Brother ، my sun is back - 24
وفي صباح اليوم التالي وفي القصر الملكي يُطرق باب غرفة الأمير ” ليكاردو ” بصوت احد الخدم وهو يقول من خارج الباب : سيدي ، ان الأميرة ” جيني ” هنا لمرافقتكَ لقاعة الطعام
ليكاردو من داخل الغرفة : تفضلي سمو الأميرة
يفتح الخادم الباب فتدخل جيني قائلةً : صباح الخير سموك ، ارجو ان تكون قد حظيتَ بليلة جيدة ، لقد اتتُ لمرافقتكَ
ترفع جيني رأسها فترى ليكاردو واقفاً في منتصف غرفتهِ المشرقة وهو يغلق ازرار اكمامه وشعره الأشقر البلاتيني ( القريب للبياض ) المبلل الغير مرتب المتدلي على جبينه وعيونه الذهبية التي تلمع مع اشعة الشمس التي تدخل من النافذة التي يقف بالقرب منها وقميصه الأبيض الناصع الذي يناسبهُ تماماً ووقفته المائلة الغير معتدلة ، فتخجل وتتحدث الى نفسها قائلةً : ايها المفغل إن لم تكن مستعداً لم يكن عليكَ جعلي ادخل
ينتهي الأمير ليكاردو من إغلاق ازرار اكمامه فيتجه نحو المرآة وهو يقول : انا آسفٌ سمو الأميرة كان علّي ان اخبركِ انني لم اتجهّز بعد
تصرخ جيني في نفسها وهي خجلة : الأن تذكرت ايها الأمير المفغل الوسيم ؟
يظهر كيث من خلف جيني وهو يقول : يبدو انك لم تتجهز بعد يا سيدي
الأمير ” ليكاردو ” وهو يُرتب شعره : من الجيد انكَ اتيتَ يا ” كيث “
يدخل كيث الغرفة بلامبالة وهو يتنهد قائلاً : ما زلتَ سيئاً في تصفيف شعركَ كالمعتاد
يأخذ مشط الشعر من يد ” ليكاردو ” ويبدأ بتصفيف شعر ” ليكاردو ” وهو يقول : من الجيد ان قطك المفعم بالحيوية ” ليو ” هو الذي كان يجهزكَ لحضور حفلة ما ، فهو الوحيد القادر على إظهار جمال وجهك الوسيم
تظهر علامات الخجل على وجه الأمير ” ليكاردو ” ويتحدث بإبتسامة غاضبة : هذه المرة سآخذ اراضيكَ حقاً
كيث وهو يُصفف شعر سيده يتحدث بلامبالة : لن تستطيع ، فأنتَ اكثر طيبة من فعل ذلك
يضرب ليكاردو بطن كيث الذي يقف خلفه بمرفقه ويقول بإبتسامة غاضبة : اعدكَ انني سأجعلكَ تقوم بمئتي تمرين ضغط عند عودتنا الى الديار
يصرخ كيث قائلاً : إلا هذا ، إلا هذا ، يمكنكَ سلبُ ممتلكاتي ودوقيتي بأكملها لكن ليس هذا
يبتسم الأمير ” ليكاردو ” إبتسامة شريرة وينظر نحو كيث ويقول : ها ها ، هذا انتصاري السابع والأربعون عليكَ
وفجأة تظهر صوت ضحكة بسيطة من فم جيني فينظر إليها ليكاردو وكيث بنظرات مندهشة فتنتبه جيني الى نفسها ويحمر وجهها خجلاً وتتحدث بسرعة قائلةً : انا آسفة سيدي لم اقصد السخرية منك
ينظر ليكاردو وكيث الى بعضهما بنظرات متعجبة ويبتسم كلاهما وهما يقولان : لم ترِ شيئاً بعد
يضع كيث العباءة الحمراء على ظهر ليكاردو ويقول له : وها قد انتهينا
ليكاردو بنبرة هادئة : شكراً لكَ كيث
كيث وهو يتجه نحو الباب يهز كتفيهِ قائلاً بنبرة متفاحرة : هذا واجبي سيدي
يتجه ليكاردو نحو الباب ويبتسم لجيني الواقفة عند الباب ويقول : انا آسفٌ لجعلكِ تنتظرين ايتها الأميرة ؟
