Brother ، my sun is back - 30
********
وبعد عدة ايام وفي وقت الظهيرة ، تدخل السيدة ” لوران ” المتجر وهي متعبة فترحب بها ” ليسا ” و ” بانسي ” قائلتان : اهلاً بعودتكِ ، كيف كان يومكِ ؟؟
تتجه السيدة ” لوران ” نحو كرسي وتجلس عليه قائلةً بنبرة متعبة : جيد ، ولكن ليس بالنسبة للبعض ، فقد تم إيجاد جثة خادمة كانت تعمل في قصر البارون ( هاريسون ) بالقرب من البحيرة الصغيرة الموجودة في داخل القصر
تتفاجأ الفتيات الثلاثة وتتحدث ” ليسا ” قائلةً : يا آلهي ، كم هذا بائس ومحزن ، من فعل هذا يا تُرى ؟
تتنهد السيدة ” لوران ” قائلةً : لا بد انها تلك البارونة المتوحشة
بانسي بنبرة جادة : يجب على احد ان يضع حداً لأفعالها
السيدة ” لوران ” : لا يهمني ، المهم الأن هو ان ننفذ طلب الزبونة بشكل جيد ، فقد طلبت تصميم ثوب منزلي ابيض اللون وتريد منا تزيينه بأزهار لونها ما بين الأزرق والبنفسجي
ليسا وهي تسكب الشاي للسيدة ” لوران ” : وهل حددت نوع الزهرة ؟
السيدة ” لوران ” وهي تأخذ الكوب من يد ليسا : كلا ، لقد قالت انها تريد ان يُزين ثوبها بأزهار زرقاء او بنفسجية فقط لا غير
تدرك جيني امراً فتتحدث الى نفسها قائلةً : هذه هي !
جيني تتحدث بصوت هادئ : هل يمكنني اختيار تصميم الزهرة ؟
السيدة ” لوران ” : لا مشكلة في هذا
جيني تتحدث الى نفسها : رائع
تجلس جيني على كرسيها وتشرب كأس الشاي وإبتسامة هادئة حزينة تعلو وجهها وتبدأ بعضٌ من ذكرياتها بالتدفق الى عقلها ، لقد تذكرت الحديث الذي دار بينها وبين الأمير ” ليكاردو ” قبل اربعة اعوام عندما تم نقل إقامة الوفد الى قصر والد ” جيني ” الدوق ” ويليام ” ، وفي صباح احد الأيام وعندما كانت جيني تحتسي الشاي برفقة عمتها ” اوليفيا ” بحديقة قصر والدها دخل الأمير ” ليكاردو ” الحديقة وهو يرتدي ملابسه العادية الغير رسمية وهو يقول بإبتسامة عادية : صباح الخير زوجة عمي وايتها الأميرة
السيدة ” اوليفيا ” وهي تحتسي الشاي : صباح الخير سيدي
جيني وهي تسكب كوباً من الشاي لتقدمهُ للأمير ” ليكاردو ” : صباح الخير سيدي
تضع السيدة ” اوليفيا ” كوب الشاي على الطاولة وتنظر نحو الأمير ” ليكاردو ” بنظرات جادة وتتحدث بنبرة جادة : اذاً يا سيدي ، ما الذي ستفعله الأن ؟
يجلس الأمير ” ليكاردو ” على الكرسي المقابل للأميرة ” جيني ” وبجانب السيدة ” اوليفيا ” وتقدم لهُ جيني كوب الشاي ويقول : افعلُ ماذا ؟
تزداد نظرات السيدة ” اوليفيا ” حدةً وتقول بنبرة جادة اكثر : انتَ تفهم كلامي جيداً
