Brother ، my sun is back - 34
تنظر السيدة ” اوليفيا ” الى ليكاردو وكيث بعيون متحمسة وتقول بنبرة متلهفة : ماذا لو منحنا الدوق ” روبرت ” ما يريد ؟
ليكاردو وكيث بنبرة متسائلة : هاه ؟
تقترب السيدة ” اوليفيا ” من الطاولة مجدداً وهي تقول بسرعة ونظرات الحماس على وجهها : انتَ تريد حماية عائلة الفارس وتريد ان تبقى على قيد الحياة وفي الوقت نفسه تريد استغلال هذا الموقف من اجل التخلص من إزعاج عمك ، اليس كذلك ؟
يتفاجأ ليكاردو بسبب حماس زوجته عمه ويقول : ا…اه
تجلس السيدة ” اوليفيا ” على الكرسي بسرعة وتقول : اذا كان الأمر كذلك فأنا املك خطة من الممكن ان تنجح
يتحدث كيث بسرعة ويقول : وما هي يا امي ؟
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بلهفة ونظرات متحمسة : ماذا لو ظن الجميع انكَ مُت ؟
ينظر ليكاردو نحو زوجة عمه بنظرات متسائلة : وكيف سنفعل هذا فروبرت يريد رؤية جثت… ؟
وقبل ان يكمل ليكاردو كلامه تقاطعه السيدة ” اوليفيا ” وهي تقول بلهفة وبسرعة : وسنريه جثتك
يتنهد كيث قائلاً : ما بكِ امي ؟ هل جننتِ ؟
تأخذ السيدة ” اولييفيا ” نفساً عميقاً وتسيطر على نفسها وتتحدث بنبرة هادئة : حسناً دعونا نفكر بالأمر بجدية اكبر، الأمر ليس سهلاً ابداً ، فالدوق ” روبرت ” ليس شخصاً سهلاً لا بد انهُ حسب حساب كل شيء من الممكن ان يحدث ، وربما قد وضع بالحسبان عودة ” ليكاردو ” حياً وقام بوضع خطة لذلك ، ولكن بأمكاننا ان نكون اذكى منه وبأمكاننا جعلهُ لعبة في ايدينا
تظهر نظرات جادة على وجه ليكاردو وكيث ويقولان : وكيف ؟؟
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة : سموك ، انت تدرك ان صحة والدك الملك ” كارلوس ” قد ساءت اثناء تواجدنا هنا ، لذلك لا بد ان امور القصر الملكي تحت سيطرة الدوق ” روبرت ” الأن ، لذلك انا لا استبعد ان جلالته ” كارلوس ” في خطر الأن
يقف ليكاردو ويصرخ قائلاً بنبرة غاضبة : فليجرأ ذلك الحقير على فعل شيء لوالدي او ” فيوليت ” فسيرى ما لا يعجبه
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة قائلةً : اهدأ ، فهو لن يستطيع إيذاء جلالته او الأميرة بسهولة فهناك ” ليو ” و ” كايل ” ورئيسة الخدم والخدم بأكملهم وهم بالتأكيد سيحمون ملكهم المحبوب بالرغم من بروده ولا تنسى انك ارسلتَ لهم رسالة تنبههم بالأمر ، لذلك عليكَ التركيز على سلامتكَ في مثل هذا الموقف فأنت الحاكم التالي الذي سيرث العرش
ليكاردو بنظرة جادة ونبرة جادة مستفهمة : اذاً ماذا ؟ ما الذي علّي فعله ؟؟
تشبك السيدة ” اوليفيا ” يديها وتظهر نظرات حادة على وجهها وتتحدث بنبرة جادة : في البداية انت لا يمكنكَ العودة حياً الى القصر الملكي لأن النتيجة ستكون موت عائلة الفارس وربما يقوم الدوق ” روبرت ” بقتل الفارس ايضاً ، لذلك من اجل سلامتهم يجب عليكَ ان تختفي عن الأنظار لفترة
كيث بنبرة جادة : وكيف سيحدث هذا وعمي ” روبرت ” يريد رؤية جثة ” ليكاردو ” ؟؟
السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة : وكما اخبرتكما فأنا املك الطريقة
ليكاردو وكيث بنبرة جادة : وما هي ؟؟
تنظر السيدة ” اوليفيا ” خارج النافذة وتبتسم إبتسامة هادئة وتقول : يوجد في حديقة السيدة ” روز ” ( والدة جيني ) زهرة تُدعى ( الترا ) ولهذه الزهرة مفعولها العجيب الذي يسمم الجسم ، حيث ان سمها يعمل على تحويل لون الجسم الطبيعي الى اللون الأزرق وتخفض درجة حرارته
يتحدث ” كيث ” بنبرة مستفهمة وقائلاً : اذاً ؟
تنظر السيدة ” اوليفيا ” نحو ” ليكاردو ” وتبتسم إبتسامة متكلفة وتقول بنبرة هادئة : يبدو ان هناك مسرحية كبيرة ستحدث ، اليس كذلك سموك ؟؟
يدرك ويفهم ليكاردو كلمات السيدة ” اوليفيا ” فتتسع عيناه قليلاً ويتحدث بلهفة : انتظري ، هل تقولين انكِ تنوين إعطائي هذا السم ؟
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة هادئة إبتسامة متكلفة : اجل ، سأعمل على استخراج سم هذه الزهرة وسأجعلكَ تشربه حتى تظهر بصورة الشخص الميت
ينظر كيث نحو والدته بنظرات باردة ويقول بنبرة باردة فيها القليل من الغضب : هل تنوين جعلنا نقف على منصة الإعدام بتهمة قتل سموه ؟
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة : بالطبع لا ، ففور إعطاء السم لليكاردو سأقوم بإعطائه الترياق
يتنهد ليكاردو قائلاً بنبرة هادئة : انتظري ، انتظري ، انا لم اعد افهم شيئاً
تظهر نظرات جادة على وجه السيدة ” اوليفيا ” من جديد وتقول بنبرة جادة : حسناً سأوضح ما افكر فيه ، واعتقد ان خطتي ستكون افضل حل لهذه المشكلة ، ففي البداية لننسى امر جلالته ” كارلوس ” والأميرة ” فيوليت ” لأن الجميع سيكون حولهما وسيقومون بحمايتهما ، وبعد تنفيذنا للخطة وظهور إشاعة موتك سأكون انا والسيد ” ريتشارد ” بجانبه ، لذلك فأن كل ما عليكَ فعله هو ان تشرب هذا السم الذي سيفقدكَ وعيك والتظاهر بأنك ميت حتى يجد كيث والسيد ” ريتشارد ” وليو زوجة الفارس وابنته ووضعهما في مكان آمن وبعد ضمان ذلك يمكنكَ الظهور من جديد واستغلال الفارس كدليل وشاهد على ان عمكَ ” روبرت ” هو الشخص الذي حاول قتلك
يتحدث كيث بنبرة هادئة ونظرات غارقة بالتفكير : وبسم ذلك الزهرة يمكننا ان نُري عمي انكَ مت
يضع ليكاردو يده على ذقنه ويبتسم إبتسامة ماكرة وتظهر عيونهُ الشريرة ويقول : وهكذا سينقلب السحر على الساحر ويخسر عمي كل شيء
يقف كيث ويتنهد قائلاً : يا لها من خطة مجنونة
السيدة ” اوليفيا ” بنبرة هادئة ونظرات حادة : نحن لا نملك سوى يومين واعتقد ان هذه الخطة المجنونة هي افضل شيء يمكننا فعله لحماية عائلة الفارس ونجاة ليكاردو والتخلص من عمكما الدوق ” روبرت ” الذي يطمح للحصول على العرش
ليكاردو بنبرة هادئة : اذاً من اين سنحصل على سم تلك الزهرة ؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” قائلةً : انا املك المواد والخبرة ولكنني لا اعرف كيف استخرج السم منها
