Brother ، my sun is back - 35
وبعد اسبوع من إقامة الجنازة استيقظ ليكاردو ، لقد كان في حالة يرثى لها ، لقد أثر السم عليه كثيراً ، ففي اثناء التمثيلية كانت انفاسه تكاد لا تخرج وطوال هذا الأسبوع كنا خائفين عليه من الموت حقاً ، لكنه استيقظ اخيراً بعدما كنا في جحيم بسبب عدم استيقاظه
يفتح ليكاردو عيناه فيرى السيدة ” اوليفيا ” جالسة على كرسي بجانبه وهي تنظر نحو البحر من النافذة المقابلة لها بنظرات شبه ميتة
يتحدث ليكاردو بكلمات تكاد لا تخرج من فمه بسبب المه وهو يقول : اي…ن
تقف السيدة ” اوليفيا ” عن كرسيها بسرعة وتبدأ دموعها بالسقوط : لقد استيقظتَ اخيراَ ، لقد خفنا عليكَ كثيراً
تسرع السيدة ” اوليفيا ” وتخبر الجميع ان ” ليكاردو ” قد استيقظ فيحضر الجميع الى الغرفة وهي سعيدين
تتجه فيوليت الصغيرة نحو ليكاردو بسرعة وهي تصرخ قائلةً بنبرة سعيدة ودموعها تتساقط من عيونها الفيروزية الصغيرة : اخي ، اخي
تقفز فيوليت على السرير بجانب ليكاردو وهي تبكي قائلةً : اخي ، اخي ، انتَ حي
يمد ليكاردو يده ويمسح شعر الأميرة الذهبي ويبتسم قائلاً : ان…تِ بخ…ير ، انا ح…قاً سعي…دٌ ل..ه…ذا
ليو بإبتسامة هادئة : لا تقلقي آنستي ، انهُ بخير
تُبعد السيدة ” اوليفيا ” الأميرة ” فيوليت ” عن شقيقها حتى لا تألمه فيساعد ” ليو ” ليكاردو على الجلوس شيئاً فشيئاً فيتحدث ليكاردو وهو يحاول التكلم بشكل صحيح : ما الذي …..حل بكيث ؟ ….. هل اصابتهُ …..بخير ؟
يتجنب الجميع النظر في وجه ليكاردو بعدما ظهرت عليهم نظرات الأرتباك ويتوقف ” ليو ” للحظة عن مساعدة ” ليكاردو ” فينظر ليكاردو لهم بنظرات متسائلة ويقول : م..ماذا ؟ هل إصابته… بتلك…. الخطورة ؟
تستدير السيدة ” اوليفيا “وتبدأ دموعها بالتساقط وتظهر نظرات حزينة على وجه ” ليو ” وتتراقص دموعه في عيناه ، وتبدأ دموع الأميرة ” فيوليت ” بالتساقط وتتحدث بنبرة مضطربة : ا…اخي ك…كيث قد مات ، اااهئ اهئ
( تذكيراً ، كيث ليس اخ الأميرة انما تناديه هكذا كاحترام له ، وكيث يكون ابن عم ليكاردو وفيوليت تماما )
تتسع عينا ليكاردو من صدمته كما لو ان صاعقة وقعت عليه وتبدأ دموعه بالسقوط وينسى المه ويصرخ قائلاً : لااااااا
يبدأ ليكاردو بضرب الفراش بقبضته متجاهلاً المه ويبكي بصوت مرتفع ويصرخ قائلاً : كلا ، مستحيل ، لا
وبعد ذلك دخل سيدي بحالة من الأكتئاب لم يعد يرغب بفعل اي شيء ، ومع الأسف الشديد فقد اثر ذلك السم على حركته وعدم قدرته على السير جيداً ، لذلك استغرق علاجه نحو عام تقريباً ، لقد نجح في المشي وكأن شيئاً لم يكن ولكن آثار ذلك السم ما زالت في جسده حيث ان مناعته ضد الأمراض اصبحت سيئة
( في الحاضر )