تتقدم جيني نحو الأمام وهي تقول بنبرة مُتزنة وخطوات ثابتة : لا بأس يا سيدي فأنا هنا لخدمتك
تضع يدها على قلبها وهي تتحدث الى نفسها وبعض علامات الخجل ظاهرةً على وجهها : لا اعرف لماذا ، لكنني اشعر بالراحة برفقة هذان الأثنان ، كلا ليس هما معاً بل بوجود الأمير فقط ، لا اعرف ما هذا الشعور ولكن قلبي لم يتوقف عن النبض عندما رأيتهُ في تلك الهيئة بعد استحمامه
كيث وهو يسير خلف سيده : اذاً ، ما الذي تنوي قوله امام جلالتهِ ” لويس “
تظهر نظرات حادة على وجه الأمير ” ليكاردو ” ويقول بنبرة جادة : لا شيء ، سأستمع لهُ فقط
******
وفي القاعة التي جلس بها الملك ” لويس ” دخل خادمٌ وهو يقول للملك ” لويس ” : جلالتك ، ان سمو الأمير ” ليكاردو ” هنا
الملك ” لويس ” : دعهُ يدخل
يُفتح الباب ويدخل ليكاردو الذي يرتدي عباءتهُ الحمراء وخلفه مرافقهُ ” كيث ” وتعلو وجهيهما نظرات واثقة وحادة ، فيجدان الملك ” لويس ” جالساً على الكرسي الذي يرأس الطاولة المستطيلة ونظرات جادة وحادة باديةً على وجهه هو الآخر ، يدخل ليكاردو القاعة ويجلس على الكرسي ويقف ” كيث ” خلفه ، ويتحدث الأمير قائلاً : تحياتي لجلالتك ، اظن انكَ تعلم جيداً لماذا انا هنا
يبقى الملك ” لويس ” صامتاً فيتحدث ليكاردو قائلاً : حسناً ، لندخل بصلب الموضوع مباشرةً ولنكن صادقين مع بعضنا البعض
الملك ” لويس ” ونظرات جادة تعلو محيياه : انا استمع جيداً لِمَا ستقولهُ سمو الأمير
يضع ليكاردو قدمه فوق قدمه الأخرى ويكتف يداه ويقول بنبرة واثقة : جلالتك ، انا اعلم جيداً انك المسؤول عن ذلك الهجوم ، وهناك الكثير من الأدلة التي تُثبت ذلك ، ولذلك انا اطلب منكَ اخباري بالسبب الذي دفعكَ لفعل هذا
الملك ” لويس ” بنظرات حادة ونبرة هادئة : سموك ، انا اعلم انك شخصٌ ذكيٌ وفطن ولكن لا بد انك بالغت بالتفكير بالأمر
الأمير ” ليكاردو ” بنبرة هادئة ونظرات حادة : لطالما عرفتُ بتهوري ولكن ليس بمثل هذه المواقف ، انا ادرك جيداً انهُ اذا كان إتهامي لك خاطئاً وكنتَ برئياً فأن ذلك سيجلب لموطني ( مارسيليا ) الكثير من المشاكل ولكني هنا لأنني متأكد من انك الفاعل
يبقى الملك ” لويس ” صامتاً وتزداد نظراته حدةً فيتحدث الأمير ” ليكاردو ” قائلاً بنبرة هادئة : اعدك انكَ لو اخبرتني بالسبب فأن الأمر سيبقى سراً ، وإن وعدتُ فأنا اوفي بعهدي ، ولكن اخبرني بالسبب ، اخبرني بالسبب الذي دفعكَ لفعل هذا ومحاولتكَ لقتلي
يتنهد الملك ” لويس ” قائلاً : سموك ، انتَ تعلم انني سأكون بخطر لو انني امرتُ بهذا الهجوم ، كلا ليس انا فقط بل مملكتي ايضاً
الأمير ” ليكاردو ” يتحدث الى نفسه وهو يرمق الملك ” لويس ” بنظرات حادة : اذاً فأنتَ ستحاول إقناعي بحججك الفارغة ، ولكنني مستعدٌ لها
الأمير ” ليكاردو ” بنبرة هادئة : اجل ، ادركُ هذا جيداً ، ولكن اقنعني انك بريء
الملك ” لويس ” بنبرة جادة ونظرات حادة : اولاً ان كنتَ تتهمني بأني الفاعل اذاً فلماذا قد افعل هذا لكَ سموك ؟ كلانا لم يلتقي من قبل ، وما السبب الذي سيجعلني احمل ضغينةً ضدك ؟
