Brother ، my sun is back - 40
استمتعوا *^ـ^*
*******
وبعد ليلة طويلة مليئة بالضحك والمرح تأخذ جيني كتاب والدتها الموجود على الطاولة الصغيرة وتحمل الشمعة الصغيرة بيدها وكتاب والدتها بيدها الآخرى وتتجه الى زاوية الغرفة بعيداً عن الفتيات النائمات على الأرض ، تمر من جانب بانسي بخفة وهدوء حتى لا تُيقظها فتشعر بانسي بحركة بجانبها فتفتح عيناها المليئة بالنعاس ببطئ فترى جيني فتتحدث بنبرة هادئة جداً : ما الأمر يا جيني ؟ لماذا انتِ مستيقظة ؟
تبتسم جيني إبتسامة هادئة وتتحدث بنبرة هادئة ومنخفضة : لا اشعر بالنعاس
بانسي بنبرة منخفضة ونعسة : هل هو الصداع مجدداً ؟
تُشيح جيني بعيونها وتتحدث بنبرة منخفضة : اجل نوعاً ما
تُبعد بانسي الغطاء الذي يُغطيها وتفتح يداها وتقول لجيني بنبرة منخفضة هادئة : تعالي هنا ونامي بجابني
تبتسم جيني إبتسامة حنونة وتقول بنبرة منخفضة : كلا ، لا بأس ، سأجلس على الأريكا هناك ، لا تقلقي
تخفض بانسي يداها وتخرج منها تنهيدة قائلةً : حسناً ولكن ارجوكِ لا تفرطي بالتفكير فهذا سيزيد من الصداع
جيني بنبرة هادئة وهي تتقدم نحو الأريكا الموجودة في زاوية الغرفة البعيدة عن مكان نوم الفتيات والسيدة ” اوليفيا ” : حسناً لا تقلقي
لا تسمع جيني رداً من بانسي فتعرف انها قد عادت للنوم ، تجلس جيني على الأريكا وتضع الشمعة ذات الضوء الخافت بجانبها وتفتح كتاب والدتها وهي تتحدث الى نفسها قائلةً بنبرة جادة : لنرى من تكونيني يا امي ؟ فأنا لم يغمض لي جفنٌ وانا افكر فيكِ
تمسك جيني الكتاب بيدها جيداً لتبدأ بقراءته وفور ذلك تسقط ورقة منهُ على الأرض
تنحني جيني وترفع الورقة عن الأرض ومن ثم تتفحصها وتتحدث الى نفسها قائلةً : انها رسالة ، رسالة اخرى ؟
تُسرع جيني وتغلق الكتاب وتفتح الرسالة وتبدأ بقراءتها في نفسها : } مرحباً حبيبتي جيني ، لا بد ان الرسالة الأولى قد تركتكِ في حيرة من امرك ، ارجو منكِ تفهم الوضع الذي كنتُ فيه ، وارجو ان تسامحيني على كل شيء فعلتهُ لكِ قد آذيتكِ من خلاله
جيني تتحدث الى نفسها وهي متعجبة : انها حقاً رسالة اخرى
تكمل جيني قراءة الرسالة }انا آسفة حقاً لأنني سأترككِ وانتِ في سنٍ صغيرة ، انا حقاً آسفة ، كنتُ ارغب في البقاء بجانبكِ لمدة اطول ولكن القدر لم يكتب ليَ هذا ، لذلك انا حقاً آسفة
تظهر نظرات الحزن على وجه جيني وتكمل الرسالة ( بالرغم من انني القيتُ الكثير على كاهلكِ في الرسالة الأخرى ولكن هناك امرٌ آخر يجب عليكِ معرفته ،
هناك شخصٌ عليكِ إنقاذه في اقرب وقت ممكن الا هو ” جوليا ” شقيقة ” كاثرين ” الصغرى ، لا اعرف اين تتواجد في لحظتك ولكن كل ما اعرفه انها تُعّرض نفسها للخطر لذلك ارجوكِ انقذيها ودعي ليكاردو يحمي خالته
تتفاجأ جيني وتتحدث الى نفسها قائلةً : ماذا ؟ الملكة ” كاثرين” لديها شقيقة ؟ هكذا اختلفت الموازين تماماً
