Butterfly in the Palm - 1
الفصل 01
لقد كنتُ في زواجٍ مرتبٍ مع جي يان شي لمدة خمس سنوات، وكانت علاقتنا دائمًا فاترة.
كان منهمكًا في عمله كل يوم، يؤدي دوره كرئيس تنفيذي ناجح.
لم يكن يحب المناسبات الاجتماعية ويفضل تناول الطعام في المنزل، لذا كنتُ أطهو له بنفسي كل يوم.
كنتُ أعتني بكل شيء يتعلق بحياته اليومية وروتينه بنفسي.
بمعنى ما، كنَّا نحترم بعضنا ونعيش كغرباء مهذبين.
كنتُ أظن أن حياتنا ستستمر على هذا النحو، ولكن جي يان شي تعرض لحادث سيارة في يوم عاصف.
بعدَ أن استيقظ، بدأ عقله مشوشًا.
كان مُصممًا على أنهُ قد عادَ بالزمن إلى الوراء.
* * *
عندما هرعتُ إلى المستشفى، كان رأس جي يان شي الجميل ملفوفًا بطبقات من الضمادات، وكان يتصرف بجنون داخل غرفة المستشفى.
كان قد أنتزع إبرة الوريد من يده ويكافح بشدة ليخرج من السرير محاولًا العودة إلى المنزل.
“أبتعدوا عن طريقي! أريد أن أعود إلى المنزل، يجب أن أجد يان يان!”
“لا تلمسوني! يجب أن أعود إلى المنزل وأجد يان يان!”
أستغرق الأمر ثلاث ممرضات بالكاد ليتمكن من السيطرة عليهِ.
تقدمتُ بخطواتٍ سريعةٍ، ووجهي يوحي بتعبيراتٍ عابسة، وأمسكتُ بهِ قائلةً، “توقف.”
توقف للحظتين عندما رآني، ثم احمرّت عيناه فجأةً.
جذبني إلى حضنه، وصوته يرتعش.
“يان يان……من الجيد أنكِ بخير……من الجيد أنكِ بخير…….”
بذلتُ كل جهدي لأدفعه بعيدًا، لكنهُ لم يتحرك بوصة واحدة.
“أشتقتُ إليكِ كثيرًا…….”
بالكاد التقطتُ أنفاسي وقلتُ، “إن لم تتركني، فلن أكون بخير قريبًا.”
أخيرًا، تركني جي يان شي، لكن وجهه كان مليئًا بالحزن الشديد.
تظاهرتُ بأنني لم ألاحظ ذلك.
وجهته ليستلقي في السرير وطلبتُ من الممرضة أن تعيد إدخال إبرة الوريد.
بعدَ مجهود طويل، تُركنا وحدنا في الغرفة.
كان مستندًا إلى اللوح الخلفي للسرير، وعيناه ثابتتان عليّ طوال الوقت.
حتى عندما ذهبتُ إلى الحمام لغسل يديّ، ناداني عدة مرات.
حتى النساء في السوق لا ينادين بهذه الكثرة.
* * *
جلستُ على طرف السرير، أقشر له برتقالة. فجأةً، نظر إليّ بحنان عميق وقال، “يان يان، أشتقتُ إليكِ حقًا.”
توقفت يديّ في منتصف التقشير، وعبستُ.
هل يُعقل أن يكون جي يان شي قد تلقى ضربة شديدة لدرجة أنهُ أصيب بتلف في المخ؟
كنَّا نعرف بعضنا منذُ أكثر من عشر سنوات، ومتزوجين منذُ خمس سنوات. كانت هذه أول مرة أسمعه يقول شيئًا بهذه الرومانسية.
مددتُ يديّ ولمستُ جبينه.
“سوفَ أنادي الطبيب.”
لكن جي يان شي أمسك بيدي، وقال بصوت واضح، “أنا لستُ مريضًا، يان يان، لقد عدتُ بالزمن إلى الوراء.”
“……..”
كنتُ متأكدة أن تعابير وجهي كانت تعكس عشرات التعابير المتضاربة بين الدهشة وعدم التصديق، لكن جي يان شي لم يكترث لردة فعلي أبدًا. كان مليئًا باليقين.
“يان يان، أنا جاد. لقد عدتُ بالزمن الى الوراء.”
“في حياتي السابقة……خُنتكِ. لم أكتفِ بخيانتكِ فحسب، بل سمحتُ للمرأة الأخرى بإذلالكِ. عندما كنتِ مريضة، أجبرتكِ على الركوع تحتَ المطر كعقاب.”
“أحرجُتكِ أمامَ الجميع، وجعلتكِ تتبرعين بكليتكِ لتلكَ المرأة…….”
“فعلتُ الكثير من الأمور التي أذتكِ. في النهاية، فقدتِ الأمل تمامًا بي. أصبتِ بالسرطان وتوفيتِ…….”
كان وجهي قد شُحب، لكن جي يان شي أستمرَّ بالكلام.
“ندمتُ بشدة. حاولتُ أن أبحث عنكِ، بحثتُ عنكِ يائسًا، لكنكِ لم تريدي رؤيتي. لم تتحدثي إليّ. حتى أنني لم أعرف مكان دفنكِ…….”
“يان يان……أنا أستحق الموت حقًا!”
بهذه الكلمات، بدأ يصفع نفسه وأنهار بالبكاء.
عندما جاء كبار المديرين التنفيذيين والمساهمين في الشركة لزيارته، كان هذا هو المشهد الذي وجدوه.
جي يان شي، البارد الخالي من التعبير المعتاد، كان متكورًا بين ذراعي، يبكي كالأحمق.
بينما كان يبكي، ظل يردد، ‘أنا أستحق الموت حقًا.’
حافظتُ على هدوئي الظاهري، مهدئةً جي يان شي بلطف، بينما أخبرتُ المساهمين أن يعودوا في يوم آخر.
لكن في داخلي، كنتُ أموت من الإحراج.
أستغرق الأمر ساعة كاملة لتهدئته، وفي ذلك الوقت كانت قطعة كبيرة من قميصي قد تبللت.
نظرتُ إليهِ.
“هل تلبّستك روح مينغ جيانغ نو؟”
(مينغ جيانغ نو، هي شخصية صينية أسطورية معروفة بولائها العميق وحبها لزوجها، ويقال أن دموعها الحزينة بعد وفاته أثناء بناء سور الصين العظيم تسببت في إنهيار جزء من السور.)
تظاهر جي يان شي بعدم السمع، وأمسك بيدي بقوة، وقال بمودة، “يان يان، أنا أحبك.”
“أرجوكِ ابقي بجانبي إلى الأبد…….”
أبعدتُ يده ونهضتُ لأبدل ملابسي.
“حسنًا، حسنًا، لقد فهمتُ.”
بعيدًا عن نظره، قمتُ بثني شفتي بهدوء في إبتسامة.
يُتبع….