Brother ، my sun is back - 32
تقف جيني اعلى الدرج لرؤيتها لشاب طويل القامة ذو بشرة قمحية قريبة للبياض وصاحب انف رفيع وفكٍ حاد وذو شعرٍ أشقر بلاتيني قصير بالكاد يلامس رقبتهُ الطويلة يرتدي قميصاً ابيض يعرض شيئاً من عضلات صدره وبطنه ويلازم خصرهُ سيفٌ ذهبيٌ ، وقدمهُ اليمنى على الدرجة الأولى والأخرى على الأرض بسبب نيتهُ لصعود الدرج ويداه في جيبه وينظر إليها بنظرات ذهبية مصدومة
تبقى جيني الواقفة اعلى الدرج والشاب الذي يقف اسفل الدرج محدقان ببعضهما البعض بنظرات يملؤها الذهول ويعم الصمت المكان بأكملها
لا تدرك جيني كيف وضعت يدها على فمها وقالت بنبرة مترددة وهي في حالة من الصدمة : مس..تح..يل ، انا لا ار..ى ح…لماً الي…س كذلك ؟
ما الذي حدث ؟؟ حدث كل هذا بعد اربع ساعات من صعود جيني برفقة عمتها للعربة من عند متجر ” لوران ”
*************
في العربة تجلس السيدة ” اوليفيا ” بجانب جيني وتحتضنها قائلةً بنبرة حنونة والدموع تتساقط من عيناها : لقد اشتقتُ لكِ ايتها الغبية المتهورة ، كيف يهون عليكِ الأمر بجعلي قلقة عليكِ هكذا ؟ لم انم الليالي وانا ابحث عنكِ ، كيف تفعلين هذا بي ؟
تتساقط دموع ” جيني ” بسبب شعورها بدفئ حضن عمتها وتقول بنبرة منخفضة وهادئة وحنونة : انا آسفة ، انا آسفة
تحتضن السيدة ” اوليفيا ” جيني بقوة وتقول لها بنبرة مترددة ودموعها تتساقط من عيناها بغزارة : انا اشكركَ آلهي ، لقد اعدتَ لي ” جيني ” حبيبتي ، اشكركَ لأنكَ اعدتَ لي اغلى ما املك
تغمر جيني رأسها بصدر عمتها وتقول بنبرة هادئة حنونة دموعها تتساقط من عيناها : لقد صبرتُ كثيراً وانا انتظر الوقت المناسب للقائك
تأخذ السيدة ” اوليفيا ” نفساً عميقاً وتبتسم إبتسامة حنونة وتُقّبل رأس جيني وهي تبكي قائلةً : انا حقاً آسفة ، آسفة لجعلكِ تنتظرين ، لكنني كنتُ ابحث عنكِ ليلاً ونهاراً طوال الشهرين الفائتين
تبتسم جيني إبتسامة عادية وتنظر نحو وجه السيدة ” اوليفيا ” وتمسح الدموع التي على خد عمتها بيداها الرقيقتين الناعمتين وهي تقول : ارجوكِ لا تبكي ، ارجوكِ انا لا اريد رؤية دموعكِ
تبتسم بانسي إبتسامة سعيدة بعدما غمرت الدموع وجهها وتتحدث الى نفسها قائلةً : اخيراً
يتحدث ماكس الى نفسه وعلامات السعادة ظاهرةً على وجهه بعدما سمع الحوار الذي دار في داخل العربة من خلال النافذة الصغيرة الموجودة خلف مقعده : سنكون بأمان اخيراً
وبعد مدة تتوقف دموع السيدة ” اوليفيا ” وجيني عن السقوط وفور ذلك تُدرك جيني أمراً فتُبعد رأسها عن حضن السيدة ” اوليفيا ” وهي تقول بنبرة مستفهمة : هل قلتِ انك كنتِ تقضين الليل والنهار في البحث عني ؟؟ هل كنتِ تعرفين انني على قيد الحياة ؟؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” وتنظر نحو ” جيني ” بعيون ذات هالات حمراء من كثرة البكاء وتهمس قائلةً بنبرة حنونة هادئة وهي تمسد شعر ” جيني ” : اجل
تتفاجأ ” جيني ” و ” بانسي ” وتتحدث جيني وهي متفاجئة : كيف ؟؟ الجميع في ( مارسيليا ) يعرف ان سلالة عائلة ( الكسارد ) تم إبادتها
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة هادئة وهي تُمسد شعر ” جيني ” : هل انتِ حقاً من تقول هذا ؟؟ فقبل قليل حييتني قائلةً ( الأميرة ” اوليفيا ” )
تبقى جيني صامتة فتبتسم السيدة ” اوليفيا “ وتتوقف عن تمسيد شعر ” جيني ” المصبوغ باللون الاسود وتقول : سلالة عائلة ( الكسارد ) لم تندثر بعد فنحن موجودون ونتنفس
جيني بنبرة مستفهمة : موجودون ؟
تتنهد السيدة ” اوليفيا ” وإبتسامة كبيرة تعلو محيياها : يا لكِ من مزعجة ، دعينا ننقتل الى موضوع آخر ألا وهو لون شعركِ الأسود وذلك الأسم ” استريد ”