تسرع جيني وتكمل قراءة الرسالة ( وعندما تنقذيها اخبريها ان تتوقف عن تهورها ، انها ذكية جداً وان متأكدة من انها ستساعدكم )
تتحدث جيني الى نفسها قائلةً : واين سنجدها حتى ننقذها ؟
تكمل جيني قراءة الرسالة ( ولنتوقف عن جميع هذه الأمور هنا ولنتحدث حديث ام لأبنتها ، سأكتب باقي الرسالة وانا اعرف انهُ لن توجد اي طريقة لتُجيبي اسألتي بها
( مرحباً يا ابنتي الحبيبة جيني ، هل يُعجبكِ اسمكِ ، انها اسمٌ مختارٌ بعناية فمعناه الضوء الأبيض الذي سيقود الى الحقيقة والسلام في النهاية ، هل حظيتِ بطفولة جميلة ؟ هل كنتُ اماً جيدة ؟ هل كان والدكِ يعاملكِ جيداً ؟ هل قسى اخوتُكِ عليكِ يوماً ؟ هل انت بخير الأن بعد فقدانهم ؟ لا بد ان هذا مؤلم ، اليس كذلك ؟ هل تعاملكِ عمتكِ بلطفٍ وحنية ؟ هل بانسي وماريان صديقتين جيدتين ؟ هل إيميلي ابنة عائلة ( لانكستر ) بخير ؟ هل اظهر ليكاردو حبهُ لكِ ام ما زال الخجل يغلبه ؟ انا متأكدة من انهُ سيهتم بكِ جيداً
( ايميلي لانكستر ظهرت في الفصل 4 وذات شعر برتقالي بلون الغروب )
تسقط دمعة من عيناها الذهبية وتُكمل قراءة الرسالة ( لقد كنتُ ارغب وبشدة بإكمال حياتي برفقتكِ ، اردتُ ان اعيش كل لحظة بجانبكِ
كنتُ ارغب في رؤيتكِ بثوبٍ ازرق يشبه السماء في حفل ظهوركِ الأول وعيون الناس تتجه نحوكِ ويصدمون بجمالكِ الرائع حتى وانتِ في الحادية عشر
كنتُ ارغب في رؤيتكِ في حفل بلوغكِ سن الرشد وشعركِ الذي قد اصبح طويلاً ينسدل على رقبتكِ و ظهركِ وترتيدين ثوباً بنفسجياً جميلاً مزخرفاً بجواهر جميلة
كنتُ ارغب في رؤيتكِ وانتِ ترتدين الثوب الأبيض في يومٍ تكونين فيه اجمل عروس في المملكة
كنتُ ارغب في ضمكِ اكثر وتقبيلكِ اكثر ، وكنتُ اريد رؤيتكِ اكثر ، كنتُ اريد ان آراكِ وانتِ تدرسين وانتِ تأكلين وانتِ تلعبين وانتِ تضحكين وانتِ تمشي او حتى تتسلقين الأشجار كما العادة ، لكن القدر لم يشئ لي ذلك ، انا اعتذر عن كل شيء فعلتهُ بحقك قد جعلكِ حزينة
تنهر دموع جيني وتتحدث الى نفسها قائلةً : لماذا ، لماذا كتبتِ هذا ؟ ما كان عليكِ كتابته ، ايتها الأم الغبية
تغمر جيني رأسها بالبطانية التي تَلُفُها لتُخفي دموعها وتتحدث الى نفسها قائلةً : لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا فقدتكِ انتِ بالتحديد ؟ لماذا كان علّي ان اعيش بقية حياتي بدونكِ ؟ لماذا فقدتُ والدي واخوتي ؟ ما هو ذنبي ؟ في ماذا اخطأت لأخسركم جميعكم ؟ لماذا ؟ لماذا كان من الصعب علينا عيش حياتنا كإي حياة نبيل آخر الن يكون من الرائع لو انكِ ما زلتِ على قيد الحياة وتحظين بأيام هادئة انتِ ووالدي في قصرنا اللطيف الهادئ ؟ الن يكون من الرائع لو اننا كنا نعد لحفل زفاف اخي ( إيفان ) وترسيم اخي ” كلاوس ” بدل ما نمر بهِ الأن ؟ اليس هذا ظالماً ؟
