Born as the Daughter of the Wicked Woman - 85
“أنا فقط أريد وضعكِ أمام عيني .”
هذا كل ما قاله نارس بهدوء .
إذا فتح فمه مرة أخرى فلن يقول شيئاً آخر ، لذا أغلق فمه .
‘نعم ، لا يُمكن أن يكون هذا .’
كان مفاجئاً جداً أن عقلي أصبح في حالة إرتباك .
قبضت على قبضتي و جمعت ذهني المُشتت .
“هذا كل شيء .”
كل التفكير الذي كنت أفكر فيه إنهار في القمامة .
‘لقد كانت أفكار مجنونة في المقام الأول .’
حسناً ، بما أنني رأيت بوضوح علامات الموت و اختفى السجن تماماً بين عشية و ضحاها .
ستكون معجزة حقاً لو كان على قيد الحياة .
لن تأتي لي المعجزات اللعينة ، لذا علىّ الإستسلام .
‘مازلت ، لا أعرف ….’
على عكس عقلي ، كان من الصعب الحكم بعقلانية .
كنت أعرف أن المشاعر هزت عقلي ، لكنني لم أكن أرغب في الاستسلام .
بعد رؤية شخص مشابه لراجنار ، أردت بطريقة ما التمسك ببعض الأمل .
إنه أمر سخيف و إن رأى شخص ما هذا سيخبرني أن أخرج من دوامة الماضي لكن …
‘أنا بحاجة لمعرفة المزيد عن سجن التنين .’
يجب أن يكون لدى أوزوالد كتاب به أساطير عن التنانين .
إنه هراء ، و قد يكون عبثاً ، لكن لابدَ من القيام بالأمر .
لا ، أنا أردت ذلك .
كان يجب أن يتم ذلك حتى قبل ظهور نارس ، بدلاً من ذلك أنا أبحث عنه بعد فوات الأوان .
كنت متأكدة أنه ميت عندما رأيت الدم متناثر بالقرب من السجن ، لكنني لم أتمكن من العثور على سجن التنين المفقود .
من الممكن أنني ببساطة أفتقد راجنار و لدىّ آمال عبثية .
من الصعب التفكير أنهما نفس الشخص لمجرد أنهما متشابهان .
نظرت إلى نارس بدون أن أتجنب نظراته الموجهة لي .
ومع ذلك ، كنت آمل آلا تكون هذه العيون الزرقاء الداكنة غير مألوفة بالنسبة لي .
‘لأنني أهتم بكَ أيضاً .’
عندما ألتقت أعيننا و كان هناك صمت لفترة طويلة فتح نارس فمه أولاً ربما لأن هذا كان غير مريح .
“هل قرأتِ الرسالة ؟”
“نعم ، قراتها .”
“كيف كانت ؟”
لم يطرأ أى تغيير على تعبيرات وجهه لكنني كنت قادرة على رؤية الإثارة في عينيه .
ثم تذكرت محتويات الرسالة مرة أخرى .
ثم ظهرت إبتسامة ناعمة على شفتىّ .
“قال أنه بخير ، و سيظل ينتظر ردي .”
“لقد قمتي بعمل جيد بقراءتكِ للرسالة .”
“نعم ، حقاً . ولقد أرسلت له رداً أنني بخير و أنني اشتقت له أيضاً .”
لا أعرف متى سيحصل سايمون على الرد ، لكنني لن أخشى فتح الرسالة بعد الآن .
فإبتسمت و تمتمت بهدوء .
“نعم، أعتقد أنني أبليت بلاءاً حسناً .”
لم أكن أضطر حتى لأخبار نارس بمحتويات الرسالة ، لكن نصيحته هي من أعطتني هذه الشجاعة لذا يجب أن يكون هذا جيداً .
“أوه ، الجو بارد .”
فجأة سقط شيء بارد من السماء .
عبست قليلاً ونظرت رأيت الثلج يتساقط من السماء .
“إنها تُثلج .”
“جميل !”
بدأ الثلج الثلج يتساقط و بنخفض تدريجياً شيئاً فشيئاً .
ربما بفضل الثلج الذي على شكل أوراق أشجار الصنوبر الذي يتساقط من السماء بدأت بالشعور بالحماس لرحلتنا مرة أخرى .