تزداد نظرات الأمير ليكاردو حدةً ويبقى صامتاً فيتحدث الملك ” لويس ” قائلاً : وثانياً ، الا تظن انكَ لو متَ في هذا الهجوم سيشكل ذلكَ خطراً علّي ؟؟
يبقى الأمير ” ليكاردو ” صامتاً ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : حسناً ، اكمل
الملك ” لويس ” يتحدث الى نفسه : يبدو انهُ غير مستعد لمثل هذه الأمور حتى انهُ لا يستطيع التفوه بأي كلمة ، ما زال طفلاً صغيراً قبل كل شيء
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : وثالثاً ، إن شقيقتي تسافر في ذلك الوفد ، اذاً فلماذا سأعرض شقيقتي للخطر ؟
الأمير ” ليكاردو ” بنظرات حادة ونبرة جادة : حسناً ، انا على استعداد ان اواجهكَ بجميع حجككَ التي قلتها الأن
الملك ” لويس ” وهو متفاجأ : ماذا ؟
يفك الأمير ” ليكاردو ” تشابكَ قدميه وذراعيه ويجلس جلسة سليمة ويقول بنبرة واثقة : لنبدأ بالأول ، اثناء غذاء مبارحة انتَ قلتَ (لقد سمعتُ ان هناك بعض التقلبات التي تحدث في ( مارسيليا ) )
لذلك فالرغبة في قتلي قد تكون لديكَ ولدى غيرك من الملوك الأخرين ، فالجميع يعرف ان مملكة ( مارسيليا ) تمر بمشاكل كبيرة لأن الدوق الأكبر وهو عمي ” روبرت ” يريد العرش وصحة والدي الملك
” كارلوس ” ليست بخير ، لذلك فأن اي مملكة قد ترغب في السيطرة على مملكة من اقوى ممالك القارة مثل ( مارسيليا ) فأنها ستستغل فترة الضعف هذه ، لذلك فأنكَ فكرتَ في قتلي قبل ان يبدأ اي شيء وحتى لا اسبب لك المشاكل فيما بعد
الملك ” لويس ” يتحدث الى نفسهِ بنبرة سعيدة ومستهزءة : مخطئ ، مخطئ ، مخطئ ، يبدو انهُ لا يعرف شيئاً ، اصلاً من المستحيل ان يعرف شيئاً فسبب الهجوم يعود الى ما قبل ستة اعوام
الأمير ” ليكاردو ” بنظرات حادة : ثانياً ، الهجوم في الحقيقة لم يكن في ( فلنوريا ) بل كان على الحدود اي انهُ سيصعب التحديد ان كان الهجوم حصل في ( فلنوريا ) او ( مارسيليا ) ، وكما قلتُ سابقاً فأن هناك الكثير من الملوك الذين يرغبون في قتلي لذلك سيكون من الصعب التحديد إن كنتَ انتَ الفاعل ام لا ، ولا ننسى ان سموها الدوقة ” اوليفيا ” كانت موجودة برفقتنا لذلك فأن اغلب الناس ستفكر في ” كيف يمكن ان يهاجم الوفد الذي يضم شقيقته ” وذلك سيبعد الشبهات عنك اكثر فأكثر
الملك ” لويس ” بنظرات حادة ونبرة هادئة : سموك ، اعلم انكَ شخصٌ ذكي وفطن لكنكَ تبالغ في التفكير كثيراً ،فأنتَ تقول انني افعل ذلك فقط لأنني ارغب في الحصول على اراضي ( مارسيليا ) كما يريد العديد من الملوك ، ولكن لِما قد ارغب في ذلك فمملكتي ( فلنوريا ) تكفيني ، فأنا افضّل ان يكون شعب المملكة التي احكمها سعيداً على ان تكون مملكتي كبيرة وشعبها يعاني
الأمير ” ليكاردو ” يتحدث الى نفسه : حسناً ، انهُ شخصٌ يحاول كثيراً لتحسين حياة شعبه ، وربما يكون صادقاً فيما قاله ، ولكن ….