تشهق جيني وتزداد غزارة دموعها فتفتح السيدة ” اوليفيا ” النائمة على السرير بجانب الأميرة ” فيوليت ” عيناها فتسمع شهيق جيني المنخفض فتجلس بهدوء فتلاحظ جيني جالسةً على الأريكا الموجودة في زاوية الغرفة فتقف بسرعة وهي فزعة وتتجه نحوها بخطوات مسرعة وحريصة بالوقت نفسه حتى لا تيُقظ ليندا وبانسي وماريان النائمات على البطانية الريشية الموجودة على الأرض ، تقترب من جيني وتجلس بجانبها وتهمس قائلةً بنبرة قلقة : ما الأمر يا جيني ؟ ماذا يبكيكِ ؟ ما الذي حصل ؟ صحت بسبب بكائها
ترفع جيني رأسها وتتلاقى عيناها الحزينة بعينا عمتها القلقة فتهمس قائلةً : لماذا ؟ لماذا يا عمتي ؟
تندمج تعابير مستفهمة مع التعابير القلقة للسيدة ” اوليفيا ” وتحتضن جيني وتهمس قائلةً بنبرة قلقة : ما الأمر ؟ هل هو كابوس ؟ ام الصداع مرة اخرى ؟
تُقدم جيني رسالة والدتها لعمتها ، تأخذ السيدة ” اوليفيا ” الرسالة وتقرأها فتظهر على وجهها علامات الأسى فيظهر همسُ جيني وهي تقول والدموع تتساقط من عيناها : لماذا ؟ لماذا كان علي فقدانها هي ؟ لماذا علّي خسارتهم بأكملهم ؟
تحتضن السيدة ” اوليفيا ” جيني بقوة وتتحدث بنبرة حزينة مليئة بالأسى : هذا هو القدر يا ” جيني ” ، لقد حرمكِ من اقرب الأشخاص اليكِ ولكنهُ قدّم لكِ اروع واشجع الأشخاص الذين لن تعرفي مثلهم احداً ، هذه هي الحياة ، نخسر من نحب في لمح البصر ولكنها تعوضنا حتى لو كان تعويضاً بسيطاً
تغمر جيني رأسها في صدر عمتها وتتساقط دموعها بغزارة فتحتضنها السيدة ” اوليفيا ” بقوة وتتحدث الى نفسها وهي ترمق الرسالة بنظرات حزينة : لا بد ان والدتكِ كانت تبكي مثلكِ عندما كتبت هذه الرسالة
وفي الجانب الآخر من الغرفة نجد ان الفتيات الأربعة كُن يُحدقَ في سقف الغرفة بنظرات جادة ويستمعن لِما يحدث بكل هدوء
*********
تستيقظ جيني بالصباح ورسالة والدتها على صدرها وتضع ذراعها على عيناها وتبدأ بتذكر احداث وفاة والدتها
( في الماضي وفي احد ايام الشتاء شديد البرودة )
تأتي خادمة شابة مسرعةً الى جيني وبانسي وماريان اللواتي كُنَ يلعبن في غرفة جيني وهي تصرخ قائلةً بنبرة فَزِعة : آنستي ، آنستي ، ان السيدة تريدكِ ، اسرعي من فضلك
تشعر الفتيات بالخوف وتبدأ جيني الركض مسرعةً نحو غرفة والدتها ويصاحبها صوت الرعد وصوت المطر الغزير الذي يضرب نوافذ القصر بعنف
تدخل جيني وبرفقتها بانسي وماريان غرفة السيدة ” روز ” حيث كان الجميع مجتمعاً حول سرير سيدة الغرفة
لقد كانوا مجتمعين حول سيدة ذات وجه شاحب وعيون ذهبية ذابلة وشفاه بيضاء مجعدة وجسد هزيل تكاد عظامه تظهر منه من شدة ضعفه
ترى جيني والدتها الملقاة على السرير وبالكاد تخرج كلماتها فتسرع إليها وهي في حالة فزع وهي تصرخ بنبرة فَزِعة قائلةً : والدتي ، والدتي!!
