Born as the Daughter of the Wicked Woman - 93
“ماذا يجري ؟”
“……….”
“……….”
نظرَ نارس وفلور اللذان كانا يواجهان بعضهما البعض إلىَّ بعيون محيرة .
“هاه ؟”
تراجعت أيضاً من الحرج ثم أدرت رأسي حول المكان ببطء .
لم يكن هناك دخيل في أي مكان ، وبدا أن الإثنان كانا يتقاتلان بالسيوف أمام بعضهما البعض .
‘…هل كنت حساسة للغاية ؟’
أطلقت ضحكة محرجة و رفعت يدي ببطء ولوحت .
“مساء الخير .”
وبينما لوحت بيدي ، أنزل الإثنان سيوفهما ببطء .
“آنستي ، لقد تأخر الوقت . لم تنامي بعد ….”
“لا أستطيع النوم .”
و بشكل طبيعي ، أخفيت القفازات خلفي ظهري .
“ألم تخرجي للتدرب ؟”
“بالطبع لا .”
هززت رأسي و قلت لا ، لكن عيونها المشبوهة لم ترحل عني .
“ماذا تفعلان ؟”
لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل لكنهما لايزالان هنا .
اتسعت عيون فلور على سؤالي .
ثم نظرت إلى نارس بشدة وقالت :
“نارس ، لماذا تصرّ على إتباع الآنسة ؟”
“هاه ؟”
لم تستطع فلور إخفاء غضبها .
“أنا مرافقة الآنسة لكن لماذا أنتَ تصرّ على اتباعها ؟؟”
“لا تقولي هذا !”
“لا تتجادل معي !”
نظر الإثنان إلى بعضهما البعض و رفعا سيوفهما مرة أخرى .
“عادة ، عندما أطلب مبارزة تتجاهل الأمر . ولكن ماذا ؟ لماذا لا يُمكنني مرافقتها إلا إن فزت عليكَ؟”
ضحكت فلور على نارس .
“أليس هذا خاطئاً ؟ إن كنتِ قوية فلن يكون هناك سبب للإستماع إلى هذا .”
بدت الكلمات التي خرجت من نارس ساخرة .
لم تكن هناك علامات على تليين الأجواء بينهما ، و الزمجرة و التحديق .
أخذت نفساً عميقاً وفتحت فمي و هما على وشكِ الإندفاع .
“متى أصبحتما قريبين جداً ؟”
“لا أريد أن أكون صديقة لهذا الرجل !”
“لسنا قريبان !”
الرفض الذي كان على الفور جعلني أضحك بصوت عال .
‘كيف لستما قريبين ؟’
هزورا رؤوسهم في الوقت نفسه و نظرا إلى بعضهما البعض .
‘بطريقة ما ، هذا يذكرني عندما كان رارا و سايمون معاً .’
عندما إلتقا الإثنان لأول مرة تشاجرا بهذه الطريقة .
‘مثلهما ، أعتقد أنهما سيكونان صديقان قريباً .’
لقد توصلت إلى خطة جيدة للشخصين المفعمين بالحيوية .
“ليش عليكما القتال ، يُمكنكما التناوب على مرافقتي .”
“لكن !”
“أنا مشغولة من الآن فصاعداً لذا سأخرج كل يوم .”
نظرت فلور إلىّ بعيون قاتمة .
كادت العيون القاتمة تضغط على قلبي .
“بدلاً من ذلك ، هناك شرط . كل ليلة سيكون هناك مبارزة بين فلور و نارس .”
“ماذا ؟”
لم يستطع نارس إخفاء عيناه الحائرتين .
على عكس عبوس نارس الظاهر على جبهته ، انتشرت إبتسامة مشرقة على وجه فلور .
“لقد قلتِ أنكِ تحتاجين وقتاً للتدرب ، فلور . لذلك سيكون من الجيد إن كنتِ قادرة على ذلك .”
أومأت فلور برأسها بقوة .
“أعتقد أن مبارزة لفلور ضد نار ستساعدة .”
“لماذا أنا ….”
هز نارس رأسه و أظهر كرهه للفكرة .
“هذا ما تقوله الآنسة ، إن لم يعجبكَ الأمر فقط استقيل .”