يضع الأمير ” ليكاردو ” كوب الشاي على المائدة ويبدأ بالتحديق به بنظرات جادة وحادة ويتحدث بنبرة جادة : حسناً ، كان من الجيد الكشف للملك ” لويس ” عن معرفتي بالأمر وانهُ هو منفذ الهجوم
تتنهد السيدة ” اوليفيا ” قائلةً : حقاً ؟ هل تدرك ان بفعلتكَ لهذا الأمر قد وضعت ( فلنوريا ) و ( مارسيليا ) في وضع متوتر لا تُحسدان عليه ؟
جيني وهي تحتسي كوبها من الشاي تتحدث بنبرة جادة : وما المشكلة ؟ فلقد وجدَ نقطة ضعف ليستغل بها عمي الملك ” لويس “
يبتسم الأمير ” ليكاردو ” إبتسامة متكلفة وينظر نحو جيني بنظرات هادئة : اه انتِ حقاً تفهمينني جيداً
تتنهد السيدة ” اوليفيا ” مرة اخرى وتمسك كوبها مجدداً وتقول بنبرة هادئة : وهذا ما يحيرني
ينظر الأمير ” ليكاردو ” نحو السيدة ” اوليفيا ” بنظرات هادئة وإبتسامة صغيرة : وهل تفامنا وتشابه افكارنا يجعلكِ في حيرة ؟
السيدة ” اوليفيا ” : اجل نوعاً ما
يقف الأمير ” ليكاردو ” عن مقعده وإبتسامة كبيرة تعلو محيياه ويقول بنبرة هادئة : انا لن اقول اي شيء
يتجه الأمير ” ليكاردو ” نحو الأزهار الملونة والمختلفة والمزروعة في الحديقة ويحدق بها فتنظر جيني الى الأمير بتمعن ، وفجأة تتجه انظار الأمير ” ليكاردو ” نحو جيني من جديد ويتحدث قائلاً : اه صحيحٌ ايتها الآنسة ، انتِ تملكين شقيقين ولكني لم ارى سوى ولي العهد ” إيفان “
جيني وهي تشرب الشاي بهدوء ووقار : اخي ” كلاوس ” قد ذهب للحدود الغربية قبل ما يقارب الشهرين
ليكاردو : حقاً ، اذاً ذلك الشاب الفارس الذي قابلتهُ كان شقيقكِ ، اه صحيح ، اذكر انهُ ذكر اسمهُ لي
تضع جيني كوب الشاي من يدها بسرعة وتتحدث بلهفة ونظرات سعيدة تعلو محيياها : حقاً ؟ هل كان بصحة جيدة ؟
يبتسم الأمير ” ليكاردو ” إبتسامة هادئة ويومئ برأسه ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : استطيع رؤية مدى حُبها لشقيقيها
يستدير الأمير ” ليكاردو” وينظر الى ازهار الحديقة الملونة بتمعن ويقول : يا لها من حديقة جميلة
السيدة ” اوليفيا ” بإبتسامة هادئة ونظرات فيها القليل من الحزن : هذه الحديقة بنتها السيدة ” روز ” عندما تزوجها اخي ” ويليام ” لقد كانت وما زالت اجمل حديقة في مملكة ( فلنوريا )
يلحظ الأمير ” ليكاردو ” زهرة بتلاتها طولية الشكل وقليلة العدد ولونها ازرق غامق ( نيلي ) وينتصف كل بتلة من بتلاتها خط ذهبيٌ رفيع فيتفاجأ ويجثو بالقرب من الأزهار ويحدق بها بنظرات جادة ومتفحصة ويقول : ارى ان هناك ازهار لا اراها سوى بالكتب
جيني : يبدو انكَ مهتم بقراءة كتب عن انواع الأزهار
