Brother ، my sun is back - 27
نحن نعرف اننا لن نكون بخير بدوقية عمتي ، لكن البقاء في الدوقية سيكون افضل من البقاء في العاصمة التي تعج بالمئات من الناس وايضاً بحكم ان الدوقة ” اوليفيا ” عمتي ما زالت تحت المراقبة فلن يشك احدٌ انها اخفتني او تسترت علّي ، لذلك سنصبر لمدة من الزمن حتى تبتعد عيون الناس عن عمتي ” اوليفيا ” ومن ثم يمكننا التوجه الى قصرها ، وبحكم اننا لا نعرف المدة التي سنحتاجها للوصول الى عمتي من غير وجود شكوك نحونا قررنا ان نجد عمل في الدوقية حتى نحصل على المال الذي سيمكننا من قضاء تلك الفترة بأمان
حتى الأن طريقنا مجهول ، مستقبلنا مجهول ، مكاننا مجهول ، او بالأحرى نحن ضائعون بالكاد يمكننا معرفة ما الذي علينا فعله
وبعد يومان من سير العربة المتواصل نحو الشمال تمكنا اخيراً من الدخول الى دوقية ( مستري ) ونحن الأن في وسط الدوقية حيث السوق المركزي
بانسي التي تمشي بجانب جيني في وسط الشارع المزدحم بالناس والأكشاك : هناك الكثير من الناس
جيني وهي تحاول إخفاء عيناها وشعرها بعباءتها قدر الإمكان : نحن في وسط دوقية ما الذي كنتِ تتوقعيته ؟
بانسي : لقد توقعتُ هذا ، لكن ان تكون اعداد الماريين من هنا اكبر من الماريين بسوق العاصمة المركزي ! هذا لم اتوقعه
جيني : انتِ محقة نوعاً ما
يأتي ماكس الى مكان وقوف جيني وبانسي قائلاً : واو ، هناك الكثير من الناس
جيني : هل وجدتَ نُزل ؟ وكم يجب علينا الدفع من اجل ليلة واحدة ؟
ماكس : اجل ، انهُ قريب جداً من هنا وثمنهُ مرتفع قليلاً مقارنة بالنُزل السابق ، لكنهُ النُزل الوحيد الذي يناسب حالتنا المادية
جيني : حسناً ، هيا بنا
وبعد سيرهم قليلاً في السوق المركزي لدوقية ( مستري ) يصلون الى النُزل ويقفون عند بابه
بانسي وهي تحدق بلافتة النُزل : على ما يبدو فأنهُ نُزل جيداً ، ان بنائهُ يبدو جميلاً ونظيفاً كما لو انهُ قد تم بنائهُ قبل اشهرٍ فقط
يدخلون الى النُزل فيجدونهُ نظيف واشعة الشمس تدخلهُ من جميع نوافذهِ المفتوحة والطاولات مرتبة ونظيفة ، فيقترب ماكس من مكتب الأستقبال وهو يقول : هل اجد هنا غرفة لشخصين ؟؟
موظفة الأستقبال بوجهٍ بشوش : اجل ، بالطبع
تتقدم بانسي قائلةً : هل يمكنني السؤال عن الخدمات التي تقدمونها ؟
موظفة الأستقبال بوجهٍ بشوش : بالطبع ، نحن نقدم ثلاثة وجبات يومياً وبأرخص الأسعار ويوجد حمام تستطعيون تنظيف انفسكم به
جيني تتحدث الى نفسها : رائع
بانسي : شكراً لكِ
تقدم موظفة الأستقبال مفتاحاً لبانسي قائلةً : وهذا مفتاح الغرفة ، الغرفة في الطابق الثاني ستجدون رقمها مكتوب على الباب
بانسي : شكراً لكِ
يدخل الثلاثة الغرفة فيجدونها نظيفة تشع نوراً ويوجد بها سريرين واسعين ونظيفين وطاولة صغيرة ورائحة الأزهار الموجودة على الطاولة تفوح في جميع ارجاء الغرفة ، فتدخل جيني وهي متعجبة :واو ، لم اتوقع هذا البتة ، انها غرفة جيدة جداً