يتحدث ليكاردو بنبرة جادة ونظرات جادة : وفور استيقاظي مباشرةً استطعنا إنقاذ زوجة الفارس وابنته الصغيرة ووضعتهما في حمايتي ، ولكنا لم نستطع حماية ذلك الفارس الشجاع لأن عمي قد تخلص منه حتى لا يكشف امره
ينظر ” ليو ” نحو ” اغنيس ” الصغيرة الواقفة عند الباب ويبتسم لها قائلاً بنبرة هادئة : وقد كانت ابنة الفارس طفلة جميلة جداً ومَرِحة وكانت تُدعى ” اغنيس ”
تنظر جيني نحو ” اغنيس ” الواقفة عند الباب والتي تبتسم بحيوية وتقول : انتظر ، هل ابنة الفارس هي نفسها هذه الطفلة ؟
ينظر ” ليكاردو ” نحو ” اغنيس ” ويومئ قائلاً : اجل ، انها الطف واشجع طفلة رأيتها بحياتي
بانسي بنبرة هادئة : وماذا بالنسبة لعائلة ” آلمن ” ، كيف لهم ان يكونوا جميعاً هنا ؟
تتجه انظار ليكاردو نحو ” ريتشارد ” الجالس بجانبه على الأريكا ويتحدث بنبرة جادة : بعد شائعة موتي بيومين فُتحت لجنة تحقيق بقيادة عمي وقد تم القبض على المرتزقة وإعدامهم فقط لإبعاد الشبهات عنه ، وبقيت الحقيقة مخفية للجميع حتى يومنا هذا
جيني بنبرة هادئة : اذاً ففي النهاية تم إثبات ان مجموعة قطّاع الطرق هي من قتلت الأمير ” ليكاردو ”
يومئ ” ليكاردو ” ويقول بنبرة هادئة : اجل ، ولكن لم يقتنع الجميع بهذا الأمر ، لذلك قررت بعض العائلات فتح تحقيق سري خاص بها وكان قائد هذا التحقيق السيد ” ريتشارد ” ، وبعد اربعة اشهر من التحقيق السري لم تكن هناك اي نتائج تُذكر لأن عمي ” روبرت ” قد اعد لأمر اغتيالي جيداً ولم يترك اي ادلة تُدينه
الأميرة ” فيوليت ” بنبرة هادئة : ولكن الأمر لم يدم طويلا فسرعان ما اكتشف ” روبرت ” الأمر وقام بعقاب كل من كان لهُ يدٌ بالأمر لأن امر التحقيق هذا كان سرياً وغير شرعياً وقد نال الجميع عقاباً ، حتى عائلة عمي ( مستري ) عائلة السيدة ” اوليفيا ” لم تسلم من الأمر فقد سُحبت جميع ممتلكاتها الموجودة في العاصمة وهكذا لم يبقى اي املاك في العاصمة تحت سيطرة عائلة ( مستري ) ، ولكن عقاب عائلة ( آلمن ) كان الأسوء والاقسى ، فقد وافق جميع النبلاء الداعمين لعمي ” روبرت ” على خسارة العائلة للقبها ومكانتها وممتلكاتها ونفي افرادها ، ونتيجة لذلك تم نفي العائلة الى جزيرة بعيدة ، واثناء توجههم لتلك الجزيرة ، قمنا بتزييف حادثة غرق السفينة وقتلنا كل من كان يتبع الملك ” روبرت ” وهربت عائلة ( آلمن ) بأكملها وقد حرصنا على وصول اخبار زائفة للدوق” روبرت ” الا وهي ان سفينة عائلة ( آلمن ) قد دمرتها الأمواج العاتية وغرقت ومن يركبها في اعماق المحيط ، من حسن حظنا ان الأمر حدث بالشتاء
تنظر بانسي نحو السيد ” ريتشارد ” وتتحدث بنبرة هادئة : وماذا بالنسبة لإيدن ؟ هو بالتأكيد لم يكن معكم في ذلك اليوم ، هل بقي في ( فلنوريا ) ؟