ابتسمت فلور و بدأت تنكز نارس .
“سأكون سعيدة إن رفضت ، سأكون الوحيدة التي ترافق الآنسة طوال الوقت .”
“ماخطبكِ ؟؟”
ضحكت فلور على كلمات نارس المنزعجة .
“كلما تنافست معي كلما أصبحت أقوي ، لماذا لا أكون أقوى لحماية الآنسة ؟”
“حتى لو لم تفعلي ذلك أنا سوف ….”
“قلت أن عقدكَ قصير الأجل لمدة عام على أى حال . ستغادر بعد ذلك ، صحيح ؟”
عندما سألته فلور توقف نارس عن الكلام وحدق بها .
“أنتِ على حق .”
اتفق مع فلور وهذه المرة نظر لنا بنظرة حزينة .
“…حسناً ، يُمكننا القتال .”
ثم مدّ يده و أجبر كتفيه على التحرك .
كافح نارس في التحرك و قبل مغادرة ساحة التمرين أدار رأسه .
“ليلة سعيدة ، دافني .”
قلت له ليلة سعيدة كذلك وهو حزين .
غادر نارس بدون تردد بعد أن سمع تحياتي .
سرعان ما أغلق الباب و فتحت فلور فمها .
“لا أعتقد أنه يراني حتى . ياله من أحمق .”
حسناً ، لا يُمكنني إنكار ذلك .
***
كان الوضع هادئاً للغاية في الأيام القليلة السابقة .
حافظ نارس على وعده و تناول العشاء و خاض نزالاً مع فلور في كل ليلة .
ووقفت بفخر أمام غرفتي في الصباح الباكر من اليوم الذي كانت تصطحبني فيه وكأنها هي السيدة .
نظرت إلى فلور وهي تسير في الشارع .
“فلور ، هل يعجبكِ التمرن مع نارس كثيراً ؟”
“نعم ! أشعر بالتأكيد أنني أتحسن !”
لمعت عيون فلور معبرة عن فرحتها بدون تردد .
“هل تتفقان ؟”
“لا ، هل من الممكن حتى أن نقترب منه …؟”
“آه ….”
كانت هذه إجابة حاسمة للغاية .
لم تعاني فلور من تقييم الناس بدون تغيير ف التعبير .
“إنه موهوب ، لكنه أحمق . حتى أنه مريب في بعض الأحيان لأنه يترك مكانه فجأة .”
سبب ذهابه بعيداً هو البحث عن والده الروحي .
“هذا تقييم قاسي .”
كانت الطريقة التي تشعر بها بالإشمئزاز منه مضحكة للغاية ، سالتني فلور بحذر .
“أعلم أنه سؤال وقح للغاية لكن … هل تحبين نارس ؟”
“هاه ؟”
“هل لديكِ مشاعر تجاهه ….”
بسبب سؤال فلور المفاجئ توقفت عن المشي ووجهت إصبعي السبابة لي و سألت .
“أنا و نارس ؟ هذا مستحيل .”
تنهدت فلور بإرتياح على الرد الفوري .
“أنا سعيدة أن الأمر ليس كذلك ، ستكون من المضيعة أن تكون الآنسة مع مثل هذا الشخص القذر .”
أنا أقدر كونكِ لطيفة معي لكن لا أعتقد أن شخصية نارس بهذه القذارة .
‘إن قلت ذلك هنا فسوف يزداد سوء الفهم الغير ضروري .’
أسرعت بخطواتي مرة أخرى و لم أتحدث إلا بإعتدال .
“أوه ، بالتفكير في الأمر . إلى أين سوف تذهبين اليوم ؟”
“أنا ذاهبة إلى المكتبة .”
“المكتبة ؟”
“نعم ، لدىّ إمتحان قبول في الأكاديمية قريباً .”
أومأت فلور برأسها كما لو أنها قد فهمت كلماتي .
“سمعت أن أكاديمية أوزوالد لديها إمتحانات في الصيف و القبول في الخريف .”
“هذا صحيح . ألا يُمكن عبى هذا المعدل الإلتحاق بدرجة عالية ؟”
أومأت فلور بقوة .
