Brother ، my sun is back - 12
جيني وهي لا تستطيع السيطرة على نفسها من خوفها وتقول : ما هذا ، لماذا يحصل هذا معنا ، هل خُدعنا ؟
ماكس : هذا ما يبدو عليه الأمر ؟
بانسي : حسناً ، الى اين الأن ؟؟
تستعيد جيني وجهها الهادئ وتقول : نحو ( مارسيليا )
ماكس وبانسي : هاه ؟
جيني : سنتجه نحو ( مارسيليا )
بانسي : لا تقولي لي انكِ ستذهبين الى قرية ( باتلت )
جيني : هل انتِ غبية ؟ بالطبع لن نذهب الى هناك ، لكن علينا الأبتعاد عن ( فلنوريا ) فسرعان ما سيفتقدون جثتي ، وسيهمون بالبحث عنها ، لذلك ( فلنوريا ) ستكون مكاناً خطراً لنا من الأن وصاعداً
ماكس : على هذا المنوال ، اذاً يجب علينا البقاء في عاصمة ( مارسيليا ) ( فونتال ) فهي اكثر الأماكن ازدحاماً بالناس وهناك سيصعب العثور علينا
جيني : اجل ، هذا ما كنتُ افكر فيه
بانسي : وآرثر وماريان ؟؟
جيني : ما العمل ؟ نحن لا نعرف ان كانا على قيد الحياة ام لا
ماكس : لا بد انهما سيكونان بخير ، علينا حماية انفسنا اولاً حتى نستطيع حمايتهما لاحقاً ، نحن لا نسطتيع المخاطرة بسيدتي من اجلهما ، هما قويان وسيستطيعان حماية نفسيهما
تظهر نظرات حزينة على وجه بانسي وتقول : انتَ على حق
تظهر نظرات حازمة على وجه جيني وتقول : حسناً هيا بنا نحو ( مارسيليا )
وفي ظهيرة ذلك اليوم استطاعنا الوصول الى الحدود مع مملكة ( مارسيليا ) ، لكن واجهتنا مشكلة هناك
بانسي واقفة على شجرة تتحدث قائلةً : هناك الكثير من جنود ( مارسيليا ) على الحدود ، ما العمل ؟
جيني التي تقف بجانب بانسي : يا لي من غبية كان علي ان اعلم هذا ، ومع ملابس حراس القصر الملكي التي نرتديها ان رآنا احد من هؤلاء الجنود فستكون نهايتنا
بانسي : هذا صحيح
جيني : حسناً ، ما علينا الأن سوى انتظار نتائج استكشاف ماكس
بانسي : انا اعرف انهُ فارس قوي ، لكن ارجو ان لا يحصل لهُ مكروه
جيني : لا داعي للقلق ، فكما قلتِ هو فارس بارع ، ولا تنسي نحن بحاجة لأستكشاف المكان حتى نجد ثغرة نستطيع من خلالها الدخول الى ( مارسيليا )
بانسي : حسناً ، واذا تمكنا من دخول الحدود ، فما الذي علينا فعله ؟ الى اين سنتجه ؟
جيني : سنمكث في العاصمة ( فونتال ) لفترة
بانسي : وماذا بعد ذلك ؟
جيني : وبعد ذلك سنتجه نحو دوقية شمال ( مارسيليا )
بانسي : شمال ( مارسيليا ) ؟
تدرك بانسي الأمر فتقول : هذا صحيح ، دوقية (مستري)
جيني : يبدو انكِ فهمتِ الأمر
بانسي : لكن اليس من الأسهل الذهاب الى منزل الدوقة ( مستري ) السيدة ” اوليفيا ” مباشرةً ؟
جيني : كلا لن نتجه الى هناك مباشرةً
بانسي : ما السبب ؟
جيني : لم يمضي سوى ساعات على الحادثة ، وسرعان ما سيفتقدون جثتينا فكلتانا من عائلات نبيلة معروفة في ( فلنوريا ) ، بل معروفة في الممالك الجاورة ايضاً
بانسي : وعندما يحين الوقت الذي لن يجدوا فيه جثتكِ سيهمون بالبحث عنكِ ، واول مكان قد يشكّون في تواجدكِ فيه هو ….