ترتفع زوايا فم السيدة ” روز ” بإبتسامة حنونة حزينة بالكاد كانت قادرة على إخراجها : ممم ؟
تتشبث يدا جيني بالسرير وتبدأ دموعها بالسقوط وتقول : انتِ لن تتركينا ، اليس كذلك ؟
يسمع الجميع صوت الرعد ورافقتهُ إبتسامة السيدة ” روز ” الذابلة وصوتها الحزين المتقطع : ان…ا آس….فة
تهز جيني رأسها بعنف غير متقبلة للذي يحصل لوالدتها
تتجه انظار السيدة ” روز ” الحزينة والذابلة نحو زوجها والد ” جيني ” الجالس بجانبها على السرير ، والسيدة ” اوليفيا ” التي تغطي دموعها كامل وجهها قائلةً بصوت منخفض هادئ ومتقطع : ار…جو ان تهت…ما بجي…ني جي…داً ، وارج…كما وصي….تي ( ارجو ان تهتما بجيني جيداً وارجوكما وصيتي )
يمسح السيدة ” ويليام ” ( والد جيني ) جبين زوجته الشاحب ويُبعد خصلات شعرها الذهبي عنه وتلمع عيناه الزرقاء الدامعة والحزينة والمتحسرة بضوء البرق
ويتحدث بنبرة متحسرة مترجية : كلا ، لا تقلقي لن ادعَ احداً يؤذيها ، لكن ارجوكِ ابقي معنا
ترتفع زوايا فمها بإبتسامة متحسرة وتنهمر دمعة من عينها وتقول : احبك
يبتسم السيدة ” ويليام ” إبتسامة حزينة ويمسح خد زوجته بلطف ويُلامس يدها برقة وخفة ويهمس قائلاً : وانا اعشقكِ ، لذلك ارجوكِ لا تتركيني وحدي ، انا لا استطيع العيش بدونكِ
تزداد غزارة دموعها وتبقى صامتة ، ومن ثم تتجه انظارها الذابلة المليئة بالدموع نحو ابن زوجها ” إيفان ” البالغ من العمر خمسة عشر عاماً وتقول بنبرة حزينة متقطعة : علي….كَ بال….اع…تناء ب…. نف…سك و…ب ….جيني ( عليك بالأعتناء بنفسك وبجيني )
يقترب إيفان من السرير ودموعه تتراقص في عينيه قائلاً بنبرة مترجية : كلا يا امي سنعتني بها معاً ، سنعتني بها جيداً
تنظر السيدة ” روز ” نحو باب الغرفة لتجد السيدة ” ميرال ” واقفةً هناك برفقة ابنتيها ( بانسي وماريان ) والحزن يلمع بوجوههن وصوت الرعد يطغى على صوتهن
تبتسم السيدة ” روز ” قائلةً : س…تصب…حان اق…وى فار…ستي…ن ، الي….س كذ…لك ؟ ( ستصبحان اقوى فارستين ، اليس كذلك ؟ )
تهز بانسي وماريان رأسيهما بالموافقة والدموع تتساقط من عيونهما وتتحدث بانسي قائلةً : سأصبح اقوى فارسة وسأحمي جيني الى الأبد ، اعدكِ بهذا
تبتسم السيدة ” روز ” مرة اخرى قائلةً : هذا … را…ئع
تلتفت السيدة ” روز ” نحو كلاوس الواقف بجانب السرير غير متقبل للأمر والدموع تنهمر من عيناه البنفسجية بنظرات حزينة فيها القليل من الحزم وتناجيهِ قائلةً : اقت….رب
يُمسك كلاوس يدها ويرفعها نحو وجهه الصغير البارد وهو يصرخ قائلاً : امي ، امي ، ارجوكِ لا تبتعدي عنا ، ارجوكِ ، انا احُبكِ ، ارجوكِ ابقي معي
تضع السيدة ” روز ” يدها على رأس كلاوس الصغير وتزداد دموعها غزارةً وتهمس قائلةً بنبرة مترجية : اتوسل إ… ليك ، اتو….سل …. إليك ، لا تُص…بح…… ( اتوسل إليك ، اتوسل إليك ، لا تصبح … )
طغى صوت الرعد على آخر كلماتها ولكن جيني بالتأكيد كانت قد سمعتها ، لقد كانت ( طاغية) ، لقد كانت كلمة صعبة الفهم بالنسبة لطفلة بريئة
تنظر السيدة ” روز ” نحو سقف الغرفة وتهمس قائلةً بنبرة حزينة : استريد ، سآ…تي إلي…كِ
تغلق السيدة ” روز ” عيناها ببطء في جو يملؤهُ اصوات البكاء والدموع وتصاحبه صوت الرعد الحاد
جيني والدموع تسقط من عيناها : امي ؟ امي ؟ ارجوكِ افتحي عينكِ ارجوكِ
**********
تسقط دمعة من عيني جيني وتتحدث الى نفسها قائلةً : لقد كان اسم ” استريد ” هو الوحيد الذي نطقته كاملاً قبل وفاتها ، من هي يا ترى تلك المدعوة ” استريد ” ؟
ترفع جيني رسالة والدتها فتظهر هالات حمراء تحت عيناها من كثرة بكاءها وتتحدث الى نفسها قائلةً : يبدو انها كانت تبكي اثناء كتابتها
تتذكر جيني انها ليست نائمة في الغرفة لوحدها فتسرع وتمسح دموعها وتجلس على الأريكا ببطء وهي تتحدث الى نفسها قائلةً : لقد نسيتُ ان الفتيات كلهن نمنَ هنا امس
تجلس جيني على الأريكا وتفرك عيناها لتتضح رؤيتها جيداً ومن ثم تنظر في ارجاء الغرفة لتجدها فارغة ومرتبة فتتحدث الى نفسها قائلاً : يبدو انني الكسولة الوحيدة هنا ، لقد استيقظن جميعهن قبلي ، كم الوقت يا تُرى ؟
تقف جيني وتثني رسالة والدتها ببطء وهي تتحدث الى نفسها قائلةً : يا لهُ من ورق قوي ، بالرغم من مرور كل هذه السنوات الا انا الرسالة والحبر لم يتغير بهِ شيء ، ان هذا غريب
تتزن جيني في وقفتها وتتحدث الى نفسها قائلةً : لقد كانت ذكرياتي مع والدت….