السيد ” ريتشارد “ : اجل ، فكما تعرفون فأن ابني ” إيدن ” هو الفارس الذي اصُيبَ بقدمه اثناء هجوم مجموعة الملك ” لويس ” علينا في طريق قدومنا الى ( فلنوريا ) قبل اربعة سنوات ، لذلك اضطررنا الى اخذه الى طبيب في العاصمة وقد بقيتُ برفقته طوال المدة التي قضيناها في ( فلنوريا )
جيني : هذا يفسر سبب عدم معرفتي لكما عندما قابلتكما اول مرة ، لأني لم اقابلكما في حياتي ابداً
ليكاردو بنبرة هادئة : لقد بقي ” إيدن ” في ( فلنوريا ) ، لقد كان من الخطر عليه ان يعود معنا الى ( مارسيليا ) لأن حالة قدمه لم تكن تسمح لهُ بتاتاً ، لذلك لم يكن لهُ خيارٌ سوى البقاء في ( فلنوريا ) ، وعندما عَلِمَ بأن والدي الملك ” كارلوس ” قد مات اراد العودة الى ( مارسيليا ) بأقرب وقت حتى يكون بجانبي ، ولكننا جميعا رفضنا ذلك وطلبنا منهُ ان يبقى في ( فلنوريا ) للتحري حول عمكِ ” لويس ” ومعرفة السبب الحقيقي الذي دعاه لمهاجمة الوفد ونحن قادمين الى ( فلنوريا )
السيد ” ريتشارد ” بنبرة هادئة : وبعدما شفُي تماماً طلب مني الأذن للإنضام لفرسان ( فلنوريا ) من اجل ان يستعيد لياقتهُ البدنية ومن اجل دخول القصر الملكي ل ( فلنوريا ) كفارس وليس كشخص مشبوه ، وبحكم ان إيدن كان بارعاً باستخدام السيف منذُ صغره كان قد اظهر مهاراته في معسكر الفرسان ، ولكن نتيجة اعماله وتعبه لم تكن كما اراد فلقد تم تجنيده على الحدود الشرقية ل ( فلنوريا ) التي كانت تحت قيادة ” كلاوس ” ولكن ” إيدن ” اراد استغلال الموقف الذي هو بهِ بشكل جيد ، فوجوده على الحدود لم يكن سوى امر جيد له ولنا ، فقد عمل على تنظيف الحدود من اجل ان يستلم سموه العرش و ( مارسيليا ) نظيفة من كل قطاع الطرق واللصوص وتجاّر العبيد
يتحدث ” ليو ” بنبرة جادة : واثناء ذلك لفت ” إيدن ” نظرات ” كلاوس ” إليه وتقرب منه كمنافس واصبحا قريبين من بعضهما قليلاً
جيني بنبرة هادئة : بالرغم من انني لم اعرف السيد ” إيدن ” الا قبل ثمانية اشهر وبالرغم من انني كنتُ نادراً ما التقي به ، الا انهُ كان دائماً يظهر لي انهُ فارسٌ شجاع لا يُعلى عليه ، لا بد انهُ السيف الذهبي ل ( مارسيليا )
يبتسم ليكاردو إبتسامة هادئة ويقول بنبرة هادئة : كلا ، سيفنا الذهبي كان ” كيث ” ولن يصل احد الى مهارات ” كيث ” في المبارزة ، ولكن إيدن مخططنا العبقري ، فعندما يضع هدفاً نُصب عينيه فأنهُ سيصل إليه بأخبث الطرق
جيني بنبرة هادئة : بأخبث الطرق !؟
يبتسم ليكاردو إبتسامة هادئة ويقول : انهُ ليسَ شخصاً سهلاً بتاتاً
جيني بنبرة هادئة : بالطبع لن يكون شخصاً سهلاً ، فكما يظهر فأن اخي ” كلاوس ” لم يكتشف حقيقة انهُ ” إيدن آلمن ” وهذا بحد ذاته إنجاز ل” إيدن ” ، فأخي لا تَخفى عليه الوجوه ولا الاصوات