تمسك جيني خصلة من شعرها وتقول : اها ، لقد اضطررتُ لصبغه من اجل إخفاء هويتي الحقيقية ومن الجيد انها صبغة مؤقتة فبأمكاني إزالتها بالماء ، واما بالنسبة لأسم ” استريد ” فهو الأسم الذي كانت تفضلهُ والدتي لذلك كان اول اسم مزيف خطر ببالي
السيدة ” اوليفيا ” وبنظرات مستذكرة : اااه ، انتِ على حق فقد كانت ” روز ” تفضل هذا الأسم كثيراً ولكني لا اعرف السبب ، ولكن الأمر الذي اريد ان افهمه هو جرأتكِ الكبيرة للظهور امام الآخرين بعيونكِ الذهبية والصراخ في وجه احد من النبلاء
تتحدث جيني بنبرة جادة قائلةً : السيدة ” لوران ” شخص طيب ومتفهم ، ولا اعتقد انها ستخبر احداً عني واما بالنسبة لتلك البارونة المجنونة فقد قامت بأستفزازي
تتنهد السيدة ” اوليفيا ” وتتحدث الى نفسها قائلةً : ارجو ان يفهمَ هذا الكلام ولا يقومَ بقتل السيدة ” لوران ” او البارونة ” هاريسون ”
السيدة ” اوليفيا ” : اجل ، انا اعرف ” لوران ” جيداً ، ونهاية تلك البارونة لن تكون سوى على ايدينا
جيني بنبرة مستفهمة : ايدينا ؟؟ انتِ ومن ؟
تبدأ السيدة ” اوليفيا ” بوضع قطعة القماش المبللة على خد جيني المزرق وهي تقول بنبرة هادئة : انا ومجموعة ( الإعدام القرمزي )
تتفاجأ جيني وبانسي ويقرّب ماكس رأسهُ من النافذة ويرفع صوتهُ الى جانب صوت جيني وبانسي المصدومتان ويقولون : انتِ ومن ؟؟
السيدة ” اوليفيا ” وهي تضع قطعة القماش على وجه جيني برفق : انا ومجموعة ( الإعدام القرمزي ) ، فالمجموعة هي من عملت على هروبكم من ( فلنوريا ) الى ( مارسيليا ) في تلك الليلة
جيني وهي متفاجئة : ماذا ؟؟ هل هذا صحيح ؟؟ هل تقصدين ان ” إيدن ” و” ريتشارد ” و حتى ” ليندا ” هم من مجموعة الإعدام القرمزي ؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” وتضع قطعمة القماس بعيداً وتقول بنبرة لامبالية : اجل ، فهم افراد عائلة ( آلمن )
جيني وهي متفاجئة : لقد كان توقعي صحيحاً تماماً
تسرع بانسي وتتحدث قائلةً : وكيف لهم ان يكونوا على قيد الحياة الأن ؟؟ كيف نجوا ؟؟
تضع السيدة ” اوليفيا ” ضمادة بيضاء على خد ” جيني ” وتتحدث بنبرة هادئة : ما رأيكما ان تحتفظا بهذه الأسئلة لحين مقابلتهم ؟؟ سوف تقابلونهم قريباً على اي حال
تقع جيني في حيرة من امرها وتتحدث بسرعة قائلةً : اذاً ، ما الذي تريدهُ مجموعة ( الإعدام القرمزي ) مني ؟؟ ولماذا انقذوني ؟؟ هل انتِ من طلبتِ منهم ذلك ؟؟ وما علاقتكِ بهم ؟؟ ومن ثم كيف تكون لكِ علاقة مع مجموعة خارجة عن القانون مثلهم ؟؟
تضع السيدة ” اوليفيا ” اصبعها السبابة على فم جيني لتوقفها عن الكلام وتقول بإبتسامة : اشش ، انتِ مخطئة بقولكِ انها مجموعة خارجة عن القانون ، فقائد المجموعة ليس سوى شخص يريد إستعادة مكانته
بانسي وجيني وماكس الذي يظهر صوته من النافذة الصغيرة المفتوحة : ايه ؟
السيدة ” اوليفيا ” : بل لأكون ادق ، هو القانون بعينه
تتحدث جيني بنبرة جادة قائلةً : ما الذي تعرفينهُ عمتي ؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” إبتسامة مخيفة وتقول : كوني صبورة وستعرفين كل شيء
تتنهد جيني وتقول بنبرة متذمرة : تلك المجموعة المغفلة، لماذا يصر الجميع على إخفاء هويتها ؟
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” تتحدث الى نفسها : لو انكِ كنتِ تعرفين من هو قائد المجموعة لما نعتها بالمغفلة ابداً
وبعد مدة تزيد عن الساعتين من سير العربة المتواصل يسطع البحر بعيون جيني الذهبية بسبب اشعة الشمس فتندهش قائلةً : البحر ؟؟
السيدة ” اوليفيا ” : اجل ، فنحن الأن على مقربة من قرية ( باتلت )
تتفاجأ جيني وبانسي : ايييه ؟؟ قرية ( باتلت ) ؟!!