بانسي وهي تخلع عباءتها : اجل ، انها لا تقارن بتلك الغرفة في ذلك النُزل المتهالك
ماكس وهو يغلق الباب : على الأقل هنا لا ترى فئران او شِباك العناكب
بانسي وهي تنظر الى السقف بتمعن : حتى السقف ليس متهالك
ترمي جيني نفسها على السرير قائلةً : من الجيد ان هناك سريرين
بانسي : انها غرفة لشخصين قبل كل شيء
جيني : وانتَ يا ماكس اين ستنام ؟ لقد كان بأمكانك طلب غرفة فردية لك
ماكس : لا بأس سيدتي فنحن نريد توفير المال ، ومن ثم استطيع إيجاد مكان لأنام فيه
جيني : انتبه لنفسك
ماكس : لا تقلقي سيدتي
تفتح بانسي النافذة فيهب نسيمٌ دافىء يحرك الستارة الصغيرة الموجودة بالقرب من النافذة ويداعب شعر بانسي فتأخذ نفساً عميقاً وتُخرجهُ بكل راحة وتقول : هذا رائع
ماكس وهو يتجه نحو النافذة عند بانسي : ان الشارع الذي خلف هذا النُزل يطل على منطقة سكنية بسيطة وهادئة
جيني : هذا جيد
يطرق احد ما باب الغرفة فتسرع بانسي لإمساك سيفها ويفتح ماكس الباب رويداً رويداً ليجد ان الطارق عاملة في النُزل
العاملة بوجه بشوش : لقد جهزتُ الحمام لكما سيدتيّ ، كما طلبتما
تُخبئ بانسي سيفها خلف ظهرها وتتقدم نحو الباب بأبتسامة قائلةً : حقاً ؟ شكراً لكِ ، سنكون هناك قريباً
العاملة : حسناً
ترحل العاملة ويغلق ماكس الباب قائلاً : هذا موتر حقاً
بانسي : اجل
جيني : انتما تبالغان في حمايتي
بانسي وماكس مع بعضهما البعض : كلا انتِ مخطئة
وبعد ذلك بيومين استطعنا إيجاد عمل يضم ثلاثتنا معاً ، لقد كان عملاً في حدود أمكانياتي انا وبانسي ، فقد وجدنا عمل في متجر لتصميم الأثواب لنساء النبلاء ، وانا وبانسي نجيد التطريز ، وعمل ماكس في حماية مستودع الأقمشة الذي يعود لذلك المتجر
يُدعى المتجر بمتجر ( لوران ) للملابس ، متجر هادئ ، قريب من النُزل الذي نُقيم فيه ، والسيدة المسؤولة عنه شخصٌ طيب بحق ، لقد ابقت عيون الذهبية سراً ولم تكشف عنهُ لأحد ، لقد اضطررنا الى الكذب عليها واخبرناها بأننا اشقاء اتينا من جنوب ( مارسيليا ) للبحث عن عمل ، لقد اخبرها ماكس وبانسي بأسمائهما الحقيقيين ، ولكني اضطررتُ لتغير اسمي الى ” استريد ” ولقد صبغتُ شعري باللون الأسود واخفيتُ لونه البني ، لقد اخفيتُ شعري ولكني لم استطع إخفاء عيوني ، لذلك ومن اجل إبعاد الشبهات عنا اكثر فأكثر اضطررتُ الى إظهار انني فتاة خجولة وهادئة ولا تتحدث مع اي احد لا بخجل وحياء شديد ، في ذلك اليوم ادركتُ كم انني بارعة بالتمثيل
تدخل جيني وبانسي المتجر فتجدان امامها سيدة عمرها ما يقارب الأربعين وبعض التجاعيد البسيطة تُحيط بعينيها وفكها ، وصاحبة جثة كبيرة قليلاً ووجه ممتلئ وخدود حمراء اللون وشعر اسود مجعد وعيون بنية اللون واقفةً تصمم احد الاثواب فتلفت بانسي انتباه السيدة ” لوران ” من خلال قولها : صباح الخير سيدة ” لوران ”