تتحول نظرات ليكاردو الى نظرات حادة ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : وهذا ما يجعل منهُ داهية حقير
تبتسم الأميرة ” فيوليت ” إبتسامة هادئة وتقول : لقد كان والدي هكذا ايضاً ، لقد كان شديد الأنتباه وسريع البديهة
تنظر جيني نحو ليكاردو وتتحدث معه بنبرة مستفهمة : في الحقيقة هناك امرٌ مريب الا وهو موت الملك ” كارلوس ” في اليوم الذي قرر عمك التخلص منك
تتحول نظرات ليكاردو الى نظرات حاقدة ويقول بإبتسامة متكلفة : حدث هذا لأن ذلك الحقير ” روبرت ” كان قد سمم والدي
تنظر جيني نحو ليكاردو بنظرات حادة وتبقى صامتة ويتفاجأ كلٌ من ماكس وبانسي ، فيتحدث ليكاردو وهو يحدق بعيون جيني بنظرات حاقدة : لقد كانت عمي ” روبرت ” يملك خادمة كانت تعمل في القصر ، وكان قد امرها بوضع السم بكميات صغيرة في شراب وطعام والدي يومياً اثناء الشهر الذي كنتُ فيه بعيداً عن القصر مما ادى الى تدهور حالتهُ الصحية تدريجياً الى ان وافتهُ المنية وقد كان السم نادراً لذلك كان صعباً على السيدة ” اوليفيا ” معرفته
جيني بنبرة جادة : وماذا كان دور الطبيب في هذا ؟
ليكاردو : لقد عرف الطبيب انهُ كان سماً بعد فوات الأوان ، فقد كان نوع السم غريباً جداً ومن الصعب جداً معرفة انهُ موجود داخل الجسم وقد كان تركيزه قليلاً ويصعب معرفتهُ في البداية ولكن في النهاية زادت الخادمة جرعت السم مما ادى الى وفاته ، ولكن من حسن الحظ قد امسكتُ بالشخص الذي احضر السم وهو احد ظِلال عمي ” روبرت “
( الحادثة التي حدثت في الفصل 28 )
بانسي : هذا الشخص هو الدليلٌ القاطع على ان الملك ” روبرت ” هو من سمم الملك ” كارلوس ” ليأخذ العرش
جيني : انا حقاً آسفة لما حل لكَ ولعائلتك
يبتسم ليكاردو إبتسامة هادئة ويقول : وانا آسفٌ لِمَا حل بموطنك
جيني بنبرة هادئة : ولكني حقاً متعجبة ، معظم الأمور التي حدثت وجعلتكَ هنا كانت قد حدثت في منزلي
السيدة ” اوليفيا ” بنبرة هادئة : لأن ” ليكاردو ” طلب مني الأ اخبركِ
تسرع جيني وتتحدث بسرعة قائلةً : لكن كان بأمكانكَ إخباري انكَ ما زلتَ على قيد الحياة
ليكاردو بنبرة جادة : ولما عليّ وضعكِ في موقف خطر ؟
جيني بنبرة مستفهمة : ما الذي تقصده ؟
ليكاردو بنبرة جادة : ايتها الأميرة ، ان مستقبلي مجهول ، فلماذا اجعل مستقبلكِ مجهولاً انتِ الأخرى ؟
جيني : لكن الأن اصبح مستقبلنا جميعاً مجهولاً
ليكاردو : ولذلك احضرتك ، لقد اردتُ حمايتكِ فقط لا غير