السيدة ” اوليفيا ” : اجل ، وسنصل المكان الذي ستقومون فيه عما قريب
( طبعاً انتم تتذكرون قرية ( باتلت ) صحيح ؟؟ هي القرية التي اخبرنا عنها ريتشارد وإيدن لتتوجه جيني ومن معها اليها فور هروبهم في الفصول الأولى )
ومع دخول العربة الى القرية بدأتُ ارى البيوت البسيطة الجميلة والحقول الواسعة والأشجار الكبيرة التي كانت تحيط بالقرية والبحر الذي كان كشخص يحتضنها ، لقد كان مشهداً فاتناً
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” الى السائق العجوز من خلال نافذة صغيرة في العربة وتقول له : لا تأتي من المدخل الرئيسي
السائق العجوز : حاضر سيدتي
وفجأة انعطفت العربة فبدأت البيوت تختفي خلف جبل كبير حتى كان بإمكاني رؤية البحر فقط ، وبعدما تخطت العربة الجبل بدأتُ ارى قصراً كبيراً حجارتهُ بيضاء جميلة ومزخرفاً وراسخاً بكل شموخ على هضبة صغيرة ومن خلفه البحر
تفتح بانسي عيناها من دهشتها لرؤيتها قصراً بهذا الجمال وتقول وعيناها لا تفارقا القصر : رائع
السيدة ” اوليفيا ” : لقد كان هذا القصر احد ممتلكات الملكة ” كاثرين “
يتحدث ماكس الى نفسه وعلامات الدهشة بادية على وجهه : يا لهُ من قصر خلاب
جيني : لا شك انهُ كان لها فجمالهُ لا يوصف
وعبر طريق واسع مُحاط بالأشجار الطويلة توجهت العربة الى القصر بسرعة عادية وعندما انتهى الطريق ظهرت امامنا بوابة كبيرة ويحرسها حارسان ومن خلفها كان يوجد القصر
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” قائلةً : يبدو انهم لم يصلوا بعد ، هذا مريح
فُتِحت البوابة الكبيرة ودخلت العربة وامام باب القصر مباشرةً فتحت باب العربة خادمة شابة بدت في منتصف الثلاثينات من عمرها ذات شعر اسود عادي مجعد وعيون بنية لتنزل السيدة ” اوليفيا ” فرأت الخادمة جيني فأتسعت عيناها البنية ووضعت يدها على فمها ووجهها ذو البشرة القمحية العادية وذو النمش القليل
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” وهي تنزل من العربة بهدوء وتقول : انتِ محقة انها السيدة الجديدة لهذا القصر ، انها الأميرة ” جيني “
تقف السيدة ” اوليفيا ” امام العربة وتمد يدها لجيني لتساعدها على النزول وهي تقول : هيا يا جيني
وفور نزل جيني من العربة تنحني الخادمة بوقار وهدوء قائلةً بنبرة سعيدة : تحياتي لسمو ولية العهد ” جيني الكسارد ” ، ادُعى ب” سيرا ” ، انا تحت خدمتكِ سيدتي
ينزل ماكس من العربة ويقف امام بابها ويمد يدهُ ليساعد بانسي على النزول ويتقدم سائق العربة وينحني قائلاً : تحياتي للأميرة ” جيني ” ملكة ( مارسيليا ) المستقبلية
ينظر الثلاثة الى بعضهم البعض بنظرات مليئة بالحيرة وتتحدث جيني قائلةً : اهلاً بكما كلاكما ، ولكن لماذا تنعتونني بالملكة المستقبلية ؟
وفور ذلك مباشرة تفتح باب القصر بسرعة فتاة ذو عيون بنية وشعر اسود وذات قامة قصيرة وتركض مسرعةً نحو السيدة ” اوليفيا ” وهي تصرخ في قمة سعادتها : سيدتي ، لقد حضرتِ اخيراً
تضحك السيدة ” اوليفيا ” قائلةً : ” اغنيس ” ، بالرغم من بلوغكِ الثالثة عشر هذا العام إلا انكِ ما زلتِ تتصرفين كالأطفال
تنظر الطفلة ” اغنيس ” نحو جيني الواقفة امام باب العربة وتتفاجأ قائلةً بنبرة سعيدة : هاااه ؟؟ انتِ الأميرة ” جيني ” اليس كذلك ؟ يا آلهي انا لا اصدق انكِ وجدتها سيدتي ، واو سأرى سيدي فَرِحاً اخيراً
جيني تتحدث الى نفسها : يا لها من طفلة مَرِحة ، انها تُذكرني بماريان عندما كانت طفلة
تصرخ الخادمة التي فتحت باب العربة قائلةً : اغنيس ! انتبهي لتصرفاتكِ ، واسرعي والقي التحية على سموها
تشعر اغنيس بالخوف قليلاً وتتحدث بتذمر قائلةً : انا آسفة امي ، لقد كنتُ متهورة