يضع ليكاردو يده على فمهِ مرة اخرى ويتحدث بنبرة هادئة ونظرات مفكرة : هذه مشكلة ، نحن لا نملك الوقت المناسب لإيجاد الطريقة
تظهر نظرات جادة على وجه السيدة ” اوليفيا ” وتقول بنبرة هادئة : انا ادعو ان اجد طريقة استخلاصه في هذا القصر
يتحدث كيث بنبرة هادئة وهو واقفٌ عند النافذة : كيف ؟
السيدة ” اوليفيا ” بنظرات جادة ونبرة هادئة : بل اين ، لقد تركت سيدة هذا القصر كتاب ملاحظات شرحت فيه وظيفة كل زهرة في هذه الحديقة
يتفاجأ ليكاردو ويتحدث بنبرة هادئة : السيدة ” روز ” !!؟
كيث : لقد سمعتُ انها كانت تهتم بالأزهار كثيراً
السيدة ” اوليفيا ” بنبرة هادئة : بل كانت مهووسة بها ، ليس بسبب جمالها بل بسبب الفوائد التي كانت تستخرجها منها
ليكاردو : هل كانت تدرس النباتات ؟ لا اذكر انها كانت طبيبة اعشاب
السيدة ” اوليفيا ” : ( حبي للنباتات تحول الى هوس بتقدمي بالسن لدرجة انني ارغب بدراسة كل زهرة ) كان هذا قولها عندما سألتها عن الأمر
كيث : هذا لا يهم الأن ، ما علينا التفكير بهِ الأن هو الخروج والذهاب على إيدن وريتشارد لإخبارهما بكل شيء
ليكاردو : اجل
تتجه السيدة ” اوليفيا ” الى الباب قائلةً : حسناً ، سأذهب لأطلب الأذن من اخي لدخول غرفة مكتب ” روز “
وقبل خروج السيدة ” اوليفيا ” من الغرفة يوقفها ليكاردو ويتحدث بنبرة هادئة إبتسامة متحسرة : سيدة ” اوليفيا ” ارجو منكِ عدم إخبار الأميرة ” جيني ” عن الأمر
السيدة ” اوليفيا ” : ح…حسناً
وفعلاً نجح الأمر واستطاعت السيدة ” اوليفيا ” دخول مكتب السيدة ” روز ” والدة جيني بعد حصولها على الأذن من والدكِ ، ولقد بحثت في الغرفة بأكملها ولكنها لم تجد شيئاً وبعد ذلك اتيتِ الى مكتب والدتكِ
تدخل جيني مكتبها والدتها قائلةً : ما الأمر عمتي ؟ ما الذي تفعلينه في غرفة والدتي ؟
السيدة ” اوليفيا ” : انا ابحث عن كتاب ازهار لروز ، هناك امرٌ اريد ان اعرفه
تتكئ جيني على طرف الباب وتتحدث بنبرة هادئة : وما هو هذا الكتاب ؟
السيدة ” اوليفيا ” وهي تبحث في الكتب الموجودة في الرف الصغير الموجود في الغرفة ( المكتب ) : انهُ كتاب والدتكِ عن الأزهار
تقترب جيني من عمتها وتتحدث بنبرة هادئة وهي تمرر اصبعها بين الكتب : هل كان كتاباً مهماً بالنسبة لوالدتي ؟
السيدة ” اوليفيا ” وهي تبحث بين الكتب : لا يمكنكِ القول انهُ كتاب ولكن اجل ، فهي من كتبته
تتفاجأ جيني قليلاً ويقف اصبعها عن البحث : حقاً ؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” إبتسامة هادئة وتقول : اجل ، هل تفاجأتي ؟
جيني : اجل نوعاً ما ، ولكن ان كان كتاباً مهماً جداً لوالدتي فهي لن تضعهُ في مكان كهذا
تتوقف يدا السيدة ” اوليفيا ” عن العمل وتنظر نحو جيني قائلةً : ايه ؟
جيني : اكثر مكان كانت امي تعتبره آمناً لتحتفظ بأشيائها الخاصة كانت غرفة صغيرة في المكتبة
تظهر نظرات متفاجئة على وجه السيدة ” اوليفيا ” وتتحدث بنبرة هادئة : مااذا ؟ انا لم اسمع بهذا من قبل