“أنتِ ذكية . لذا أنا متأكدة أنكِ ستحققين الدرجة الأعلى ! لكن إن ذهبتِ إلى الأكاديمية فلن أراكِ كثيراً ….”
تمتمت فلور بصوت حزين .
حظرت أكاديمية أوزوالد دخول المرافقين و الخدم بإستثناء طُلاب المرحلة الأولى ، لذلك كان ذلك مخيباً للآمال بشكل أكبر .
“ما الذي تتحدثين عنه ؟ يجب أن تذهب فلور أيضاً إلى الأكاديمية .”
“ماذا ؟ أنا أيضاً ؟”
بالتفكير في الأمر ، لقد كان موضوعاً لم أخبر به فلور بعد .
مما لا بثير الدهشة أن فلور فتحت فمها قليلاً لأنها لم تسمع عن الأمر من قبل .
“هناك اختبار قبول بعد شهر واحد ، عنصر التقييم بدني فقط .”
“آه … لم أكن أعرف أنني سألتحق بالأكاديمية … هل من المقبول أن أذهب ؟”
“إن لم تكن فلور ، فإن أى شخص يُمكنه الدخول إلى أكاديمية فنون المبارزة ، أعتقدت أننا يجب أن نذهب للأكاديمية معاً . ألا يُعجبكِ هذا ؟”
بعد كلماتي هزت فلور رأسها بعنف لدرجة أنها أصدر صوت طقطقة .
“لا ! أنا سعيدة لأنني ساتمكن من حمايتكِ في أي مكان !”
“هل هذا صحيح ؟ أنا سعيدة أيضاً .”
لم تستطع فلور إخفاء الإبتسامة على شفتيها .
سرعان ما وصلنا إلى المكتبة و بعد توجيهات المالك ، بدأنا في تصفح الكتب الموصى بها لامتحان القبول .
“لن يكون الأمر صعباً كما كنت أعتقد .”
الاستنتاج الذي توصلت لها أثناء النظر إلى الكتب هو أن مستوى الصعوبة لم يكن عالياً جداً .
“أعني ، إن أمكن أريد أن أدخل الأكاديمية بأفضل الدرجات .”
لا ينبغي أن يكون هناك أى نقص لأن الأجانب يُنظر لهم مثل عامة الناس حتى لو كانوا في نفس الصناعة .
‘لا يُمكنني أن أخذلهم .’
قررت شراء جميع الكتب الموصى بها وبدأت ببطء في البحث في جميع أنحاء المكتبة .
ربما بسبب اقتراب موسم إمتحانات القبول لم يكن هناك الكثير من الناس في المكتبة .
سمعت أنه مكان يُمكن للناس العاديين الدخول إليه ، لكن يجب أن يكون يتمتع بحماس كبير للتعلم .
نظرت حول رف الكتب وبدأت أنظر ما إن كان هناك شيء يستحق القراءة .
ثم سمعت صوت غير مرحب به خلفي .
“مهلاً .”
تنهدت و أدرت رأسي .
لقد كان آدم كيرتنس يبتسم لي .
“مرحباً ، لقد مرّ وقت طويل منذ رأيتكِ .”
“لا أعتقد أن علاقتنا جيدة .”
“لا تكوني قاسية . لقد فكرت كثيراً فيما فعلت و وبخني والدي كثيراً .”
ذهبت فلور لشراء كتاب .
لا أعرف ما إن كان يجب علىّ التعامل معه .
“لقد أرسلت لكِ رسالة منفصلة ، ألم تريها ؟”
“ليس الأمر وكأننا نتبادل الرسائل .”
كنت على وشكِ الذهاب للرف التالي لكنه منعني بيده .
“ماذا ؟”
“اعتذر بصدق و أريد أن نكون أصدقاء .”
اقترب مني آدم بخطوة و لقد كان على محياه ابتسامة مخادعة لا تناسب عمره .
ياله من غبي .
لقد تعرض للإذلال و مازال يريد أن نكون أصدقاء ؟
ما لم يكن معجباً بي ، و إن كان معجباً بي فلن يكون هذا منطقياً .
و أضاف على عجل عندما لم تكن عيناي طبيعية .
“لم أرَ إمرأة تعاملني هكذا من قبل ! أنتِ جذابة !”
يتبع …