الأمير ” ليكاردو ” بنظرات حادة : اذا لم يكن هذا سببك ، اذاً فلماذا تحاول قتلي ؟
الملك ” لويس” بنبرة هادئة : كما قلتُ سابقاً ، فأنا لستُ المسؤول عن الهجوم الذي تعّرض لهُ وفدك
يقبض الأمير ” ليكاردو ” يده من غضبه ويتحدث الى نفسه وهو غاضب : ما زال ينكر الأمر ؟ هل يمزح معي ؟
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : انا على استعداد ان اقدّم كل الدعم من اجل القبض على الشخص الذي امر بهذا الهجوم ، وانا على استعداد ان اقدّم لك التعويضات التي تريدها بسبب إهالي لحماية الوفد
الأمير ” ليكاردو ” يتحدث الى نفسه : اهدأ ، اهدأ وواجه بشكل صحيح ، انهُ يحاول اثبات براءته بشتى الطرق ، فقط اهدأ وستنتصر يا ” ليكاردو “
يتنهد الأمير ” ليكاردو ” قائلاً : انا لست مهتماً كثيراً بالتعويضات في الوقت الحالي ، فانا ارغب بمعرفة السبب وراء فعلكَ لهذا ، ومن فضلك يكفيكَ انكاراً للأمر
يتنهد الملك ” لويس ” قائلاً : اخبرتكَ انني لستُ بالفاعل
يقف الأمير ” ليكاردو ” عن مقعده بسرعة ويقول بنبرة جادة ونظرات غاضبة : مهما حاولت ان تقنعني انكَ لست الفاعل فأعلم انكَ لن تنجح ، وانا املك جميع الأدلة لإدانتكَ في جميع انحاء ممالك الأقليم
الملك ” لويس ” بعدما ظهرت على وجهه علامات الغضب يتحدث بنبرة غاضبة : سموك ، انتَ هنا في قصري ومن واجبكَ ان تقدم لي بعضاً من الأحترام
يزداد غضب الأمير فيصرخ قائلاً : هل تعني هذا حقاً ؟ لقد هاجمتَ وفدي وهاجمتني في محاولة لقتلي فكيف تطلب مني ان احترمك
الملك ” لويس ” بنظرات حادة ونبرة غاضبة : انا لم اهاجمكَ سمو الأمير ، لا بد انكَ اخطأتَ في تفسيركَ للموقف ، انتَ تتهمني من غير دليل
تظهر علامات الأشمئزاز على وجه ليكاردو ويقول : اتمزحُ معي ؟ كل الأدلة تشير الى انكَ الشخص الذي هاجمني وتنكر ذلك ؟؟
يشتعل الملك ” لويس ” غضباً ويقول بنبرة حادة : التزم حدودك ايها الأمير !