تهدأ جيني وبعد فترة صغيرة لا تتجاوز الدقيقة كانت قد وقفت وانحنت قائلةً بنبرة هادئة ونظرات مغلقة هادئة : اشكركم على كل ما فعلتم من اجل إنقاذنا جميعاً ، فلولاكم لما كنا هنا ، اعرف انني مهما فعلت فلن استطيع رد الجميل ، انا حقاً اشكركم على حمايتي وحماية احبتي في تلك الليلة الموحشة
ينهدش الجميع ويجتاحهم الصمت وفور ذلك تقف بانسي وتنحني الى جانب سيدتها قائلةً بنبرة هادئة : نشكركم على كل ما فعلتموه من اجلنا
يبقى الجميع صامتاً فترتفع زوايا فم ” ليو ” بإبتسامة هادئة ويقول بنبرة هادئة : هذا واجبنا نحو حاكمة ( مارسيليا ) المستقبلية ، ارجو منكِ ان لا تظني ان ما فعلناه كان خارجٌ عن إرادتنا ، كلا كل الذي فعلناه كان لأننا اردناكم الى جانبنا في هذه المحنة
يندهش ليكاردو من قول ليو فينظر نحو جيني قائلاً بنبرة هادئة وإبتسامة هادئة سعيدة : ارفعا رأسيكما فأنتما احد اكبر الشخصيات هنا التي يجب ان ينحني لها الجميع
ترتفع زوايا فم جيني بإبتسامة هادئة سعيدة ومن ثم ترفع رأسها قائلاً بنبرة هادئة : يشرفنا ان نعمل معاً حتى تعود الأمور الى مجراها الصحيح
يبتسم الأمير ” آرثر ” قائلاً بنبرة متفاخرة : ارأيتَ يا ليكاردو ؟ الم اخبركَ ان ” جيني ” ستكون من اكبر المساعدين لكَ ؟
ليكاردو بإبتسامة هادئة وهو يحدق بعيون جيني الذهبية الواثقة بنظرات تتوق إليها : اجل
وفجأة يسمعون صوت خطوات خيول قادمة من الحديقة التي امام القصر فيبتسم آرثر ويتحدث بنبرة هادئة وهو يحدق خارج النافذة : لقد قدمتا اخيراً
يبتسم ” ليكاردو ” إبتسامة سعيدة ومتشوقة ويقول : انا متشوقٌ حقاً لرؤية وجوههن الأن
وفجأة يسمعون صوت خطوات راكضة متجهة نحو الغرفة التي يجلسون فيها
تصل ماريان الى الباب وهي تلهث فتحدق بشقيقتها بانسي وجيني وماكس بنظرات مندهشة لجزء من الثانية ومن ثمَ تشهق وتبدأ دموعها الغزيرة بالسقوط وهي تقول : اخيراً
تتجه انظار بانسي نحو الباب وهي لا تصدق ماذا ترى فتسرع نحو شقيقتها ماريان وتحتضنها فتتحدث ” ماريان ” بنبرة مضطربة غير واضحة بسبب بكائها : بان…سي ، اين كنتِ ؟
لقد اشتقتُ لكِ كثيراً
تنظر بانسي الى عيون ماريان الباكية فتبدأ هي الأخرى بالبكاء قائلةً : وانا ايضاً اشتقتُ لكِ كثيراً
تسرع جيني وتتجه نحو ماريان والدموع تتراقص في عيناها قائلةً : شكراً للإله ، انتِ بخير
تبتعد بانسي عن ماريان فتذهب ماريان وتحتضن جيني فتتحدث ماريان قائلةً : اخيراً وجدتكما ، لقد افتقدكما كثيراً
جيني وهي تحتضن ماريان تتحدث بنبرة مضطربة بسبب بكائها : ون..حن اي..ضاً
تتقدم بانسي وتحتضن كلاً من ماريان وجيني مع بعضهما البعض ودموعها لا تتوقف عن السقوط فتهمس قائلةً بنبرة سعيدة والدموع تتساقط من عيناها : ااااااه ، انا حقاً سعيدة لكونكما بجانبي هنا ، ولكون آرثر وماكس بخير هنا ، انا سعيدة جداً ان جميعكم بخير
