من فقدان الذاكرة قصير المدى، وكل صباح كانت تنسى كل شيء من اليوم السابق. كان الزوج يحاول جعلها تقع في حبه من جديد، كل يوم.
ربما لأنني لم أشعر أبدًا بمثل هذا الحب الثابت وغير المشروط، شعرتُ بألم حلو ومُر في قلبي.
أدرتُ رأسي لأتطلع إلى جي يان شي، لكنني وجدته متكئًا في مقعده، ينظر إليّ طوال الوقت.
كانت القاعة مظلمة، ولم أتمكن من تمييز تعابير وجهه.
أقترب مني، وهمس بلطف في أذني، “يان يان، إذا نسيتني مئة مرة، سأحبكِ مئة وواحدة.”
كنتُ أعلم أنهُ تحت تأثير الشريحة، ويقول كل هذه الوعود والكلمات الرقيقة دون تردد، لكن هذه المرة، لم أتمكن من الإجابة أو الجدال.
بدلًا من ذلك، كان قلبي ينبض بشدة.
شعرتُ وكأنهُ ينبض فقط من أجل جي يان شي.
يُتبع….