تتحدث ” بانسي ” الى نفسها وهي تنزل من العربة بمساعدة ماكس : هي والدتها !!؟ ومن ثم لماذا تنعت تلك الخادمة ” جيني ” بولية العهد ؟؟ ما الذي يحدث هنا ؟
تمسك اغنيس الصغيرة طرفا ثوبها ذو التصميم البسيط وتنحني قائلةً بنبرة هادئة : تحياتي لسمو الأميرة ” جيني ” ادُعى ” اغنيس ” وانا اصغر خادمة في هذا القصر
جيني تتحدث الى نفسها : انها في الثالثة عشر من عمرها فقط فكيف لها ان تصبح خادمة بهذا العمر الصغير ؟؟ اليس هذا قاسياً ؟
اغنيس وهي سعيدة : لقد كنتُ انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر لأرى جمال سيدتي ” جيني ” لكنها تبدو اجمل بكثير مما توقعته
الخادمة والدة ” اغنيس ” وهي مُحرجة من ابنتها : اغنيس !؟
تضحك جيني وتتحدث بنبرة سعيدة دافئة : لا بأس ، لا بأس ، انا حقاً سعيدة بلقائكم
تتجه السيدة ” اوليفيا ” نحو باب القصر وتقول وهي في قمة سعادتها : حسناً دعونا ندخل فالجو يميل للبرودة
تمشي جيني بجانب عمتها وتمشي بانسي وماكس خلفهما بخطوة وتمشي الخادمة ” سيرا ” والطفلة ” اغنيس ” وسائق العربة العجوز خلفهم وتتحدث الخادمة قائلةً : سيدتي ، لقد اعددتُ كل شيء ، وقد وصل احد أعضاء المجموعة واخبرنا انهم سيكونون هنا بعد قليل
تصعد السيدة ” اوليفيا ” درجات مدخل القصر وهي تقول بنبرة سعيدة : حقاً ؟ اذا كان الأمر كذلك ، فأن علينا الإسراع
تدخل السيدة ” اوليفيا ” القصر الضخم وبجانبها ” جيني ” وخلفها بانسي وماكس والخادمة والطفلة الصغيرة وسائق العربة، ترحب بهم خادمة عجوز وتتفاجأ وتنحني بسرعة قائلةً : تحياتي لآنستي الأميرة ” جيني ” والدوقة الكبرى ” اوليفيا ”
تبتسم ” جيني ” إبتسامة ودودة وتتجه انظار السيدة ” اوليفيا ” نحو سائق العربة وتبتسم قائلةً : ماذا ؟ الن ترحب بزوجتكَ ” صوفيا ” ؟
ينظر سائق العربة العجوز نحو الخادمة العجوز ويقول لها بنظرات مليئة بالحب : سأرحب بها بطريقتي الخاصة لاحقاً
يتفاجأ الجميع وتضحك السيدة ” اوليفيا ” قائلةً : حسناً ، كما ترغبان ، ايها العجوزان الرائعان
لقد كان القصر من الداخل اروع بكثير من الخارج فقد كانت الزخرفات تملىء الجدران البيضاء ويغطي الأرضية الرخامية فراش جميل جداً مصونع من المخمل ودرجٌ يتفرع لفرعين للوصول الى الطابق الثاني وامام المدخل مباشرةً وجُدت لوحة لسيدة ذات عيون ذهبية براقة تنبض بالحياة والسعادة وشعر اشقر مموج يصل الى خصرها يُزينهُ تاجٌ بسيط مرصع بالجواهر والأزهار وذات إبتسامة حمراء ناعمة تعلو وجهها ذو البشرة البيضاء الشاحبة وذات انف صغير وترتدي ثوباً ازرق كلون البحر يكشف رقبتها وجزء من صدرها ومناسب ٌ للحفلات تزينهُ مجوهرات ذات لون بنفسجي وتحمل بيديها باقة ازهار ذهبية ذات بتلات كثيرة تشبه وردة الجوري الحمراء
بانسي وهي تنظر الى اللوحة وهي مذهولة من جمال السيدة : انها تشبه في جمالها جمال السيدة ” روز “
جيني وهي تنظر الى اللوحة وهي مذهولة : اه ، انها تشبه والدتي كثيراً
يحمر ماكس خجلاً ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : انها رائعة ، هل هكذا ستكون سيدتي مستقبلاً ؟
السيدة ” اوليفيا ” وهي تنظر الى اللوحة بنظرات حنونة مشتاقة : انها جلالة الملكة الراحلة ” كاثرين ” زوجة الملك الراحل ” كارلوس “ ووالدة الأمير ” ليكاردو ” والأميرة ” فيوليت ”
جيني وعيناها لا تفارق اللوحة : انها فاتنة
تمسك السيدة ” اوليفيا ” يد جيني وتسحبها وتصعد بها الدرج وهي تقول بنبرة سعيدة : ستصبحين اجمل منها ومن والدتكِ عندما تكبرين قليلاً لذلك اسرعي نحن لا نملك الكثير من الوقت
تصعد جيني الدرج برفقة عمتها وهي تقول : انها تشبه والدتي بشكل كبير ، فلوهلة ظننتها والدتي حقاً ، هل تملكين فكرة عن سبب تشابههما ؟؟
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة : وما ادراني ؟ فلطالما كانت كلتاهما كتومة