تلتفت السيدة نحو بانسي وجيني وترتسم على وجهها إبتسامة سعيدة ومَرحة وتقول بكل حيوية : ااه ، لقد اتيتما
تدخل بانسي قائلةً : نحن هنا للعمل كما تعرفين
تدخل شابة صغيرة بالسن ذات شعر اشقر جميل لامع وعيون بنية ذات السابعة عشر عاماً وتتفاجأ لرؤية بانسي وجيني وتقول بنبرة مَرِحة : اه ، صباح الخير بانسي واستريد
تنظر بانسي نحو الشابة الصغيرة وتقول لها : صباح الخير ” ليسا ”
تتقدم السيدة ” لوران ” نحو جيني وتقول لها بأبتسامة وبنبرة مَرِحة : لقد وعدتني مبارحة بأنكِ ستخلعين العباءة وتُرينني وجهكِ وشعركِ ، اليس كذلك ؟
تنزع جيني قلنسوة العباءة عن شعرها ووجهها ويظهر شعرها البني بلون اسود قاتم وتظهر عيونها الذهبية امام السيدة ” لوران ” و ” ليسا ” وتقول جيني بصوت خجول ورقيق وهادئ : انهُ لشرف لي ان اعمل معكما
ليسا وهي متفاجئة : عيون ذهبية !!؟
السيدة ” لوران” بنبرة هادئة وإبتسامة هادئة : هذا غريب ، هذه اول مرة ارى فيها عيون ذهبية غير العيون الذهبية التي كان يملكها الأمير الراحل ” ليكاردو ” والملكة ” كاثرين “
بانسي التي تقف بجانب جيني : لقد ورثت ” استريد ” العيون الذهبية عن والدنا واضطررنا لإخفائها بعد ذلك اليوم
ليسا : اي يوم ؟
تخفض بانسي رأسها قائلةً بنبرة حزينة : في الحقيقة ، لقد هربنا من القرية التي كنا نعيش فيها بعدما تعرضت ” استريد” لمحاولة اختطاف
تتفاجأ ليسا قائلةً : اختطاف !!؟
بانسي بنبرة حزينة ووبعض الدموع المزيفة تتراقص في عيناها : اجل ، فلقد تعرضت ” استريد ” لمحاولة خطف من شخص غريب بسبب عيونها الذهبية ، لذلك اضطررنا لإخفائها
تتراقص دموع بانسي المزيفة في عيناها قائلةً : ان ” استريد ” حقاً تعاني ، لذلك ارجو منكما إخفاء هذا الأمر عن الآخرين ، فنحن لا نريد شيئاً سوى عيش حياة هادئة
جيني تتحدث الى نفسها وهي تنظر الى بانسي بنبرة مندهشة : وتقول عني انني اجيد التمثيل !!؟
السيدة ” لوران ” وهي تنظر الى بانسي وجيني بنظرات مملوئة بالشفقة : يا آلهي ، كم عانيتم
تقترب ليسا من جيني وتمسك يدها قائلةً : انا حقاً آسفة للذي ممرتِ به ، لا بد انهُ كان امراً صعباً
تومئ جيني برأسها ولا يخرج من فمها اي كلمة فتصفق السيدة ” لوران ” إبتسامة كبيرة وتقول بصوت مَرح : حسناً دعاني اعرفكما على ارجاء المتجر
تمسح بانسي دموعها المزيفة قائلةً : اجل من فضلك
تمشي السيدة ” لوران ” وليسا بالمقدمة وبانسي وجيني بالخلف فتنظر بانسي الى جيني وتتحدث الى نفسها قائلةً : لقد احسنتُ عملاً
تنظر جيني الى بانسي بنظرات باردة تتحدث الى نفسها : تمثيلكِ كان فاشلاً
بانسي تتحدث الى نفسها : ما بال هذه النظرة ؟
السيدة ” لوران ” وهي تشير بيديها الى ارجاء المتجر الواسع : كما تريان متجرنا يبيع ويصمم الملابس للنساء النبلاء ، وامهات شعب ( مارسيليا ) كاملات ، فلقد خدمتُ وصممتُ الملابس للملكة الراحلة ” كاثرين ” فيما مضى