جيني : لأكون صريحة ، لم يسبق لي ان دخلتُ تلك الغرفة لأنهُ لم يكن من المسموح لي فعل ذلك ، لكني اذكر ان والدتي كانت تقضي فيها الكثير من الوقت
السيدة ” اوليفيا ” : حسناً ، هل بأمكانكِ ان ترشديني اليها ؟
جيني : حسناً
وبعدها اخذتُ عمتي الى الغرفة الصغيرة في المكتبة وعندما فتحنا بابها وجدنا هناك الكثير من الأدوات التي كانت تستخدم كأدوات لمختبر ، وقد هناك الكثير من الملصقات التي كانت تخص الأزهار كانت مكتوبة بخط يد والدتي ولكن اكثر شيء كان لافتاً للأنتباه هو رائحة الأزهار التي ما زالت موجودة هناك حتى بعد مرور ست سنوات على وفاتها ( جيني من تتحدث هنا )
السيدة ” اوليفيا ” : ما هذا المكان ؟ هذه اول مرة اعرف ان هناك مكان كهذا هنا
جيني : انها غرفة صغيرة لكنها مرتبة ونظيفة
تدخل السيدة ” اوليفيا ” الغرفة وتنظر بأرجاء الغرفة قائلةً : لا بد انني سأجد الكتاب هنا
جيني وهي تنظر الى المفتاح الذهبي المزخرف الموجود بيدها : من الجيد ان والدي وافق على منحنا المفتاح
السيدة ” اوليفيا ” : اجل ، هذا من حسن حظنا
وجدت عمتي الكتاب في صندوق صغير وُجِدَ على رف من إحدى الرفوف ، واخَذته واتجهت به الى غرفتها وهي سعيدة
” بعدها لم اعرف في ماذا استخدمته او لماذا كانت مصرة على إيجاده “
اخذت السيدة ” اوليفيا ” الكتاب واتجهت الى الغرفة التي كنتُ اقبع فيها ، لقد كان بحثنا في ذلك الكتاب موفقاً فقد وجدنا كيفية استخراج السم بسهولة وبعد ذلك مباشرة بدأت السيدة ” اوليفيا ” العمل ، لقد سهرت طوال الليل وهي تعمل وقد كنتُ انا وكيث برفقتها لمساعدتها
وفي اليوم التالي كانت السيدة ” اوليفيا ” قد نجحت في استخراج السم وعملت على تخفيف تركيزه ، لم تكن واثقة ان كان سينجح ام لا ، لذلك قمنا بتجربته على سنجاب صغير بالحديقة ولقد قام بمفعولهِ على اكمل وجه ، لم يكن بيدنا حيلة سوى جعله خيارنا الأخير لنجاتي
وودعتكِ في ذلك اليوم ببرود حتى لا تحزني علّي اذا مت حقاً فقد كانت طريق عودتنا مقامرة لا يعرف احد من سيفوز بها
اثناء جلوس ليكاردو بالعربة التي سيغادر بها سمع صوت مرافقه كيث الواقف على مدخل العربة المفتوح ونظرات جادة تعلو وجهه المتوتر والمتصلب ويتحدث بنبرة جادة : ليكاردو ، هل انتَ مستعد ؟
يرفع ليكاردو رأسه وتتبدل نظراته الحزينة الى نظرات جادة وتتبدل ملامح وجهه الى ملامح متصلبة جادة ويتحدث بنبرة واثقة : اجل ، فقد حان الوقت ليعلم الجميع من يكون الأمير ” ليكاردو ” ابن الملك ” كارلوس ” والملكة العظيمة ” كاثرين ” ( تم ذكر المقطع كاملاً في الفصل 25 )
وبعد ذلك غادرنا من ( فلنوريا ) وأيدينا على قلوبنا ، وصلنا الحدود ونحن في اتم الأستعداد ، كان علينا التصرف بشكل طبيعي لكن الأمر كان صعباً
وعند دخولنا لحدود ( مارسيليا ) وبالقرب من الغابة التي على الحدود ، هجم علينا مجموعة من القتلة المستأجرين وكان عددهم كبيراً جداً ، لقد كانوا عازمون على التخلص مني بشتى الطرق