تنظر جيني نحو عمتها التي تسير امامها بنظرات شك وتقول بنبرة جادة : على كل حال لا بد ان الأيام ستكشف لنا الكثير
تصل السيدة ” اوليفيا ” وجيني برفقة البقية الى الطابق الثاني وتترك يد ” جيني ” وتقول للخادمة ” صوفيا ” : خذي سموها الى غرفتها التي تم تجهيزها لها ولبي لها كل احتياجاتها
الخادمة ” صوفيا “بنبرة خاضعة : حاضرة سيدتي
تنظر السيدة ” اوليفيا ” نحو بانسي وتقول لها : وبالنسبة للآنسة ” بانسي ” فأن اعتمد عليكِ يا ” سيرا ” في توفير لها كل ما تحتاج
تنظر السيدة ” اوليفيا ” نحو سائق لعربة وتقول لهُ : اما بالنسبة للسيد ” ماكس ” فأرجو ان تهتم بهِ جيداً
سائق العربة والخادمة ” سيرا ” بنبرة خاضعة : حاضرٌ سيدتي
السيدة ” اوليفيا ” : اه صحيح يا جيني ، عليكِ ارتداء الثوب الذي اهدتنا اياه ” لوران “
جيني : ماذا ؟ الم تشتريهِ ل ” هيلين ” ؟
السيدة ” اوليفيا ” : ابنتي ” هيلين ” لديها الكثير من الملابس ومن ثم الزهرة المطرزة على الثوب هي ملكٌ لوالدتكِ ، اليس كذلك ؟
جيني : حسناً ، كما تشائين
( أن كنت لا تتذكر ” هيلين ” عد الى الفصلين 28 و29 )
الخادمة ” صوفيا ” بنبرة هادئة وإبتسامة سعيدة : حسناً سيدتي ، ارجو منكِ ان تتبعيني
واثناء توجه جيني مع الخادمة الى الغرفة الجديدة وسيرهما في مررات القصر الكبيرة والتي تشع بفضل اشعة شمس المساء الدافئة وتفوح رائحة اشجار الخريف فيها ، تسأل ” جيني ” الخادمة التي برفقتها قائلةً : اخبريني يا ” صوفيا ” عن سبب عدم وجود خدم هنا لقد كان هناك حارسين على البوابة ، لكن بعدما دخلنا الى القصر انا لم الحظ خادماً
تنعطف الخادمة نحو ممر آخر وتتحدث بنبرة هادئة وخطوات ثابتة : اعذريني سيدتي فأنا ليس مسموحاً لي بالتحدث عن هذا الأمر
جيني : هل افهم من هذا انكِ لن تجيبيني عن أسئلتي القادمة ؟
الينا : انا آسفة سيدتي
جيني : حسناً
عندما فتحت ” صوفيا ” باب الغرفة التي سأمكث فيها ذُهلت ، لقد كانت غرفة واسعة ففور دخولها تسطيع رؤية باب زجاجي يقود الى شرفة صغيرة مُزينة بالعديد من انواع الأزهار الخريفية التي بالكاد قادرة على الأزدهار وتشرف على ساحل البحر وجزء من اراضي قرية ( باتلت ) وبيوتها ، ووجد ايضاً سريرٌ كبير مغطى بأقمشة بيضاء تنم عن السلام والهدوء ومكتبٌ صغير مصنوع من شجر البلوط موضوع مقابل السرير وهناك مرآة طويلة موجودة بالجانب السرير وخزانة كبيرة موجودة بجانب المكتب ، لقد كانت غرفة رائعة بحق ومع كل نسيم بارد يحرك الستارة الشفافة الهادئة والناعمة كان يدخل الغرفة رائحة البحر وصوت الأمواج العاتية التي كانت تضرب الصخور بقوة ، شعرتُ حينها كما لو انني في حلم ، لقد كانت الغرفة تشع نوراً وبريقاً
الخادمة ” صوفيا ” بنبرة هادئة وهي واقفة عند الباب : انا آسفة سيدتي ، قد يوجد بها بعض الغبار لأننا لم ننظفها منذُ يومان ، ولكن لو كنا نعرف انكِ ستأتين اليوم لنظفناها فوراً ، نحن نعتذر بسبب هذا الخطأ ، ولكن ارجو ان تنال الغرفة على إعجابكِ
تنظر جيني نحو سيرا بسرعة ونظرات الدهشة والفرحة باديةُ على وجهها وتقول بنبرة سعيدة : انها رائعة
*****
وبعد مدة تدخل جيني مكتب عمتها بعدما استحمت وهي ترتدي الثوب الأبيض المطرز بالزهور الزرقاء الذي يُناسب جسدها تماماً وشعرها الأشقر القريب للبني المجعد قليلاً والذي يُلامس اعلى خصرها وعيونها الذهبية التي تنبض بالسعادة وإبتسامة سعيدة تعلو شفتيها الحمراء ووجهها الصغير الرقيق ذو البشرة القمحية القريبة للبياض والتي يعكر صفوها ضمادة بيضاء موضوعة على خدها الأيسر نتيجةً لصفعة البارونة ( هاريسون ) ولكن بالرغم من ذلك فأن جمال جيني طغى على كل شيء ، لقد كانت فانتة بشكل لا يوصف