جيني تتحدث الى نفسها وهي مندهشة : لقد كانت تصمم الملابس لوالدة ” ليكاردو ” الملكة ” كاثرين ” ؟؟؟
السيدة ” لوران ” : ونحن نتجه الى جميع انحاء اراضي ( مستري ) ، او بالأحرى انا التي تتجه الى جميع انحاء اراضي ( مستري )
بانسي : هذا رائع
ليسا وهي تسير بجانب السيدة ” لوران ” : كان هذا رائعاً ، اما الآن فأن نسبة المبيعات لدينا في اصبحت في انخفاض مستمر
بانسي : وما السبب ؟
السيدة ” لوران ” : متجرنا معروف منذُ زمن طويل فقد كان لوالدتي من قبلي ، وبسبب تصاميم والدتي اشتُهَر المتجر وازدهر وظل على هذه الحالة حتى بعدما توفيت والدتي واستلمتُ ادارته ، لكن هذا اختلف قبل ثلاثة اشهر
بانسي : لماذا ؟ ما الذي حدث قبل ثلاثة اشهر ؟
ليسا : لم يحدث شيء سيء ، لكن المتاجر الأخرى بدأت بإظهار تصاميم مختلفة واكثر تناسب مع عصرنا الحالي
جيني بصوت منخفض وخجول : وماذا في ذلك ؟
ليسا : بدأت الكثير من النساء يَقُلنَ ان تصاميم متجرنا قديمة وغير عصرية ، بالرغم من ان تصاميم السيدة ” لوران ” جميلة ، لكن لا احد يُقبل عليها كما في السابق
جيني تتحدث الى نفسها : انا لا انكر انها جميلة ، ان لها تصاميم مختلفة عن التي اعتدتُ ارتداها ، لذلك هي تبدو مميزة
السيدة ” لوران ” : انا لن الجئ الى التصاميم العصرية فقد ورثتُ هذا التصاميم عن والدتي ، واعتقد ان هذا الطريقة هي افضل طريقة ليبقى اسم والدتي حي في قلوب من احبوها
بانسي : المتجر يملك اسمكِ نفسه ، هل سمتهُ والدتكِ على اسمكِ ؟
السيدة ” لوران ” : اجل ، لقد كانت تحبني كثيراً
تتذكر بانسي والدتها السيدة ” ميرال ” فتعبس فتراها ليسا فتقول : ما بكِ ؟
تبتسم بانسي إبتسامة حزينة وتقول : لا شيء ، لقد تذكرتُ والدتي الراحلة فقط لا غير
ليسا بنبرة متعاطفة ونظرات حزينة : انا آسفة لما حل لوالديكما
جيني بصوت منخفض وخجول : لا بأس
السيدة ” لوران” بأبتسامة كبيرة وبلهجة مَرحة : ما رأيكم ان نجلس ونحتسي بعض الشاي ؟
بانسي وجيني : حسناً
السيدة ” لوران ” : اذهبي واعدي الشاي يا ” ليسا ” وانا سأبقى معهما
ليسا : حسناً ، لن اتأخر
تتجه بانسي وجيني يرفقة السيدة ” لوران ” نحو الطاولة الصغيرة الموجودة في مقدمة المتجر ويجلسنَ هناك وقبل نطقهن لأي كلمة تدخل المتجر امرأة ذات شعر اسود وعيون خضراء و في الثلاثين من عمرها وهي تصرخ قائلةً بنبرة غاضبة : ” لوران ” اين انتِ ؟ ما الذي تفعلينهُ حتى الأن ؟
تقف السيدة ” لوران ” عن كرسيها بسرعة وتقول : ايتها البارونة ! ما الأمر ؟ لماذا تصرخين في هذا الصباح الباكر ؟؟
جيني تتحدث الى نفسها : ما الذي يحدث هنا ؟
تصرخ البارونة قائلةً بلهجة غاضبة : الم اقل لكِ انهُ عليكِ ان تقومي بإيجاد تصميم مختلف يناسبني ، كم من مرة قلتُ لكِ انني اريد ان اكون مميزة في حفلة نصر غزو ( فلنرويا ) ؟
وفور سماع ليسا لصوت البارونة تسرع وتدخل المتجر مجدداً وتقترب من البارونة قائلةً : ارجو المعذرة سيدتي ، ارجوكِ اهدئي