“أليس الجو بارداً ؟”
وضع نارس عباءته علىّ كما فعل في المرة السابقة .
عندما شعرت أنها وضعت فوق رأسي مددت يدي قليلاً و ابتسمت بينما كنت أشاهد الثلج .
كان من الجيد رؤية العيون المتفاجئة و يبدوا أن نارس خفف من حدة عينيه .
“نارس . في الواقع ، كان يجب أن أخبركَ بهذا في وقت سابق ، أنا متأخرة قليلاً .”
“هاه ؟”
اختفى عقلي المعقد الذي كان متشابكاً وكأنه ثلج ذاب مثل الثلج المتساقط على الأرض الآن .
“إعتني بي في المستقبل .
“……..”
ابتسمت بإشراق و مددت له يدي .
حدق نارس بهدوء في وجهي و أمسكَ يدي الممدودة ببطء .
صافحني بخفة ، لكنه أدار وجهه بعيداً وغطى وجهه باليد الأخرى .
‘ماذا ؟’
هل أراد أن يرى الثلج المتساقط في البحر ؟
‘بطريقة ما ، تبدوا أذنه حمراء قليلاً .’
قد أكون مخطئة بسبب الإضاءة التي حولنا ، لكن ماذا عن هذا ؟
كان من الجيد رؤية السماء مليئة بالثلج كما لو كانت ترحب بنا .
لايزال هناك العديد من الأسألة التي لم تتم الإجابة عليها ، ولايزال هناكَ الكثير من العمل الذي يتعين القيام به .
لن يكون الطريق سهلاً .
ومع ذلك ، بدأت الأيام القادمة تبدو شاقة بعض الشيء .
***
في اليوم التالي ، وصلنا إلى أوزوالد .
عندما نزلت من القارب ووضعت قدمي في ميناء أوبري ، خفق قلبي قليلاً .
هذا مسقط رأس أمي البيولوچية ، إمبراطورية أوزوالد .
أخيراً ، تمكنت من دفن رماد والدتي في مسقط رأسي .
استغرق الأمر بعض الوقت ، لكن أمي سترحب بي أيضاً في مسقط رأسها .
على عكس حماسي ، كان لدىّ شعور أن المكان الذي كنت فيه كان غريباً قليلاً .
‘ماهذا ؟’
قيل أن أكبر ميناء في أوبري في الجزء الجنوبي من إمبراطورية أوزوالد هو مركز التجارة البحرية .
‘لا أعتقد أن هناك الكثير من الناس .’
لم يكن هناكَ الكثير من السفن في الميناء ،ولم يكن هناك أحد يعمل بإستثناء الرجل المسؤول عنا .
“هل المكان هادئ جداً ؟”
لم أكن الوحيدة التي تشعر بالغرابة .
إلى جانب شكوك لينوكس ، ظهر تعبير وجه أمي الحاد .
“لقد سمعت بعض الشائعات لكنها أسوأ مما كنت أعتقد .”
“شائعات ، مستحيل ..؟”
“سمعت أن السفن التجارية لا تأتي و تذهب بسبب الحرب الأهلية .”
كنت أشاهد جبين أمي المجعد ، عرفت أن تخميني كان صحيحاً .
‘الحرب الأهلية …’
قِتال بين الإخوة على العرش .
الشقيقان القاسيان بما يكفي لدرجة تجاهل والدتي …
مجرد التفكير في الأمر جعل أسناني تؤلمني .
“الجزء العلوي لإمبراطورية أوزالد يستورد السلع الكمالية و يبيعها بشكل أساسي للنبلاء . يُمكن إعتبارها حصرية للنبلاء .”
“ثم ماذا عن عامة الناس ؟”
أجابت أمي على سؤالي بتعبير مشوش .
“الأشياء الضرورية للزراعة و الحياة اليومية يتم إستيرادها بشكل أساسي من التجار الأجانب …”
فكرت أمي في الأمر وقالت لي سببين .
“إنها إمبراطورية حيث تظهر الأبراج المحصنة غالباً ، لكن هناك أيضاً حرب أهلية لذا فهي خطيرة ولا يريد أحد التدخل و ….”
“و ؟”
“الشركات الأجنبية محدودة في نموها .العملية معقدة إلى حد ما حيث توجد فرصة للإعتراف بها كمجموعة مستهدفة فقط إذا حصلو على إذن من العائلة الإمبراطورية في وطنهم .”
