اما بعد - 5
الجزء الخامس
لم ينطق حسن و ظل ما بين الدهشة و الحيرة.
فقالت في تكبر: “مش مهم، أنا عندي حصة، بعد اذنكم”.
قال المعلم لحسن: “كده بردوا تحرجها حرام عليك، مسلمتش عليها ليه؟”
نظر له حسن و صمت لدقائق ثم قال “مش دي …. اه …اه….ازاي…”
رد المعلم: “خلاص بقى يا حسن ميبقاش قلبك اسود البنت طيبة، صحيح والدها كان… يلا الله يرحمه”
رد حسن مندهشا: “مين ده اللي مات ؟!”
ضحك زميله و قال: “ياااااه الفترة اللي غبتها دي حصل فيها حاجات كتير، أولا يا سيدي ميس آية اتجوزت و خلفت وجوزها مات مع والد الميس.”
رد حسن: “ليه ؟!”
فقال: “الله أعلم، بس هجم عليهم ناس و ضربوا نار عليهم و ماتوا”
قال حسن في حزن: “لا إله إلا الله. ربنا يرحمه”
أكمل حسن حديثه: “طيب أنا هروح عشان عندي حصة”
في الفسحة…
ظل حسن يبحث عنها عن معلمة الأحياء حتى انتبه حسن لصوت ضحكة مميزة جدا بالنسبه له.
حسن: “احم احم، ازيك، أنا بعتذرعلى اللي حصل الصبح كنت سرحان”
ابتسمت و قالت: “حصل خير، بعد اذنك”
رد: “فاطمة… اااااه… ااااه… مكنتش أعرف انك دخلتي تربية واضح انك ذاكرتي كويس”
فقالت: “اه ذاكرت كويس”
قال حسن “واضح انك مش طيقاني ، بعد اذنك ”
نادته بحنان: “حسن…”
رد: “ايوه”
سرعان ما تحولت للجدية و قالت: “مفيش بعد اذنك”
رد بهمس: “انتي لسة مجنونة زي ما انتي”
ردت بعصبية “على فكرة سمعتك”
رد مدعيا الغباء: “ها… انا… أنا بقول أنا جعان بعد اذنك هروح آكل عشان معاد الفسحة هيخلص”
ضغطت فاطمة على اسنانها من الغضب و الغيظ و قالت “ماشي يا حسن”
مر اليوم على نفس الروتين حصص و امتحان لأحد الفصول و واجب و شرح و… و… و…
خرج حسن من أحد الفصول بعد حصة فوجد مستر إسلام معلم الكيمياء يتحدث مع فاطمة لكن من الواضح أن الحديث رائع جدا، فقد كانت تضحك و تبتسم وتتحدث. ضغط حسن على أسنانه و قال: “اومال يعني مكنتش عايزة تتكلم معايا كلمتين على بعض! طيب”
كاد حسن أن يصل لهما ليتحدث لكنه وجد معلمة اللغة الفرنسية أمامه، فقال مبتسما “ايوه بقى، تعالي انتي جيتي في وقتك”
قال مبتسما: “ميس جنى”
ردت مبتسمة “مستر حسن، عامل ايه، كده مش نفطر مع بعض النهارده، زعلانة خالص”
المشكلة أن ميس جنى كانت تمتلك من الدلال و الدلع ما يجعل أعصاب أي أحد تدمر.
رد حسن مبتسما: “متزعليش والله، كنت برحب بميس فاطمة عشان جت جديد”
ردت في حزن: “يعني هي أهم مني! على فكرة بقى هي وحشة و أنا مش بحبها، دي مش بترضي تتكلم معايا خالص”
لاحظ حسن ان وجه فاطمة تغير و ستنفجر بعد دقائق، فقال حسن “طيب متزعليش، تحبي أعزمك على الغداء؟ ايه رأيك؟”
هدأ الجميع فجأة بعد صوت تهشم زجاج الكوب التي كان بيد فاطمة، نظر حسن لفاطمة و أنفاسها تزداد سرعة و قد تحطم الكوب في يدها، فأسرع نحوها و أمسك يدها و قال: “انتي كويسة؟ وريني ايدك”
أبعدت يدها بقوة و ضغطت على يدها بقوة حتى نزفت من أثر الزجاج المتبقي و قالت: “أنا كويسة شكرا”
و ذهبت مسرعة. قالت ميس جنى: “شفت، شفت يا مستر دي مجنونة”
رد استاذ إسلام: “ميس جنى لو سمحتي ميصحش تقولي كده”
تنهدت جنى و قالت: “طيب، سلام”
في المساء…
ظل حسن ينظر من النافذه للسماء و يتأمل القمر و النجوم اللامعة:
“يعني هي بقت يتيمة و لوحدها، حتى لو ليها أهل بردوا الأب و الأم ومحدش بيعوضهم.
وبعدين أنا آخر مرة بصراحة كنت قاسي معاها جدا.
هي ليها حق تعمل اكتر من كده.
و بعدين؟!! أعمل ايه؟
ايوه صح، أنا معايا رقم البيت من أيام الدروس”
ترن… ترن…
“الو…”
قال: “ايوه يا فاطمة انا حسن…”
تيت… تيت… تيت
قال حسن بعصبية: “قفلت السكة في وشي؟ ايه الجنان ده”
ترن… ترن… ترن
“نعمين…”
“انتي ازاي تقفلي السكة في وشي؟”
“معلش السماعة اتزحلقت من ايدي، مجروحة بقى”
رد حسن: “على أساس إن الايد التانية مشلولة”
ردت في غضب: “انت كمان بتزعقلي؟ بدل ما تقولي ألف سلامة!”
رد: “ألف سلامة. كده كويس!”
ردت: “بعد العيد مش بيتفتي الكحك”
حسن: “هاااا ، اي ده”
تنهدت و قالت “خلاص سلام”
ناداها حسن سريعا: “فاطمة…”
“نعم”
“وحشتيني”
ابتسمت فاطمة و لم ترد
يتبع…
فاصل في القصه فصلين عايزه تشجيع جامد عشان انزلهم بعد شوية
ملحوظة دي قصه مش رواية عشان كدا صغننه♥️