تصرخ البارونة على ليسا قائلةً : اخرسي ايتها العامية ، وابتعدي عني
تنظر ليسا الى السيدة ” لوران ” الواقفة بإذلال فتغضب وتوشك على الصراخ بوجه البارونة التي تشتم ، لكن السيدة ” لوران ” امسكت يد ” ليسا ” وهزت رأسها كما لو انها كانت تقول لليسا ان لا تفعل شيئاً ، فتقف ليسا بجانب السيدة ” لوران ” وتتعرض للشتم هي الأخرى
جيني تتحدث الى نفسها وهي غاضبة قائلةً : هذا غير مقبول
تتجه بانسي الى الطاولة وتسكب كوباً من الماء وتتجه نحو السيدة التي تشتم وتقدم لها كوب الماء قائلةً: سيدتي ، هل يمكنكِ التوقف عن الصراخ ؟ ودعينا نتفاهم
تنظر تلك السيدة الى بانسي بنظرة مليئة بالأحتقار والاشمئزاز وتخرج من المتجر غاضبةً فتضع بانسي كوب الماء على الطاولة قائلةً : يا لها من مزعجة
ليسا : انها زوجة البارون ( هاريسون ) انها مزعجة بحق ، تقوم بأحتقار العامة وتظن انها افضل منهم
جيني تتحدث الى نفسها قائلةً : انها ******
السيدة ” لوران ” : لا تهتما بما حصل واذهبا للبدء بعملكما
تتحدث جيني بصوت منخفض وهادئ قائلةً : سيدتي ، هل يمكنني ان ارى الثوب الذي خطيه لها ؟
السيدة ” لوران ” : اجل ،لا بأس
تعرض السيدة ” لوران ” الثوب امام بانسي وجيني فتتحدث جيني الى نفسها قائلةً : انهُ رائع وتصميمه جميل جداً ، لكن زخرفته يوجد بها الكثير من الأخطاء
جيني تتحدث بصوت منخفض وهادئ : انهُ جميل
ليسا : اليس كذلك ؟
جيني تتحدث بصوت منخفض : لكن زخرفته ليست جميلة
السيدة ” لوران ” : لقد كنتُ اعرف ، فلو كانت موجودة
بانسي : من هي ؟
ليسا : العاملة التي كانت مسؤولة عن التطريز وزخرفة الأثواب
تبتسم جيني وتنظر السيدة ” لوران ” بنظرات تملؤها الحماسة وتقول : دعي هذا لي
السيدة ” لوران ” وهي متفاجئة من نظرات جيني الذهبية : ا…ه
بانسي تتحدث الى نفسها قائلةً : ان التطريز متعتها قبل كل شيء
وهكذا مضى اسبوعان في متجر ( لوران ) ، لقد كانت ايام هادئة ولطيفة بالرغم من اننا كنا نشعر بالقلق احياناً الا انها كانت ممتعة
وبعد اسبوعين من العمل في متجر ” لورين ” واثناء عودتنا الى النُزل لننام
يقترب الثلاثة من النُزل شيئاً فشيئاً فيجدون رجلين يحملان سيوفاً واقفان امام باب النُزل كما لو انهما يحرسانه ، ينظر الثلاثة الى بعضهم البعض بنظرات مستغربة ومستنكرة للموقف فيهمس ماكس لجيني وبانسي قائلاً : سأذهب لأرى ما المشكلة
جيني بصوت منخفض : كن حذراً
يومىء بماكس برأسه ويتجه نحو الباب بشكل عادي ويحاول الدخول الى النُزل بشكل عادي ولكن احد الرجلين اوقفه وقال لهُ بطريقة هادئة : لا يُسمح لأحد بالدخول
يرفع ماكس احد حاجبيه ويقول بنبرة مستنكرة : ولماذا ؟ انا ابيت هنا ، وقد دفعتُ الأجرة
يتحدث معهُ احد الحارسين بهدوء ويقول : انا آسف انا لا استطيع اخبارك ، ونقودكَ ستعود لكَ
ينظر ماكس الى الحارسين بنظرة ريبة ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : يستحسن ان لا افتعل اي مشاكل ، فلا يجب ان نجذب الأنتباه