يلامس الأمير ” ليكاردو ” الزهرة الزرقاء بيده برفق ونظرات حزينة ظاهرة على وجهه ويقول بإبتسامة حزينة ونبرة هادئة تنم عن الحزن : والدتي ايضاً كانت تحب الأزهار بشكل مفرطلدرجة انها كانت تجلب معها الأزهار الى غرفتي كل ليلة
تبتسم جيني إبتسامة حزينة وترمق كوب الشاي الذي بيدها بنظرات حزينة : هل هذه صدفة ؟ لقد كانت والدتي تقوم بفعل نفس الشيء لي ، فعندما كانت تَحضرُ الى غرفتي كل ليلة كانت تحضرُ معها زهرة وتضعها بجانب سريري بحجة انني سأغط في نوم عميق اذا استنشقتُ رائحتها
تنظر جيني نحو الزهور التي ينظر إليها الأمير ” ليكاردو ” وتقول : انها الزهرة التي تُحدق بها الأن
يتفاجأ الأمير ” ليكاردو ” ويقف بهدوء ويقول : ماذا ؟ هل هذه صدفة ايضاً ؟ انها الزهرة نفسها التي كانت تحضرها والدتي لغرفتي
تتفاجأ جيني وتبتسم بهدوء قائلةً : يا لها من صدفة غريبة
يعبس الأمير ” ليكاردو ” وتتجه انظاره نحو الأزهار الزرقاء مجدداً ويقول بنبرة جادة : لكن المشكلة بالنسبة لي هي انهُ بعد وفاة والدتي الملكة ” كاثرين ” لم استطع إيجاد هذه الزهرة بإي مكان في انحاء المملكة ، كما لو ان هذه الزهرة وجدت لترافق والدتي وتختفي برفقتها
جيني : من الجيد انها مزروعة بهذه الحديقة فلو انها غير ذلك لكان من الصعب العثور عليها
يظهر صوت ضحكة صغيرة من فم السيدة ” اوليفيا ” وتقول : بفتت
الأمير ” ليكاردو ” وجيني : لماذا تضحكين ؟
السيدة ” اوليفيا ” بأبتسامة سعيدة : سأريكم هذه الأزهار عندما تحضرُ ” جيني ” الى ( مارسيليا )
*********
وها انا بمارسيليا الأن ولكني لا استطيع مقابلة عمتي او اي احد اعرفه ، وبالوقت نفسه انا لا استطيع رؤية شمسي وحبي الأبدي ابداً ، يا لي من بائسة
يقاطع تفكير جيني صوت طرق باب المتجر ودخول سيدة وهي تقول بنبرة سعيدة : لوران ، لوران ، هل سمعتِ الأخبار ؟؟
تسرع جيني وتدخل الغرفة بسرعة حتى لا ترى السيدة عيونها الذهبية وتقف السيدة ” لوران ” عن مقعدها وترحب بالسيدة ذات الشعر الأسود والعيون البنية العادية وبعض التجاعيد التي تُحيط بعينيها وفمها قائلةً : كارا ، اهلاً بكِ ، لم اركِ منذُ مدة
تهمس ليسا لبانسي قائلةً : انها سيدة من العامة ولكن زوجها رجل اعمال كبير ، وهي صديقة السيدة ” لوران ” المقربة
تسرع السيدة ” كارا ” وتجلس على الأريكا الموجودة في زاوية المتجر وعلامات السعادة ظاهرة على وجهها : هل سمعتِ آخر الأخبار ؟؟
تجلس السيدة ” لوران ” على الأريكا بجانب السيدة ” كارا ” وهي تقول بنبرة مستفهمة : ما الذي حدث ؟؟ لا بد انهُ خبرٌ سعيد
السيدة ” كارا ” بنبرة سعيدة : اعلم انهُ لا يجب علّي ان اكون سعيدة بهذا الخبر ، ولكن….