تغمر جيني رأسها بصدر ماريان وتقول وهي تبكي : وانا ايضاً
وفجأة يسمع الجميع صوت شابة وهي تقول بنبرة هادئة وهي تتقدم ببطء نحو ليكاردو وهي تقول : لقد عُدنا سيدي
تنظر جيني الى مصدر الصوت القادم من امام الباب فتتفاجأ لرؤيتها شابة ذات عيون بنية الهادئة وبشرة قمحية صافية وشعر بني قصير يصل لرقبتها فتتحدث قائلةً : ليندا ؟ هل انتِ ليندا ؟
تبتسم ليندا إبتسامة هادئة وتقول بنبرة مَرِحة : مرحباً ، سيدتي
يظهر صوت السيد ” ريتشارد ” ويقول بإبتسامة سعيدة : الا توجد تحية لي انا ايضاً ؟
تتجه ليندا نحو والدها وتجلس بجانبه قائلةً : لقد عدتُ يا ابي
يبتسم آرثر قائلاً : شكرا على مجهودكن
تتحدث ليندا بنبرة هادئة وهي تتجه نحو ” جيني ” : ماذا ؟ هل اخبرتهم بالحقيقة يا سيدي ؟؟
جيني بنبرة هادئة : اجل ، لقد اخبرني كيف نجوتم جميعا
تتحدث ليندا الى نفسها بنبرة جادة : يبدو انهُ لم يخبرها بعد ، ماذا ينتظر ؟؟ الأمر لا يحتمل الأنتظار ، فالمصائب على وشك الحدوث
تتوقف ” ليندا ” عن السير لوصولها لمكان وقوف جيني فتأخذ يد جيني وتضعها على جبينها وتجثو قائلةً بنبرة هادئة خاضغة : تحياتي لسمو الأميرة ” جيني ” الحاكمة المستقبلية لمملكة ( مارسيليا )
تتحدث جيني الى نفسها وبعض علامات الخجل ظاهرة على وجهها : سيتطلب هذا وقتاً مني حتى اعتاد عليه ، ولكن ..
تبتسم جيني إبتسامة دافئة هادئة وتقول بنبرة هادئة : انا تحت رعايتكِ ” ليندا ” وشكراً لكِ على حمايتنا في تلك الليلة
ترتفع زوايا فم ليندا بإبتسامة صغيرة هادئة لم يستطع احدٌ رؤيتها وقالت بنبرة هادئة خاضعة : اهلاً بكِ في منزلكِ سيدتي ، سنحرص على خدمتكِ وحمايتكِ بكامل قوتنا ، لذلك ارجو منكِ ان تكوني سعيدة بقدومكِ الى هنا
تبتسم جيني إبتسامة اكثر إشراقاً وتتحدث بنبرة سعيدة : بالطبع ، انا في غاية السعادة الأن
تلمع عيون ليكاردو الذهبية بسبب دهشتهِ لرؤية إبتسامة جيني وتظهر على وجههِ بعضٌ من علامات الخجل وتعجز الكلمات عن الخروج من فمه
تدخل الخادمة العجوز ” صوفيا ” الغرفة قائلةً بنبرة هادئة : سيدي ، ان الطعام معد
يتقدم ليو نحو الباب بخطوات لا مبالية وهو يقول بنبرة هادئة : حسناً هيا بنا ، فأنا اكاد اموت من الجوع
يقف ليكاردو قائلاً بنبرة هادئة : وانا ايضاً
تقف السيدة ” اوليفيا ” وتمسك بيد ” جيني ” وتسحبها نحو خارج الغرفة وهي تقول بنبرة سعيدة : حسناً دعونا نتوجه الى قاعة الطعام
واثناء سيرهم في الممر الطويل الذي يقودهم لغرفة الطعام ، تقترب جيني من ليكاردو وتتحدث بنبرة هادئة : حسناً ، ولِمَ لم تستعد مكانتكَ بعد ؟ انتَ الأن بسن الرشد لذلك بأمكانكَ اخذ العرش من عمك