يقترب كيث من ليكاردو ويضع يده على كتفه ويهمس لهُ قائلاً بنبرة باردة : اهدأ يا ليكاردو ، نحن لا نريد اكثر من المشاكل التي نحن بها
يتنهد الأمير ” ليكاردو ” ويجلس على الكرسي وهو يتذمر في نفسهِ قائلاً : ما الذي اتى بي الى هنا ؟
كيث بنبرة هادئة : ارجو ان يتم هذا اللقاء بهدوء مرة اخرى ، ارجو من كلاكما ان يستمع للآخر
يجلس الملك ” لويس ” على مقعده مرة اخرى وهو يقول : اجل ، لا مشكلةَ لدي
يتنهد الأمير ليكاردو قائلاً : انا آسفٌ على ما بدر مني ، وارجو ان تعطيني سبباً واضحاً لمهاجمة وفدي ، اعدكَ انني سأتقبل الأمر مهما كانت اسبابه ولكن اخبرني
الملك ” لويس” يتحدث الى نفسه : من المستحيل ان اخبره بالحقيقة ، كلا هذا مستحيل ، ولكن هذا يكفي فهو لن يخرج من هنا الى ان يسمع جواباً
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : سأخبركَ بكل شيء ، لكن عليكَ ان تعلم انني فعلتُ كل هذا لأجلكَ فقط
الأمير ” ليكاردو ” بنبرة مستفهمة : من اجلي ؟
يومئ الملك ” لويس ” برأسهِ قائلاً : اجل ، لذلك سأخبركَ بكل شيء
الأمير” ليكاردو ” بنظرات حادة ونبرة جادة : انا استمع
يأخذ الملك ” لويس ” نفساً عميقاً ويخرجه ويتحدث بنبرة هادئة ويقول : انا الشخص الذي امر بمهاجمة الوفد ، ولكن ليس لقتلك
يتفاجأ الأمير ” ليكاردو ” وكيث ، فيتحدث الأمير قائلاً بنبرة مُستفهمة : ليس لقتلي ؟؟
الملك ” لويس” بنبرة هادئة : كما تعلم فأنك ما زلتَ طفلاً صغيراً واغلب نبلاء ( مارسيليا ) لا يريدون ان تكون ملكهم المستقبلي لذلك فأن عليكَ ان تبني قوتك حتى تتمكن من جعلهم يوافقون عليك ، ولأن ( مارسيليا ) مملكة مهمة بالنسبة لمملكتي كان لا بد لي من ان اضمن سلامتها وهدوء الأوضاع بها لأنها قد تؤثر على ( فلنوريا ) بإي شكل من الأشكال
الأمير ” ليكاردو ” بنبرة مستفهمة : وما شأن هذا بالأمر ؟
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : لذلك كان علّي ان ارى مدى قوة ذلك الأمير الذي يدعوه الجميع بالحكيم والبارع حتى ارى إن كانت ستكون ( مارسيليا ) بأمان بعد وفاة والدكَ ام لا
الأمير ” ليكاردو ” بننظرات حادة : هل هذا هو الأمر فقط ؟
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : لقد سمعتُ ان بعض ملوك الإقليم لا يرضونَ بك كحاكم مستقبلي ل ( مارسيليا ) لأنهم يظنون انك ضعيف وتسعى لحب عامة الشعب فقط ، ولأن صحة الملك
” كارلوس ” ليست بخير فهم يظنون انكَ ستستلم العرش من بعده حتى لو كنتَ في هذا السن الصغير لذلك فهم لا يريدون تسليم عرش مملكة من اقوى ممالك الإقليم لشخص صغير بالسن مثلك ، لذلك اردتُ ان اثبت لهم ولنفسي انك ستكون قادراً على حكم ( مارسيليا ) جيداً
كيث والأمير يتحدثان الى نفسيهما : انهُ يكذب بلا ادنى شك ، انها كذبة لا تصدق ، ان كلامه متناقضٌ تماماً