تقترب من السيدة ” لوران ” وتهمس بأذنها قائلةً : لقد مات الأمير الأول
تندهش السيدة ” لوران ” وترفع صوتها تلقائياً وتتحدث بنبرة متعجبة : مات الأمير الأول ؟؟ كيف حدث هذا ؟
تتفاجأ جيني الواقفة خلف باب الغرفة وتتحدث الى نفسها قائلةً : مات الأمير الأول ل( مارسيليا ) ؟؟
تهمس السيدة ” كارا ” في اذن السيدة ” لوران ” قائلةً : يبدو انهُ مات بسم احدهم
تتفاجأ السيدة ” لوران ” مرة اخرى وتقف من مكانها قائلةً : ماذا ؟
تنظر السيدة ” كارا ” نحو بانسي الواقفة بالقرب من السيدتين بنظرات يملؤها الشك فتراها السيدة ” لوران ” فتتحدث قائلةً : لا تقلقي فبانسي شخصٌ يحفظ الأسرار جيداً ، لا تقلقي يمكنك التحدث بأريحية
تبتسم السيدة ” كارا ” قائلةً : طالما انكِ تثقين بها فلا بأس
تجلس السيدة ” لوران ” على مقعدها مرة اخرى وتقول : وهل تعرفين من سممه ؟؟
تلتفت السيدة ” كارا ” هنا وهناك دلالة على حذرها ومن ثم تتحدث بصوت منخفض : يقولون بأن اخاه الأمير الثاني هو من سممه بهدف الحصول على العرش
تتفاجأ بانسي وجيني وتتحدث جيني الى نفسها قائلةً : انتظري ، انتظري ، هل تقولين ان الأخ سمم اخاه ؟؟
ملك ( مارسيليا ) الحالي الملك ” روبرت ” لديه ابنان وهما توأم ، الأمير الأول والأمير الثاني ، وكلا الأميرين ينافسان الأميرة الشرعية ” فيوليت ” على العرش ، ولكن لو رتبنا مَن من هؤلاء الثالثة حاصل على دعم اكبر ، فسيكون الأمير الأول ابن الملك ” روبرت ” في المرتبة الأولى بسبب إنجازاته التي قام بصنعها ل( مارسيليا ) ، ولكن الجشع والغيرة تعمي القلوبفقيام الأمير الثاني بغزو ( فلنوريا ) في تلك الليلة ليست إلا طريقة ليحصل على الدعم من اكبر عدد ممكن من النبلاء ، واعتقد انهُ نجح في هذا ، فواحدة من اخطر العقبات التي في طريقه للوصول للعرش قد قام بأزالتها الا وهي اخاهُ التوأم ، وبذلك لم يبقى هناك احد يعترض طريقه للعرش سوى الأميرة الصغيرة ” فيوليت ” ، لا بد انها ستكون بخطر من الأن وصاعداً
تتحدث السيدة ” لوران ” بنبرة لامبالية وتقول : فليذهب كلاهما للجحيم ، فلا احد يستحق العرش سوى الأميرة ” فيوليت ” ، صحيحٌ انها لا تقدم الكثير من الأمور ل(مارسيليا ) ولكنها صغيرة وهذا يبرر قلة اعمالها
السيدة ” كارا ” : اجل ، معكِ حق ، فأميرة مثل الأميرة ” فيوليت ” قد تربت على يد الملك ” كارلوس ” لذلك لا بد ان تكون من اعظم الأميرات
تسكب ” ليسا ” كوباً من الشاي للسيدة ” كارا ” وتقدمهُ لها وهي تقول : تفضلي بعض الشاي سيدتي
السيدة ” كارا ” وهي سعيدة : يا آلهي ، هذا لطفٌ منكِ ، شكراً لكِ يا ” ليسا “
تنظر السيدة ” كارا ” الى الخارج من النافذة وتقول : لقد اصبح الجو يميل للبرودة الأن ، فالصيف على وشك الرحيل ، ( تنهد ) لا بد ان الأمر سيكون صعباً على المشرديين والقرى الفقيرة
السيدة ” لوران ” : لا داعي للقلق ، فعلى مدار اربعة اعوام تكفلت مجموعة ( الإعدام القرمزي ) بتقديم المساعدات للفقراء والقرى النائية