تصمت بانسي فتقول جيني : هذا صحيح ، المكان الأول الذي سيتجهون للبحث فيه عني بعد بحثهم في ( فلنوريا ) سيكون منزل الدوقة ” اوليفيا مستري ” ، انها عمتي قبل كل شيء
بانسي : اذاً فأنتِ لا تريدين التوجه الى هناك حفاظاً على حياتنا وحياة السيدة ” اوليفيا “
جيني : بالضبط ، لذلك فأن علينا الأبتعاد قدر الإمكان عن ( فلنوريا ) ومنزل عمتي الدوقة ” اوليفيا ” في ( مارسيليا )
وفجأة يقاطع كلام جيني وبانسي صوت ماكس من اسفل الشجرة وهو يقول : سيدتي ، المكان آمن ، يمكنكِ النزول
جيني : حسناً نحن قادمات
تنزل جيني وبانسي عن الشجرة
جيني : هل وجدتَ طريقة نستطيع من خلالها الدخول الى ( مارسيليا ) ؟
ماكس : كلا ، لا يوجد شيء سوى جنود ( مارسيليا )
جيني : هذا سيء
بانسي : كيف سندخل الحدود ؟
جيني : المشكلة هي ازيائنا التي نرتديها الأن
ماكس : هناك طريقة
جيني وبانسي : كيف ؟
ماكس : يبدو ان هناك عربات تأتي الى الحدود من اجل إحضار الطعام والأسلحة للجنود الذين هنا ، يمكننا الدخول من خلالها
بانسي : لكنها تأتي من ( مارسيليا )
جيني : يمكننا دخولها وهي عائدة الى ( مارسيليا )
ماكس : تماماً
وفي ذلك اليوم وبعد ساعتين من الأنتظار تمكنا من دخول إحدى العربات سراً وقد كدنا نُكشف ، لكن الأمور سارت على خير ما يرام
مضى يومان على الحادثة وقد قيل ان القصر الملكي وعاصمة ( فلنوريا ) ما زالت النيران مشتعلة فيها ، لأنها كانت نيران عظيمة لم يستطع احد ايقافها
نحن الأن في نُزل في عاصمة ( مارسيليا ) مدينة يطلق عليها اسم ( فونتال )
وخلال اليومين الفائتين تقبلنا فكرة خسارتنا لأعز الأشخاص علىى قلوبنا بدءاً من والدي ، السيدة ( ميرال ) ، وحارس آرثر الشخصي الذي كان معاً في كل ما مررنا به ، لكننا ما زلنا قلقين على آرثر وماريان واخوتين ايضاً فنحن لا نعرف عنهم اي شيء ، هل هم على قيد الحياة ام لا ؟ وإن كانوا على قيد الحياة فأين هم الأن ؟ ما زلنا قلقين عليهم
ماكس وهو يقف خلف باب غرفة النُزل التي تجلس فيها جيني وبانسي يطرق الباب قائلاً : هل يمكنني الدخول سيدتي ؟
جيني : تفضل
يدخل ماكس وبيده ملابس
ماكس : تفضلي سيدتي لقد قمتُ بشراء ملابس لنا جميعاً
جيني : شكراً لك ، ماكس
لقد قام ماكس بشراء ملابس جديدة لنا من المال الذي اعطاه لنا ” إيدن “
جيني : حسناً ، هيا بنا
بانسي : الى اين ؟
جيني : اريد معرفة الأخبار لذلك اريد ان نمشي بالشارع
بانسي : كلا هذا غير مسموح ، لديكِ عيون ذهبية سيستطيع اي شخص تمييزكِ عن غيرك
جيني : لا تقلقي سأرتدي عباءة
ماكس : حتى لو ارتديتي عباءة فلن ينجح الأمر
جيني : ما بكما ؟ لن يستطيع احدٌ التعرفّ عليّ فهناك المئات مِن مَن يمرون بالطريق الرئيسية يومياً
تبتسم جيني قائلةً : لا تقلقا ، ان كنتما معي فسأكون بخير