يتحدث الأمير بنظرات حادة ونبرة بادرة : هل هناك احد آخر مشارك بالأمر من ممالك الإقليم ؟ هل كانت هذه خطتكم جميعكم ؟
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة وواثقة : كلا ، انها خطتي لوحدي لم يشارك بها احدٌ غيري
ليكاردو يتحدث الى نفسه : هذه مشكلة ، ان كانت هذه الكذبة حقيقية فذلك سيجلب الكثير من المشاكل لي بالمستقبل
يتحدث الأمير ” ليكاردو ” بنبرة جادة ونظرات حادة : ولكن هل هذه الطريقة الصحيحة لأختبار شخص مثلي ؟ لقد اصُيب افضل فرساني جلالتك ، وانا لن اسامح من فعل هذا
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : هذا من حقك سموك ، وانا على استعداد ان اقدم التعويضات التي تريدها
الأمير ” ليكاردو ” بنبرة هادئة ونظرات حادة : لماذا كذبت اذاً في البداية ؟
الملك ” لويس ” بنبرة هادئة : اظن ان هذا واضح ، لقد كذبتُ فقط من اجل حماية العلاقة بين المملكتين فقط لا غير ف( مارسيليا ) من الممالك المجاورة ل( فلنوريا ) بشكل قريب جداً وهناك الكثير من العلاقات التي تربط بين المملكتين ، لذلك سيكون من الخطر ان عَلِمَ احدٌ بالأمر وتم فهمه بشكل خاطئ
الأمير ” ليكاردو ” يتحدث الى نفسه : انا لستُ مقتنعاً بحديثه البتة ، ولكنهُ من المستحيل ان يخبرني بالحقيقة ، لذلك سأدع الأمر للفترة التي سأقضيها هنا ، سأتقصى عن الأمر بشكل كامل ولن ادعهُ يفلت مني عندما اعلم بالحقيقة
يرفع الأمير ” ليكارد ” اصابعه الخمسة في الهواء ويقول : كتعويض للذي فعلته ، اريد ان يكون ل ( مارسيليا ) خمسة مناجم من الذهب والألماس من مناجم ( فلنوريا ) غير المنجمين الذين ستعطوننا إياهما مقابل الأعتناء بالأميرة ” جيني ” بعدما تصبح مواطنة من ( مارسيليا )
يجفل الملك ” لويس ” ويتحدث الى نفسهِ قائلاً : سبعة مناجم ل( مارسيليا ) في ( فلنوريا ) ؟؟ هذا غير معقول البتة ، قد يمكّن هذا ( مارسليا ) من احتلال ( فلنوريا ) ، ولكن ما بيد من حيلة ، علّي ان اجعل الأمور اقل توتراً
يقف الأمير ” ليكاردو ” عن مقعده ويقول : انا لن ارضى بأقل من هذا العدد من المناجم وإلا سيحدث ما لا تُحمد عقباه جلالة الملك ، فأنتَ تعلم انني قادرٌ على فعل اي شيء بالأدلة التي املكها لإدانتك
يقف الملك ” لويس ” ويبتسم إبتسامة عادية ويقول : هذا من حقكَ سموك ، وانا اعتذر مرة اخرى عما حدث
يلتفت الأمير ” ليكاردو ” ليخرج من الغرفة وهو يقول : ارجو ان تمر فترة إقامتي ووفدي في ( فلنوريا ) بخير ما يرام ، وارجو ان لا تقوم بإي فعل متهور
الأمير ” ليكاردو ” يتحدث الى نفسه : هذا افضل تهديد قد يحصل عليه ، وبالرغم من ذلك هو لن يستطيع ان يفعل اي شيء لي وانا هنا في مملكته ولو فعل شيء فأن ذلك سيسبب لهُ المشاكل
الملك ” لويس ” بإبتسامة عادية : لا تقلق سموك ، سأحرص على توفير اعلى سُبل الراحة والأمن لكَ ولوفدكَ اثناء إقامتكَ في مملكتي