تنظر السيدة ” كارا ” الى وجهها المنعكس بكوب الشاي بنظرات ونبرة حزينة : كلا ، انا لم اقصد القرى الفقيرة في ( مارسيليا ) بل بموطني (فلنوريا )
تضع السيدة ” لوران ” يدها على كتف السيدة ” كارا ” وتقول لها بإبتسامة هادئة : لا تقلقي ، لا بد ان عائلتكِ بخير
تتحدث بانسي الى نفسها وهي تحتسي كوباً من الشاي : اتضح انها مواطنة من ( فلنوريا ) ولكن على ما يبدو فأنها متزوجة من رجل من ( مارسيليا )
السيدة ” كارا ” بنبرة هادئة وحزينة : لا يحق لي الشكوى او الألم لأن الدوقة ( اوليفيا ) هي الوحيدة التي يحق لها ان تحزن لِما خسرتهُ في حياتها ، فلقد فقدت عائلتها بأكملها بليلة واحدة وقد فقدت ابنها ووريثها ” كيث ” في يوم واحد ولم يبقى لها سوى ابنتها ” هيلن ” الدوقة المستقبلية
تظهر نظرات هادئة على وجه السيدة ” لوران ” وتقول بنبرة هادئة فيها بعض الحزن : اجل ، سيكون هذا صعباً عليها وعلى ابنتها
تتنهد ” ليسا ” قائلةً :اجل ، وهذه نتائج الزواج السياسي ، بالرغم من ان الزواج السياسي من المفترض ان يكون سبباً للسلام بين المملكتين ولكن هذا لم يعني اي شيء للملك ” روبرت ” ، فهو يظن ان السيدة ” اوليفيا ” لا تملك احداً قد تعتمد عليه ويساندها في انتقامها منه ولكن اراهن على ان جميع سكان الشمال يرغبون في مساعدتها
السيدة ” لوران ” : اجل ، اراهن على هذا ايضاً ، ولكن الذي فعلهُ الملك ” روبرت ” ل ( فلنوريا ) يبقى ظلماً ، انا لا اقول انني غير سعيدة بتوسيع اراضي ( مارسيليا ) بل انا واثقة بأنهُ كان لا بد من وجود طريقة افضل لأحتلالها غير قتل ملوكها واطفالها وتشريد معظم سكانها
السيدة ” كارا ” : لقد عشتُ في ( مارسيليا ) ما يقارب الثلاثين عاماً وقد اصبحت جزءاً مني واحياناً اشعر كما لو انها موطني الأصلي ، ولكن هذا لا يعني انني قد نسيتُ ( فلنوريا ) فهي موطني الأصلي حيث نشأتُ وترعرتُ ، وانا حزينة جداً لِما حصل لها
السيدة ” لوران ” بنبرة حزينة : هذا صحيح
السيدة ” كارا ” وهي تتألم : كيف لهم ان يكونوا مجرمين هكذا ؟؟ فكيف كانت لهم الجرأة لإخراج قلب الأمير المريض من جسده ، ان هذا مبالغٌ فيه
تنصدم جيني وبانسي وتفتح كلاهما عيناها على مصرعيها من صدمتهما وتتجمدان بمكانهما وتتحدث كلاهما الى نفسها قائلةً : آرثر !!!؟؟
السيدة ” لوران ” ونظرات حزينة تعلو محيياها : اجل ، هذا مبالغٌ فيه لطفل صغير بالكاد بلغ الرابعة عشر من عمره
تتحدث ” ليسا ” بنبرة هادئة ونظرات حزينة على وجهها : لا بد ان السيدة ” اوليفيا ” قد فقدت صوابها عندما سمعت هذا الخبر
السيدة ” كارا ” : اجل ، هذا الى جانب إقتلاع الجنود لعيون الأميرة ” جيني ” الذهبية من مكانها للأحتفاظ بها كجواهر
تزداد صدمة جيني وبانسي وتنظر بانسي نحو الباب الذي تختبأ جيني خلفه لا ارادياً بنظرات مصدومة ووجه ذهبت ملامحه