تجد جيني عمتها السيدة ” اوليفيا ” ذات الشعر الأشقر القريب للبني المرفوع عن كتفيها وعيون الزرقاء البراقة في قمة تركيزها على الأوراق والمستندات التي بين يديها
تدخل جيني المكتب قائلةً : يبدو انكِ مشغولة
تنظر السيدة ” اوليفيا ” نحو ” جيني ” فتنصدم بجمالها فتبتسم قائلةً : يا آلهي ، ان الثوب يليق بكِ تماماً تبدين مثل جنية
تتجه جيني نحو الأريكا الموجودة بجانب المكتب وتجلس عليها قائلةً بنبرة سعيدة : شكراً لكِ عمتي
تأخذ جيني كتاباً من مجموعة الكتب الصغيرة التي كانت موجودة على مكتب السيدة اوليفيا ” وتتفحصه قائةً بنبرة لامبالية : هل من الآمن لكِ الخروج من القصرك الرئيسي في
( مستري ) والتوجه الى هنا بعد شهران من خروجكِ من القصر الملكي فقط ؟ فلا بد من وجود بعض الجواسيس هنا وهناك لمراقبتك
السيدة ” اوليفيا ” : اه لا تقلقي ، لقد اخذتُ التدابير اللازمة ، صحيحٌ انهُ في الشهر الأول من خروجي من القصر الملكي كان هناك جواسيس يتبعوني في اي
خطوة اخطوها ، لكن ليس بعد الأن ، الجميع في الدوقية يعرف انني مريضة هذا الأسبوع وانني الأزم السرير
تظهر نظرات متعاطفة على وجه جيني وتقول بنبرة هادئة : قلبي برفقة ” هيلين” ، فالبتأكيد هي تعاني الأن
تضع السيدة ” اوليفيا ” الريشة في الحبر وتبتسم قائلةً بنبرة هادئة : اجل ، فلولا وجودها وتوليها لأمور اراضي ( مستري ) في غيابي ، لكانت الأراضي في حالة يرثى لها
تظهر نظرات جيني المشتاقة على وجهها وتقول بنبرة هادئة : لقد اشتقتُ لها كثيراً ، فلقد مضت مدة طويلة منذُ لقائنا ، لا بد انها اصبحت في غاية الجمال
السيدة ” اوليفيا ” : هل كانت اربع ام خمس سنوات ؟
جيني : اظنها خمسة
تقف السيدة ” اوليفيا ” عن كرسيها قائلةً بنبرة هادئة : لقد كان لها دور كبير بمساعدة ( الإعدام القرمزي ) بعدما حجزني ذلك الملك الحقير الغبي
< الأن عرفنا من اين اخذت جيني لسانها السليط >
تظهر نظرات التحدي على وجه السيدة ” اوليفيا ” وتقول بنبرة متعجرفة : لكننا اثبتا له انهُ حتى لو تم حجزي في قفص لمدة شهر فأن سلالة عائلة ( الكسارد ) لن تمحى من الوجود
تبتسم جيني قائلةً : انتِ محقة
تضع جيني الكتاب الذي بيدها على الطاولة وتقول بنبرة هادئة : ولكني ما زلتُ قلقة
تبتسم السيدة ” اوليفيا ” إبتسامة هادئة وتقول : لا تقلقي لقد خرجتُ من القصر بممر سري ، لذلك لا احد يعرف انني خرجتُ من قصر ( مستري ) سوى ” هيلين ” الجالسة في غرفتي وتمنع اي احد من دخولها وسائق العربة والذي هو احد من اعضاء ( الإعدام القرمزي ) ومن ثم هذه ليست اول مرة اهرب بها من قصري بهذه الطريقة
جيني : انت بلا شك قد قابلتني صدفةً ولكن هل تقولين انكِ كنتِ متوجهة الى هنا قبل ان تقابليني ؟
السيدة ” اوليفيا ” : اجل ، فقد قررنا ان نجتمع هنا اليوم
جيني : من ستقابلين اليوم ؟
السيدة ” اوليفيا ” : قا…
يقاطع كلام السيدة ” اوليفيا ” صوت الخادمة من خارج الباب وهي تقول : سيدتي ، ان الآنسة ” بانسي ” والفارس ” ماكس ” يطلبان الأذن للدخول
السيدة ” اوليفيا ” : ادخليهم
تدخل بانسي وهي ترتدي ثوباً ازرق اللون يتناسب مع لون عيونها السوداء التي تشع سعادة وتقول بنبرة هادئة بعدما احنت رأسها للتحية قائلةً : تحياتي
يدخل ماكس صاحب العيون البنية العادية التي تنبض بالسعادة والهدوء وشعره الاسود مرفوع عن وجهه وجسده قوي البنية خلف بانسي وهو يرتدي ملابس فرسان عادية غير رسمية وينحني قائلاً : تحياتي لسيدتي الأميرة ” جيني ” والسيدة ” اوليفيا “
تجلس بانسي بجانب جيني قائلةً بنبرة سعيدة : يبدو الثوب جميلاً جداً عليكِ
السيدة ” اوليفيا ” : اليس كذلك ؟
وبعد مدة قصيرة من حديثهم يسمعون صوت خطوات صعدت الدرج وبدأت تقترب من الغرفة شيئاً فشيئاً وصوتٌ مؤلوف يتردد الى مسامعهم جميعهم وهو يقول : عمتي ، انا هنا