ترتدي جيني العباءة وتغطي شعرها ووجهها بها وترمي عباءةً لبانسي قائلةُ : هيا علينا الأسراع
ترتدي بانسي العباءة وتمسك بيد بانسي قائلةً : اياكِ ان تتركِ يدي ، انا لا اريد ان افقدك
جيني وهي ممسكة بيد بانسي تبتسم وتقول : لقد تذكرتُ الماضي عندما كنا نخرج الى المدينة سراً ، لقد كنتِ تمسكين يدي وبيد ” ماريان ” حتى لا نضيع عنكِ
بانسي : لقد كنتما صغيرتين وقتها ، وكنتُ انا الأكبر سناً ، لذلك كنتُ المسؤولة عنكما
جيني : اذكر انني كنتُ بالثالثة عشر وتقولين انني كنتُ صغيرة ؟
بانسي : ستبقين صديقتي الصغيرة مهما حصل
جيني : انتِ اكبر مني بعامين فقط ، لذلك لا تغتري بنفسكِ كثيراً
بانسي : هذا لا يهم ، فقبل كل شيء انا مرافقتكِ وعليّ حمايتكَ مهما حصل
تبتسم جيني قائلةً : حاضرة آنستي
لقد كان من المفترض ان يكون هذا العام هو العام الأخير الذي نقضيه انا وبانسي مع بعضنا البعض ، وبحكم انها الأبنة الكبرى لعائلة ( ريتشمونت ) كان من المفترض ان تعود لأراضي عائلتها حتى تتعلم كيفية ادارتها حتى تتولى حكمها في المستقبل القريب ، ولكن مع كل الأحداث التي حصلت قبل يومين تغير الأمر بشكل جذري
ماكس : حسناً انا سأسير خلفكما للحماية
بانسي : هذا جيد
جيني : انتما تعرفان جيداً لماذا سنخرج
ماكس وبانسي : بالتأكيد
لقد كان الهدف من خروجنا هو جمع المعلومات ، ،اريد جمع المعلومات عن قرية ( باتلت ) التي كان من لمقرر ان نتوجه نحوها ، اردنا معرفة ماذا حل ب ( فلنوريا ) ، والكثير من الأشياء
لقد خرجنا من النُزل وبدأنا نمشي بالشارع الرئيسي ، لقد كان شارعاً مزدحماً بالأسواق والأكشاك والزوار والناس واهل المنطقة ، لقد كانت عاصمة ( مارسيليا ) ( فونتال ) تعج بالحياة اكثر من عاصمة (فلنوريا)
حتى انني اصبتُ بالذهول عندما رأيتُ جداراً كان مغطى بالفوسيفساء ، لقد كانت صورة لولي العهد السابق للمملكة ( مارسيليا ) الأمير ” ليكاردو ” ، لقد كانت صورته مرسومة بأستخدام احجار الفوسيفساء ، لقد كان شعب ( مارسيليا ) فخوراً بولي العهد السابق الأمير ” ليكاردو ” لقد اعتزوا به كثيراً
حتى انا كنتُ فخورة به ، كنتُ فخورة لأنني كنتُ سأقف بجانب شخص مثله في المستقبل ، كنتُ فخورةً بكوني الملكة المستقبلية للشعب الذي يحبه ” ليكاردو “
واثناء وقوفي وسط الساحة سمعتُ رجلين يتحدثان مع بعضهما البعض
_ يبدو ان الأمر سيطول حتى خروج الدوقة ” اوليفيا ” من القصر الملكي
_ هذا ما يبدو عليه الأمر ، لقد طالت مدة احتجازها في القصر الملكي
_ هل مضى شهران على ذلك ؟
_ اعتقد هذا ، يا آلهي ، يبدو ان الملك ” روبرت ” شخصٌ جبان ، لقد احتجزها فقط من اجل ان لا تسرب اخبار الغزو الى عائلتها في ( فلنوريا )
جيني تتحدث الى نفسها : ماذا ؟ عمتي ؟