ماكس وهو يُظهر علامات غير الرضى : حسناً
يتجه ماكس نحو جيني وبانسي ويتحدث بصوت منخفض : لقد منعاني من الدخول ، يبدو ان هناك امر مريب يحدث بذلك النُزل ، فهما لم يسمحان لي بالدخول وقد قالا انهُ اذا اردتُ مالي فأنهُ يمكنني استرداده
بانسي وهي تهمس لجيني وماكس : لا نملك اي اشياء في النُزل لذلك يمكننا المبيت في نُزل آخر ، وغداً يمكننا العودة الى هذا النُزل وأخذ اموالنا
جيني وهي تفكر وتتحدث بصوت منخفض : ولكن لن يحدث هذا قبل ان نعرف ما الذي يحصل بالداخل الأن
ماكس يتحدث بصوت منخفض : هناك نافذة صغيرة في الخلف يمكننا رؤية ما يحدث بالداخل منها
جيني : حسناً ، ارشدنا إليها
يتجه الثلاثة نحو الزقاق الذي خلف النُزل ويقفون خلف نافذة صغيرة تطل على طابق النُزل السفلي بأكمله وفور ذلك مباشرةً يرون رجالاً فقط جالسون على طاولات النُزل الممتلئة بجميع اصناف الطعام والسيوف في كل مكان فيهمسون فيما بينهم قائلين : يبدو انهم فرسان
وفجأة يتقدم شاب ذو عيون تشبه عيون القطط وذو بشرة شاحبة ” ليو ” نحو الرجال وهو يقول : فلتأكلوا قدر ما تشاؤون فهذه اجرتكم على عملكم الجاد والشاق بالرغم من انها مكافأة متأخرة
يهتف جميع الرجال قائلين : يحيا القائد ، يحيا القائد
وفي الغرفة الصغيرة الموجودة خلف مكتب الأستقبال ، يهمس ” ريتشارد ” لسيده ذو العباءة التي تُخفي ملامح وجهه كاملةً وهو يقول : سيدي ، لقد استطعتُ تحديد عدد الجواسيس الموجودين بالمجموعة وعددهم اربعة فقط ، اثنان منهم تخلصت منهم سيدتي ” جيني ” ومن معها ، والثالث استطعتُ معرفة هويته ولكن الرابع لم اعلم من هو
سيد ريتشارد وهو ينظر من طرف الباب المفتوح : ومن هو ؟؟
يشير ريتشارد نحو شاب جالس في زاوية النُزل ويرتدي قميصاً ازرق اللون ويتناول طعامه وهو يرمق رجل آخر ذو بشرة سوداء قاتمة يجلس مقابلاً لهُ في الجهة الأخرى من النُزل بنظرات حادة وجادة فينظر سيد ريتشارد نحو الرجلان بنظراته الذهبية المملوءة بالشك والريبة فيضع يده على سيفه ويتحدث بنبرة حادة وباردة بالوقت نفسه وهو يخرج من الغرفة : لا تقلق ، فلقد وجدتهُ اخيراً ، سأجعلهُ يركع امامي لطلب المغفرة لمِا فعلهُ لوالدي
ريتشارد وهو متفاجئ : وما شأن والدكَ الأن ؟
يخرج سيد ” ريتشارد ” من الغرفة فيتبعهُ ” ريتشارد ” وهو يضع عباءتهُ على وجهه ورأسه ويخفيهما ويتحدث الى نفسه قائلاً : يا إلهي هذا لن يمر على خير
يخرج سيد ” ريتشارد ” ويتقدم نحو الرجال ويقف امامهم وعباءتهِ السوداء تُغطي جميع ملامح وجهه وشعره ويقول بصوت مرتفع ونبرة جادة : مرحباً ، ارجو ان تكونوا جميعكم بخير وارجو ان تكون الوجبة قد نالت على إعجابكم ، انا هو قائد مجموعة ( الإعدام القرمزي ) ، قائدكم
تتفاجأ جيني ومن معها ويتحدثون الى انفسهم قائلين : قائد مجموعة الإعدام القرمزي ؟؟