فهمت بما فيه الكفاية .
“هناك العديد من القيود ، لذا لا أحد يحاول حتى .”
ربما يكون هذا بسبب عدم وجود سبب للمخاطرة . ولكن رغم ذلك ، إن الأمر شديد الخطورة .”
لم يستقم تعبير أمي .
بالتأكيد لم يكن هناك ميناء بهذا الهدوء في أى مدينة زرتها .
“أين هي الامتعة ؟”
“قيل لي أنهم سيحتفظون بها في المبنى الذي اشتريته مسبقاً .”
قالت لي أن علينا الذهاب إلى هناك ، ولقد كنا على وشك التحرك ، لكن رأينا شخصاً يركض من مسافة بعيدة .
“هاا ، من فضلكم إنتظرو ، لحظة .”
وقف أمامنا رجل كبير في السن .
أخذ نفساً عميقاً ونظر إلينا بفارغ الصبر .
“هيك ، هيك . هل أنتم قمة بينديكتو ؟”
“نعم هذا صحيح .”
“إسمي جاسبار . رئيس هذه المدينة .”
“أوه ، سررت بلقائكَ . إسمي كلوي بينديكتو الرئيسة لقمة بينديكتو .”
بعد أن قدم جاسبار نفسه مدت أمي يده لمصافحته .
لكن جاسبار لم يصافح أمي .
سقط فجأة أمامنا و قال بصوت يائس .
“ا -ارجوكِ ساعدينا .”
“هل تريد المساعدة ؟”
لم يستطع جاسبار حتى رفع رأسه بشكل صحيح بعد سؤالي أمي و كان يتوسل بجدية .
“من فضلكِ ، من فضلكِ ، بيعي لنا الطعام .”
بناء على الطلب المفاجئ قالت أمي بشكل طبيعي و بصوت منخفض .
“إنها ليست مشكلة لأنها معروضة للبيع مسبقاً .”
“هذا ….”
كان صوت جاسبار يرتجف و كأن هناك عيباً .
تنهدت أمي و مدَّت يدها له .
“التاجر يأتي لبيعض الاشياء فهل ترغب في التبرع ؟ أولاً ،دعنا نتحرك قليلاً .”
وقف جاسبار ممسكاً بيده من الألم .
‘أوه ، أنا أعرف ما هو الغريب .’
عندما رأيته للمرة الأول اعتقد أنني شعرت بإحساس [ديچاڤو .] ، لكنني اعتقدت أنني أعرف ما هو عليه .
كانت يده التي تمسك بيد أمي الممدودة جافة جداً .
بدا وجهه نحيفاً جداً ، و ذراعه و رقبته التي كانت بداخل الملابس كانت نحيفة جداً أيضاً .
‘هل هناك مجاعة منذ فترة طويلة ؟’
لم يكن جاسبار الوحيد الذي كان نحيفاً فقط .
بينما كنت أسير في الشارع صادفت عدداً قليلاً من الناس ، لكنهم جميعاً بدوا نحيفين للغاية وكأنهم لا يستطيعون تناول الطعام بشكل جيد .
سألتني فلور التي كانت بجواري بتعبير جاد .
“آنستي ، هل هم حقاً شعب أوزوالد ؟”
“هذا غريب بعض الشيء ، لكنني أعتقد أن هذا صحيح .”
“إذاً … أوزوالد ربحت الحرب ، فلماذا يبدون و كأنهم يعيشون في بيئة و تغذية أكثر فقراً من شعب الدول المهزومة ؟”
قالت فلور و كانت غاضبة و شعرت بالأسف تجاههم .
كان الأمر بهذه الخطورة .
أصبحت مملكة ميسون على الأقل دولة صالحة للسكن إلى حد ما بعد مرور عدة سنوات منذ هزيمتها من قبل أوزوالد و أنها أصبحت دولة تابعة .
على الأقل لم يكن هناك أشخاص يتضورون جوعاً في الميناء مثلهم .
“ليس فقط ميسون ، لكن حتى مملكة دونا لم تكن في هذا المستوى مثلهم .”
لماذا بحق الجحيم أصبح الناس في أغنى البلدان هكذا ؟
يتبع ….