كانت السيدة ” اوليفيا ” وخادمتها بخطر ، لأن ذلك العم الغبي لم يكن يكترث حتى لوجود نساء ، كان يريد ارتكاب مجزرة في الوفد
وبينما كنا نقاتل بأستماتة اتى فارس من القصر الملكي وهو يصرخ قائلاً : لقد مات الملك ” كارلوس ” ، لقد مات الملك العظيم
عندما سمعتُ هذه الكلمات بدأت قدماي ترتجفان ، لم يكن هذا متوقعاً البتة ووقفتُ بمكاني غير قادر على فعل شيء ، لقد كنتُ ارى جنودي وفرساني
يُقتلون واحداً تلو الآخر
يصرخ ريتشارد وهو يقاتل احد المعتدين : سيدي ، تماسك ، هذا ليس الوقت المناسب للحزن
يصرخ ليكاردو قائلاً : فيوليت ، ما الذي حصل لفيوليت ؟
ويبنما كان كيث يدافع عني اصُيبَ إصابة بالغة في صدره الأيسر شلت حركته ، فأسرعت السيدة ” اوليفيا ” ونزلت من العربة وهي في حالة من الذعر ولكن السيد ” ريتشارد ” منعها وهو يصرخ قائلاً : سيدتي ، ارجوكِ ابقي بعيدة
تسقط السيدة ” اوليفيا ” ارضاً بسبب ما حصل لأبنها وتبدأ دموعها بالهطول كالمطر الغزير يصرخ ريتشارد قائلاً : سيدتي ، هذا ليس الوقت المناسب للبكاء
وعندما رأيتُ كيث ملقى على الأرض ودمائه تشكل بركة كبيرة من حوله والسيدة ” اوليفيا ” منهارة على الأرض والدموع تتساقط من عيناها وريتشارد يدافع عني انا العاجز الذي عجز عن حماية وفده ، عرفتُ انني الشخص الفاشل من بينهم جميعا فحتى لو نجوت الأن فلن يكون الأمر سهلاً في القصر الملكي لأن والدي قد مات ولأنني لم اكن بالعمر المناسب لتولي العرش لذلك فأن عمي سيأخذ العرش وسيحاول التخلص مني بشتى الطرق من جديد حتى يبقى العرش تحت حكمه
ولذلك كان افضل وانسب حل للنجاة واستعادة عرش والدي وحماية شقيقتي الصغيرة التي لم اكن اعرف ان كانت حية ام ميتة هو مواصلة خطتنا ولكن ظهوري من جديد سيتأخر اربعة اعوام حتى اصبح في سن الرشد واستعيد عرشي
اخرجتُ السم من جيبي وشربته ويدي ترتجف ، وانا انظر الى كيث بنظرات مترجية واترجاه ان لا يموت : ارجوكَ يا كيث ، لا تمت ، لا تمت ، لا تمت ، اريدك ان تكون بجانبي عندما تستيقظ ، اتوسل إليك
وبعد فترة قصيرة من شربي للسم بدأتُ اشعر بألم لا يطاق في صدري ، ويداي وقدماي لم تعودا قادرتان على الحراك وبدأت رؤيتي تصبح مشوشة وغير واضحة وبين جميع الصرخات التي كانت مسموعة في تلك المنطقة طغت عليها صرخة عالية ومؤلمة صدرت مني بسبب ألمي الشديد وسقطت على الأرض
” وسأترككم مع ريتشارد ليكمل القصة “
بعدما سقط سموه على الأرض اقترب ذلك الفارس منه وعمل على تلطيخه بالدماء التي كانت تغطي سيفه ، لقد كان الفارس يعلم جزءاً من الخطة لذلك ادى واجبه بأكمل وجه
عندما عرفت قوات الدوق ” روبرت ” ان ليكاردو قد مات بدأت بالأنسحاب شيئاً فشيئاً ولم يبقى منهم سوى عدد قليل
حملتُ ليكاردو وحمل ذلك الفارس كيث الميت ودخلنا القصر الملكي وبكاء وصراخ السيدة ” اوليفيا ” قد ملئ ساحات القصر بأكملها
وفور دخولنا القاعة الكبرى في القصر الملكي كان جميع نبلاء العاصمة مجتمعون بسبب وفاة الملك ” كارلوس “