يلتفت الأمير ” ليكاردو ” نحو الملك ” لويس ” ويشير إليه بأصبعه السبابة ويقول له بنبرة جادة ونظرات حادة غاضبة : واخبر جميع من تعرف وممالك الإقليم جميعها انهُ مهما كنتُ صغيراً فأنني سأصبح ملكاً عظيماً ينهض ب( مارسيليا ) مما هي فيه الى الأفضل وهذا ما سيفعله ابنائي واحفادي واحفاد احفادي ، وانا كأمير لديه شرفه فأنا اعد بهذا
يخرج الأمير ” ليكاردو ” ومرافقه ” كيث ” من القاعة التي يوجد يها الملك ” لويس ” ويسيران لوحدهما في ممرات القصر فيتحدث كيث وهو يسير خلف سيده : سيدي ، انا اعلم انكَ خائفٌ جداً على إيدن ولكن كان عليكَ ان تكون اكثر هدوءاً
الأمير ” ليكاردو ” وهو يسير بسرعة في الممر يتحدث بنرة غاضبة : كذب ، كذب ، كذب ، جميعهم كاذبون ، جميعهم لا يعرفون مكانتهم ، جميعم يتمتعون بمكانتهم وينسون من هم خلفهم
كيث يتحدث الى نفسه وهو يسير خلف سيده : انهُ في قمة غضبه
الملك” لويس ” يتحدث الى نفسه وهو ينظر من نافذة القاعة التي هو متواجدٌ بها : اعتقد انهُ لم يقتنع البتة بما قلت ولكني لا املك خياراً آخر غير هذا ، فلا يجب ان يعلم اي احد عن الذي حصل بالماضي ، كل شيء سيُكشف إن شك هذا الأمير الوغذ بالأمر ، لن ادعهُ يعلم ابداً ابداً ، سأبقي الأمر في بئرٍ عميق جداً ولن ادع احداً يصلُ الى الحقيقة
وبعد ذلك بأسبوعين تم نقل إقامة الوفد الى قصر الأمير الثاني الدوق ” ويليام ” والد ” جيني ” ، حسناً ، ربما كان بقاء الأمير ” ليكاردو ” و ” جيني ” في القصر نفسه هي بداية كل شيء بينهما ، ربما كانا مجرد متنافسين في البداية وقد اصبحا صديقين مع مرور الوقت ، كلا لا يمكنني القول انهما كانا صديقين بل كانا اكثر من ذلك ، لقد ادرك كلاهما انهما متشابهان ، لقد شعرا بشيء غريب عندما التقت اعينهما للمرة الأولى ، لقد كان شعوراً يملؤه الحزن والم الماضي ولكنهُ كان شعوراً يملؤه الدفئ والسعادة والإبتسامة والعديد من المشاعر التي لم يستطيعا فهمها ، لقد ادركا انهما متشابهين ، فكلاهما كان يريد قول شيء للآخر لكن لم يستطيعا ، لماذا ؟ كلاهما لم يعرف السبب ، لم يعرفا لماذا يريدان التقرب من بعضهما او لماذا كان الشخص الآخر شخصاً مهماً ، ولكن مثل هذه المشاعر لم تبقى مخفية ومتجاهلة الى ابد الدهر ، لقد ادركا ماذا يكونان بالنسبة لبعضهما ، لقد كان قدرهما هو الذي جمعهما ببعضهما البعض ، لقد كان ذلك اللقاء اسفل تلك الشجرة هو بداية حبهما ولذلك فأن النتيجة كانت مرضية لكليهما
تنظر جيني بنظرات تملؤها الدهشة الى الأمير ” ليكاردو ” الذي ركع لها تواً وامسك يدها وقال بنبرة هادئة ونظرات دافئة وخدود محمرة : هل تريدين ان تكوني ولية عهد مملكة ( مارسيليا ) ؟
تفتح جيني عيناها على مصرعيها من دهشتها لتجعل عيونها الذهبية تلمع حُباً مع ضوء القمر المنير وتتحدث الى نفسها وهي مندهشة : هل هذا عرض زواج ؟