السيدة ” كارا ” : هذا الى جانب انهم قد قطعوا رأس الملك ” لويس ” وقدموه للملك ” روبرت ” ، ولكن اكثر ما كان مؤلماً هو ما حدث للسيف الذهبي
السيدة ” لوران ” : وماذا حدث للأمير ” كلاوس ” ؟
السيدة ” كارا ” : لم يسلم احد من جيش ( مارسيليا ) ولكنهم ارتكبوا العجائب بالأمير ” كلاوس ” فقد قاموا بقتله وتقطيع جثته وإطعام اشلاءه للحيوانات المفترسة
تضع جيني يدها على فمها من صدمتها وتبدأ دموعها بالسقوط بهدوء وترتجف قدماها وتصبحان غير قادرتين على حملها لتسقط على الأرض وتحدث بعض الضجة ، فتسرع بانسي الى الغرفة وتفتح الباب بسرعة وهي تصرخ قائلةً : ج…استريد
ترى بانسي جيني جالسةً عل الأرض ودموعها تتساقط من عيناها بغزارة فتسرع نحوها وتقول لها : اهدأي ، اهدأي ، انها مجرد شائعات ، لا بد انها خاطئة ،فها انتِ ذا على قيد الحياة عكس ما تقولهُ الشائعات
تتحدث جيني الى نفسها قائلةً : اجل ، اجل ، لا بد ان هذا خاطئ ، فلا يوجد اي دليل يؤكد ان آرثر او ماريان او اخوتي قد قُتلوا ، لا بد انهم نجوا بأي طريقة من الطرق ، لا بد انهم على قيد الحياة
******
حسناً ، لا يوجد شيءٌ لقوله سوى اننا واصلنا العيش بآمال عالية بكون اخوتي وآرثر وماريان على قيد الحياة ، لم نستطع فعل شيء سوى تجاهل الشائعات ومنح انفسنا املاً قد يكون زائفاً ، ولكننا لا نملك اي شيء لفعله سوى المضي قدُماً
واثناء بقائنا في متجر ” لوران ” ازداد عدد زبائنها ربما كان ذلك نتيجةً لعمل السيدة ” لوران ” الشاق او ربما نتيجةً لعملي في التطريز ، لقد قالت ” ليسا ” انها ستقول وبكل فخر ان متجر ” لوران ” عاد الى سابق عهده وانا سعيدة جداً لذلك
وها قد مضت الأيام بهدوء وحل الخريف على ( مارسيليا ) واصبح الجو يميل للبرودة بشكل ملحوظ ، وبالرغم من ذلك إلا ان دفئ علاقتنا ودفئ متجر ” لوران ” كان يطغى على البرودة بشكل جميل ، لقد اعتدنا على حياتنا هادئة والجميلة واللطيفة ، ولكن اينما ذهبت فأن هناك بعض الأشخاص المزعجين الذين سيعكرون صفو هدوءك ، فبعد شهرين من البقاء في متجر ” لوران ” حدثت حادثة غيرت مجرى حياتنا تماماً ، حدث امرٌ لم نكن نتوقعهُ البتة ، امرٌ لن يحدث سوى بالأحلام ، او ربما سيحدث اذا كان الشخص الذي تحبه شخصاً مجنوناً
تدخل جيني المتجر بسرعة من الباب الخلفي نتيجةً لسماعها صوت صراخ امرأة غاضبة ، فتدخل وهي تصرخ قائلةً : ما الذي يحدث ؟
وفور دخولها المتجر ترى ” ليسا ” على الأرض وتتعرض للشتم والصراخ من قِبل البارونة ( هاريسون ) التي كانت تصرخ في المتجر في اول ليوم لجيني وبانسي في العمل عند ” لوران ” ( اذا لم تتذكرها عد الى شابتر 27)
تقترب بانسي من البارونة شيئاً فشيئاً وتحاول تهدئتها بقولها : سيدتي ، سيدتي ، ارجوكِ اهدأي ودعينا نتفاهم
لا تصغي البارونة الى كلامات بانسي فترفع يدها لضربها فتسرع جيني وتمسك يد البارونة وتصرخ بصوت مرتفع قائلةً : بماذا نختلف عنهم ؟؟