لقد تفاجأ الجميع بإحضاري لجثة ليكاردو كما لو ان صاعقة وقعت عليهم من السماء ، لم يصدّقوا ان المملكة قد فقدت الملك والأمير باليوم نفسه
وضعتُ جثة ليكاردو امام الجميع ووقفتُ وقفة ثابتة وتحدثتُ بنبرة حزينة ونظرات دامعة بسبب فقداننا لكيث : انا آسف يا سيدي لِمَ حل بالملك والأمير ، لقد هجمت علينا مجموعة من قطّاع الطرق وكان عددهم لا يحصى ولم نستطع حماية الأمير ” ليكاردو ” او الدوق الصغير السيد ” كيث “
وعندها بدأ الدوق ” روبرت ” بالتمثيل وبدأ يصرخ غاضباً : يا آلهي ، ما الذي كنتم تفعلونه ، الم تدافعوا عنه جيداً ؟ كيف سمحتم لمجموعة من قطّاع الطرق القذرة بالهجوم عليكم ؟
يطأطئ السيد ” ريتشارد ” رأسه ونظرات دامعة ظاهرة على وجهه ويقول بنبرة هادئة : لقد خسرنا بطلان في الوقت نفسه ، انا لا استطيع تصديق ما حصل
بدأت صرخات الحزن والأسى ودموع السيدات الصادقات اللاتي كنا قد احببنَ الأمير ” ليكاردو ” بصدق بالأرتفاع ، وفور ذلك مباشرة دخلت الأميرة ” فيوليت ” القاعة بسرعة وتوجهت نحو جثة ليكاردو وبدأ تصرخ وتبكي بصوت مرتفع
وقف الدوق ” روبرت ” قائلاً بنبرة جادة غاضبة : انا اطالب بفتح تحقيق بالأمر وإمساك المجرمين
لقد كان هناك دمعة في عيناه لا اعرف من اين اتت
وفي اليوم التالي بعدما وقعت المملكة في حالة من الفوضى العارمة اقيمت جنازة كبيرة للملك ” كارلوس ” والأمير ” ليكاردو ” والدوق الصغير ” كيث ” ، لقد كانت اكبر جنازة اقُيمت بحياتي كلها
” انتظر لحظة ، هل كان ليكاردو في التابوت ؟ “
بالطبع لم يكن ، ففي تلك الليلة قبل يوم الجنازة وبعدما انهى جميع النبلاء توديعهم لليكاردو والملك ” كارلوس ” والسيد ” كيث ” ، بقيت الأميرة ” فيوليت ” وليو وابنتي ” ليندا ” ورئيسة الخدم الى جانبهم الى الصباح
وفي منتصف الليل دخلتُ عليهم الغرفة بعدما تأكدتُ ان لا احد يستمع لحديثنا وقد كانت الأميرة ” فيوليت ” متكئة على تابوت والدها وتنظر الى الحائط بنظرات شبه ميتة لا تملك اي تعبير وتحت عيناها حلقات حمراء من كثرة بكاءها
وقد كانت السيدة ” اوليفيا ” جالسة على الأرض وعيونها التي لا تملك اي تعبير موجهة نحو ابنها ” كيث ” الميت ، لم تكن تبكي ربما لأن دموعها كانت قد جفت من كثره بكاءها منذُ الصباح
وقد كان كلٌ من ليو وليندا متكئين على اكتاف رئيسة الخدم ذات العيون الخضراء التي تشبه عيون القطط الحزينة التي تحيط بها هالات حمراء بسبب كثرة بكاءها والشعر الأسود القاتم المبعثر والبشرة الشاحبة والجسد النحيل وقد كانت حالتهم حالة الأميرة ” فيوليت ” نفسها
وفور دخولي الغرفة وقفت رئيسة الخدم وبدأت تصرخ بصوت منخفض والدموع تتراقص في عيناها : كيف ، كيف حدث هذا ؟ لماذا ماتا ؟؟ الم تبعثوا لي رسالة تخبروني فيها انكم تعرفون خطة الدوق ؟؟ اذاً لماذا كانت هذه النتيجة ؟ سيدي الماركيز انتَ تدرك ان ( مارسيليا ) ستصبح في حالة فوضى من الأن وصاعداً
؟ ما الذي حل بكم في ( فلنوريا ) ؟؟ هل اصبحتم مجانين ؟ الم تضعوا خطة لنجاتكم ؟؟ ومن ثم اين هو السيد ” ايدن ” ما الذي حل به ؟