ليكاردو بنبرة هادئة وهو يترأس المجموعة ( اي يسير امام الجميع ) : لقد استغرق شفائي من ذلك السم وقتاً ليس بقصير، وايضاً انا لا استطيع العودة الى مكاني الأصلي من غير جيش او جنود او اي داعم يدعمني حتى لو كنتُ الورث الحقيقي، لذلك وفي العام الثاني بدأتُ بصنع مجموعة ( الإعدام القرمزي ) بمساعدة ” ريتشارد ” و” ليو ” وعدد قليل من الناس ، واستغلالاً لفكرة انني ميت وان لدي مجموعة جيدة بدأت اعمل على التخلص من الجماعات الخطرة في البلاد من قطّاع طرق الى تجّار العبيد والأشخاص السيئين الآخرين ، حتى اصبح في السن المناسبة لأستلام العرش
تتحدث جيني بنبرة هادئة وهي تسير بخطوات ثابتة : وهكذا استطعت بناء سمعة جيدة
تقترب بانسي من جيني وتمشي بجانبها قائلةً بنبرة هادئة : وماذا بالنسبة لأنقاذكَ لأرثر ؟
تتحدث جيني الى نفسها : انتظري هو لم يُجبني على سؤالي
ليكاردو : لقد تم إنقاذ آرثر وماريان بالطريقة نفسها التي تم انقاذكم بها ، لكن على ما يبدو فأن آرثر سبقككم في الخروج من القصر
ماكس نبرة هادئة وهو يسير بجانب ” ليو ” : هذا يفسر سبب عدم رؤيتي لهما عندما كنتُ في قاعة الحفل
جيني : وماذا بالنسبة لسائقا العربة اللذان حاولا قتلنا ؟
السيدة ” اوليفيا ” التي تسير خلف جيني وليكاردو تتحدث بنبرة جادة : لقد كانا جاسوسين للملك ” روبرت ” فالمجموعة
بانسي بنبرة جادة : هذا يُفسر لماذا حاولا قتلنا على عكس البقية
ليكاردو : اجل ، وهما السبب الذي جعلكم تضيعون وتبتعدون عنا ، اليس كذلك ؟
جيني بنبرة جادة : اجل ، فبسببهما قد ظننا ان الأشخاص الذين انقذونا لم يريدوا سوى قتلنا ، لذلك لم يكن لدينا خيار سوى الابتعاد عن قرية ( باتلت ) والأنظار
يصمت ليكاردو وتظهر على وجهه نظرات جادة ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : ماذا سيحدث بها اذا علمت الحقيقة ؟ هل يجب علّي ان اخبرها الأن ام لاحقاً ؟
جيني : اذاً كيف وصل آرثر الى هنا ؟
يخرج ليكاردو من افكاره ويتحدث بنبرة هادئة : لقد كنتُ في إحدى المناطق القريبة من الحدود في تلك الليلة لذلك كان من السهل علّي الألتقاء به ، اما انتم وريتشارد فقد اختفيتم ، ولم اجد لكم اثراً
ريتشارد : هذا لأن الطريق الذي كان يؤدي الى خيمتك الموجودة في مقدمة الغابة كان مُحاصراً من قبل جيش ( مارسيليا ) ، لذلك تعثر علي الوصول إليك ، ولكن كان من حسن الحظ اننا وضعنا خطة جانبية الا وهي العربة المتوجهة الى ( باتلت ) لذلك سلكنا الطريق المختصر الذي يشق وسط الغابة الجبلية ، ولكن لسوء الحظ كان سائقا العربة خائنان
جيني : وكيف كانت ردة فعل آرثر عند رؤيتك ؟
ينظر آرثر وليكاردو الى بعضهما البعض وتحدثا بنفس الوقت بنبرة متأكدة : كانت غريبة