يقاطع تفكير جيني صوت اجنحة سرب الحمام الأبيض الذي مر بجانب نافذها والذي يلمع مع لمعان البحر الأزرق مع اشعة شمس الخريف الدافئة واسقف المنازل الصغيرة تتلألئ في وسط كل هذا اللمعان ، تفتح جيني عيناها من الدهشة لشدة جمال المنظر وتتحدث قائلةً : رائع
تبتسم إبتسامة حنونة تخللتها ذكريات قديمة وتحدث الى نفسها قائلةً : لقد نسيتُ انهُ سَيَفي بِوَعدِهِ مهما حصل
تعود جيني بذكرياتها للوراء وتحديداً الى ما قبل اربعة اعوام عندما كان ” ليكاردو ” في ( فلنوريا ) حيث كانت تقف بجانبه على إحدى الشرف في قصر والدها الدوق ويليام
يتحدث ليكاردو بنبرة هادئة وهو يَرمق عاصمة ( فلنوريا ) بنظرات مُتأملة : يا لهُ من منظر جميل
تبتسم جيني إبتسامة هادئة وتتحدث بنبرة هادئة : اوافقكَ الرأي ، ولكني اتمنى لو ان قصرنا يطل على منطقة اخرى غير اسقف بيوت العاصمة
تتجه انظار ليكاردو السعيدة نحو جيني التي تقف بجانبه ويقول بنبرة مستفهمة : مثل ماذا ؟
تتجه انظار جيني المتشوقة نحو ليكاردو وتتحدث بنبرة هادئة : هناك الكثير من الأمور التي ارغب في رؤيتها عندما استيقظ بالصباح ، وإحداها ان استيقظ على صوت امواج البحر وجماله
يتحدث ليكاردو بنبرة هادئة : حسناً انا اعرف هذا الشعور جيداً ، فعندما كنتُ ازور اراضي عمتكِ برفقة والدتي كنتُ انام في غرفة تطل على البحر
تتحدث جيني بنبرة متشوقة : بالطبع قد كان شعوراً رائعاً ، اليس كذلك ؟ كم ارغب في تجربته!
يبتسم ليكاردو مرة اخرى ويحدق بجيني بنظرات محبة ويقول بنبرة هادئة : انا اعدكِ بأنني سأجعلكِ تزورين البحر في يوم من الأيام بعدما تصبحين مواطنة من ( مارسيليا )
تومئ جيني موافقة على كلام ليكاردو وبنظرات سعيدة تعلو وجهها
***********
يُقاطع تسلسل ذكريات جيني صوت طرقات للباب الغرفة التي تقبع فيها وتسمع صوت بانسي من خارج الغرفة وهي تقول : جيني ، هل انتِ مستيقظة ؟
تُخفي جيني رسالة والدها في الكتاب وتتحدث قائلةً: اجل ، يُمكنكِ الدخول يا بانسي
تدخل بانسي قائلةً بنبرة سعيدة ونظرات مبتهجة : صباح الخير ، هل نمتِ جيداً ؟
تومئ جيني وتبتسم إبتسامة هادئة قائلةً : اجل
تتحدث بانسي الى نفسها قائلةً : كاذبة
تقترب بانسي من جيني قائلةً بنبرة سعيدة : حسناً ، سأساعدكِ لتعدي نفسكِ حتى نتناول طعام الإفطار
جيني : حسناً
**********
يتبع