تقف ليندا التي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً بسرعة وهي تصرخ قائلةً : هذا صحيح ، اين هو اخي ” إيدن ” ؟ ما الذي حل به ؟ لماذا لم يأتي معكم ؟
يقف ليو وينظر نحو السيد ” ريتشارد ” بنظرات باردة ويتحدث بنبرة هادئة تبدو كأنها نبرة شخص على وشك الموت : اين كنتَ يا سيدي عندما مات سموه ؟؟ الم يكن بأستطاعتكَ حمايته او حماية ” كيث ” ؟ انا لم اعهدكَ ضعيفاً هكذا
” سأكون كاذباً ان قلتُ ان كلماته لم تأثر بي “
يظهر صوت الأميرة ” فيوليت ” وهي تتحدث بنبرة هادئة والدموع تتساقط من عيناها : كلكم ضعفاء لم تستطيعوا حماية اخي او ” كيث ” لا احد منكم يستحق لقبه
سحقاً لكم جميعاً
تسرع ” ليندا ” نحو سموها وتحتضنها والدموع تتساقط من عيناها ويبقى الجميع صامتاً ووقف السيد ” ريتشارد ” عاجزاً عن نطق اي حرف وفجأة ظهر صوت السيدة ” اوليفيا ” الهادئ والبارد وهي تقول : بل انتم هم الضعفاء الحثالة الذين لم تستطيعوا إكتشاف الحقيقة بالرغم من انكم بقيتم هنا طوال النهار
ينظر الجميع نحو السيدة ” اوليفيا ” بنظرات مستفهمة فينطق السيد ” ريتشارد ” قائلاً بصوت منخفض حتى لا يسمعهُ احد : انهُ حي ، ان سموه حي
يفتح الجميع عيونهم على مصرعيها ويسرعون نحو السيد ” ريتشارد ” فتمسك رئيسة الخدم قميص السيد ” ريتشارد ” وتتحدث إليه بنبرة غير مصدقة ودموعها تنهمر من عيناها كشلال جاري : م…ماذا ؟؟ ما الذي تقوله ؟؟
تقف الأميرة ” فيوليت ” من مكانها وتقول بنبرة غير مصدقة : احقاً ما تقول ؟؟ اخي على قيد الحياة ؟
وبعد تصديقهم للأمر قمنا جميعنا بنقل جثة ليكاردو الى منزل عائلتي ( عائلة آلمن ) عبر عربة بقيادة احد الفرسان الموثوقين الذين كانوا معنا حيث اعتنت بهِ ابنتي ” ليندا ” بشكل سري تماماً
وقمتُ انا وليو ورئيسة الخدم بتعبئة التابوت ببعض الأخشاب والحجارة حتى يبدو ثقيلاً واغلقنا التابوت وحرصنا على ان لا يتم فتحه مجدداً
وفي صباح اليوم التالي اقُيمت الجنازة وتوجهنا نحو المقبرة كما لو ان شيئاً لم يكن ، وقد تم وضع تابوت الملك ” كارلوس ” وتابوت ” ليكاردو ” في القبر بجانب قبر الملكة ” كاثرين ” ، وهكذا انتهت المسرحية بأعتقاد الجميع ان ” ليكاردو ” مات
” يا آلهي ، هذا لا يصدق ، يبدو الأمر كما لو انهُ شبه خيال “
وفي اليوم التاالي من يوم الجنازة تم عقد إجتماع لجميع نبلاء ( مارسيليا ) وقد تم تنصيب الدوق ” روبرت ” ملكاً لأنهُ شقيق الملك ” كارلوس ” ، وقد طلبت السيدة ” اوليفيا ” الوصاية على سموها ” فيوليت ” حتى تصبح في العمر المناسب لتنصيبها حاكمة ل ( مارسيليا ) لأنها الوريثة الشرعية ، ومن اجل حمايتها من عمها ” روبرت ” وخططه المجنونة
اما بالنسبة لليكاردو فقد تم نقله من منزل عائلة ( آلمن ) الى دوقية ( مستري ) بسرية تامة لتعتني بهِ السيدة ” اوليفيا ” وتحديداً في هذا القصر في قرية باتلت ولكن المصيبة كانت عدم استيقاظه حتى بعد مرور اسبوع كامل