_ على ما يبدو فأن الأبنة الصغرى لدوقة ” اوليفيا ” هي التي تتولى امور اراضي ( مستري )
_ لقد سمعتُ انها تقوم بعملها بأكمل وجه
_ عليها بالصبر حتى يتم الإفراج عن والدتها
_ اجل
جيني تتحدث الى نفسها : هذا يفسر لماذا لم تصلني رسالة من عمتي منذُ اشهر
ويبنما انا وافقة واستمع لهذان الرجلين سمعتُ صوت احد سكان ( مارسيليا ) وهو يصرخ قائلاً : لقد سقطت ( فلنوريا ) ، ( فلنوريا ) سقطت ، لقد حققنا النصر
عندما سمعتُ هذه عرق قلبي كما لو ان صخرة كبيرة ضغطت عليّ ، لم اعد قادرة على الوقوف على قدمي ، لم اكن تلك الفتاة المتعصبة لوطنها او ذات الأنتماء العالي لوطني ( فلنوريا ) ، لكنها موطني حيث ولدت ونشأت ، حيث عائلتي واصدقائي والذين اعرفهم
لقد عمت اصوات الأحتفال والفرحة في جميع شوارع عاصمة ( مارسيليا ) ( فونتال ) لقد بدأت اصوات الأطفال والنساء بالأرتفاع من الفرحة
يصرخ احد المواطنين قائلاً : يحيا الملك ” روبرت ” يحيا ملكنا الموقر
****************
عدتُ انا وبانسي الى غرفة النُزل وبقي ماكس في السوق ليعرف المزيد من الأخبار وعندما دخلنا غرفة الفندق التي نقيم فيه
تدخل جيني الى الغرفة وترمي عباءتها على الأرض وتصرخ قائلةً : لماذا ؟ لماذا ؟
بانسي : جيني ، ارجوكِ اهدئي
تأخذ جيني نفساً عميقاً وتجلس على السرير قائلةً : لقد قال ” ولية العهد ” هاه ؟
جيني : ولية عهد مَن ؟ لم تعد لي فائدة في هذه الحياة
بانسي : اهدئي ودعينا ننقاش ماذا سنفعل
تهدأ جيني قائلةً : حسناً
تنظر جيني من النافذة الى شعب ( مارسيليا ) السعيد بتحقيقه لنصر
جيني : لماذا هم سعيدون هكذا ؟ انا لا افهم
بانسي : حسناً هناك الكثير من الأسباب
جيني : وانا لا اريد سماعها
بانسي : حسناً ، هل احضر لكِ كوباً من الشاي ؟
جيني : اجل من فضلك
بانسي : حسناً انتظريني هنا وكوني حذرة
جيني : حسناً
تخرج بانسي من الغرفة لتحضر الشاي
جيني تتحدث الى نفسها وهي تنظر الى السماء من نافذة غرفة النُزل : الأن يا
” ليكاردو ” استطيع القول اننا اصبحنا متشابهان ، كلانا بلا والدين ، كلانا تعرض لأصعب الظروف ، كلانا خسر مكانته كلانا اصبح ضعيفاً بلا حولٍ ولا قوة ، لكن الفرق الذي حصل بيني وبينك هو انكَ غادرتَ هذه الحياة وارتحت من معاناتها لكني ما زلتُ اعاني فيها
جيني تتحدث الى نفسها : لو كنتَ على قيد فهل كنتَ سترضى بالمهزلة التي حدثت ؟
تظهر إبتسامة ساخرة على وجه جيني وتقول: يا لي من غبية ، لو كان ” ليكاردو ” على قيد الحياة لما كان قد حصل هذا الهجوم من البداية
تنظر جيني الى ارجاء الغرفة المتهالكة وتقول : يا ليتني لقيتُ حتفي في تلك الليلة لكنتُ قد شعرتُ بالراحة مثلك ، لا اعلم كيف سأعيش سنين حياتي المتبقية
لقد صبرتُ ثلاثة سنوات من دونكَ يا ” ليكاردو ” لكني لا اعتقد انني استطيع الصبر اكثر من ذلك
**************