ينصدمن جميعهن من فِعل ” جيني ” وتتقدم السيدة ” لوران ” ببطء وهي تقول بنبرة مضطربة وعلامات التوتر بادية على وجهها : استريد ، ابتعدي
تصرخ جيني قائلةً بنبرة غاضبة : لن ابتعد عنها حتى اوقفها عند حدها
تقترب بانسي من جيني وتحاول تهدئتها وهي تقول : استريد، ما الذي جرى لكِ ؟؟هذا ليس الوقت المناسب
تغضب البارونة فتقوم بصفع جيني على وجهها فتضعها ارضاً وهي تصرخ قائلةً : ايتها الوقحة العامية ، كيف تجرؤين على الصراخ في وجهي ؟
تقع جيني ارضاً وتظهر علامات زرقاء على خدها اثر الصفعة فتسرع بانسي وتجلس بجانب جيني على الأرض وتقول بنبرة فَزِعة : جيني ، هل انتِ بخير ؟
تنظر جيني الى البارونة بنظراتها الذهبية المخيفة والحاقدة التي تشتعل غضباً فتصرخ البارونة قائلةً : لا تنظري الي بمثل هذه النظرات ايتها ال*****
تصرخ جيني قائلةً : اخرسي
تبقى جيني في مكانها لعدة ثواني ومن ثم تقف عن الأرض قائلةً بنبرة باردة وعيونها الذهبية الغاضبة : لا تلوميني على ما سيحدث لكِ لاحقاً
تحاول بانسي منع جيني من فعل اي شيء لكنها لا تستطيع فترفع البارونة يدها مجدداً لتصفع جيني لكن جيني تمسك يد البارونة مجدداً وتقوم بالضغط على يدها بقوة كبيرة
تواجه البارونة صعوبة في التخلص من قبضة جيني فتصرخ قائلةً : اتركيني ، ايتها القذرة
تلمع عيون جيني الذهبية غضباً وتتحدث بنبرة باردة : يا آلهي ، هل هؤلاء هم نبلاء ( مارسيليا ) ؟ لم اكن اعرف انهم قذرين لهذا الحد
يزداد غضب البارونة فتصرخ قائلةً : انتِ ، من تظنين نفسكِ لتتحدثي معي بهذه الطريقة الوقحة ؟
تنظر جيني الى البارونة بنظراتها الذهبية التي يملؤها الغضب قائلةً بنبرة باردة : انصحك بألا تعرفين من اكون لأنكِ مهما فعلتِ لتكّفير عن فعلتكِ فهذا لن ينفعكِ ، لأنهُ لا يوجد احد سيشفع لكِ
بانسي وعلامات التوتر والقلق بادية على وجهها : اهدأي يا استريد ، اهدأي
تقترب السيدة ” لوران ” من جيني ببطء وتقول لها بنبرة مترجية : استريد ، ارجوكِ اهدئي
تتجاهل جيني كلمات بانسي والسيدة ” لوران ” وتواصل حديثها وهي تضغط على معصم البارونة وهي تقول بنبرة باردة ولكنها غاضبة بالوقت نفسه : من تظنين نفسكِ ايتها البارونة ؟ من تظنينني اكون ايتها البارونة ؟ الم تلاحظي انكِ تماديتِ بأفعالكِ الوقحة ؟
تنفجر البارونة غضباً فتدفع جيني عنها يبدها الأخرى ، لكن جيني لا تبتعد عنها وتقول : انتبهي لأفعالكِ ايتها البارونة ، واعرفي مكانتكِ جيداً
تصرخ البارونة قائلةً : اخرسي
وفجأة تسمع جيني صوت امرأة مؤلوف قادم من عند باب المتجر وهي تقول : ما الذي يحدث هنا ؟
تتجه انظار جيني نحو الباب ببطء فترى إمرأة ذات عيون زرقاء وشعر اشقر داكن مائل للبني فتتسع عيناها من الصدمة فتسرع السيدة ” لوران ” الى الباب قائلةً : سيدتي الدوقة؟
تنظر البارونة نحو الباب فتتفاجأ وتتحدث الى نفسها قائلةً : انها الدوقة ” اوليفيا “
تتحدث جيني الى نفسها وهي متفاجئة : عمتي !؟
***********
يتبع