تفتح جيني عيناها الذهبية على مصرعيها لسماعها صوت الفتى المؤلوف وتقول بنبرة غير مصدقة: مستحيل ان…
يفتح شخصٌ الباب ببطأ وهو يقول بنبرة لا مبالية : اين انتِ عمت….ي ؟
يتوقف الشخص الذي فتح الباب عن الكلام لرؤيته جيني وتتسع عيونه الزرقاء بصدمة كبيرة فتقف جيني عن مقعدها وهي في حالة من الدهشة وهي تنظر الى الفتى طويل القامة ذو العيون الزرقاء المصدومة وصاحب البشرة البيضاء الشاحبة وشعر قصير شديد السواد وذو بنية نحيلة ويرتدي قميصاً ابيضاً عادياً وبنطالاً اسود اللون وسيفٌ ذهبي يُزين خصره ، واخيراً التقت جيني بالفتى التي لطالما كانت قلقة عليه منذُ كان طفلاً فصرخت قائلةً : آرثر !!!؟
( لا تقولوا انكم نسيتوا آرثر )
يتحدث الأمير ” آرثر ” بعيون زرقاء لا تصدق ما ترى ونبرة مترددة من صدمته : جي..ني ؟
تسرع جيني نحو آرثر وتحتضنه وعلامات القلق باديةٌ على وجهها والدموع بدأت تتراقص في عيناها فيتحدث آرثر وهو في حالة من الدهشة : جيني !؟ انتِ حقاً جيني
تحتضن جيني آرثر بقوة اكبر وتهمس لهُ بنبرة قلقة ولكنها سعيدة ومرتاحة بالوقت نفسه : وماذا ترى ايها المغفل ؟
يلف آرثر يداه حول خصر جيني ويحتضنها بقوة وتتبدل نظراته المصدومة بنظرات مشتاقة ويبتسم إبتسامة هادئة ويقول بنبرة هادئة : اخيراً وجدتكِ
تضع جيني يداها التي ترتعش على وجه آرثر ( اي تمسكهُ من خديه ) وتقول لهُ بنبرة منخفضة ويوجد فيها بعضٌ من القلق وعيون تتراقص الدموع فيها : يا آلهي ، انت آرثر حقاً ، انا لا اصدق انكَ بين يداي مرة اخرى
ينظر آرثر نحو جيني بنظرات حنونة يقول لها : اجل ، انهُ انا ، انا على قيد الحياة
تدرك جيني امراً وتسرع عيناها ويداها بتفقد آرثر وعلامات الأضطراب باديةٌ على وجهها ونبرة مترددة وقلقة تطغى على صوتها : هل انتَ بخير ؟ هل تأذيت ؟كيف نجوت ؟ من الذي قام بمساعدتك ؟ هل…
يقاطعها آرثر بصوت هادئ ليحاول تهدأتها ويقول لها : جيني ، اهدئي ، اهدئي
جيني وهي مضطربة : هل حصل لكَ مكرووه ؟ اه ؟
يمسك آرثر جيني من ذراعيها ويحاول تهدئتها بكلامه الهادئ : جيني ، انظري الّي ، انا بخير ، انا آرثر هنا امامك
تشهق جيني شهقة كبيرة وتبدأ دموعها بتساقط بغزارة ويبدأ صوت نحيبها بالظهور بصوتٍ اعلى وتقول : ايها المغفل ، لقد كنتُ قلقةً عليكَ كثيراً ، لا تفعل بي هذا مجدداً ، ارجوك
تسرع بانسي وتصرخ قائلةً وهي في حالة من القلق : وماريان ؟ ما الذي حل بماريان ؟ هل هي بخير ؟ هل هي برفقتك ؟
تظهر نظرات حنونة على وجه آرثر مرة اخرى ويمسح دموع جيني بيدهِ ويقول : اعتقد انهُ يجب عليكِ ان توفري هذه الكلامات لقولها لشخصِ آخر
تظهر نظرات التساؤل على وجه ” جيني ” بعد ما مسح ” آرثر ” دموعها وتقول : ماذا ؟ من تقصد ؟؟ هل هي ماريان ؟
يبتسم آرثر قائلاً بنبرة هادئة حنونة : كلا ، وفريها لقولها لقائد مجموعة ( الإعدام القرمزي ) بنفسه
تتحدث جيني بنبرة حائرة : ولماذا سأقول لهُ هذه الكلمات ؟ وهل اعرفه ؟
يبتسم آرثر قائلاً بنبرة مستهزئة : انهُ شخص لطالما نعتكِ بالمتهورة ، هو نفسه الشخص الذي لم تستطيعي هزيمته في نقاش ، وعلى ما اذكر فأنتِ زوجتهُ المستقبلية
تدرك جيني الأمر بسرعة وتفتح عيناها شيئاً فشيئاً من صدمتها وتقول : هاه ؟
يبتسم آرثر إبتسامة حنونة ويهمس لجيني قائلاً : اذهبي إليه انهُ بالأسفل
تسرع جيني وتخرج من الغرفة راكضةً نحو الطابق السفلي ودموعها التي تتساقط من عيناها تُعيق رؤيتها وثوبها الطويل الذي يُعيق حركتها وهي تتحدث الى نفسها قائلةً : مستحيل ، من المستحيل حدوث هذا
وقبل نزولها الدرج تسمع صوت شاب ذو صوت مرتفع وخشن قادمٌ من الطابق السفلي وهو يقول : عمتي ، آرثر ، ما الذي يحدثُ بالأعلى ؟ انا اسمعُ…..
