اما بعد - 4
الجزء الرابع
حسن بغضب: “اخلصي”
ارتعشت فاطمة و قالت بخوف: “ده….ده…”
قاطعها بصراخ و غضب: “هااااا…”
قالت “ده ابن عمتي حسام ، أناااا… أنااا اتفقت معاه نعمل كل ده، عشان احنا مش عايزين بعض، أنا بحبك يا حسن و هو بيحب ميس آية و عايز يتقدملها بس عمتو و بابا عايزين يجوزونا بالعافية”
قال حسن و هو يحاول ألا يغضب: “و بعدين؟”
قالت بخوف: “مفيش، عملنا زي أي فيلم نطلب فدية عشان بابا يخاف عليا و انت تيجي و تعمل انك بتنقذني و نتجوز”
رد حسن بغضب: “ده على أساس اننا في فيلم ديزني؟!”
حاولت أن تتكلم فقاطعها قائلا: “ثم مين قالك اني عايزك او عايز اتجوزك ، هو انتي و ابن عمتك بتحددوا و خلاص”
قالت بدهشة “قصدك ايه ؟!”
رد بغضب “قصدي انك طالبة عندي و مستحيل تبقي اكتر من كده و كفاية شغل العيال ده، انتي مش صغيرة على الكلام ده. انتي كلها كام شهر و تخشي الكلية و تقابلي ناس، بلاش شغل اطفال، انا هروح دلوقتي لباباكي و اقوله على كل حاجة، و هو بقى يجوزك يموتك هو حر لكن انا زهقت و على فكرة أنا هستقيل من المدرسة. أنا من الأول مش حابب مدارس البنات و دلع البنات”
قالت و هي تبكي “بس أنا…”
رد: “هششش، على أي أساس بتحبيني؟ بطلي شغل عيال و روحي ذاكري، و باباكي لا هيجوزك و لا حاجة، ده مجرد تهديدد مش اكتر. خشي الكلية وبعد كده بقى اتكلمي عن الحب أنا اهو داخل على ٣٠سنة و محبتش و لا فكرت في الجواز فكري في مستقبلك شوية.”
ثم نظر لحسام و قال: “و انت يا عاقل يا كبير ازاي تعمل كده؟!”
رد حسام ببرود: “خلصت محاضرة الاخلاق بتاعتك؟”
لم يرد حسن، فاستكمل حسام: “قول ان آية عجباك و عايزها و خلاص مش لازم تبقى سيدنا الواعظ”
نظر له حسن بسخرية و قال “انا لا عايز آية و لا فاطمة و لا المدرسة خلاص”
ثم تركهم حسن و رحل. فقدت فاطمة الوعي و ذهب حسن و لم يهتم. بينما حسام كان قد اندهش من ردة فعل حسن.
في اليوم التالي…
طلب حسن من الادارة طلب نقل لمدرسة أخرى، وتمت الموافقة و لكن النقل سيكون في السنة الدراسية الجديدة وأنه يجب أن يستمر في العمل في تلك المدرسة.
لم يعترض حسن و لكن أسلوبه تغير تماما في الاسبوع الجديد، فكان أكثر قسوة على الفتيات، يقوم بعمل امتحانات صعبة و اختبارات كثيرة وواجبات كثيرة، حتى أصبحت جميع الطالبات تنفر منه.
تجنب حسن التحدث مع ميس آية تماما، وعلم من تحدث الفتيات عن فاطمة انها أصيبت بانهيار عصبي ولم ترغب برؤية أي أحد من أصدقائها و لم تخرج من المنزل قط و لم يدخل للمنزل سوى الطبيب ليتابع حالتها.
انتهت السنة ولم يرى حسن فاطمة منذ هذا اليوم و حتى الامتحانات لم يستطع رؤيتها لأن قوانين الثانوية العامة تمنع مدرسي المدرسة بالمراقبة في الامتحانات.
كان حسن يتظاهر بعدم رؤيتها ويتظاهر بعدم التفكير بها ولكن هيهات أن توقف العقل عن التفكير في المحبوب. فهل القلب ينسى؟!
لسوء الحظ تم نقل حسن للقاهرة وقد تعجب مما حدث فأخبروه أن هناك نقص في عدد المعلمين هناك، استسلم حسن للأمر الواقع. في الحقيقة كان يرغب في الابتعاد لكي يهدأ قليلا و تهدأ القرية وتتوقف عن التحدث عنه هو و فاطمة.
وعاد الروتين الممل مرة اخرى.
مر عام و الثاني، حتى مر ٤ أعوام على نقله لتلك المدرسة.
اكتفى حسن من البعد عن عائلته و قرر أن يعود آسفا لنفس المدرسة نظرا لأنها الوحيدة التي تعاني من نقص للمعلمين.
و بالفعل تم النقل و تم سريعا على غير العادة، و تعجب حسن من هذا و لكن لم يهتم و قرر الذهاب و الاستقرار مع أسرته، بالأخص أن والدته لن تتحمل أن يبتعد وحيدها عنها كل هذا حتى لو من أجل مستقبله.
في أول يوم للدراسة كان حسن في غرفة المعلمين.
“صباح الخير مستر حسن.”
حسن مبتسما: “صباح الـ…”
زالت البسمة عن وجه حسن، فرد أحد المعلمين: “صحيح يا حسن دي معلمة جديدة في المدرسة، معلمة أحياء برضو. مش هترحب بيها؟”
ظل حسن مندهشا و لم يرد.
يتبع…