( في تلك الليلة وعند الهجوم على القصر الملكي في ( فلنوريا ) )
عندما سقط والدي الملك ” لويس ” على الأرض بعد شربه لسم وُضع في شرابه وقعت قاعة الحفل في حالة من الفوضى العارمة وقبل ان يستوعب الجميع ما حصل لوالدي ، ظهرت قوات ( مارسيليا ) وبدأت بقتل الناس والنبلاء ، وقبل محاولتي لإحضار سيف للدفاع عن نفسي اقترب ” ايفان ” مني وصرخ قائلاً : آرثر ، ابتعد عن هنا
( من يتحدث هنا هو آرثر )
شعر آرثر بالخوف والتوتر فرأى سيفاً لأحد جنود ( مارسيليا ) ملقى على الأرض فالتقطه وبدأ بأخذ وضعية الأستعداد
صرخ إيفان قائلاً : اهرب الأن يا آرثر ، انتَ لا تجيد استخدام السيف جيداً
وقبل ان يتدارك آرثر الأمر هجم عليه جندي من جنود ( مارسيليا ) محاولاً قتله فقتله وساعده ايفان على الخروج من قاعة الحفل التي اصبحت ساحة قتال موحشة
وعندما خرج آرثر الى خارج القاعة وتوجه الى الحديقة الهادئة التي لم يصل لها آثار العدوان بعد ، وجد ماريان تتجه نحوه وهي فزعة وتصرخ قائلةً : سيدي ، اركض في الأتجاه المعاكس ، هناك جنود خلفي
تمسك ماريان بيد آرثر بسرعة وتركض بالأتجاه الذي اتى منه فيصرخ آرثر وهو يركض في حالة من الفزع : انتظري ، انهم هناك ايضاً ، لقد هربتُ منهم
تصرخ ماريان قائلةً : سحقاً
تنعطف ماريان الى اليمين نحو جدار القصر في محاولة منها لتسلقه
لقد كانت ماريان تريد ان نتسلق الجدار ونهرب من خلاله الى خارج القصر لقد كانت خطة فاشلة تماماً ولكن لا حل لدينا ، لا يوجد اي حل لأن نهايتنا اصبحت قريبة جداً، ولكن قبل ان نصل الى الجدار لمحنا خيالاً مر من جانبنا بسرعة كبيرة وقام بقتل من كان يتبعنا من جنود ( مارسيليا )
لقد كان ” ليو ” واما عند نهاية الجدار فوجدنا شخصاً كان يصرخ قائلاً : اسرعا
وعندما وصلنا الى جدار القصر اخذنا ذلك الشخص الى خارج الجدار عبر ثغرة وابتعدنا قدر الإمكان عن القصر وفي ظلمات الغابة التي اعتدنا ان نلهو فيها ، رأينا خيمة ويطوّقها عدة من الرجال للحماية
اما بالنسبة للرجل الذي اخرجنا من القصر واخذنا الى الغابة فقد دخل الخيمة قائلاً : سيدي ، لقد تم إنقاذ الأمير ” آرثر “
يخرج ليكاردو من الخيمة قائلاً : حقاً ؟
لقد صُدمتُ انا وماريان لرؤية ليكاردو
يتقدم ليكاردو نحو آرثر بأبتسامة قائلاً : لقد مضى وقتٌ طويل ايها الأمير المريض
ينظر آرثر الى ليكاردو بنظرة مندهشة فيتحدث ليكاردو بنبرة ساخرة : ما بكما ، هل رأيتما شبحاً ؟
ينظر آرثر الى ماريان وهو في حالة من الدهشة ويقول : ماريان ، انا ميت ، اليس كذلك ؟
يضحك ليكاردو ضحكة صغيرة ويقول : كلا انتَ ما زلتَ على قيد الحياة ، وانا ” ليكاردو ” ما زلتُ على قيد الحياة ايضاً
******