تقف جيني اعلى الدرج لرؤيتها لشاب طويل القامة ذو بشرة قمحية قريبة للبياض وصاحب انف رفيع وفكٍ حاد وذو شعرٍ أشقر بلاتيني قصير بالكاد يلامس رقبتهُ الطويلة يرتدي قميصاً ابيض يعرض شيئاً من عضلات صدره وبطنه ويلازم خصرهُ سيفٌ ذهبيٌ ، وقدمهُ اليمنى على الدرجة الأولى والأخرى على الأرض بسبب نيتهُ لصعود الدرج ويداه في جيبه وينظر إليها بنظرات ذهبية مصدومة
من صدمتها لم ترمش رمشة واحدة لعدة ثوانٍ وانعقد لسانها واصبحت غير قادرة على نطق حرفٍ واحد
تأتي بانسي وهي راكضة : جيني ، ما…..
ترى بانسي الشاب فتضع يداها على فمها من صدمتها وتعود خطوة واحدة للوراء والأمر نفسه يحدث لماكس ويُصدم قائلاً : مستحيل
تبقى جيني الواقفة اعلى الدرج والشاب الذي يقف اسفل الدرج محدقان ببعضهما البعض بنظرات يملؤها الذهول ويعم الصمت المكان بأكملها
لا تدرك جيني كيف وضعت يدها على فمها وقالت بنبرة مترددة وهي في حالة من الصدمة : مس..تح..يل ، انا لا ار..ى ح…لماً الي…س كذلك ؟
يتدارك الشاب صدمته وينظر الى جيني بنظرات يملؤها الشوق والحنينُ والدفئ وبأبتسامة حنونة ويتحدث قائلاً : لقد مر وقتٌ طويل جيني
تتحرك قدما جيني وتنزل الدرجات وهي مندهشة وبخطوات مترددة عديمة الثقة وهي تقول بنبرة مترددة مضطربة : كيف يم….كن حدو..ث ه…ذا ، ارجوكَ ، اخبرني ان هذا ليس حُلماً
يصعد الشاب بضعاً من الدرجات ليصبح على بُعد درجتين من جيني واصبح وجههُ مقابلاً لوجه جيني تماماً ويتحدث بنبرة حنونة وإبتسامة ونظرات دافئتين : كلا جيني ، انتِ لا ترينَ حلماً
وفجأة تبدأ دموع جيني بالسقوط وهي غير مصدّقة للذي تراه وتتحدث بنبرة مترددة ومنخفضة : مستحيل ، هذا مستحيل
يبتسم الشاب إبتسامة دافئة ويمسك بيده الكبيرة الخشنة والدافئة يد جيني الموجودة على فمها ويبعدها ويهمس لها قائلاً : لا داعي للبكاء جيني
تهز جيني رأسها وتبتسم وتهمس قائلةً : لا استطيع منعها ، انها تتساقط رُغماً عني
يصعد الشاب درجة اخرى فيصبح اطول من جيني ويمسك كلتا يداها الصغيرتين الناعمتين بيداه الكبيرتين الخشنتين الدافئتين ويهمس بنبرة حنونة دافئة وعيون دافئة لا ترى احداً سوى جيني : انا لا احب ان ارى دموعكِ ايتها الغبية ، ارجوكِ لا تبكي
تبتسم جيني والدموع تتساقط من عيناها وتهمس قائلةً : يا لي من غبية ، كان عليّ ان اعرف ان الملوك العِظام لا يُنجبون سوى ملوكاً عِظاماً
يبتسم الشاب ويُبعد شعر جيني عن جبينها وتنزل يدهُ الخشنة الدافئة نحو خدها المصاب وترسو فوق الضمادة ويهمس لها بنظرات مليئة بالحنان والعطف والحب : انا هنا ارجوكِ اوقفي هذه الدموع
يتدارك كلٌ من بانسي وماكس الصدمة وينظران الى بعضهما البعض بنظرات لا يمكن تفسيرها
وفجأة يسمعون صوت السيدة ” اوليفيا ” وهي واقفةً اعلى الدرج وهي تقول بإبتسامة سعيدة : لقد وعدتني انكَ ستحضرها إلي ، لكن على ما يبدو انني انا التي احضرتها إليك
يبتسم الشاب إبتسامة متكلفة قائلاً : نحن نكّمل بعضنا البعض
يأتي آرثر قائلةً : ما رأيكِ يا ” جيني ” بالذي ترينه الأن ؟
يضع ماكس يده اليسرى خلف ظهره ويضع يده اليمنى على صدره نحو قلبه ويحني رأسه قائلاً بنبرة مرتفعة وخاضعة : تحياتي لسمو الأمير ” ليكاردو ” وريث عرش مملكة ( مارسيليا )
يبتسم الأمير ” ليكاردو ” إبتسامة متكلفة قائلاً بنبرة هادئة : لقد تأخرت في إلقاء التحية يا ” ماكس “
******
واخيييييييييييراً بطلنا المز المرتب ظهر وبكل فخر
ايش رأيكم لو حكتلكم ان نهاية الرواية هون ؟؟
بمزح بمزح ، مستحيل تخلص هون لأن القصة الفعلية بدأت من بعد لقاء جيني وليكاردو ، في الفصول القادمة راح تشوفوا خيانة ، ظلم ، حزن ، استغلال ، قتل ، ماضي ، تضحية ، شجاعة ، إخلاص ، واخيراً رومانسي لطيفة زاكية ما بين البطلين وغير البطلين